أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - لا تحرمني من هذه العادة














المزيد.....

لا تحرمني من هذه العادة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 10:24
المحور: حقوق الانسان
    


أبي الذي في السموات,هذه كل مطالبي وهي أن لا تحرمني من هذه العادة وهي صلاتي وحاجتي الدائمة إليك ,حين أصلي لك أشعرُ بقوتي فأُلقي بسيفي على الأرض وأحمل قلبا حنونا وعاطفيا لأن الضعفاء فقط هم من يحمل السلاح والأقوياء لا يحتاجون إليه وكل ما أرجوه منك هو أن لا تحرمني من هذه العادة,حين أُصلي إليك أبي الذي في السموات ألقي بكل أسلحتي وأستمسك بأبوتك وبقدرتك على نشر الحب والمحبة وبقدرتك على النهوض من بين الأموات وبقدرتك على إحياء الموتى وإنعاش المجروحين وأنسى أن أقول لأقربائي أنني أصلي وأنسى إخبار جيراني بموعد صلاتي وأغلبهم حائرون بموعد صلاتي فلا أحد يعرفُ بالضبط متى أقومُ إليك ومتى يشتعل النور الذي جعلته في رأسي ولا تفوتني أوقات الصلاة إليك ولكن يفوتني أن أقول لأصدقائي أنني أُصلي إليك حتى أنني حين أُصلي إليك أنسى كثيرا الاهتمام بنفسي وأنسى كل ما أحتاجه وأبدأ باحتياجات الآخرين فأطلبُ لهم السلام والأمان وجوزا من الحمام الأبيض يطير فوق رؤوسهم وأنسى أين أنا ومتى جئتُ إلى هذه الدنيا وأتذكر كل الناس النائمون والمستيقظون وأنسى أنني كنتُ قبل الصلاة إليك متعبا ومرهقا وكل ما أرجوه منك في صلاتي هو أن لا تحرمني من هذه الأحاسيس ومن هذه المشاعر الرقيقة..والآن بعد أن انتهيت من صلاتي ترتاح نفسي وترتاحُ أعصابي وأهدأ كثيرا, وحين أُصلي إليك أنسى أخبار العالم الصباحية والمسائية وإذا كانت بيدي قُصاصة من ورق أُلقي بها أرضا وإذا كنتُ مشغولا بالنظر في فيلم أو أي مشهد تلفزيوني أو بمشهدٍ من ذاكرة الطفولة أنسى كل ذلك وأُغمض عينيا قليلا لكي أكون معك وحدك: أبي الذي في السموات الآن أنا مرتاح جدا..أبي الذي هناك الآن أنا مبسوط جدا في حياتي وكلما انتهيتُ من صلاتي كُلما أحسستُ أني كالأطفال فأقوم من مكاني لألهو ولألعب قليلا وأنا مرتاح البال والضمير...نحن المتعبون ونحن الخائفون ونحن الجائعون ينقصنا السلام وينقصنا الأمن وتنقصنا المحبة فأعطني من المحبة ما يكفي لسد جوعنا ولا تجعلنا نعتمدُ على بعضنا كثيرا لكي لا نهلك ولكي لا نموت قهرا...أبانا الذي في السموات:لا تنسانا من عطاياك الكثيرة كما نسينا أصحابنا وأحبابنا... نحن المكلومون المجروحون والنازفون من تحت أقدامنا حين نعودُ من جراحنا لا نجد أحدا على باب البيت ينتظرنا وحين نعود ومعنا كل آلامنا لا نجد حظنا دافئا نرتمي عليه بكل ما في صدورنا من آلام فليس لنا إلا أنت نرتمي عليه بكل ما في قلوبنا من آلامٍ وجراح فلا تحرمنا من جراحنا ولا تحرمنا من عاداتنا.

نحن التائهون في هذه الدنيا ولا نحملُ على أكتافنا إلا صليبنا ولا نحملُ في قلوبنا ذرة من الحقد أو الكبرياء وليس لنا غيرك وليس لنا بعدك ولا قبلك نحن أبناءك الصغار منهم والكبار ونحن ملح الأرض الذي رششته على الأرض, حين أُصلي إليك أتوجه بوجهي نحو غروب الشمس وأنسى كل الاتجاهات الأخرى وأنسى إلى أين كنتُ أوجه وجهي قبل معرفتي الحقيقية بك لأنني أكون مشغولا بك في وقت الصلاة وأرفض أن أشتغل بغيرك أو يشغلني عن ذكرك غيرك فلا تحرمنا من عادة الصلاة,وحين أُصلي إليك أنسى كل الذين ظلموني وينزاح عن صدري حملا ثقيلا وأركن إليك وأتكئ على جنبي ويفيض قلبي حبا وعطفا وحنانا وأشعرُ وكأنني رجلٌ آخر لأول مرة أعرفه ولأول مرة يتم التعارف عليه وكأنني ولدتُ من جديد وعندها أشعر بكامل إنسانيتي وبأنني إنسان حقيقي يستحق الخلاص من العذاب وأشعر بأنني أحبُ كل الناس والناس يحبونني, وكثيرا ما أشعرُ بأن العذاب جزءٌ من حياتي وبدونه لا يمكن أن أكون أنا أنا,وفي الأيام التي لا أشعرُ فيها بالآلام أشعرُ وقتها بأنني لستُ أنا ذلك الإنسان الذي خلق على شاكلة الآب ليحمل عن الآخرين آلامهم فأنا لم أُخلق من أجل نفسي بل من أجل أن يسعد الآخرون فلا تحرمني من هذه العادة ,الصلاة إليك في السر وليس في الجهر وتكون على مذهبي ليس شرطا أن يعلم فيها الناس والجيران والأصدقاء,صلاتي إليك بقلبٍ خاشع وبعينٍ تدمع وبلسانٍ لا يكف عن الصمت وكل الكلام يخرج من قلبي وهذه هي الحالة الوحيدة لي حينما يسكت لساني ويتحدثُ فيها قلبي ,وصلاتي تختلف عن صلاة باقي المِلل والنِحلْ, صلاتي إليك لا تشبه صلاتهم التي يصلونها جهرا أمام الناس والجيران والأصدقاء لكي يقال بأنهم يصلون إليك فأنا أُصلي من أجل هذا العالم ولا أُصلي من أجل نفسي صلاتي إليك ليست غريبة بل هي الحقيقة بأكملها فما معنى أن أصلي ويراني الناس أو أن تكون لي لحية مثل المُكنسة المصنوعة من القش الأصفر! وما معنى أن أصلي على عين الجيران؟ حين أصلي لك أقطع صلتي بالعالم الخارجي وأكون معك متحدا فيك جسدا وروحا,لا يعلم بصلاتي أحد ولا أحد من الناس يعرف معادها حتى أنا لا يمكن أن أحدد وقتاً أو أوقاتَ محددة للصلاة فالصلاة هكذا تأتيني فجأة حين أشعر بروحي وهي تناجيك وحين أشعر بالحاجة إليك فأحيانا أحتاج إليك في كل الأوقات وفي كل ساعة فتجدني في كل ساعةٍ أصلي وأحيانا أصلي لك في اليوم مرة واحدةً وأحيانا عدة مرات تزيد عن الخمسة والعشرة ومع كل ذلك لا أستطيع التنبؤ بموعد صلاتي في المرة القادمة,فلا تحرمني من هذه العادة,ودائما ما أتمنى أن تدوم جراحي وأن تتسع أكثر لأبقى أشعرُ بأنني فعلا بحاجة إليك ولكي أستمر في صلاتي أكثر وأطول وقتٍ ممكن.

للناس الذين من حولي عالمهم الخاص الذي يعيشون به إلا أنا لي عالم خاص بي يختلف عن العوالم الأخرى فأنا أنفرد في حبي لك وأنفردُ في حديثي معك أنني أُصلي إليك ولا أحد يعلم بأنني دائم الصلاة إليك,صلاتي إليك تكون في سري وفي قلبي وفي عقلي وفي وجداني, صلاتي إليك حالة تأتيني بين الحين والحين وعادة درجتُ عليها وكل ما أطلبه منك في صلاتي هو أن لا تحرمني من هذه العادة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادة الشمس
- كيد المرأة عظيم وكيد الشيطان ضعيف
- لماذا أنا غير إرهابي؟
- فاتورة الكهرباء والمواد التموينية
- طوال عمري
- الحماس الديني عن غير علم
- الفادي
- المسيحية والاسلام نظرة عن كثب
- علاقتي بالمسيحيين وباليهود
- المسيح,نظرة من الأفق
- مللتُ
- نظرة جانبية للمسيح
- شكرا للرب
- خلق الكون والقرآن
- الحظ لعب مع المسلمين دورا كبيرا في مواجهة الفرس
- عدت مبتسما
- مقال الاعتزال
- الثقافة والبراءة
- شرب القهوة
- كن عربي الدين عيسوي الأخلاق


المزيد.....




- -اللعنة والنعمة-.. قصة خارطتي نتانياهو في خطابه بالأمم المتح ...
- لافروف يلتقي بسام الصباغ على هامش الجمعية العامة للأمم المتح ...
- تصفيق وصيحات استهجان ومقاطعة.. شاهد كيف استقبل نتنياهو في قا ...
- -رش الملح على الجرح- أمطار غزة تفاقم معاناة النازحين وتُغرق ...
- نتنياهو يتمسك بالحرب ويهاجم الأمم المتحدة ووفود دبلوماسية تق ...
- ضمت دولًا مثل السعودية ومصر وإيران.. نتنياهو يعرض خرائط -الن ...
- السوداني يعود إلى بغداد بعد مشاركته باجتماعات الجمعية العامة ...
- من جديد.. خرائط نتنياهو تعود إلى منصة الأمم المتحدة
- عدد من مندوبي الأمم المتحدة يغادرون جلسة الجمعية العامة أثنا ...
- لبنان يتسلم من الصين هبة بقيمة مليون دولار لمساعدة النازحين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - لا تحرمني من هذه العادة