علي ماضي
الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 14:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الانتخابات التمهيدية التي لجأ إليها التيار الصدري خطوة بالاتجاه الصحيح من شأنها تعزيز الأسس الديمقراطية في هذا البلد ، ولكن هناك عيبان يشوبان هذه التجربة :
الاول خارج سيطرة التيار الصدري ، لان الموضوع متعلق بالوعي العام ، والأسس التي يعتمدها المواطن في الاختيار ، اذ لا يخفى على المتتبع أن المواطن ليس لديه معيار أو مقياس يتخذ بالاعتماد عليها قرار الاختيار لحداثة التجربة الديمقراطية ، ولتدني المستوى التعليمي للغالبية ، فيلجأ الى العلاقات العامة ، والعشيرة ، والسمعة الحسنة ، وهذه المعايير لا تكفي لوحدها ليكون الاختيار موفقا . فما فائدة ان يكون المنتخب من ذوي السمعة الحسنة وهو بليد او ليس لديه خلفية علمية وثقافية تمكنه في لعب دور هام في تغير مجرى مشاريع القرارات التي تطرح للمداولة والنقاش بين أروقة المجلس الذي سيكون احد أعضاءه.
أما العيب الثاني : فهو عيب في التخطيط من قبل القائمين على تنظيم هذه الانتخابات ، كان من الحري بهم تشكيل لجنة داخلية تعمل على اختيار المرشحين وفقا لعاملين أساسيين الاول هو شهادته التي يحملها والثاني الاختصاص ، والا فما فائدة بكالوريوس اللغة العربية في لمجلس اغلب مشاريعه ستكون عمرانية وتشريعية ، ويكون واجب اللجنة اختيار أسماء محددة وموزعة على الاختصاصات التالية:
1. السياسة ما لا يقل عن ثلاث مرشحين شهادات عليا
2. القانون ما لا يقل عن ثلاث مرشحين شهادات عليا
3. هندسة مختلف الاختصاصات ما لا يقل عن ستة مرشحين كفاءة عملية او شهادات عليا
4. تربية وتعليم مختلف ما لا يقل عن ثلاث مرشحين شهادات عليا
5. صحة عامة ما لا يقل عن ثلاث مرشحين
6. تخطيط و إحصاء ما لا يقل عن ثلاث مرشحين شهادات عليا
7. أمنية ما لا يقل عن ثلاث مرشحين رتبة عقيد صعودا او ممن لهم خبرة في الاختصاص.
توزيع المرشحين على هذه الشاكلة سيضمن فاعلية عضويتهم في المجالس التي سينتخبون فيها ، من خلال قدرتهم على الإقناع لكونهم من ذوي الاختصاص ، فضلا عن قدرتهم على التصويت الصائب للمشاريع ذات الجدوى والنفع العام ، وسيكون التيار تلافى العيب الاول المتمثل بجهل المواطنين بمعايير الاختيار.
خلاف ذلك ، سيكون مصير الأعضاء الذين سيتم انتخابهم كمصير الأعضاء الحاليين ، عبارة عن أناس أتيحت لهم الفرصة للتنعم بخيرات البلد ، واستغلال نفوذهم الوظيفي من خلال ابتزاز مدراء الدوائر لتحقيق مطالبهم مقابل ضمان عدم الإقصاء ، فضلا عن تحقيق منافع خاصة لهم ولأقاربهم وأصدقاءهم لضمان ترشيحهم في الانتخابات المقبلة .
علي ماضي
11/7/2012
#علي_ماضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟