أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - طه معروف - حزب العمال الشيوعي التونسي في مقايضة الشيوعية بهوية عربية إسلامية














المزيد.....

حزب العمال الشيوعي التونسي في مقايضة الشيوعية بهوية عربية إسلامية


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 17:27
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أعلن رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي اليوم في مؤتمر صحافي، تغيير إسم حزبه "ليصبح إسمه الجديد "حزب العمال" بعد أن حجب إسم الشيوعية منها بذريعة أن إسم الشيوعية عبء على الحزب نتيجة فشل التجربة الإشتراكية الذي أعقبته إنهيار الكتلة الشرقية في الثمانينات من القرن الماضي وأسباب أخرى محلية المتمثلة "بنفورالجماهير"من إسم الشيوعية وعدم إنسجامها أيضا مع الهوية العربية والإسلامية حسب آراء بعض من أعضاء وكوادر الحزب المذكور . كما أنهم يلقون باللائمة على إسم الشيوعية الذي تسببت في عرقلة نشاطهم السياسي. وكأن الشاب محمد البوعزيزي أحرق نفسه في ظل الحكم الشيوعي وليس تحت حكم أصحاب الهوية العربية والإسلامية الغادرة.

ولكن القرار جاء متأخرا بسنوات لحزب الهمامي الذي ينتمي إلى مدرسة الإشتراكية البورجوازية الستالينية وكان من الأجدى لهم أن يعلنوا عن إنتمائهم الحقيقي اللاشيوعي واللاعمالي إبان إعلان النظام الدولي الجديد بقيادة أمريكا لكي يكون مجهزين ومستعدين مع باقي الحركات اليسارية البورجوازية والقومية للشروع في تشكيل تحالفات سياسية بما يناسب مشروع أمريكا بعد "موت الشيوعية" حسب مزاعم الغربيين . ولكن القرار جاء متأخرة جدا لحزب متعاطف مع الهوية العربية والإسلامية الذي يناشدها الفاشية الإسلامية والقومييون والليبراليون في تونس .
نحن نعيش في عصر أصبح لطخ سمعة الشيوعية والحرب عليها ،سمة مميزة لمعظم الحركات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وكل منهم بطريقته الخاصة يشارك في هذه الحرب البورجوازية القذرة ،فمنهم من يعتبرأن السلام الطبقي هو الحل وأخرى يقترح مراجعة وتغيير المبادئ الأساسية للشيوعية . شاهدنا ونشاهد الآن كيف أن معظم اليسار يعادي المبادئ الشيوعية بطريقته الخاصة الملتوية لكي يحصل على موطئ قدم في المؤسسات السياسية البورجوازية بعد أن يطمأن ويتعهد للعيش و العمل معا لحماية مصالح الرأسمال .لا أبالغ إذا أقول إن اليسار بوجه عام أصبح في صفوف الأمامية لمحاربة الشيوعية وحتى عندما يرفعون راية الشيوعية ،لا بقصدون منها النضال من أجل تحرير طبقة العاملة وإنما يقصدون ألإصلاحات أو مهام بعيدة كل البعد عن مصالح العمال .
ولكن ربما يسأل سائل :هل الشيوعية يشكل عبئا على هذا الحزب أم إن الحزب هي فعلا عبئا على الشيوعية ؟
الجواب واضح جدا ولايقبل أدنى شك بإن هذا الحزب كان هو فعلا يشكل عبئا على الشيوعية فبالأمس إرتبط هذا الحزب مصيره بمصير أطراف سياسيةغاية في الرجعية بحجة معارضة نظام بن علي وكان أحد أطراف 18أوكتوبر التي تضم إلى جانبه حركة النهظة الإسلامية وتيارات أخرى قومية. واليوم يبحث عن تحالفات أخرى جديدة مع قوى الذي يعادي الشيوعية من الصميم رافعين شعارات إصلاحية تافهة في ظل حكم الفاشية الإسلامية و بقايا النطام السابق، فهؤلاء من ضمنهم حزب الهمامي كانوا في طليعة عندما أستجابوا لنداء الإسلاميين وأطراف أخرى للدخول والمشاركة في عملية المهزلة الإنتخابية الذي أجريت لا لسبب وإنما لإرضاء الإسلاميين وبقايا النظام التي أستهدفوا من ورائها وقف الإحتجاجات ومن ثم القضاء على الغليان الجماهيري الثوري الذي كانوا في أوجه الإستعداد لقلب النطام ومؤسساته القمعية.
الشيوعية قبل أن تكون إسما أو لقبا ،فهو عبارة عن العلم والفكر والممارسة العملية .علم لتحرير الطبقة العاملة والمجتمع معا من ظلم وإستغلال الرأسمال .وفكر لطبقة الثورية الذي من خلالها فقط يمكن أن يحافظ على صفه المستقل عن باقي الطبقات في المجتمع .وممارسة عملية من أجل إلغاء العمل المأجور والملكية الخاصة للرأسماليين.وأنتم تحت لواء الشيوعية جعلتم من تلك المبادئ المذكورة كاريكاتيرات لا أكثر فبدل العمل من أجل تحرير و توحيد صفوف طبقة العاملة ،بذلتوا الغالي ونفيس لإنحراف مسار نضالها وتشتت صفوفها لإنكم أخترتم جبهة أخرى و أنهمكوا في بناء و تنظيم وتوحيد البيت البورجوازي بشقيها القومي والإسلامي.
أنظروا ما يحدث بتونس اليوم بعد سيطرة الإسلاميين حيث بدأوا بالهجوم على جميع الظواهر ذات صلة
بالحالة المدنية في المجتمع ولاحظ كيف أن غنوشي يبرر جرائم وإعتداء السلفيين ويستبشر بثقافتهم الهمجية ويرفض بأن يقول إن تلك الممارسات الإسلامية يضعف نشاطهم ،بالعكس يعتز بهم ويمجدالإسلام رغم إنه سبب في سفك الدماء لآلاف الناس الأبرياء ليس في تونس فقط وإنماعلى أرجاء المعمورة.فإذا كان المجتمع في نظركم طبعا، يستقبل بكل هذه الأفكار والحركات الهمجية أن يعمل في صفوفها فلماذا إذن الشيوعية تشكل عائقا أمام نشاطاتكم السياسية؟وهل الشيوعية يعادي حقوق العمال والكادحين أم يتجاوز على حقوق نصف المجتمع ألا وهي المرأة ؟



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا بنديكت في ميزان أساتذة وطلبة جامعة روما وميزان البيت ...
- من منكم أفضل من تنظيم القاعدة؟
- فيلم الفتنة لليميني الهولندي فيلدرز مات في مهده
- استقلال كوسوفو قنبلة أمريكية في البلقان وليست له علاقة برفع ...
- الفساد في العراق وجه آخر للإرهاب (بصدد حادثة إحراق البنك الم ...
- حضور طارق الهاشمي في الساحة السياسية الكردستانية، لماذا؟
- الحوارالمتمدن إنجاز نوعي في مسار الصحف التقدمية
- الشهرستاني يلغي العقود النفطية لحكومة الإقليم و التي لا تخص ...
- من هم الطامعون ،أصحاب الفتاوي في الأزهر أم البؤساء المصريين ...
- حزب الذئب اليميني والمؤسسة العسكرية ينقلان صراعهما مع الحكوم ...
- تهديد الحكومة التركية بين ترحيب الشوفينية العربية ومقاومة جم ...
- العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -
- حول طبيعة موقف السلطة الميليشياتية من إعتداء حثالة الشركات ا ...
- في العراق الجديد أصبحت السجون رمزا للأمان ....على هامش زيارة ...
- االليبرالي خيرت فيلدرز مطالبا بتمزيق نصف القرآن و حظره الشام ...
- ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريك ...
- هكذا تدخل حكومة إقليم كردستان في منافسة الإسلاميين لأسلمة ال ...
- ذوبان الجليد أم المغازلة في العلاقات واللقاءات الامريكية الا ...
- في العراق الحديث ممنوع حصول المرأة على جواز السفر، بينما يحص ...
- من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم ا ...


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - طه معروف - حزب العمال الشيوعي التونسي في مقايضة الشيوعية بهوية عربية إسلامية