فواز قادري
الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 09:09
المحور:
الادب والفن
من صباح إلى صباح
تدور بلادي كقلم رصاص
في مبراة شرهة لا ترحم
شرائح شرائح يخرج منها
لحم آدميّ مع الأرواح
أضلعُ مبانيها تتشابه مع الطحين
أشجار
ذكرياتها عميقة في الزمن
شوارع لم تعد تتعرف على نفسها
أعمدة بيوت تصلّي على الأنقاض
أطفال بملابس ملوّنة بالأحمر
والأعياد خائفة مراجيحها
تراقب حزينة من بعيد.
00
هذا ليس كلّ شيء
تعجز كاميرات متحرّكة
مفتوحة الأعين على اتساعها
وصف القليل ممّا جرى
فكيف لقصيدة بقلب مجروح.
00
هذه ليست صورة كاملة
قطعة صغيرة من تلال أرغفة
لا تكفي جائعاً يتضوّر
قشرة حبة
من بيدر مترامي
لا تكفي عائلة العصافير
ثقب صغير في عتمة الأعمى
لاتدعوه يتخلّى عن العكاز.
00
هذا ليس كلّ شيء
أدلّاء يفتشون رحم مدينتي المكلوم
يفتشون دمعة الفرات وأصحابها:
قذيفة على قرنة ابن قنبر
قذيفة على السوق المقبي
قذيفة على مئذنة الجامع
قذائف لا تعرف المُزاح
تنهال على الدير وأخواتها
قذائف من غيظها
تطقّ في الفراغ.
00
يا الله يكفينا كرماً
حصلنا على أكثر من حصتنا بكثير
من نعمة القذائف.
00
هذا ليس كلّ شيء
مازالت تُمطر أملاً خفيفاً لا يُرى
حتى يزهر خشب التوابيت
ويخلع تراب متسخ بالدخان
سرواله الوحيد ويغتسل
تُمطر عينا الرجل الشمسيتان
أقواس قزح القدر
هذا ليس كلّ شيء
ناقصة حكاية الراوي العتيق
طلّاب حريّة مجتهدون
يكتبون لأطفال البلاد الخاتمة.
#فواز_قادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟