البحث عن بديل 15

سليم القرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 01:08
المحور: الادب والفن
    

قبل يومين
رغم اعلان وقف اطلاق النار وتم الانسحاب العشوائي, تربصوا التحالف بقيادة امريكا وصمموا ان يسحقوا الرتل بضربه من المقدمه والمؤخرة حتى شلوا حركته وحولوه الى عجلات محروقه واشخاص متفحمه بطائراتهم التي تسخر وتستعرض عضلاتها فتطير بارتفاع منخفض فتسبب الهلع والرعب وتصدر اصوات بهلوانية وترسم بالأكزوز بشائر نصرها بمزيد من القتل ومزيد من الدمار. مما ادى الى اغلب الجنود ان يتركوا المعدات ويقطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الاقدام, تعب وقهر وجوع ومعانات نفسيه على ما اوصلتهم مغامرات رئيسهم الطائشة ونتيجة التراكمات المستمرة من خلال جبروت النظام وبطشه وطغيانه على الشعب, ادى ذلك الى بركان تفجر من خلال الشرارة الاولى في ضرب جدارية لصدام من قبل احد الابطال الناجين من الانسحاب بتوجيه سبطانة الدبابه ليحرق الاف جداريات صدام من سفوان الى كردستان. لقنوا اهل البصرة الطاغيه وحاشيته درسا قاسيا في 1 اذار 1991 بانتفاضة شعبية عفويه لم يخطط لها مسبقا بل كانت نتيجة حتمية لتراكمات وضغوط فوق الطاقه لشعب يريد الحياة.
قبل يوم
هب الشعب في الناصرية والعماره بينما اهل السماوه اخذوا يرددون فيما بينهم ( اجوا اجوا) مما ادى الى هيجان ونار تغلي في قلوب المترقبين كي يهبوا وينفجروا كالبركان وفي الطرف الثاني خوف ورعب في نفوس مرتزقه النظام.
اليوم 3 اذار اول الصباح.
استوقفه جار وقال له اياك ان تذهب هناك كامرات لدى رجال الامن! توقف سمير مترددا ثم قال: اليوم يومنا ومضى بأتجاه صوت اطلاق النار وعندما اقترب من الكشك شاهد انسحاب منظم من قبل مرتزقة النظام وهم يسيرون على أرصفة الشارع من الجانبين ويرمون طلقات الى الاعلى ومتجهين من الغربي بأتجاه السوق في شارع باته . رجع سمير منفردا ليس لديه سلاح ودخل بالفرع الاول وعلى يمينه حائط مدرسة المعرفه وعبر مدرسة المتنبي ووقف يترقب في راس الفرع الذي يطل على شارع الفنادق أو يسمى ايضا شارع العيادة الشعبية. من قرب مقهى ابو عماد صاح احدهم يسقط صدام المجرم ثم ردد وراءه سمير يسقط صدام المجرم ثم مجموعه قرب محل رشيد شاهين صاحوا يسقط صدام الظالم , مباشرةً عرف سمير ان الطريق امان ثم اتجه راكضا الى تقاطع الطريق مع شارع باته. ثم توجه يمينا بأتجاه السوق وكان بالمقدمة.
في هذه الاثناء كانوا مجموعه من الابطال من منطقة الشرقي اتخذو من البساتين مأوى لهم, ولانهم غير مقتنعين في الحرب تمردوا ولم يلبسوا العسكرية لاينامون في بيوتهم حتى لاتقبض عليهم مفارز النظام. في الصباح شعروا بالجوع وعادةً يتسلل احدهم لكي يبعث احد الاطفال ليشتري لهم خبز او شيء اخر لوجبة الفطور واذا يخبره الطفل بان الاوضاع بالمدينه غير طبيعيه وتوجد بلبله مثل انتفاضة البصره ومن هذا القبيل, ما ان سمع واذا به يركض الى جماعته ويحفزهم بالخبر واذا بهم يهبون وتدفعهم الغيره والحمية. كانوا يريدون السلاح فانهم يحملون القامات والسكاكين وماشابه ذلك وهذه لاتوفي بالغرض حتى قال احدهم: يوجد مخزن سلاح تحت عمارة الحجاريين في شارع الجسر ذهبوا اليه واخرجوا السلاح ووزعوه على جماعتهم وتجهوا الى مراكز الشرطه فسقطوه واخرجوا السلاح من المشجب ووزعوه.
قبل ان يصل سمير الى السوق خرج احدهم واطلق بالسلاح اطلاقات تفاجأ سميربقليل من الألم والخوف وانبطح ملتسقا بالارض بعد ان احتمل انهم موجودين وبعد قليل وجه انظاره حتى أكتشف ان هذا الرجل من ضمن المنتفضين وليس من ازلام النظام ففرح فرح كبير و ركض ركضه سريعه الى رأس السوق وهو يردد هتافاته ضد النظام. يعتبر سمير اول شخص من طرف الغربي قد وصل الى السوق ومن الجهه الاخرى يعتبر وليم جورجيس اول شخص من طرف الشرقي قد وصل الى السوق وعندما اتحدوا رجعوا الى الخلف باتجاه مركز الشرطه في الغربي وحرروه بدون مقاومه وصعد وليم على سياره الشرطه المتروكه والقى عبارات ارتجاليه ضد النظام وبعد قليل شاهد سمير ان نهاد واخرين قد رفعوا صور لمراجع دينية وواحد منهم قد رفع صورة للخميني ويبدو انه من المندسين الذين دخلوا المدينه ملتحين وغرباء قبل يومين مما ادى الى عدم رضا سمير نوعا ما من هذا التصرف. وبعد قتال الشعبه الحزبية في حي المعلمين سقطوا ثلاث شهداء من الثوار واخو سمير واسمه امين تعرض الى اصابه بالكتف وما زال اثرها وسام شرف . ( في وقت لاحق سال سمير امين: كيف خرجت انت من البيت فلم اراك وقتها فقال: انا تاثرت بك وتابعتك بخلسه وعندما اوقفتني امي قلت لها انا لست جبان ولم اطعها وتركتها تصيح خلفي خائفة قال ذلك وهو يبتسم تفاخرا) استمر قتال الشعبة يومين تقريبا حتى تم اسقاطها واسر من فيها من ازلام النظام الخائبين.
مقاومة شديدة في مديرية الامن استمرت لمدة يومين وقد قاتلوا ابطال منطقة الحيديرية والضجرية قتال شديد وبعد ان استشهدوا مجموعه من الثوار بسبب المقاومة الشديدة من قبل رجال الامن, قرروا الثوار احضار رباعية مقاوم طائرات ورموا باتجاه مديرية الامن مما سبب لهم هلع وخوف من المصير المحتوم حتى ولوا هاربين من خلف البناية وساقوا بسرعه خاطفة على طريق الخضر وعندما دخلو الثوار اخرجوا المساجين الموجودين على ذمة التحقيق اي من السجن العلني وبعد ساعات سمعوا انيين من سجن سري تحت الارض ولايعرفون اين المدخل لهم حتى قرروا تفليش الحائط واخراج السجناء وكان وضعهم سيئ جدا و من بينهم ضابط طيار فرنسي ومدير اذاعة كويتي من اصل فلسطيني وزوجته ومجموعه من الكويتين وعرب وعراقيين وعندما خرجت مرام من السجن كان شغلها الشاغل ان تحاسب علي ناصرية واخرين على الجرائم التي اقترفوها بحق الابرياء.
عندما تحررت المدينه من اعوان النظام ارتدوا البعض على الرؤوس علامات خضراء تدلل على ان هوية الانتفاضة شيعية فوقفوا على تقاطعات الطرق وبعض الاماكن المهمة مثل البنوك والسايلو واماكن اخرى. كانت في الايام الاولى عندما تحدث نزاعات بين بعض الناس كان يحكم فيهم السيد الذي يتم اختياره من اهل المنطقه وكان مقره جامع او حسينية . حتى تعددت القيادات من قبل السادة وعندما تناقشوا في هذا قرروا ان ياتوا بسيد من مدينة النجف من تلاميذ الحوزة العلمية ليكون مسؤول عنهم.

في سيارت البيك أب عشرات الثوار قيدوا ايادي علي ناصرية سيء الصيت الذي لم يترك عائلة بحالها وكان كلبا مطيعا للنظام وحاقدا لدودا على الشرفاء والشريفات. وقفت مرام وشاهدت الموتورين يسبونه ويضربوه ويقولون له وح وح: فيوح وح مثل الكلب وح وح وح في هذه الاثناء زغردت مرام وقالت اللعنه على المجرمين وبعد قليل جاء احد الموتورين وقال: ابتعدوا, ابتعدوا, ابتعدوا فيبتعدون واذا هو يرميه بمخزن كامل من النصف اخمس وينخب جسمه في كل مكان حتى جاء احد الموتورين الذي تسبب المقتول هذا في قتل اخيه وتشريد اخوانه الباقين فملئ كفيه من دم علي ناصريه وشربه.......... ثم شرب..... وقال: الان حققت حلمي وكان ذلك امام انظار الموجودين .................وبعد قليل (سحلوه سحل) حتى وصلوا به الى سوق هرج قرب مدرسة الرشيد قطعوه بالقامات والسكاكين والدرنفيسات فلم يبقى من جثته الا قطع صغيره فجاءت زوجته بعد يومين تجمع بكيس البلاستك....... فكانوا يقولون لها الاطفال لاشيء باقي من جثته اكلته الكلاب والكواسر خذي هذا خشمه...... وهذه اذنه..... توقفي هذا اصبعه ...فجمعت شيئ قليل لتدفنه وعندما دفنت هذه الاشلاء في مقبرة النجف قرب الموتى من اهالي السماوه, شاهدت واحدة من الثائرات والموتورات قبره كان قريب من قبر زوجها رفضت ولعنت قبر علي ناصرية وضربته بالنعال وبدات تفلش وتنبش قبره لانه لايستحق هذا التكريم.

اخذ لهيب الانتفاضة يمتد كالنار في الهشيم تحت شعار (ياصدام شيل ايدك هذا الشعب ميريدك) مما ادى الى انهيار وتهاوي جميع الاجهزة الامنية والحزبية في اربعة عشر محافظة من جنوب وشمال العراق. ثم اطلقوا سراح السجناء ففي الحلة اطلقوا اكثر من خمسة الاف سجين من مدن مختلفة. ثم أكتشفوا الثوار سجون سرية تحت الارض واقبية تعذيب وانفاق بين بنايات المخابرات والامن وبنايات اخرى. وقد واصلوا الثوار ملاحقة وتصفية الرموز البعثية والقادة الامنية, فبعضهم نال القصاص بعد ان تنهال عليه الخناجر والقامات والسكاكين ثم يطلق عليه الرصاص وبعضهم ولى هاربا متخفيا في اثواب نسائية حالق الشوارب واللحية. كما قبضوا على شاعر كان يطبل الى صدام مقابل حفنه من الدنانيرعلى حساب معانات الناس وقول الحق. فأمام الجميع اظهروا لسان الشاعر وقطعه احدهم بخنجر ليصبح عبره لتجار الكلام.
لفترة نزعت المدن وشاح الخوف والالم والحزن الى روح نضالية شجاعة بفرحة التخلص من سيطرة النظام الجائر. علما انه قد حدثت حالات سلبية رافقت هذه الفتره من سلب ونهب للمال العام ونهب مخازن الغذاء والدواء وممتلكات الدولة بحرق بعض الدوائر بعد سرقتها وتخريب اثاث المدارس من رحلات وسبورات وتخريب اثاث المستشفيات فعلى سبيل المثال كان احدهم سرق جهاز تخطيط قلب كان يحسبه تلفزيون وعندما اكتشف ان هذا الجهاز ليس تلفزيون رماه ارضا حتى انكسر ولايعرف ان قيمة هذا الجهاز ربع مليون دولار امريكي وله فوائد ماسه. كذلك أحرقت خزانة دار مخطوطات كربلاء في الروضة الحسينية وسرقت بعض النفائس والمخطوطات من متحف كركوك وكذلك راجت تجارة سماسرة الاثار لينهبوا ويهربوا اثارحضارة وادي الرافدين.

من نصب الساعه في الغربي عند التقاطع حيث الكشك مقابيل السينما شاهد سمير السيد جالس في سيارة مارسيدس زيتونية وهو وكيل اية الله مدرسي كما يقولون والناس يقبلون يده ويركضون خلفه بالمئات وهو في السيارة قادما من النجف. بعد قليل بحضور جمع غفير استمع سمير مع اخوه خطبة بليغة القاها الوكيل مع المزيد من الاستشهادات بايات قرأنية واحاديث نبوية مما دلل على انه ضليع بالامور الدينية. بعد قليل جاءتهم اشاعة مقتل صدام ففرحوا الناس وقاموا يرمون من اسلحتهم الى الاعلى وكانهم في معركة عالية الوطيس. ثم بعدها جاءت تعليمات الوكيل ان يعيدوا ممتلكات الدولة المسروقة وان يبلغ كل من يحمل السلاح عن حيازته للسلاح وان يكتب اسمه مع صوره شخصية حتى يصرف له راتب شهري. فتهافتوا الكثير على التسجيل.

في منتصف اذار هبت رياح ودخان مسموم من خلال ابار البترول المحترقة من الكويت, فنظرت امريكا الى مصالحها فقررت ان تبقي على نظام مهزوز, يبقى بعبع على اقطار الخليج حتى تبقى اميركا سيدة دائما ويطلبوا منها الحماية في المنطقة الغنية وانهم سوف يتسابقون في شراء السلاح وطلب الحماية منها وغيرها من الاسباب. كذلك نظام صدام كبلوه بوثيقة دولية املت عليه شروط الهزيمة ويجب ان يسدد التعويضات. كذلك انهم لايهمهم مصير العراق وشعبه. لذلك سمحت للنظام ان يستخدم المروحيات والطائرات الحربية ذات الاجنحة الثابته, وصواريخ الارض ارض, علما ان اتفاقية سفوان لاتسمح بذلك. حتى يتم قمع الانتفاضة.
كان موقف كبار ضباط الحرس الجمهوري مع الرئيس وضد ارادة الشعب لان صدام امربسحب عوائلهم الى بغداد لكي تكون تحت سيطرته.
ساهمت مخابرات صدام المدسوسة بأن تكون عناصرها قريبة من اصحاب القرار نوعا ما وتاثر فيه سلبا في اغلب المدن الثائرة. حيث كان النظام يهيأهم لمثل هذه الايام.

حضر علي ربح فشاهد الاسرى البعثيين من مرتزقة صدام في ايادي الثوار ضربهم وقال لهم: لمذا تتصرفون مع ابناء المدينه بوحشية وعندما ضربهم جاءه مسؤول ويدعى المحامي حسن السماوي فقال له: حرام لايجوز ان نعامل الاسرى هكذا بالرغم من ان الثوار في السماوه ارادوا قتلهم حتى عارضهم السماوي وقال: اذا تقتلوهم سوف تسبحون في نهر من دم وتحدث خلافات عائلية ثم قرر ان يطلق سراحهم على ان يحلفهم : قولوا والزهرة بعد ما نكرر هذا الشي, فكانوا يحلفون بالزهره ويطلق سراحهم.
في يوم 19 اذار هاجمت قوات الحرس الجمهوري مدينة كربلاء من ثلاث محاور وحاصرتها وجرى قصفها بمختلف الاسلحه الثقيلة حتى صارت كأنها خارجة من زلزال حيث الجثث المتفحمة واثار الدمار والخراب من خلال قصفها بالصواريخ والمدافع وقذائف الدبابات والطائرات لمدة ثلاثة ايام متواصلة. وبعد ان استعادوها هاجموا مدينة النجف والكوفة باعداد مضاعفة من قوات الحرس الجمهوري وقد ادى القصف العشوائي الشديد الى وقوع خسائر كبيره في صفوف الاطفال والنساء والشيوخ. واستطاعوا دخول المدينة بعد معارك شرسه ابداها الثوار. ثم استطاعوا ان يدخلوا مدن الفرات الاوسط والجنوب مدينة تلو الاخرى. كما بطشت قوات الحرس الجمهوري بمدينة كركوك واضطر اكثر من 100 الف هارب من المدينة فيما وقع عدد كبير بالاسر وجرى تصفيتهم بصورة جماعية. ثم هاجمت قوات صدام مدينة اربيل والسليمانية مما ادى الى هجرة جماعية الى الحدود التركية والايرانية. كان وضع الاكراد ماساوي بسبب البرد الشديد والثلوج وغيرها. مما ادى الى اتخاذ قرار امريكي بريطاني خوفا من ملاحقة صدام لهم من خلال الطيران بان يحموا المناطق الكردية الواقعه شمال خط عرض 32 ومنع القوات العراقية وطيرانها من تجاوز هذا الخط مما جعل النازحين يعودون الى ديارهم.

بعد ان حاصرت قوات الحرس الجمهوري مدينة السماوة وبعد نصائح ابناء النجف وكربلاء وغيرهم الذين هربوا من جراء البطش قرروا اغلب العوائل ان يهربوا الى بادية السماوه وبعدها اما لمعسكر السلمان او صفوان. اما الثوار الذين عبرو النهر من خلال الزوارق قاتلوا قتال الابطال بغض النظر الى التفوق الغير عادي بين الطرفين فمنهم من استشهد ومنهم من جرح ومنهم من انسحب بعد نفاذ عتاده وذخيرته. حتى سيطرت قوات النظام على الصوب الصغير واصبح القتال بين الصوبين ثم استطاعوا ان ينصبوا جسر عائم ويعبروا النهر من خلاله الى الصوب الكبير ومن طريق المهدي يقصفون المدينة بالمدفعية والهاونات والدبابات وشاركت المروحيات بقصف المدينة وامطروا المدينة بانواع مختلفة من القذائف.

بعد ان سيطروا على المدينة يوم 26 اذار 1991 كان يتقدم الجيش مجموعه من الملثمين ويقال ان الوكيل كان من ضمنهم وهو عقيد بالمخابرات وكان احد التلاميذ وقد تعلم في النجف وانه يعمل مزدوج مع نظام صدام. وعند تقدم الجيش من جهة المهدي اوقفوا علي ربح الذي كان اسمه من ضمن قائمة المطلوبين انزلوه من سيارة الحمل وكان مع زوجته وأبنته قبضوا عليه وتركوا الباقين. ثم انتشروا الملثمين يقفون في اماكن كثيرة في السوق والكورنيش واماكن عديدة في المدينة من خلال الاشارة يقبضوا على الشباب واحيانا بشكل عشوائي او ضمن الاسماء الموجودة في القائمة فياخذوا الشباب مكبلين الى التعذيب فقليل منهم من اخلو سبيله والاخرين اما اعدام او دفنهم احياء.
تم تهديم بعض البيوت والجوامع والحسينيات التي كان يتجمع بها الثوار.
كانت مرام متأزمة لاتقبل ان تنسى زوجها واخيها الذين اخفاهم النظام وقد ظهرت اخيرا معلومات تثبت استشهادهم معدومين من قبل النظام وتم دفنهم في مقابر جماعية في مدينة الحلة هذه المعلومات وجدوها في احد الملفات في دائرة امن الديوانية.عرفت بعد ان سالت عنهم في كل السجون في كل المعتقلات السرية والعلنية ايام الانتفاضة. والان قررت ان تحتفل بقدوم قوات الحرس الجمهوري الذي قمع الشعب في اربعة عشر مدينة وهو يفرض سيطرته بالموت والدمار على المباني والعباد. فلبست فستان العرس هذا العرس الذي لم يستمر لمدة اسبوع واحد فقط حتى حولوه الى مأتم. جاءوا بعجلاتهم وناقلاتهم المدرعة استقبلتهم بزغاريد الفرح وارادت ان تطش عليهم (الواهلية) فاخرجت رمانة سحبت مسمار الامان ورمتها بأتجاههم فاصبح طشارهم (واهلية) ثم اخرجت الثانية وقبل ان ترميها بأتجاههم ... سبقوها ونخبوا جسدها الطاهر بالرصاص وانتقلت روحها الكريمة الى السماء .
تحية اجلال واكبار لكل شهداء الانتفاضة الشعبية 1991 في العراق.
تابع رقم 16

#سليم_القرعاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات