أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هايل نصر - المثقفون السويون, بداية تهاوي-فلول-.














المزيد.....

المثقفون السويون, بداية تهاوي-فلول-.


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 09:39
المحور: كتابات ساخرة
    


لعل ابلغ ما يميز تعابير المصريين عما يريدون قوله, هو مقدرتهم على تسمية الاشياء بدقة سهلة ومألوفة, رغم اتساع هذه الاشياء وتعدد أنواعا. فكم من كلمة واحدة, وأحيانا ساخرة و هزلية, تصبح فورا وبلحظة , تعبيرا دقيقا كاملا وبليغا , وكأنها كافية شافية وافية. هل لم يسمع عربي واحد في ايامنا هذه, بكلمة "فلول"؟. وهل لم يفهم أحد كليا معناها ومغزاها؟.
لقد وصف المصريون كل من شاركوا في نظام مبارك ولمدة لا تقل عن 30 عاما, من الساسة, والاقتصاديين, ورجال الاعمال, والصحفيين, والمحامين, والقضاة, و (المثقفين) ... بعد سقوطهم من النظام المذكور, على انهم الفلول. مجرد فلول. يا لروعة مصر أم الدنيا, التي لا يمكنها إلا ان تبق أما في الدنيا.
السوريون الذين يحبون ويعجبون ويكبرون مصر, منذ ولادة مصر ام الدنيا والى يومنا هذا, لهم طرقهم المعبرة الخاصة بهم منذ فجر التاريخ السوري والى الايام الحالية. ولكل امة من الامم وشعب من الشعوب, بطبيعة الحال, تعابيرها ومزاياها وخصائصها. السوريون هنا لم يتحدثوا كالمصررين, بعد على الأقل, عن الفلول. تحدثوا عن الشبيحة. هذه الكلمة المحلية السورية الصرفة, دخلت ايضا العالمية وبنفس المعنى والمقصود والتعبير.
ومع ذلك, وبما ان الكلام هنا, وبهذه العُجالة, يتعلق فقط بالتطرق للمثقفين السوريين, فسوف لا يتسع المجال للحديث عن الشبيحة في الامور الاخرى غير المثقفين السوريين المعروفين اليوم بالشبيحة و قريبا "بالفلول" ( مع الاعتذار للأخوة المصريين لهذا الاقتباس).
ملايين" المثقفين" السوريـن ـ المُسمّون هكذا (مثقفون) ــ كانوا يصنفون على أنهم إبداعات ثقافية عربية سورية!!. مثقفون لم يتثقفوا فقط في الداخل السوري والمحلي, وعلى أصول الثقافة الحزبية البعثية العسكرية أصولا. ولم يُشترط الأمر هنا حصول أحدهم على شهادات أو تقديرات, أو دبلومات .., فالثقافة هي الأساس, والتكوين الثقافي المتين هو أس الحكمة وهدفها وغايتها, وصدر في هذا توجيهات دائمة من القائد الخالد لأول, وما زال يصدر من الخالد الثاني وبتوجهات مماثلة, إن لم تكن أكثر إصرارا وحكمة. ومع ذلك لا يجب عدم الإشادة بمن تكّونوا وتثقفوا عميقا ومديدا في الخارج غير السوري, وخاصة أنهم لم يتقاعسوا عن عنتريات ديكية مزهوة مفتونة. أصقاعهم وأسفارهم جابت الهند والسند, والسوفييت قديما, والأصدقاء الروس في أيامنا الحالية, والإيرانيين الحاليين, ثم الأمريكيتين, والألمان, والانكليز, وصولا إلى الفرنسيين المتعجرفين.
ومع ذلك فان العديد العديد من المثقفين السوريين العرب لا يدركون, أو لا تعنيهم, الفوارق بين الثقافات بمفاهيمها وأصولها والاعتزاز بها , وبين دجل وغطرسة ومكر السياسات وألاعيبها منذ مكيافيللي والى أيامنا الحالية الأشد مكرا ونفاقا ودونية. فالساسة الروس والأمريكان, والهنود, والصينيون, والأتراك, والايرانيين, والعرب, لا يعنيهم بأمر قتل الأطفال والنساء والشيوخ السوريين, لان هذا ليس من الثقافة وإنما من أمور السياسة, وبالتالي تصبح الجرائم بأنواعها مقبولة ومبررة, لان الأمر لا علاقة له بالأخلاق والقيم والثقافة. زيادة على ان الأمر في كل الأحوال يخص سوريين, ودماء ومصير السوريين. وبما ان المثقفين العرب ليسوا جدا معنيين بالحسابات والتفاصيل والفروق غير الواضحة دوما بين الثقافة والسياسة, فما لأحد تحملهم لومه لائم.
المثقفون السوريون هؤلاء, ومنذ الأربعينات البعثية الحزبية السورية, يعلنون ان ثوابتهم ثوابت رؤسائهم الخالدين, ولا يجوز مطلقا اعادة النظر في مثل هذه الثوابت (ولو على جثثهم ). المثقفون هؤلاء يعلمون أنهم إمعة وانتهازيين, ومع ذلك يكذبون وينكرون ذلك, رغم علمهم بكذبهم, وينشرون ثقافات تكرس بطولات سادتهم وازدهار الثورة وقيمها, وكرامة الوطن والإنسان, و الصمود والتصدي, وتحرير فلسطين والجولان. ولا يقبلون بان العالم, بما فيه العربي والسوري, اليوم قابل لقمع الطغيان والاستبداد والظلم والفساد.
لم ير هؤلاء "المثقفون جدا" في كل نضال أحرار وثوار سوريا, ممن ضحوا ويضحون بأرواحهم وممتلكاتهم, من اجل الحرية والكرامة الانسانية والديمقراطية, وبناء سوريا الجديدة, لم يروا فيه شيئا يمكن ان يكون قريبا مما فهموه على انه ثقافة وحضارة.
ولم يتوقفوا يوما, و منذ اكثر من 16 شهرا, عن الكتابة والقراءة والصحافة المحطات الارضية والفضائية, وحتى عن المشاركة بالقتل الجسدي لأبناء وطنهم غير المثقفين وغير الوطنيين او الشرفاء, الذين ليسوا إلا عصابات مسلحة للقتل والاجرام, وسلفيين وأخوان مسلمين, وعملاء المؤامرة الكونية.
فهل يمكن لأحد, بعد كل هذا, القول عن هؤلاء السيدات والسادة, أنهن وأنهم مجرد مثقفات ومثقفين, ملتزمات وملتزمين, وإنهن و أنهم غير شبيحة بالمعنى السوري العميق؟. وهل سيطول الزمن قبل ان يصبحن ويصبحوا (فلولا) بالمعنى المصري ألدقيق.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السياسة قابلة للانفصام عن الميكيافلية
- مطلوب حقوق إنسان عربي بمعايير عربية بحت !!!.
- هل يجب الخوف من العلمانية الضمانة الأساسية للمواطنية؟.
- صرخة من أجل الكرامة الإنسانية
- وقفة ونظرة على بعض مفاهيم دولة القانون
- ريما فليحان ثائرة سورية في البرلمان الأوروبي
- هل وجدت المرأة العربية مكانتها في الثورة
- قراءة في البيان التأسيسي لتجمع أحرار سوريا (في جبل العرب)
- بيان من أجل القضاء /2
- من وحي زيارة مشروطة للوطن.
- سؤال للمستقبل القريب
- -بيان من أجل القضاء-
- المسيحيون في شرقنا ليسوا أقلية. إلا في الحسابات الطائفية.
- الطفولة الموءودة
- يُصرّون على الرعوية كهوية.
- الدساتير ليست للمناورات السياسية
- صلف روسي يتعدى الصفاقة
- أين كنا وأين أصبحنا
- تقرير دابي بامتياز !!!.
- الثورات تمنح الألقاب وتسقطها


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هايل نصر - المثقفون السويون, بداية تهاوي-فلول-.