متاعب الفقرات العنقية والظهرية

نيفين عاطف مشرقى

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 08:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

أصبحت خشونة الفقرات من الحالات الشائعة التى تصيب عدد كبير من الكبار وكذلك الشباب ، والمعروف أن الخشونة تزيد نسبة حدوثها فى الرجال عن النساء وتزيد مع تقدم العمر ، عن الخشونة وأسبابها وكيفية تشخيصها وعلاجها يحدثنا د.بيتر مجدى ألبرت – أخصائى العلاج الطبيعى .
فى البداية يقول د. بيتر أن خشونة الفقرات تعد عرض من أعراض أمراض المفاصل ، وللأسف أنها تصيب شريحة عريضة من المجتمع سواء من كبار السن أو الشباب
ولكى نعرف خشونة الفقرات يجب أن نتحدث عن تكوين العمود الفقرى الذى يتكون من 33 فقرة مقسمة إلى 7 فقرات عنقية ،12فقرة ظهرية ، 5 فقرات قطنية ،5 فقرات عجزية،3-4 فقرات عصعوصية، ومجموعة مفاصل وهى عبارة عن غضاريف تفصل بين أجسام الفقرات ، مفاصل أخرى صغيرة تسهل حركة العمود الفقرى ، مجموعة أربطة وعضلات من حوله يدعمونه للحركة والشكل العام للقوام الظاهرى والثبات ، وتعد الفقرات العنقية والفقرات القطنية هى أكثر الفقرات التى تصاب بالخشونة حيث أنها أكثر الفقرات احتكاكاً وحركة ، و تحدث الخشونة عن طريق الاحتكاك الزائد بين الفقرات مما يؤدى إلى تأكل الغضاريف التى تقع بين هذه الفقرات ،حيث أن الغضروف هو شيء إسفنجى يملأ الفراغ بين جسم الفقرتين وهو يتكون من مادتان :الأولى من الداخل وهى مادة جيلاتينية ، و الثانية عبارة فايبر يحوط الطبقة الأولى ، ووظيفته هى امتصاص الصدمات ومنع التقاء أسطح المفاصل معاً ، وتحدث الخشونة نتيجة تأكل الغضاريف واحتكاك أسطح المفاصل معاً مما يؤدى إلى تأكل أسطح هذه المفاصل فى المراحل المتأخرة ، وعندما تحدث الخشونة يتم تأكل الغضاريف كما ذكرنا ، فيشعر مريض الخشونة بالألم مع الحركة والمجهود ويرتاح بتغيير وضع الجسم إلى الوضع الذى يسمح بوجود فراغ بين الأسطح المتآكلة لمفاصل الفقرات ، وهذا يظهر فى كبار السن الذين يعانون من الخشونة فى أوضاع الانحناء التى يتخذونها دائماً.
أما عن أسباب الخشونة فأوضح د.بيتر أن تقدم السن هو من أهم أسباب خشونة الفقرات حيث يقل محتوى الماء فى الجسم وبالتالى تبدأ الطبقة الجيلاتينية بالغضروف فى الجفاف فيقل سمكه، وبالتالى تبدأ أسطح المفاصل فى الاحتكاك والتآكل ، كما أن العادات الخاطئة للفرد يكون لها دور فى إحداث خشونة الفقرات للشباب وتتمثل فى التعود على أوضاع خاطئة سواء فى النوم أو الوقوف لساعات طويلة فى المهن التى تتطلب ذلك ، أو الجلوس الخاطئ وهو أى جلوس لمدة طويلة مخالف عن الجلوس الصحيح ، فالجلوس الصحيح هو أن يكون الشخص معتدلا ً وظهره مسنود على مسند الكرسى ومفصل الفخذ فى انثناء 90 درجة وكذلك مفصل الركبة والقدمين على الأرض ، بالإضافة إلى حالة ضعف العضلات حيث لا تقوم بوظيفة تدعيم الفقرات ، كذلك ممارسة الرياضة التى تعتمد على الأوزان الثقيلة .
وعن كيفية تشخيص الخشونة أشار د. بيتر أنها تتم عن طريق اخصائى العظام حيث يقوم بالكشف المعتاد وللتأكد قد يتطلب الأمر عمل إشاعة (x- ray ) عادية و بعد ذلك يأتى دور العلاج الطبيعى فى علاج الخشونة والتخلص منها أو من أعراضها
وعما إذا كان هناك أسباب أخرى لآلام الرقبة بخلاف الآم الذى ينتج عن الخشونة فانه يرى انه من الممكن أن تكون المشكلة فى خروج الغضروف أو تقلصات فى العضلات أو أسباب أخرى كثيرة .
وأكد د. بيتر على أن علاج الخشونة يتمثل فى ثلاثة محاور رئيسية وهى رغبة المريض نفسه فى العلاج والتى تتطلب منه إتباع النصائح والتمارين العلاجية التى توصف له من قبل المتخصصين ، تناول المسكنات والمضادات للالتهابات وبعض الأدوية التى يصفها اخصائى العظام طبقاً لما يتناسب مع حالة المريض وأحيانا قد يلجأ المريض وفقاً لحالته إلى جراح العظام حيث يتم التدخل الجراحى فى الحالات المتأخرة فى صورة تغيير كلى أو جزئى للمفصل وهذه الجراحات أصبحت نتائجها مقبولة وجيدة فى الوقت الحالى ، أما المحور الثالث فيقوم به أخصائى العلاج الطبيعى عن طريق محاور كثيرة ومنها تخفيف الألم وإعادة تأهيل العضلات لتخفيف الأحمال على المفاصل المتآكلة، وتغيير وضع توزيع وزن الجسم على المفاصل التى أصيبت بالخشونة مستخدماَ وسائل عديدة من أجهزة وتمارين علاجية لتقوية العضلات وتحسن الأداء الوظيفى لمفاصل الجسم وأيضاً تغيير العادات الخاطئة والتحميل الخاطئ على المفاصل المصابة لتجنب التحميل الزائد عليها
وأشار د.بيتر إلى أن الخشونة المزمنة لا تتوقف عند الآم الرقبة أو أسفل الظهر فقط بل هناك مشاكل أخرى من أهمها تسميع الوجع فى الأطراف سواء الأذرع أو الساقين ، وذلك يحدث عن طريق نشأة بعض النتوأت العظمية التى من الممكن أن تضغط على جذور الأعصاب الطرفية وتؤدى إلى أعراض التهاب الأعصاب .
ويؤكد د.بيتر على أن مريض الخشونة يجوز له العودة إلى حياته بشكل طبيعى وإلى الرياضة التى يمارسها بشرط أن يتبع برنامج علاجى ينتظم فيه ، وأخيراً ينصح د.بيتر المرضى الذين يعانون من خشونة الفقرات العنقية والقطنية بالحفاظ على الوزن فى الحدود الطبيعية له وإزالة الوزن الزائد، الحفاظ على حالة عضلات الظهر و البطن و الرقبة عن طريق تمارين معينة يتم استشارة إخصائى العلاج الطبيعى فيها ، عدم اتخاذ أوضاع ثابتة لفترة طويلة مثل الوقوف المتواصل أو الجلوس المتواصل لفترة طويلة، ، كما يراعى عند رفع شيء من الأرض يجب الحفاظ على الظهر مفرود و النزول عن طريق ثنى الركبتين وتقريب الشىء من الجسم ثم الوقوف عن طريق فرد الركبتين محملاً وزن الجسم على الساقين وليس الظهر ، عدم بذل مجهود متواصل لفترة طويلة فيفضل أن توجد فترات راحة تتخلل أوقات العمل، بالإضافة إلى ممارسة رياضة بسيطة مثل المشى و يحدد وقته و سرعته مع الإخصائى المتابع للحالة

#نيفين_عاطف_مشرقى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات