|
الليبرالية من المنظور الناصري
احمد عبد الواحد
الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 19:03
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الليبرالية من المنظور الناصرى
لم تقدم الناصرية نفسها كنظرية أو ايديولوجية ثابتة فى المجتمع العربى بل ان الناصرية فكر سياسى * اجتماعى * اقتصادى تنموى يعبر عن رؤية نحو مشكلات المجتمع العربى ككل وسبل الحل عن طريق المنهج الناصرى المتجدد والمتغير مع تطورات المجتمع العربى الشامل تنادى الناصرية بالاهداف السامية وبالقيم الانسانية والمحور الاساسى الذى يتبناه الفكر الناصرى قيمة وجوهر الانسان والانسانية وهو ماعبر عنه الزعيم جمال عبد الناصر فى ادبياته واقواله " ان النصر عمل والعمل حركة والحركة فكر والفكر فهم وايمان وهكذا كل شئ يبدأ بالانسان " قيمة الانسانية والاهتمام بحقوق الانسان من ضمن ادبيات الفكر الناصرى فالنهج الليبراليى هو منهج ونمط حياتى يتكامل يعمل على السير نحو ( الحرية والعدالة والمساواة ) فى كل نواحى المجتمع والليبرالية فى الاصل تركز الاهتمام على اهمية دور الفرد وعندما قامت الثورات التاريخية ولنأخذ من الثورة الفرنسية نموذجا ليبراليا حيا نادت الثورة الفرنسية بتحرير الانسان من عبوديته من عهود الظلم والطغيان من انظمة الحكم المطلق وان الشعب فوق كل السلطات وفى مواثيق الفكر الناصرى وتحديدا فى كتاب الميثاق عبر عن اهمية دور الشعب وان الشعب هو القائد والمعلم وحول تحرير الانسان من الرجعية العربية ويقصد بها انظمة الحكم الاستبدادية ولقد تطورت الليبرالية فى اوروبا تطورا عكسيا فقد تصاعد النظام الرأسمالى واخذ يقسو على قيم الانسانية من خلال استغلال الموارد البشرية وأدى ذلك الى ظهور الشيوعية من رحم الاحداث الليبرالية تنادى بحرية البرولتاريا وحرية العمال وحق العامل ولقد تفهم الزعيم جمال عبد الناصر الاستقطاب الحاد مابين الشيوعية والليبرالية ونظمهم الاقتصادية وعبرت الفلسفة الناصرية على فهم جديد لمفهوم النظام الرأسمالى بوجود "قوى الشعب العامل " والذى يتضمن بداخله الرأسمالية الوطنية وهم قطاع وطنى كبير من المستثمرين الوطنييين الذى يعملون جمبا الى جمب مع الدولة فى بناء الاقتصاد الوطنى
الليبرالية ركيزة الاقتصاد الوطنى المصرى : لا احد يستطيع ان ينكر دور الرأسماليين الوطنيين فى الاقتصاد ودعمهم الشاغر لهم ولقد تحدث احد مرجعيات الفكر الناصرى ( الميثاق ) على ضرورة بناء الاقتصاد المصرى بوجود الرأسمالية الوطنية كشريك اساسى مع الدولة وتلك محاولة للفهم الحقيقى لدور المصلحة الوطنية وليس لغة الاستقصاء والاستبعاد
الناصرية والاشتراكية : فى محاولة خاطفة لتوضيح اعتماد الناصرية عن الدراسات الاشتراكية فى الاقتصاد نجد ان الناصرية ميزت تميزا واضحا وفرقت بين الاشتراكية والشيوعية بنصها على حرية العقيدة وقداستها ، وبأن الأديان ورسالات السماء إستهدفت شرف الإنسان وكرامته وسعادته واتخذت الجوهر الاشتراكى من خلال فكرة العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة فى البلاد
الناصرية ومبدأ الحرية الفردية : مبدأ الحرية الفردية مبدأ اساسى وجوهرى من القيم الليبرالية التى اتخذته الناصرية وليست فكرة احتكار الدولة لكافة ثروات البلاد ومنذ قيام ثورة 23 يوليو واصدار قانون الاصلاح الزراعى وتوزيع الاراضى على الفلاحين وهو مبدأ رصين واساسى ويؤكد على اهمية وجود ملكية فردية للمواطن المصرى وحقه فى التملك كان ذلك درسا هاما من دروس احترام المواطن وحقه فى التملك وهو الحق الذى اجحده من يدعون الليبرالية فى عصور الملكية الليبرالية كقيم والليبرالية كستار :
الناصرية فى احدى اركانها ركن الليبرالية كقيم روحية تحترم كرامة الانسان وسيادة الشعب وحقوقه وان الفلسفة الاساسية عن الناصرية فى فهمها لليبرالية كقيمة ان الايمان بدور الفرد فى مجتمعه والعمل على تطوره هو اساس بناء المجتمعات الحديثة بأسس ديمقراطية واحترام مؤسسات الدولة وهى التى تختلف اختلافا كبيرعن الليبرالية التى يدعى بها الغرب التى استخدمها كستار فكرى من اجل تغليظ النظام الرأسمالى الغير وطنى من اجل الهيمنة الكبرى على مقدرات الشعوب النامية والشعوب التى تعانى من ويلات الحروب الاهلية والازمات المالية العسيرة ومن هنا نبدأ : إن الناصرية كانت ولا تزال منحازة لمصالح الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في الوطن، وقد أكدت أن الطبقات الإجتماعية ووظيفتها ودورها في المجتمع ليست شيئآ جامدآ ، وإنما يمكن أن يكون متغيرآ ومتطورآ مع حالة المجتمع وتقدمه ونموه . ولكن محاولتها لم تكتمل في وضع أسس لنظام ديمقراطي سياسي يكفل مشاركة الجماهير في إدارة الدولة ، ويكفل الرقابة الشعبية على أجهزة الدولة ، ويطلق المبادرات الجماهيرية للمساهمة الفعلية في بناء الوطن وتحقيق تقدمه إن الناصرية قدمت لنا تجربة غنية في التنمية المستقلة كوسيلة لبناء الدولة العصرية وتوسيع ودعم قاعدة الإقتصاد الوطني ، وكانت " الصناعة " قاطرة التنمية وخاصة للصناعات الإستراتيجية . تلك قراءة سريعة حول الليبرالية من المنظور الناصرى
احمد عبد الواحد الكيال ناشط سياسى - مصر [email protected]
#احمد_عبد_الواحد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار مابين الثورية والاصلاحية
-
الانتخابات والحسابات السياسية والصراع الوهمى
-
نحو نظام انسانى عالمى جديد
-
الديمقراطية الغربية الزائفة للقضاء على استقلال الشعوب
-
الذعر الصهيونى الامريكى من الاعتراف بفلسطين فى الامم المتحدة
-
لماذا يرفضون تحقيق وحدة التيار الناصرى
-
العراقيل التى تواجه الديمقراطية الحزبية فى مصر
-
الثورات العربية و دور الشباب العربى القادم
-
25 يناير ...الثورة والصمود
-
من الذى يقوم بدور المعارضة فى المجلس الجديد
-
نحو مزيد من احكام السيطرة على عقل المواطن المصرى
-
الاحواز .......وحق تقرير المصير
-
التنمية التى يريدها العالم الثالث
-
الكوتا فى الأطر التشريعية المصرية الحديثة
-
عصبية قبلية أم عصابات قبلية
-
قانون الطوارئ وقمع المصريين
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|