|
في ذكرى إستشهادهم
يوسف احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 16:04
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
القادة الشهداء: مدرسة في النضال والمقاومة
شهادة الشهداء، تاريخ يتجدد كل عام في ذكرى استشهداهم، لأن ما قدموه من تضحيات لا يمكن أن تمحوه السنين والأيام، لأنهم يعيشون في قلب وضمير الشعب والثورة، وقد اصاب الرفيق الامين العام للجبهة نايف حواتمة في تقديمه لكتاب شهداء الجبهة الديمقراطية بقوله " الشهداء لا يموتون"، لانهم عاشوا من اجل فلسطين وهم الحامل الاكبر للمقاومة والثورة، وبدمائهم الطاهرة ازهرت حقوق شعبنا الوطنية، ولم يعد ممكنا تجاهل هذه الحقوق أو النكوص عنها. في شهر حزيران من كل عام نتوقف من جديد مع هذا التاريخ الحاضر المتجدد، لنحيي ذكرى استشهاد ثلاثة من قادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واعضاء لجنتها المركزية، وهم الشهداء عمر القاسم وخالد نزال وبهيج المجذوب، ولكل واحد منهم قصة وحكاية في مسيرة النضال الفلسطيني ومسيرة الجبهة والثورة. حكاية وقصة عنوانها المقاومة والتحدي والصمود، حفروا بتضحياتهم وكفاحهم وارادتهم الصلبة كرامة فلسطين وشعبها وصنعوا تاريخ قضيتهم الوطنية، القضية الفلسطينية، وسطروا بدمائهم تاريخا مشرقاً سيبقى مفخرة لاجيال فلسطين التي ما زالت تحمل الراية وتواصل المسيرة دفاعاً عن شعبنا وحقوقه. نستذكر اليوم رفيقنا القائد عمر القاسم "مانديلا فلسطين" الذي استشهد بتاريخ 4/6/1989 بعد اعتقال دام أكثر من واحد وعشرون عاماً من الاعتقال، قضاها في سجون الاحتلال، متنقلا من سجن إلى سجن، ومن زنزانة إلى زنزانة، فعرفته الحركة الاسيرة مناضلا صلبا، وقائدا فذا في سجون الاحتلال، مارس النضال داخل وخارج السجن، بأروع صوره، حتى اطلق عليه زملاءه بالمعتقل لقب شيخ الأسرى والمفكرين، لما كان يتمتع به من قوة وبأس وارادة، وكان من ابرز المفكرين والمثقفين، الذين دخلوا المعتقلات الإسرائيلية، وكان يعرف بعميد اكاديمية الحركة الاسيرة، فإستحق اللقب الذي اطلق عليه من قبل الاسرى وابناء شعبنا الفلسطيني بمانديلا فلسطين. واليوم تحل الذكرى في الوقت الذي تسطر فيه الحركة الفلسطينية الأسيرة ملاحم بطولية فردية وجماعية دفاعاً عن عزتها وكرامتها الإنسانية والوطنية استمراراً للدور النضالي الذي خطه عمر القاسم ورفاقه واخوته والذي لعب دوراً مميزاً في تعزيز مكانة الحركة الأسيرة بصفتها امتدادا للحركة الوطنية الفلسطينية وجزءاً طليعياً وأصيلاً منها. كما نستذكر رفيقنا الخالد نزال " أسد فلسطين " ونسرها الذي كان يحلق في كل مكان من اجل دعم المقاومة الفلسطينية في الاراضي المحتلة، والذي كان يعتبر من ابرز القيادات العسكرية على صعيد الجبهة والثورة الفلسطينية، وساهم بشكل كبير في تنفيذ وانجاح العديد من العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها قوات الجبهة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الداخل. ونتيجة لدوره هذا صبت اجهزة العدو جهودها من اجل التخلص منه، فتم اغتياله في أثينا على يد الموساد الاسرائيلي 9/6/1986 اثناء تواجده هناك وقيامه بمهمات الاتصال مع خلايا العمل المسلح في الداخل. أما رفيقنا بهيج المجذوب (مراد) ، فقد كان عنواناً للمقاومة والنضال في الدفاع عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، والتصدي للاعتداءات الاسرائيلية التي كان تستهدف شعبنا وثورتنا الفلسطينية، فإستشهد وهو على رأس قوات الجبهة والثورة والحركة الوطنية اللبنانية في الدفاع عن جماهير لبنان وفلسطين على ابواب مدينة صيدا جنوب لبنان. في ذكرى إستشهادهم، لا بد من القول، ان الانجازات الكبيرة التي حققها الشعب الفلسطيني على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والدبلوماسية لم تكن لتتحقق لولا العطاء اللامحدود الذي قدمه الشهداء ما قبل انطلاقة الثورة الفلسطينية وحتى اليوم. وفي كل مرحلة كان الشهداء هم ابطال المرحلة ورجالها وعناوينها وانوارها الساطعة. فشجرة الثورة والصمود والمقاومة كانت تسقيها على الدوام دماء الشهداء، فضلا عن عرق المقاتلين والمناضلين الثوريين. وبتضحياتكم الجسام بقيت فلسطين شعبا وقضية حاضرة بقوة في كل الميادين والمحافل، ولم يستطع العدو الاسرائيلي رغم كل مؤامراته وعدوانه المتواصل على شعبنا أن يحجب شمس المقاومة او يكسر ارادة شعبنا، وما زالت راية فلسطين خفاقة بإنتظار اشراقة شمس الحرية واستعادة الحقوق الوطنية. نستذكر اليوم شهداءنا القادة وكل شهداء جبهتنا وشعبنا، وعزاؤنا أنهم تركوا وراءهم إرثاً عظيماً ومسيرة مشرفة نفتخر بها، كما تركوا وراءهم اجيال من المناضلين الأشداء الذين حملوا الامانة ولا زالوا يواصلون طريق المقاومة والنضال، من أجل فلسطين، ومن اجل الحقوق الوطنية. وذكراهم الخالدة تحمل رسالة لشعبهم ولكل القوى والفصائل الوطنية بالتعجيل في انهاء الانقسام وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية وفاءً للأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء. وعهدنا أن نمضي قدماً على ذات الطريق، حتى تتحقق كامل الأهداف التي قضيتم من أجلها، وستبقى مسيرتكم وذكراكم إرث نضالي ومدرسة كفاحية، تضيء الطريق لشعبنا ولأجياله المتوالية على طريق الحرية والاستقلال والعودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس . عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/ بيروت سكرتير اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني لبنان
#يوسف_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشباب العربي بين الواقع والتحديات
-
في الذكرى السابعة لإعتقال الرفيق ابو حجلة
-
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان : بين النفي والمعاناة
-
ردا على خطاب الاب سمعان عطا الله
-
الفلسطيني ورمزية المخيم
المزيد.....
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|