|
تصريح باراك حول الانسحاب من جانب واحد
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 17:53
المحور:
القضية الفلسطينية
فاجأنا باراك بتصريحه عن امكانية الانسحاب من الضفة الغربية من طرف واحد في حال فشلت المفاوضات. وبرأيي فان هذا تغير جوهري في مواقف وسياسات الحكومة الاسرائيلية معبرا عنه بتصريح يلقى في فضاء السياسة في المنطقة ولو انه القي كما لو انه بشكل جزافي . هذا التغيير في الخطاب السياسي هو في حدود الاقوال ,وهو من جانب معين كما لو كان له علاقة بالثقافة الوطنية الاسرائيلية وليس بالسياسات المتبعة ,وخاصة انه القاه في سياق محاضرة في معهد بحوث الامن القومي يوم الاربعاء في 30|5|2012م وقال فيه: "نحن 94 عضو كنيست نشكل الائتلاف الحكومي وهذه فرصة لدفع العملية السياسية قدما لكن اذا تعذر التوصل لاتفاق نهائي ودائم مع الفلسطينيين يتوجب علينا دراسة ترتيبات مؤقتة أو حتى خطوة احادية الجانب". وواصل باراك خطابه قائلا "سنصل نهاية الأمر الى الحائط وسنضطر الى دفع الثمن والناس الذين يعيشون حاليا في غيبوبة سيأتون ويسألوننا كيف لم تلاحظوا ذلك".. *** عودة الى الوراء قطع شارون الحديث عن سياق المفاوضات المتوقفة وأخذ منحى جديدا: "في 18 ديسمبر 2003 "كشف رئيس الوزراء الاسرلئيلي اريئيل شارون خطة للفصل بين الفلسطينيين من جانب واحد بالانسحاب من قطاع غزة وقد فاجأ شارون المستوطنين باعلان عزمه اخلاء مستوطنات قطاع غزة(21 مستوطنة صغيرة) وأربع تجمعات استيطانية معزولة في الضفة الغربية " كما فاجأ السلطة الفلسطينية ومجمل القيادات الفلسطينية بهذا التصريح. "في 6حزيران 2004 وافقت الحكومة الاسرائيلية على خطة الانسحاب على مراحل .." "في 16 شباط 2005 اقرت الكنيست خطة الانسحاب" "في 12 سبتمبر تم اخلاء آخر المستوطنات الاسرائيلية في القطاع وانهى الجيش الاسرائيلي تواجده هناك." ".. مع أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يراقب أجواء القطاع وشواطئها، ويقوم بعمليات عسكرية برية داخل القطاع من حين لآخر. كذلك ما زالت إسرائيل تسيطر بشكل كامل على معابر القطاع مع إسرائيل، أما المعبر بين القطاع ومصر فيخضع لسيطرة إسرائيلية مصرية مشتركة. ما زالت إسرائيل المسؤولة الرئيسية عن تزويد سكان غزة بالمياه للشرب، الوقود والكهرباء حتى بعد انسحابها من القطاع..." ظلت القيادة الفلسطينية تستخف بهذه الخطة فقد وصف الرئيس الفلسطيني في كانون اول 2012متصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي بامكانية ازالة مستوطنات يهودية" بأنها تمثيلية..." وأكد اكثر من مرة على ضرورة ان يتم أي شيء من خلال المفاوضات ثم وفي وقت متأخر استدرك الموقف اثر اجتماع مبعوث اسرائيلي مع حسني مبارك ,واتصال الاخير مع عرفات قال في خطاب القاه خلال افتتاح دورة جديدة للمجلس التشريعي الفلسطيني "..ان البعض اساء فهم الموقف الفلسطيني من الانسحابات احادية الجانب التي تنص عليها خطة الانسحاب من غزة .."ولكنه عاد وأكد " ان الانسحاب الذي يخدم السلام يجب ان يتم عبر الحوار .. "
عود على بدء والآن قطع باراك السياق الجاري في الحديث عن المفاوضات ,والقى فقاعته ولا أحد يعلم كيف ستتالى الاحداث بعدها: اثر تصريح باراك المذكور اعلاه صرح نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ، ان "أية خطوات اسرائيلية احادية تؤدي الى قيام دولة ذات حدود مؤقته مرفوضة" هكذا القى تصريحه جزافا . مضيفا " هذه السياسة تؤدي الى استمرار الصراع ولا تؤدي الى حل بل تنهي فكرة حل الدولتين". وذلك في معرض رده على تصريحات اهودا براك التي لوح فيها بامكانية الانسحاب من الضفة الغربية من جانب واجد اذا فشلت المفاوضات .
ويمكن تسجيل الملاحظات التالية على تصريح اهود باراك وزير الدفاع في الوزارة الحالية: 1-انه تصريح ضبابي لا ينطوي على اية محددات ولا على اجندة زمنية وجاء من خلال حديث عن السلام والمفاوضات. وهو موجه للرأي العام الاسرائيلي ولعلية القوم عندهم, ومن خلالهم لجمهرة الناس. انه يأتي على شكل تحريك للمياه الراكدة تمهيدا لاتخاذ خطوات أخرى تجنب اسرائيل مسؤولية السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية . وهو ضغط على الفلسطينيين من أجل ان يعودوا للمفاوضات ويستهلكوا زمنا آخر 2-انه يستهدف اثارة الاخذ والرد للوصول بالوضع الى تصورات جديدة وافكار جديدة ربما من كلا جانبي الصراع . 3- لقد جاء على ابواب تشكيل حكومة واحدة للسلطة في الضفة والقطاع اثر الحديث عن المصالحة بين فتح وحماس ,وامكانية تقليص نفوذ حماس في الحكومة القادمة . واثر تشابك الامور في ذهنية السلطة حول انعدام امكانيات التفاوض والحديث عن حل السلطة ,واعادة مسؤولية الادارة والمسؤوليات للاحتلال الاسرائيلي كما ورد على لسان عباس 4- الاهم من كل هذا انه جاء بعد نجاح نتنياهو في تشكيل حكومة الائتلاف الواسع بأربعة وتسعين عضو كنيست,هي مؤهلة لقرارات حاسمة وصعبة في السلم والحرب . ان هذه الحكومة قد شكلت لتجابه التطورات المتسارعة في المنطقة من اجل الاستعداد لكل طاريء بما فيها استخدام القوة ضد سوريا من قبل الناتو وضد حزب الله وايران ,و تتحضر اسرائيل لتلقي ردود الافعال الناتجة و|او تشارك فيها .انها اشبه بحكومة حرب بالاضافة الى مجابهة استحقاقات التفاوض وخاصة بعد مرور عشرين عاما او اكثر على مؤتمر مدريد (صرح شامير وقتها بانهم مستعدون للاستمرار في المفاوضات عشرين عاما ..المقصود دون جدوى) او ذر الرماد في العيون على ابواب مخاطر جسيمة قادمة ان الضفة ليست كالقطاع ,ولا يتوجب علينا ان نتفائل بالتصريحات الاسرائيلية وهي قد جائت في سياق محاضرة وليست قرارا سياسيا بعد. فالوضع في الضفة اكثر تعقيدا وهم لا زالوا يتمددون ويتوسعون استكمالا لمشروعهم الصهيوني الاساسي . ومن جهة ثانية فقد تم رصد:" ان الاحتلال اقر بناء 4342 وحدة استيطانية جديدة، فيما اقتلع المستوطنون وجيش الاحتلال 1024 شجرة زيتون وهدم 37 منزلا ومنشأة واعتقل 240 مواطنا خلال شهر ايار (مايو)".وهذا يمثل النهج الحقيقي للسياسة الصهيونية . انه ليس علينا ان نقول لقوات الاحتلال :"لا تنسحبوا عن ارضنا حتى يحصل كذا وكذا.., ولا تقتلعوا مستوطنة .ذلك ان عليهم ان ينسحبوا ومن أي بقعة من فلسطين ومن كل فلسطين .واذا كان انسحابهم لا يمثل الطموح والحد الادنى فعلينا ان لا نحاول الامساك بهم كما كانت المواقف حال الاعلان عن اخلاء قطاع غزة من المستوطنات سنة 2003 .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمة الحركة الوطنية الفلسطينية
-
الشهداء يعودون
-
حوسان تستقبل حالما
-
محمود الغرباوي شهيدا
-
الاخوان للرئاسة في مصر
-
سوريا الآن في البؤرة
-
الاتفاق الاخير هل هو الاخير؟
-
لماذا لم ننتصر
-
على ابواب لقاء جديد بين عباس ومشعل..هل نحن امام تكريس الانقس
...
-
الخامس عشر من أيار يأتي ثانية
-
نجاح اضراب المعتقلين الفلسطينيين, للنصر آباء متعددون
-
انا مع المعتقلين
-
زنزانة البوسطة
-
رحلة الى الجسر
-
البوسطة****1
-
الخلفية التاريخية للاحتفال بيوم العمال العالمي
-
تحية الى الطبقة العاملة الفلسطينية
-
تحية للعمال في يومهم
-
اليوم يوم العمال العالمي
-
البطل من المعتقلين يبدأ البطولة وهو في التحقيق
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|