أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي














المزيد.....

ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي

بينما يعتبر البعض من داخل التحالف الوطني وخاصة من أنصار السيد المالكي وائتلاف دولة القانون انضمام الصدر إلى التحالف المناوئ للمالكي هو بمثابة خروج محرم على صفوف "المذهب", وكأنه فعل فعلة السادات حينما ذهب لوحده من دون العرب إلى إسرائيل, فإن أحدا من الذين اكتفوا بتأشير كارثية ذلك الخروج لم يكلف نفسه حتى بالسؤال لماذا حدث ذلك, مع أن هذا الخروج "الكارثي !" المزعوم هو نفسه الذي يجب أن يدفع إلى طرح ألف لماذا.. وليس لماذا واحدة.
ففي الفترة الأخيرة ظهر واضحا أن المالكي قد حسم بناء مؤسسات القوة. وبوجود ثقافة "شيطنة الآخر", مع فكر دعَوي ذا خصوصية أيديولوجية تتناقض في بنيتها الثقافية مع ثقافة الإيمان الحقيق بالمسألة الديمقراطية, فإنه لم تعد هناك صعوبة تحول دون اعتقاد الآخرين على الطرف المقابل بأن المالكي قد حسم بناء تلك المؤسسات لصالحه وليس لصالح نظام الشراكة السياسية التي كان قد أُعطي حق تكليف تشكيل الوزارة بموجبها.

لقد أدى وهم القوة هذا إلى تصعيد الثقة المفرطة بالنفس, وكان سهلا رؤية ذلك وهو يتحرك مع الكثير من التصريحات المرئية والمقروءة لممثلي دولة القانون الذين بدوا وكأنهم صدقوا أن خصمهم قد شارف على الانقراض.
وقد جرت في السنوات الأخيرة محاولة شيطنة الآخر بحيث اعتقد أصحاب نظرية الشيطنة تلك أنها أتت أكلها بالشكل الذي جعل مستحيلا على أي طرف أو شخص من داخل التحالف الشيعي تجاوز ثقافتها التي كادت أن تتحول إلى قانون سياسي ثابت.

بهذه الأجواء التي أشاعت الاطمئنان الكاذب أتت خطوة الصدر بإتجاه "الآخر المُشَيْطْن" وكأنها خروج على قانون بات محرما تجاوزه بحيث أن صديقا قضى أكثر من نصف عمره في أمريكا وهو يكتب عن التحضر والديمقراطية سرعان ما أعلن أن التاريخ لن يسامح الصدر على ارتكابه هذه الجريمة !!, في حين ذهب آخر للمساواة بين الصدريين والخوارج, وهذا من ناحيته يكشف بكل وضوح عن مستوى واتجاه التثقيف الطائفي, الذي حِينَ جعل الصدر خوارجيا فلا بد أنه وضع المالكي في موضع الإمام علي بن أبي طالب.

ولن نفلح في وضع يدنا على أهمية تلك الخطوة ما لم نعد قليلا إلى الوراء, ففي الفترة القصيرة لحكم علاوي كرئيس للوزراء, خاض الأخير معركة كبيرة مع التيار الصدري, وقد ظل الصدريون يتحينون الفرص من أجل التأكيد على كراهيتهم له حتى بدوا وكأنهم ليسوا على استعداد للتخلي عن تلك الكراهية إلى يوم القيامة. وتظل حادثة الاعتداء على علاوي وصحبه في حضرة الإمام علي من قبل الصدريين دليلا على كراهية لم يكن مؤملا لها أن تزول. أما الحديث عن الموقف الصدري من العراقية بشكل عام فهو لا يمكن أن يمر دون أن يصدم بكراهية التيار للبعثيين الذين يعتبرهم في صف العراقية أو منضمين إليها. وأيضا فإن العلاقة مع الأكراد لم تكن بأفضل حال من العلاقة مع العراقية.

هذه الوقائع تجعلنا نتساءل.. إذن لماذا أقدم الصدريون على خطوتهم تلك مخترقين محرماتهم ومحرمات التحالف الوطني.
لنتذكر أن الصدريين كانوا لعبوا دورا كبيرا في حسم رئاسة الوزارة لصالح المالكي فلولا مجموعة أصواتهم الأربعين ضمن التحالف الوطني لما جمع المالكي نسبة الأصوات البرلمانية التي تعطيه شرعية حق تشكيل الوزارة. وبإضافة هذا الأمر إلى كم التناقضات الأخرى التي تبعد الصدريين عن نادي أربيل, وأيضا لكون الصدر أحد المتنافسين على شرعية تمثيل الشيعة, ولعلاقات الصدر مع إيران يصبح ما يشجعه على إبطاء تعاطفه مع نادي أربيل أكثر مما يشجعه على الالتحاق به.. إذن لا بد وأن شيئا قد حدث وبالخطورة التي اضطرت الصدر للخروج من جبهة " أخوته" إلى جبهة "أولاد عمه".
ليس هناك إمكانية للعثور عن سبب أكيد بإمكانه أن يفسر هذا الالتحاق الصدري بنادي أربيل, وبعيدا عن نظرية المؤامرة, سوى أن المالكي كان قد أخطأ في عروض القوة بما جعل حتى حلفاءه من داخل التحالف يؤمنون بأن الدور القادم عليهم.
ولذلك ورغم كل الأسباب التي يمكن إدراجها من أجل فهم أفضل لخطوة الصدر الأخيرة, لكن سيكون من الأسهل فهم تلك الخطوة انطلاقا من قاعدة.. ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى
- التحالفات السياسية وخطاب البارزاني الأخير
- في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن
- العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي