أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اساف اديب - النساء العربيات قوة جبارة قادرة على التغيير














المزيد.....

النساء العربيات قوة جبارة قادرة على التغيير


اساف اديب

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 20:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أخيرا "اكتشفت" المؤسسة الحاكمة في اسرائيل وجود خلل بالنسبة للمشاركة المنخفضة للنساء العربيات في سوق العمل. بعد ان كانت قد اعترفت عام 2007 بوجود حاجة لإدماج عدد اكبر من الاكاديميين العرب في سلك الدولة، دون ان تحرك ساكنا للتنفيذ، جاء مؤخرا في عام 2011 الاعتراف بان النسبة المتدنية للنساء العربيات العاملات (حوالي 25% مقابل نحو 60% المعدل القطري) تشكل عبئًا على الاقتصاد الاسرائيلي وتؤثر سلبًا على نسبة الفقر في التجمعات العربية وارتفاع معدلات العنف والجريمة.

على اثر "الاكتشاف" الهام بدأت تنهال التقارير كزخ المطر، وقد خصّصت الحكومة في وثيقتها الاستراتيجية بندا يتطرق للنساء العربيات ويقضي بزيادة نسبة انخراطهُنّ في سوق العمل لتصل الى 40% حتى عام 2020. ويعني هذا انه من الضروري خلق 70 الف مكان عمل جديد، هذا عدا عما يتطلبه التكاثر الطبيعي للسكان.

القرار الحكومي يفضح التناقض الداخلي في المؤسسة الحاكمة التي كانت على يقين بانها ستتمكن من مواصلة ممارسة سياسة التمييز العنصري تجاه العرب دون ان تدفع الثمن. ثم ان القرار يشكل رافعة للضغط الشعبي خاصة من جانب الجماهير العربية ومؤسساتها والقوى الاجتماعية السياسية بالتعاون مع القوى التقدمية الاسرائيلية عامة، وهي فرصة جديدة لبلورة مطالبها وطرحها على سلم الاولويات القطري.

المطالبة بفرص عمل للنساء العربيات كان من الممكن ان تشكل عاملا اساسيا لانطلاقة الحراك الاجتماعي للجماهير العربية ايضا، وخروجها من صمت القبور الذي لا يجلب خيرا للمجتمع العربي بل يعمّق عزلته سياسيا واجتماعيا ويزيد من تدهوره اقتصاديا.

ان تبني هذا الموضوع بتطلب اولا رفع المطالبة بوقف استيراد العمالة الاجنبية الرخيصة، علما بان الحكومة تسمح منذ 20 عاما باستيراد ما لا يقل عن 100 الف عامل أجنبي للعمل في مجالي الزراعة ومساعدة العجزة. العمال الاجانب الذين يعملون على مدار الليل والنهار في بيوت المسنين او في المزارع، مقابل اجر زهيد معدله للسّاعة من10-14 شيكلا يُشكّلون مصدرًا للربح السهل للمزارعين ولشركات القوى البشرية التي بدورها تمارس تأثيرها القوي على الحكومة لمنع استصدار قرار يقضي بالحد من ظاهرة استيراد العمال الاجانب.

لقد تم الاعتراف بالتأثير السلبي لاستيراد العمال الاجانب على سوق العمل المحلي عامة، بما في ذلك على مئات آلاف العمال الاسرائيليين الذين تم تشغيلهم بواسطة المقاولين، وكانت هذه القضية في صلب الحراك الاحتجاجي في الصيف الماضي. من هنا، فان طرح مطالب النساء العربيات بتزويدهن بأماكن عمل كريم وببرامج تأهيل مهني سيحظى بلا شك بتفهم وتعاطف الرأي العام الاسرائيلي.

الصورة التي تتّضح جليّا من التجربة التي اكتسبتها نقابة معًا العمالية من خلال عملها الميداني في تجنيد النساء العربيات للعمل في الزراعة، ان تغيير وضع التشغيل ليس بالمستحيل. فالنساء يُبدين استعدادًا للحصول على فرصة عمل بالزراعة او في المصنع او في المستشفى، شريطة ان يكون العمل منظما ومضمون الحقوق، وبشكل مباشر دون مقاولين يستغلون عملهن ويهضمون حقوقهن. وقد نجحت نقابة معًا على مدار الست سنوات الاخيرة من انطلاقة مشروعها "فتح اماكن العمل امام النساء العربيات" في ايجاد نحو 2000 فرصة عمل للنساء، ناهيك عن وجود مخزون من النساء من قرى المثلث والجليل، اللواتي ينتظرن فرصة عمل حقيقية. الا انه رغم التاييد الاعلامي والشعبي لما تقوم بها معا من مجهود يبقى مشروعنا محدودا بسبب دور شركات القوى البشرية والراسماليين الكبار الذين يجبرون الحكومة ر على مواصلة استيراد العبيد.

ولا بد في هذا المقام من تسليط الضوء على إهمال المؤسسات العربية لقضية النساء العاملات. فلسبب غير مفهوم نجد ان هذه المؤسسات تلتزم الصمت وتمتنع عن ضم صوتها للمطالبين بوقف استيراد العبيد من تايلاند لإفساح المجال لتشغيل النساء العربيات. حقيقة وجود عدد هائل من النساء العاطلات عن العمل في التجمعات العربية يفوق ال75% يؤثر سلبا على المجتمع العربي ويدخله في حالة من الفقر المدقع والعنف المستشري في كل بيت، وبالتالي هناك مهمة واضحة امام المجتمع العربي وهي تكاتف الجهود من أجل دعم المطلب بفتح اماكن عمل امام النساء لأنهنّ القوة الجبارة القادرة على إحداث التغيير المنشود.



#اساف_اديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الفحم في خطر
- اساف اديب، عضو المكتب السياسي لحزب دعم العمالي في حوار مفتوح ...
- الأحزاب العربية: التوجّه النخبوي القومي الضيق يعزل الجماهير ...
- العبر من فشل إضراب العاملين الاجتماعيين
- الثورة الشعبية التونسية تأبى التراجع
- عوفر عيني يدخل السياسة على حساب العمّال
- النقابات الاوروبية تشير الى الطريق لتفكيك اليمين الجديد
- القضية الفلسطينية رهينة للاجندة التركية
- الازمة الاقتصادية الكونية انتهت؟ ليس بالنسبة للعمال
- مظاهرة الجبهة وميرتس ضد الميزانية تغطي على الانتهازية
- الاتفاق بين نتانياهو وعيني على ميزانية الدولة- هدنة مؤقتة لح ...
- السادس من نيسان أصبح رمزًا لحركة عمّال مصر الجديدة
- اليسار الإسرائيلي: بين استحواذ فكرة التفوّق الإسرائيلي عليه ...
- قراءة في كتاب عمال مصر يتحدثون بلغة عمال العالم
- سياسة الحكومة ازاء العمال الاجانب في طريق مسدود
- هل تعيد الطبقة العاملة الدور الرائد لمصر في العالم العربي
- الهستدروت ليست بريئة من الفقر العربي
- اضراب المعلمين يفضح الوجه الرأسمالي للدولة
- اضراب المعلمين نمط نضالي جديد
- الهستدروت: نظام داخلي تقادم عليه الزمن


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اساف اديب - النساء العربيات قوة جبارة قادرة على التغيير