أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة














المزيد.....

القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 14:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


القانون فوق الجميع ويطبق على الكل على حد سواء ودون تمييز, هذا ما تناقلته الادبيات منذ كتبت واشبعت قولا ونقلا حتى غدت لازمة تتساقط من ثنايا اية مقاربة للوضع القانوني والرقابي في البلد..ولكن هذه القناعة تصطدم احيانا-بل قد يكون غالبا-بان القانون لا يطبق على الجميع بنفس الدرجة والشدة رغم الاتفاق على التأثيرات الماحقة لكسر هيبة القانون على المجتمع لكونها تقويضا مدمرا للأسس التي يقوم عليها البنيان السليم للدولة ومتطلبات الحكم الرشيد..
والاخطر هو في ان يكون العبث في تطبيق القانون اوتجاوزه او التعامل مع نصوصه بانتقائية ومزاجية مؤطرا ومحميا بمبررات سياسية او فئوية او ان يكون الانفلات القانوني هو نتيجة تصرفات وممارسات من يفترض ان تكون مهمة تطبيق القانون من صميم واجباته,ومكمن الخطورة هي في تحصل هذه الفئات على سلطات وصلاحيات واسعة لوضع القانون موضع التنفيذ مما يزيد من الاضرار الناجمة عن الانحراف عن التنفيذ السليم..
وهذه الدوائر قد لا تقتصر-كما يريد له ان يبدو-على رجل الامن او الشرطي الذي قد يخفق في استخدامه لتقنيات التواصل مع المواطن او الذي يقيده التراث الطويل السلبي من العلاقة المقلقة ما بين الفرد والجهات الامنية,ولكنها قد تتمدد الى سلطات أخرى منحها الدستور سلطة وضع ومراقبة تطبيق القوانين كالسلطة التشريعية،او الجهات التي تتصدى للمهمة المقدسة في حماية حقوق ومصالح الفرد والمجتمع والتي توكل لها مهمة التحقق من نفاذ وتطبيق القوانين على الجميع وسلامة التنفيذ،كالسلطة القضائية,فهذه المؤسسات وغيرها تستدعي التناسق والتكامل في تنفيذ المساحات الموكلة اليها في الدستور لضمان سلامة وديمومة التدافع الاجتماعي السليم,واي خلل او عبث او تجاوز في الصلاحيات او فشل في الممارسة فسيكون المثابة التي تنطلق منها-او تتكئ عليها- كل الممارسات التي تؤسس لثقافة الخراب التي تختلس الخير والنور والنماء من الوطن والانسان .
ان تشريع القوانين دون متابعة تنفيذها يحيلها الى نوع من العبث المكلف وقتا وجهدا او مجرد ترويج اعلامي للجهة المشرعة اكثر من كونه ناتجا عن حاجة مجتمعية تستهدف تنظيم العلاقة بين افراد ومؤسسات المجتمع,وافتقاد السلطة التشريعية للجهد الرقابي اللازم لتنظيم حسن سير وتنفيذ القوانين قد يكون المنزلق الذي تلج فيه المجتمعات نحو الفوضى والانفلات.
يجب الاقرار بالمسؤولية الجماعية عن احترام القانون،ولكن هناك مسؤولية كبيرة على من أوكلت له مهمة تنفيذه، والمسؤولية تتضاعف على من يتحصل على سلطة الرقابة على التنفيذ، وهي ثقيلة ايضا على السلطة القضائية التي تتصدى لمهمة ردع المخالفين والتأكد من تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة عنها. فلا يمكن ان نتوقع من المبالغة في تأخير إصدار الاحكام وتعطيل تنفيذها الا ان تكون سببا من اسباب الارتباك الذي تعيشه اي منظومة لا تحترم قوانينها..
كما إن الجهات التي تتولى اصدار القوانين تسيء للمجتمع كثيرا وتتحمل الوزر الاكبر لانشغالها بالنزاعات السياسية على حساب التشريع والرقابة. فدولة القانون لاتقوم الا باستقلالية السلطات وفصلها وتعاونها. وإذا ما انغمس جل اعضاء هذه السلطة بالانشغالات السياسية الضيقة وفقدوا الحيادية والحرية اللازمة لممارسة سلطاتهم، فإن تفعيل القانون وتنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع ومؤسساته سيكون اقرب الى الخيال منه الى الممارسة الواقعية الفاعلة,وسيكون الحلم بدولة المواطنة والقانون يتمثل كسراب بقيعة في افق الحراك المجتمعي ..ولن يكون الا مرثية على اطلال الوطن,والانسان,وتاريخنا بالذات,يحفل بالكثير من العبر لكن ما اكثر العبر واقل الاعتبار..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات
- لا بديل عن التعايش.. لا بديل عن الحوار
- الجهاد ضد كوفي عنان
- عصر الحرية المفتوح
- وثيقة ابو سفيان
- تساؤلات على هامش القمة
- هدم الكنائس..وما الجديد؟؟
- بلاغة القرضاوي لا تكفي
- حلبجة الشهيدة
- مقاربة متأخرة لاعلام دولة فاعل..
- الرئيس اوباما يقلب الطاولة..
- حاكم جائر طيب..حاكم جائر شرير
- الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة
- النووي الخليجي
- الانتخابات بين الوعود والمصداقية
- دعك من العراق يا سميرة رجب


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة