أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حماده زيدان - ما وجدنا عليه آبائنا














المزيد.....

ما وجدنا عليه آبائنا


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 22:21
المحور: كتابات ساخرة
    


تحمل النبي "محمد" الكثير من البلاء، والشقاء، مع القرشيين عندما أوحى إليه الله بالرسالة، وكانت مشكلته مع هؤلاء البدو "ما وجدنا عليه آبائنا" فهؤلاء البدو بطبيعتهم الصحراوية والبدائية غير متقبلين للتطور، توقفت قدراتهم على الإبداع وذلك لأن الطبيعة الصحراوية قاحلة، لا يرون أمامهم إلا اللون "الأصفر" لون الصحراء التي تمتد على مدى البصر، ولا يسمعون إلا لصوت حيوانتهم الصحراوية مثلهم.
كانت الرسالة المحمدية بالنسبة إليهم هى نوعاً من الجنون، "كيف يريد محمداً هذا أن يغير ما وجدنا عليه آبائنا؟!"، "كيف يقنعنا هذا أن تلك الآله تتحول لإله واحد، وغير مرئي، ولا يوجد له تمثال لنبيعه ونشتريه؟!"، "كيف يحاول هذا أن يساوي بيننا نحن عرب قريش وهؤلاء العبيد؟!"، وتحول خوفهم الجنوني من فكرة التغيير إلى أن نعتوا النبي بالجنون، وهذا طبيعي لأن خوفهم من التغيير جعلهم يتخيلون أن "محمداً" قد جن جنونه لأنه أمرهم بالتغيير.
هؤلاء القرشيين لا يفكرون إلا بهذا المنطق، "ما وجدنا عليه آبائنا"، وهؤلاء القرشيون لم ينتهوا في عصر الرسالة كما يتخيل البعض، هؤلاء القرشيين يعيشون بيننا إلى الآن، ولكنهم كالحرباء تماماً جلودهم تغيرت، وتلونت ألسنتهم، وأصبحوا الآن مشايخ تتحدث بدين الله، ولكنهم قرشيين، ككفار قريش، يحاولون أن يعيدوا الناس إلى عبادة أصناهم، والأصنام في هذا الزمان تغيرت، فأصبح صنهم الأكبر هو الحاكم، فتجد المشايخ يفتون كل ليلة بحرمة الخروج عن الحاكم "حتى وإن كان ظالمناً" ومن بعد الحاكم تأتي عدة أصنام أخرى يفتنون بها البشر، فقد أبعدوا الناس عن روح الدين، وقاموا بتشخصنة الدين في عدد من الشخصيات، تحولوا مع مرور الوقت إلى أصنام لا يخطئون، وتجد لتلك الأصنام العديد من السّجاد والركع الذين اختاروا تلك الأصنام ليصلوا بها إلى الله، وذلك كما فعل القرشيين عندما استعانوا بهُبل، ومناة، في الجاهلية.
هؤلاء لا يفكرون إلا كما فكر أسلافهم، والتغيير بالنسبة لهم هو الكفر بعينه، فهؤلاء لو عاد بهم الزمان إلى عهد النبي "محمد" لوجدتهم من غلاظ الكفار، هم لا يريدون التغيير، ولا يعلمون أن الدنيا خُلقت لكي يحدث التطور، قلت لكثيرين من هؤلاء القرشيين "لو نزل الرسول في عهدنا هذا لكان استخدم "الفيس بوك" وتويتر" في نشر رسالته، وكان سيلبس الجينز، وسيحلق لحيته، وكان سيبتكر عدة اختراعات لتساعده على نشر تلك الرسالة، وكان سيعبر بنا إلى تقدم لم ولن نراه إلى الآن".
هكذا كنت أقول لهؤلاء القرشيين، وكان تكفيري هو ردهم دائماً، هؤلاء القرشيين يقف الإبداع أمامهم كحائط صد لجهلهم هذا، وذلك لأن الإبداع يحيه الله في القلوب والعقول التي اختارت أن لا يقفوا على ما وجدوا آبائهم عليه، لذلك تجد حرب هؤلاء الكبرى ضد الإبداع والمبدعين، كما أن هؤلاء وكما كتبت في البداية لم يجدو إلا صحراء قاحلة، فأين، ومتى، وكيف سيرون هؤلاء الإبداع، أو يشعرون بالمبدعين، إذا ما سألتهم:
هل تعلم أيها القرشي معاناة الكاتب ليخرج عملاً إبداعياً؟!
هل تعلم أيها القرشي صعوبة أن يخرج عملاً سينمائياً؟ هل تعرف كيف تعب من يعملون بهذا العمل حتى تراه أنت؟
هل تعلم أيها القرشي أن العمل الإبداعي كالطفل الجميل الذي يتحول لمسخ إذا ما حاول أحد الطغاة التحكم فيه؟
أحاول بعدها أن أصم أذني حتى لا أسمع ردودهم المستفزة والمتحجرة كأصناهم التي يعبدونها، لأنهم إلى الآن مؤمنون بـ "وما وجدنا عليه آبائنا" وآبائهم، وأجدادهم كانوا يعبدون الأصنام ويقيمون لها الأعياد، والبركات، والتبركات، وينتقلون من صنم إلى صنم، ومن آله إلى آله، لأنهم في النهاية مجموعة من العبّاد الصالحين لما عبد آبائهم.



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرق في السرعات سيدي الرئيس
- هل تنسى مملكة الوهابية ثأرها من مصر الليبرالية ؟!
- وكفر الذي آمن.
- الإسلام لا يعرف الدولة الإسلامية!!


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حماده زيدان - ما وجدنا عليه آبائنا