أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جمال القرى - مهدي عامل:25 عاماً














المزيد.....

مهدي عامل:25 عاماً


جمال القرى

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 10:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يفضِ قتل مفكرٍ مرة الى قتل الفكر، ولم يفضِ اغتيال مناضلٍ قط الى اغتيال فعل النضال، ولم يفضِ نحر ثورةٍ عبر التاريخ الى وقف الثورات، ولم يفضِ أسر وتعذيب معارض من قبل الى كبح جماح المعارضة، كذلك لم يستطع أحدٌ عبر كل التاريخ انتزاع معنى الحرية بكل أبعادها.
فدائماً، القاتل والسجّان والمعذِّب والمجرم متماثلون، هم ابناء مدرسة الإلغاء بالقتل، والحكم بالعنف، والحوار بالسلاح والتأديب بالجِزَم... ولو اختلفوا ظاهراً بين الانتماء الى ايديولوجيا قومية او اممية او فاشية او عنصرية او بين ايديولوجيا دينية سلفية او جهادية او تكفيرية او اجتهادية.
في صباح 18 ايار من العام 1987 اغتال هؤلاء مهدي عامل، برصاصات صوّبها مجرم غافل حاقد مظلم الرأس نحو رأسه وصدره بعد ان ناداه باسمه وردّ عليه التحية بابتسامة... هذا القاتل هو نفسه الذي الحق مهدي عامل برفيقه الشهيد حسين مروة ولو بعد ثلاثة اشهر، وكرّت سبحته لاحقاً باغتيال عددٍ كبيرٍ من رفاقهم.
بعد مرور 25 عاماً على الاغتيال، نتذكّر مهدي عامل كمناضلٍ ومفكرٍ، ليس من باب تقديسه أو تحويل أفكاره ايديولوجيا نستنطقها ونؤوّلها لتناسب الواقع، او من باب التأكيد على راهنية صوابيتها، بل لقراءتها في تاريخيتها، وللإضاءة على بعض جوانبٍ منها، تدحض وتفضح من يدّعي بنوّته، ويحاول اسقاطها على الواقع الحالي تبريراً لانكفائه وفشله في مشروعه التغييري، وتغطية حاليّة على تحالفاته ومواقفه من الانتفاضات على الساحة العربية عموماً، وعلى الساحتين اللبنانية والسورية خصوصاً، وتعمية عن انزلاقه نحو المواقع السياسية والطائفية باعتبارها وطنية، في حين انها مسؤولة مباشرة عن اغتياله.
وضع مهدي عامل حينها، منظومة فكرية نظرية قائمة على المنهج العلمي الماركسي والصراع الطبقي، وصاغ من خلالها مفهوماً جديداً للتاريخ حيث لم يعتبره حدثياً، أو مجموعة أحداث متتالية، بل بما هو علاقة بُنى اجتماعية محدّدة تتوّلد بها الأحداث،
وعن تطوّر البنية الاجتماعية في العالم العربي فقد عرّفها بأنها بنية علاقات انتاج كولونيولية، اي مرتبطة بنيوياً بالسيطرة الامبريالية تغذّيها وتعيد انتاجها البورجوازيات العربية الحاكمة والمسيطرة، والتي لها مصلحة اساسية فيها من اجل تأبيد حكمها وسيطرتها في بلدانها وعلى شعوبها. من هنا تصبح المهمة الاساسية لتحرّر هذه الشعوب العربية كامنة بالضرورة في ثورتها اولاً على سلطاتها الحاكمة ، الحامية لتلك العلاقات، وبالتالي لكسرها.
ها قد بدأت هذه الشعوب بكسر أغلالها... فمن يقف في وجه تحرّرها وحريتها تحت اي ذريعة كانت، انما هو شريك للسلطات المرتبطة بالامبريالية، وبالتالي هو يخدم هذه الامبريالية بشكلها الحالي من حيث يدري اولا يدري، وصحيح انه طريق طويل وشاق، لكنه سيكون بدايةً لتبلور هوية طبيعية جديدة. علّ مكوّنات كياننا اللبناني الذي محضه مهدي عامل اهتمامه الأكبر دراسة وتحليلاً ونقاشاً ونقداً، تعي ضرورة خلق هويتها الوطنية الجامعة العلمانية.
مهدي عامل، نفتقدك في لبنان اكثر في هذه المرحلة بالذات... نفتقد الفكر والفكر الناقد، اذ بدونهما لا حركة لمجتمع ولا تغيير، بل ضياع وفراغ وأخطاء... ليت زمن القحط هذا وزمن الخوف وزمن اليأس تولّي.



#جمال_القرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء حالة الاستثناء العربي بين السوسيولوجيا والمجتمع المدني
- عن صيغة الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني
- يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا
- قضية ساري حنفي: قضية حريات فكرية، وشرعية حق الاختلاف
- مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي
- في 17 شباط ذكرى اغتياله ال25، حسين مروة كرمز ضد الفكر الغيبي
- قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني
- قراءة اولية تقييمية لنقاش تشكيل تيار لبناني علماني وطني
- قراءة سريعة ومقتضبة في الثورات العربية
- دعوة لفتح نقاش جدي
- الفتوحات العربية في روايات المغلوبين


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جمال القرى - مهدي عامل:25 عاماً