مُلاطَشة وشحاذون ..

سوادي المحترم

الحوار المتمدن-العدد: 254 - 2002 / 9 / 22 - 01:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

                                                        

الملاطشة السياسية التي حدثت قبل عدة أيام على صفحات أحد المواقع العراقية على شبكة الإنترنيت بين الأخوين علي الأشتر وعلاء اللامي تستحق التأمل والانتباه فعلا ،وتثبت كم نحن – العراقيين - عطاشى للديموقراطية وحرية التعبير ، مع أن بعض الأصوات بدأت ترفس وتزكط  وتحتج على هذا "التطاول وقلة الأدب والكلام عن الكاولية " كما تحذلق أحد المدمنين على الصمت وبلع اللسان  والمجاملات والنفاق الاجتماعي . إنه واحد ممن  يريدون أن يكتموا أنفاس الناس حتى قبل استلام قرباج السلطة من النظام المستبد !

   وبالعودة الى تلك الملاطشة اللطيفة، نعلم  أن الأخ الأول "علي الأشتر " كتب مقالة دافع فيها عن  بيان جماعة  الخمسة وثلاثين مثقف والذي انتقده الأخ الثاني " علاء اللامي " بشدة وصخب . وفي دفاعه قال علي لعلاء ( أنت تقول ربما سيستعمل الأمريكان القنبلة النووية ضد الشعب العراقي و "ربما"  تدخل في باب الاحتمال ) فما كان من علاء إلا أن هرع الى قلمه وهو يصفر ويخضر ويحمر ويرجف و يحذف ويخذف ، ودبج ردا سريعا، نفى فيه بغضب، أن يكون قد قال تلك الكلمة الملعونة " ربما ".وأن (هذه الكلمة هي من عندياتك أنت  يا سيد أشتر وأن هذا العمل  هو تزوير فظ ومرفوض ..الخ ، الخ  ) وبطلعان الروح يا لله تمكن القراء من تهدئة اللامي:

-  يابه اش دعوة ، اش خابص نفسك يا علاء ، هي كلها سِمل " ربما " لعد لو نسبولك تأليف كتاب " وفيات الأعين لابن خلكان " لكان اش سويت ؟ صلوا على الحبيب يا جماعة مو انتم أخوان و ماكو فرق بيناتكم بس  نقطين وهمزة ! 

قال أحد القراء المدمنين على النحو والصرف  وهو يقصد الفرق بين اسمي السيدين علي وعلاء . ثم أضاف بأن العتب على الأخ علاء لأنه راح زايد ونشر مقالته مو بس بالموقع الذي نشر فيه أبو حسين بل في جميع المواقع التي طالتها يداه .. يعني ، هذا كله  بحثا عن الجمهور البروليتاري  يا أخ علاء ، أم  إنها الرغبة في فضح عبد القادر صهيون الجنابي ؟ بعدين أنت اش دعوة ،يا عيني يا علاء ،  بس واحد يقل لك " كش ملك " تروح قاري على راسه ألف ليلة وليلة ؟ يعني تورط الولد قال لك " ربما " ؟

 ثم تدخل قارئ آخر وأوضح بصوت ممطوط  أن بيان الخمسة وثلاثين ظهرت حقيقته ومسببات  إطلاقه ولكن صاحبنا أبو حسين، كما يبدو ،من أهل الله ولا يعلم  بآخر التطورات .

-  يابه شلون ؟  تساءلنا. فقال : أ لم تقرأوا  المقالة التي نُشرت على نفس الموقع الذي تلاطش عليه الكاتبان   علاء وعلي والتي تحمل عنوان ( لا .. لسنا صامتين ولكن ..)

-      وما قصة هذه المقالة ؟ سألناه . فتأفف بحركة مثقفة تقطر أناقة وافتعال  وقال موضحا :

-   هذه المقالة كتبها أحد الموقعين على البيان إياه، و كاتبها  "قصاص" خاطب  فيها زميلا له من الموقعين وهو  "قصاص" أيضا ،ويشتغل على باب الله في جريدة " الجلبي باشا " ويبشره فيها بأنه عثر على فكرة دسمة (أنتشلها من زحام الكلمات ) ربما لأنه يخجل من ذكر اسم صاحبها المعروف كخريج كراجات  دحس  نفسه دحسا  ذات زمن سميك ،في أجواء الثقافة العراقية في المنفي  بمساعدة هراوته " توثيته " المشهورة والتي اعتدى بها على شاعرين عراقيين ورسام تشكيلي عراقي مشهور  في قلب إحدى العواصم الأوروبية ، وكل شيء موثق ومنشور في كبريات الصحف العربية الصادرة في لندن !! ثم يضيف القصاص بأن صاحب الفكرة (انهال تقريعا على قيادات المعارضة العراقية التي تنفق الأموال "انتباه!! " الطائلة على الغث والسمين ولا تسعى لتحقيق لقاء أو مؤتمر للمثقفين العراقيين.. ) ثم يخرج صاحبنا من الصمت ليجأر بوجه المعارضة العراقية بقيادة الباشا "سمسم أفندي" ومن معو ( لماذا لا تفعلون ذلك ؟) وبعد هنيهة  يهدأ القصاص ويُنَعِّمُ صوته ثم يضيف ( وعسى أن نتلقى الجواب سلبا أو إيجابا.. )   ما فحوى  هذه الجنجلوتية ؟ ماذا أراد القصاص الموقع على بيان الخمسة والثلاثين أن يقول ؟ فحواها يا سادة ،ورفاق ،وعلى باب الله ، هو أن يتبرع حزب الجلبي باشا أو الجريدة  تبعو  بمنحة مالية أو شيء من هذا القبيل ، وتخصص  المنحة للمثقفين العراقيين لكي يعقدوا لهم  مؤتمر مثل العالم والناس ويناضلون فيه براحتهم .ليش يعني حرام ؟ انقلبت الدنيا ؟ لو ناس وناس ؟ وبما أن حزبكم -قال القصاص الأول للقصاص الثاني حرفيا –هو الجهة  الأغنى  في المعارضة العراقية جمعاء وهوا لأكثر احتمالا لتسلم السلطة ما بعد الدكتاتور ) لاحظوا الجزالة البلاغية والمتانة اللغوية في عبارة " الأكثر احتمالا "التي خطها القصاص ، وخلاصة قوله هي : يا جماعة المؤتمر،  يا سامعين الصوت ، يجب عليكم  أن (تحلوا الكيس وتنطونه  ما جينه يا ماجينه حلوا الكيس وانطونا ..) الى آخر  الأغنية الرمضانية المعروفة .

فرد عليه القصاص الثاني والذي يخجل أيما خجل من استعمال لقبه التكريتي :

-      نحجي لك وياه !

ويقصد وي الباشا افتح يا سمسم أفندي  !

وهنا اتضحت تكملة عنوان مقالة الأخ القصاص الموقع فهي ( لا ،.. لسنا صامتين  ولكن ادهنوا السير ..) أما لماذا لا يستعمل ذلك الأديب الأريب لقبه التكريتي ويكتفي باستعمال أسماء محايدة ! فهذا ما لم نقع له على سبب فلعل اللقب سيؤثر سلبا على توزيع قصصه و رواياته وبالتالي يخربط صعوده الى العالمية  :

-      اش بيها تكريت ؟ عوجة ؟ عوره ؟ ألم تنجب لكم  صلاح الدين الأيوبي والسيد..

قال أحدهم فصرخنا جميعا به : إنلصم  لَكْ !

فسكت الأحدهم  ! وحين انصرف الجميع وبقيت أنا وشريكي في المصطبة في حديقة " إيتنك  وردز " في ضواحي مدينة "سدني " الأخ حضيري المنسي تساءلت موجها كلامي الى تمثال الملكة لإليزابث الأنيق :

- حضيري ،لو كان لقبك تكريتي تقدر تستعمله هنا في استراليا ؟ فحك صديقي قذاله ونظر الى البعيد كمن يبحث عن هلال العيد وقال :

-  العافية بالتداريج ، ومن لا يستعمل اليوم  لقبه التكريتي  باجر يلف عمامة أربعة متر حتى لو كان اسمه جون بول سارتر !

-  ومعذرة فلم أعرفكم على الأخ حضيري ..وهو  عراقي شايل الدرج بالعرض و أخو أخيته بس أحيانا يبالغ "شوية"  فقد زعم ذات مرة أنه جاء سباحة من شريعة النواب على نهر دجلة في بغداد الى شواطئ كرسماس  الإسترالية . ويحب أن  يتسلى أحيانا بالترجمة فقد ترجم اسم الحديقة التي نجلس بها الآن  وهي ( إيتنك  وردز eating words  )  والمعنى الحرفي للكلمتين على التوالي هو ( يأكل .. كلمات)  ولكن حضيري ترجمها وعرّقها ترجمة عجيبة غريبة وقال هذه الحديقة اسمها : تشريب كلام !!! أما  مقهى ( بلاك فويس  Black voice ) الواقع في قلب سدني فقد ترجمه الى  " كهوة داود القيسي" نعم ؟ داود القيسي مطرب الحزب والثورة ، نسيتوه ؟ ذاك أبو وجه المحترق بالدنيا قبل الآخرة ..

-  يرجع مرجوعنا لجماعة " ثلاثة خمسة ماجينه " إذ  يقال  والله أعلم أن القصاص الأول حين انتهى من أداء قراءة مقام ( لا لسنا ..ولكن ..) ومن ثم ختمها بالأغنية الرمضانية المعلومة حتى صاح به الباشا المناضل  :

-      دي روح بابه ،دي روح.. قحط مكادي عبالك !

 

 

 

هامش :

مكادي باللهجة البغدادية جمع مكدي وهو الشحاذ ،وتنطق بلهجة حضيري الجنوبية : مجاديه جمع مجدي  بتسكين الميم وفح الجيم وطأطأة الرأس وتقويس العمود الفقري وخفض الجبين ومد اليد السفلى لأشباه البشر .

 

كاتب الحروف  بسن القلم / سوداي المحترم / سدني / تحت فندق العروبة الكبير !!

#سوادي_المحترم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات