أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - في الفرق بين التمرد والثورة














المزيد.....

في الفرق بين التمرد والثورة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"عليهم أن يبذلوا أقصى جهدهم لإحراز النصر الأكيد بواسطة توعية أنفسهم على مصالحهم الطبقية.... ويجب أن يكون شعار نضالهم: الثورة الدائمة."

ان لفظ تمرد Revolte في اللغة الفرنسية يعني الفعل الجماعي الذي ترفض بواسطته مجموعة السلطة السياسية الموجودة أو القواعد الاجتماعية القائمة. ويدل أيضا على حالة من الفكر يرفض من خلالها فرد مع عداوة شديدة كل سلطة تحد من حريته. ان الروح المتمردة هي حالة مستمرة من المعارضة ليس فقط ضد النظام البرجوازي والمؤسسات والنزعة الأكاديمية بل وأيضا ضد الوضع البشري برمته وما يعانيه من ازدراء وامتهان.
غير أن تجذير التمرد واستبطانه في الفرد في فترة الشباب يمكن أن يتبخر بمجرد التقدم في السن وتراجع القوة البشرية واصابتها بالهرم. من جهة ثانية تعتبر المقاومة المطلقة وسيطا ضروريا للانتقال من التمرد الفردي الى الثورة الجماعية والاجتماعية. لكن ماذا تعني الثورة؟ وما ميزتها عن التمرد؟ وهل يمكن الحديث عن الثورة الدائمة مثل التمرد الدائم؟
ان لفظ ثورة Revolution في اللغة الفرنسية هو تغير مفاجئ في النظام الاجتماعي. لكن الثورة أكثر عقلانية من التمرد فهو لا تبحث فقط عن التحطيم بل تريد أيضا بناء نظام جديد، ولا تبقى في لحظة النقد والسجال بل تسعى الى أن تكون فاعلة وتتحول الى قوة اقتراح وتبدع بدائل ممكنة. وآيتنا في ذلك أن كل المبدعين هم ثوار وأن كل الثوار هم مبدعون.
اذا كان التمرد واجب على كل فرد تعرض الى الاضطهاد والاستغلال فإن الثورة حق بالنسبة الى الشعوب التي تصاب بداء الاستبداد والشمولية. والثورة التامة والجذرية هي التي تريد تغيير نمط الحياة وتحويل العالم وتجديد الفنون واستبدال بنية الملكية و القضاء على نمط الحكم القديم وخلق نمط حكم مختلف يتناسب مع طموحات القوى الصاعدة ومختلف شرائح المجتمع في العدالة والكرامة والحقوق والحريات والمساواة. لكن اذا كان التمرد يقتصر على المجال الاجتماعي والسياسي فإن الثورة تطلق على مختلف المجالات وبالتحديد تشمل ميادين الثقافة والعلم والاقتصاد والسياسة والتقنية والفنون. لكن ما المقصود بالثورة الدائمة؟
ان لفظ الثورة الدائمة Révolution permanente في اللغة الفرنسية يعني التطوير المستمر للثورة الديمقراطية لتتحول الى ثورة اشتراكية وخاصة بالنسبة الى الدول التي تشهد أنظمة رأسمالية متخلفة والتي تنتمي الى العالم الثالث التابع والخاضع لسيطرة العالم المتقدم.
لقد رأى كارل ماركس أنه من الضروري تصعيد الثورة وعدم الاقتصار على دولة واحدة من أجل بلوغ العالمية وذلك بأن يستمر الثوار في النضال وعدم التوقف ومواصلة تفكيك وتحطيم الأجهزة والبنى القديمة وجعل الثورة تكتسح المعمورة وتنصر على الصعيد الكوني.
أما ليون تروتسكي فإنه أعطى الأولوية للعمل الثوري في العالم من أجل تهيئة الظروف المناسبة لقيام الثورة العمالية الأممية وذلك بتجاوز الحدود القومية ومحاربة التخلف الموروث ومحاربة الامبريالية والتقسيم العالمي للعمل والسوق الدولية بالتنسيق الاشتراكي للقوى الانتاجية على نطاق عالمي في ظل الدولة الاشتراكية الواحدة ذات التنظيم الذاتي.
إذ يقول هنا:"إن الثورة الدائمة تعني... ثورة ترفض أن تساوم مع أي شكل من أشكال السيطرة الطبقية ولا تقف عند المرحلة الديمقراطية بل تتجاوزها إلى الاجراءات الاشتراكية وإلى الحرب ضد الرجعية الخارجية... ولا تنتهي إلا بتصفية المجتمع الطبقي تصفية تامة."
لكن كيف تندرج منهجية اقامة دولة ديمقراطية عقلانية تعمل على جميع القضايا بالطرق السلمية والإصلاحات التدريجية والتطوير المرحلي ضمن مسار عكسي من الثورة المضادة؟
اللافت للنظر أن الثورة العربية في نسختها الولى في تونس ومصر أنها كانت هبة اجتماعية غير تقليدية تميزت بالعصيان المدني واستخدمت طرق سلمية وارتكزت بالأساس على المهمشين والمعطلين والعنصر الشبابي والطلبة والتلاميذ والعمال والناشطين والمثقفين والنقابيين والمحامين ورجال التعليم والصحفيين وحددت الخروج من النفق كهدف لها. كما أن مطمحها هو اسقاط دولة الفساد والتخلص من النظام الشمولي والتحرر من التبعية للغرب واعطاء السيادة للشعب والحرية للأفراد والشغل لطالبيه والحقوق للجميع دون استثناء.
كما الانتشار العربي الذي عرفته هذه الثورة ومحاولة الركوب عليها وعسكرتها وتدجينها وتوظيفها لخدمة بعض الأجندات المعولمة قد جعلها تتصف بالخاصية الحضارية العربية.
غني عن البيان أن الصيرورة الثورية العربية ستظل متواصلة مهما حادت عن مسارها ومهما حاول البعض افقادها لطابعها المدني والسلمي وستحقق أهدافها في ادخال العرب الى الحداثة السياسية وانجاز حلم الوحدة وتحرير فلسطين وفرض السيادة على الرض وأن تفكيك الأنظمة التقليدية هو أمر لا مفر منه ورهين ديمومة الانتفاضات العربية في أروقتها الناطقة بلغة الضاد في الغرب والشرق والخليج وأن بناء الدولة العربة الديمقراطية ذات المرجعية الاسلامية التقدمية هو أفق لكل فعل ثوري جماعي. فمتى يفهم المترددون أن العرب قد عادوا من جديد للفعل في التاريخ ولن يعودوا على أعقابهم؟ وكيف نستكمل مهمتنا الثورية وننهي الانقسام مادام الشعب المسلح بالأمل هو الذي يريد ذلك؟
المراجع:
كارل ماركس، من خطاب إلى "العصبة الشيوعية أبريل 1850 حول ثورة 1848-1849 في ألمانيا.
ليون تروتسكي، ثورة دائمة أو ثورة على مراحل؟ ، نصوص مختارة، طبعة دار الشمس،1989.
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جداريات الثورة والكتابة البركانية
- الرأي المشترك والتفكير المنطقي
- فلسفة الصورة بين المنع والإباحة
- الفلسفة الشعبية والجهل المقدس
- الأسرة والمجتمع والدولة
- إرادة الحياة والفرح المؤجل
- عام ثوري يمضي ومستقبل واعد يُطل!
- الديمقراطية الاندماجية ورهانات الثورة
- مصير الثورة العربية بعد عام من تفجرها
- الاسلام الشعبي في مواجهة الامبريالية
- المثقف التونسي والسياسة
- الفلسفة بين الأدلجة والتسييس
- الأنظمة العربية بين الصعود والهبوط
- متابعة كتاب -الثورة العربية وارادة الحياة، قراءة فلسفية-
- السيادة بين المطلق والنسبي
- مفارقة السلطة والعنف
- الثورة الرقمية والفعل الافتراضي
- تعاقب النظام والفوضى على المشهد العربي
- طبيعة التحولات المعاصرة
- الحذر الفلسفي من سطوة الخطاب القانوني


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - في الفرق بين التمرد والثورة