أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية














المزيد.....

رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 09:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



شعار «الحماية» فى التاريخ يعنى الاحتلال الأجنبى والاستبداد الوطنى فى الدولة والعائلة.

الثورات الشعبية قتلوها «فى الشرق والغرب» تحت اسم «الحماية».

واليوم من يحمى الثورة المصرية؟ القوى السياسية التى لعبت دورا «فى إجهاضها» مع المجالس المتتالية «العسكرى، الاستشارى، الدستورى، الشرعى، البرلمانى، القانونى، الانتخابى، والصناديقى»؟

منذ أيام «١٤ إبريل ٢٠١٢» قتل أمين الشرطة بناته الثلاث بسم الكوبرا، بعد أن أرسل لزوجته ورقة الطلاق لأنها لم تلد ذكرا، وكم من أب مقدس منذ أيام ضرب الأم التى ربت أولاده وأحفاده ورماها بالطلاق، ليتزوج طفلة من عمر حفيدته، وكله بالقانون وشرع الله!

قانون الأسرة المستبد المطلق لرب العائلة الصغيرة هو أساس قانون الدولة المستبدة لرب العائلة الكبيرة.

تولى المجلس العسكرى إجهاض الثورة منذ ١١ فيراير ٢٠١١، ومعه القوى السياسية الملتحقة بالدين والمعارضة والوطنية والثورية، يدورون كالنحل فى فلك المجلس العسكرى، والاستشارى، والنيابى، والدستورى والشورى، والتفاوضى، والتوحيدى، والتعددى، يروحون ويجيئون، ببدلهم الأنيقة وأحذيتهم الجلدية اللامعة ذات البوز المدبب، وشواربهم الحليقة أو دقونهم الحرة الطليقة، قصيرة أو طويلة، يتأرجحون بين الحكومة والمعارضة، بين الدين والدولة، بين اليسار واليمين والوسط، يراجعون حساباتهم، ينسحبون ويرجعون، يتشاورون، ويعودون، يشعرون بالأمان فى حضن السلطة الدافئ، عن الشارع والخرطوش والغاز الخانق، مثل آبائهم وأجدادهم، منذ ثورة النساء والفلاحين ولابسى الصنادل فى عهد مينا الأول حتى ثورة العبيد والجوارى، وثورة عرابى ثم ثورات ١٩١٩، و١٩٥٢، و١٩٧٧، و٢٠١١.

كل الثورات المقبلة ستجهض بجهودهم، وبإذن رب السماوات، حتى يتعلم الشعب المصرى أنه لن يحميه إلا نفسه، وتتعلم النساء والبنات ألا ينتظرن «الدكر» ليحميهن من الذئب.

الشخصيات «العامة» فى مصر «عامت» فوق جسد الثوار والثائرات، ودمائهم وعيونهم وأفئدتهم، تعلموا السباحة مع التيارات فى البحار، يأكل السمك الكبير الصغار المواليد.

العقل الشعبى المصرى يتعرض لعملية غسيل إعلامية تعليمية، ترعبه من نار الجحيم بأمر الله، والسجن والنفى والنفخ بأمن الدولة، والدبابات. تفقد الأغلبية الشعبية «الوعى» بسبب «الخوف» المزمن، تقدس رجلا يملك اللحية والزبيبة أو تليفونيا مباشرا مع السماء، أو رجلا مكفهر الملامح يملك المخابرات والدبابات، أو رجلا حليقا أنيقا طائرا عبر البحار لإنقاذ الشعب.

يتخبط الشعب، لا يعرف الصدق من الكذب، والحماية والإنقاذ من الخيانة، والكذب مثل الزوجة المحجبة الغريرة.

عرس الديمقراطية هللوا له، كان خطة واضحة لتزييف إرادة الشعب تحت اسم الصناديق المقدسة بعد الرب.

الثوار والثائرات دعوا لمقاطعة الانتخابات، نادوا: الدستور أولا، لكن القوى السياسية، أحزاباً قديمة وجديدة، راحت تدعو للصناديق وعرس الديمقراطية، تم تقسيم صفوف الثورة، لم يبق إلا القلة فى الميدان فانقض عليهم بلطجية النظام.

هل كانت القوى السياسية المخضرمة أكثر سذاجة من الثوار الشباب؟

اعترفوا «فيما بعد» بأنهم أخطأوا، المجلس العسكرى خدعهم؟ كيف يخدع العسكر أساتذة القانون وفقهاء الدستور والأدب والطب والدين والاقتصاد والسياسة والتاريخ وعلم الكون والذرة؟

يتفاوضون مع السلطة دون تفويض باسم الثورة! تشير إليهم السلطة بإصبعها فيهرولون إليها، كما كانت الأحزاب القديمة تتفاوض مع النظام السابق باسم الشعب، واليوم يدعون لانتخابات الرئاسة.

هل يمشى وراءهم الثوار والثائرات مرة أخرى؟

الأخلاق المغروسة منذ الولادة فى النظام لا تتغير لمجرد سقوط الرأس. هل تغيرت مؤسسة واحدة فى نظام الدولة المصرية بعد الثورة؟

الوجوه القديمة التى سيطرت فى النظام السابق تترشح لمنصب الرئيس تحت اسم الشرعية الدستورية والتعددية الحزبية، تحت اسم التعددية الحزبية والديمقراطية لعبت أحزاب المعارضة «يمين ويسار» دورا رئيسيا فى تثبيت النظام المستبد داخليا، والاستعمار الأمريكى والاسرائيلى.

الحكومة الأمريكية، منذ «ريجان»، وضعت أمام السادات بند «تعدد الأحزاب» شرطا أساسيا لتقديم معونتها العسكرية والاقتصادية لمصر. يربط الاستعمار الأمريكى معونته العسكرية والاقتصادية بالتعددية الحزبية فى بلاد المستعمرات، لماذا؟

سؤال تجاهلته القوى السياسية، وهرولت لتكوين أحزابها، من أجل الفتات: جورنال هزيل، مقر للحزب أو معونة شهرية من الحكومة، ويرقص الحزب المعارض ليفوز الحزب الحاكم بالأغلبية الساحقة، ويقنع هو بواحد فى المائة.

بعد الثورة تكونت بسرعة أحزاب جديدة، ورثت القيم ذاتها عن الأحزاب القديمة، وأنتجت برلمان اللحى وشرع الله وواحدا فى المائة للشيطان والمرأة. لن يحكم هؤلاء مصر بعد الثورة.. شعب مصر انتصر على الفراعنة رغم أنف أبوالهول.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل خلف الرجل على المسرح
- وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً
- فن المستحيل «حوارات نوال ومنى»
- الخلع البائس.. ومجلس المرأة القومى
- المرأة ورفع الحجاب عن العقل
- النساء والدولة وفضيلة الركوع
- فتاة ثائرة فى ميدان التحرير
- نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح ...
- كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية