|
السكرتير السياسي وبئس الاعلام الكاذب.
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 23:21
المحور:
الصحافة والاعلام
بعد رحيل الاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، اطلقت ماكينة اعلام السلطة اشاعات كاذبة ، كان الهدف منها احداث البلبلة وسط أعضاء الحزب والجماهير وشق الصفوف وتشتيت الجهود، واجهاض التشييع للراحل، مثل : أن "الراحل سوف يدفن في القطينة "، وأن الجثمان سوف يصل يوم الاثنين "، وسوف يؤم الصلاة عليه "د. الترابي" أو "الرئيس عمر البشير"، أو " السيد الصادق المهدي...الخ، ولكن التنظيم الدقيق من قيادة وأعضاء الحزب قضي علي تلك المحاولات، وأتت الرياح بما لاتشتهي سفن أعداء الحزب، وجاء التشييع مهيبا يليق بالراحل. كما اعلن المكتب السياسي أن اللجنة المركزية في اجتماع قادم لها ، وعن طريق الديمقراطية وأليات المؤسسية سوف تختار سكرتيرا سياسيا بهدؤ وبدون شفقة أو استعجال وبدون استجابة لضغوط الصحفيين والاعلاميين والجهات من خارج الحزب. ورغم ذلك يواصل الاعلام بث سمومه واشاراته الكاذبة بهدف التضليل وارباك الحزب، ومصادرة حق اللجنة المركزية الديمقراطي الذي كفله دستور الحزب في اختيار السكرتير السياسي، ومحاولة شق الصفوف ونشر البلبلة في صفوف اعضاء ومؤيدي الحزب. ومن الأمثلة لتلك الاشاعات الضارة والاشارات الكاذبة : • ماجاء في صحيفة " الجريدة " بتاريخ" 10/4/ 2012م ، " أن المكتب السياسي كون قيادة رباعية جماعية بديلا للسكرتير السياسي كحل وسط بين التيارات المتصارعة حتي انعقاد المؤتمر السادس". • ما ورد في صحيفة الأحداث بتاريخ: 28/ 3/ 2012م " مجموعة من الشباب تطالب باجتماع طارئ للجنة المركزية لانتخاب د. الشفيع خضر خليفة لنقد ". • ما جاء في صحيفة " سودان تربيون " بتاريخ : 27/ 3/ 2012م " مجموعات شبابية ابتعدت عن الحزب احتجاجا علي انتخاب اللجنة المركزية في المؤتمر الخامس من الحرس القديم ، تري ترشيح د. الشفيع خضر لمنصب السكرتير السياسي ". • ورد في صحيفة "النيلين الالكترونية" بتاريخ: 22/ 3/ 2012م " صراع حول خلافة نقد يمكن أن يؤدي الي شرخ في الحزب " ، " اقبال علي انقسام مثل انقسام وراق والخاتم بسبب خلافة نقد " ، " ودعوات لعقد مؤتمر استثنائي لحسم خلافة نقد ". *واضح خطل وبؤس تلك الاشارات: فليس من حق المكتب السياسي اختيار سكرتير سياسي ، سواء كان ذلك باختيار أحد أعضائه أو "بماكينة دفع رباعية"، فهذا حق اللجنة المركزية. ومن العبث محاولة احداث بلبلة وانقسامات في صفوف الحزب بسبب خلافة نقد، فقد اصبح الحزب قوي الشكيمة، وعجمت التجارب عوده ، وخرج اكثر صلابة من صراعات داخلية وانقسامات سابقة، ففي الحزب متسع لتباين الآراء والتنوع في اطار وحدته. كما أنه ليس من حق أي جهة من خارج الحزب أن تحدد له من هو السكرتير السياسي، وتطالبه ب"عقد مؤتمر استثنائي" أو "اجتماع طارئ للجنة المركزية" لبحث خلافة نقد. • ومعلوم أنه حسب دستور الحزب المجاز في المؤتمر الخامس" المادة 19-1" : أن "اللجنة المركزية هي التي تختار السكرتير السياسي..". وأن اللجنة المركزية من خلال الآليات المؤسسية سوف تحسم هذا الموضوع بديمقراطية وشفافية واقتراع سري وفحص كامل للمرشحين من أعضائها للمنصب حسب مناهج وتقاليد الحزب في اختيار المرشحين للمسؤوليات مثل أن يكون المرشح: مقبولا لأعضاء الحزب والجماهير، ومحترما وحسن السيرة والأخلاق، وصبورا ومنضبطا ومتقدما سياسيا وتنظيميا وفكريا وله القدرة علي التعامل مع الانماط والطبائع المختلفة للبشر ، و يتميز بالمصداقة والتواضع، ومؤتمنا علي الحزب وأسراره، وملتزما بمقررات مؤتمر الحزب ومدافعا بصلابة عن طبيعة الحزب الطبقية ومنهجه الماركسي وبرنامجه ودستوره، وأن يوصل بدقة للجماهير خط الحزب السياسي.... الخ من الصفات الحميدة المطلوبة التي أشار لها الكثيرون من الكتاب وأعضاء الحزب عند انتخاب السكرتير السياسي والذي يعبر عن ارادة ومواقف وقرارات الحزب واللجنة المركزية. كما أنه من حق اللجنة المركزية في دورتها القادمة انتخاب السكرتير السياسي أو تأجيل الاختيار وانتخاب زميلا مكلفا حتي المؤتمر السادس الذي تبقت علي انعقاده 8 شهور ، اي سيعقد في يناير 2013م القادم حسب دستور الحزب الذي ينص علي عقد المؤتمر " كل اربع سنوات". لقد خبر الحزب اعلام السلطة الكاذب منذ ماقبل المؤتمر الخامس الذي كان يركز علي أن قيادة الحزب عاجزة عن عقد المؤتمر ، حتي تم عقد المؤتمر الخامس بنجاح والذي كان صفعة قوية لذلك الاعلام المضلل الذي كان ومازال يهدف الي اثارة البلبلة والانقسام في صفوف الحزب، عن طريق تلك الأكاذيب والحرب النفسية التي تقوم بها أجهزة أمنها واعلامها الكاذب بهدف التأثير والضغط علي الحزب في اتخاذ قراراته ومواقفه المستقلة. ومثلما هزم الحزب الاعلام المضلل وجاء تشييع الراحل نقد مهيبا والذي عبر عن انعطاف كبير نحو الحزب بدءا من رفض الحزب تدخل السلطة الفاشية في موضوع علاجه، ونجاح الحملة الشعبية الواسعة من اجل علاجه داخل وخارج السودان والتي تستحق التقدير والتقريط لكل الذين قاموا بها، وحتي نجاح موكب التشييع المهيب باستقلال عن تدخل السلطة واعلامها الكاذب. وأن الحزب الشيوعي السوداني قادر علي العبور من محطة اختيار السكرتير السياسي بنجاح عن طريق آلية الديمقراطية والمؤسسية والشفافية، والخروج من هذه المعركة أكثر صلابة وقوة ووحدة، وأنه قادر علي هزيمة اعلام السلطة الكاذب مرة أخري، ومواصلة النضال الجماهيري مع قوي المعارضة ضد النظام حتي اسقاطه وقيام حكومة انتقالية تنجز مهام التحول الديمقراطي وعقد المؤتمر الدستوري وتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ووقف الحرب والحل الشامل والعادل لقضايا دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وابيي، وتحسين العلاقة مع دولة الجنوب لمصلحة الشعبين في الشمال والجنوب، بحل القضايا العالقة (البترول، الجنسية، مياه النيل، الديون، الحريات الأربع..الخ) ، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو الثقافة أو اللغة، والتي تفتح الطريق لاعادة توحيد الوطن، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. وأخيرا نقول: بئس الاعلام الكاذب ، وبئس الحديث الافك، وبئس الاثم الفسوق.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجربة الاسلام السياسي في النهب وتركيز الثروة.
-
دلالات التشييع المهيب للاستاذ نقد
-
وداعا الاستاذ محمد ابراهيم نقد
-
كيف ارتبطت الماركسية بالواقع السوداني؟ (2).
-
حول التجربة الظلامية للاسلام السياسي.
-
المسكنات لاتجدي في حل الأزمة
-
آفاق المرأة العربية والحركة النسوية بعد الثورات العربية
-
وداعا الفنان محمد وردي( 1932- 2012م).
-
الأزمة ومخاطر تجدد الحرب مع دولة الجنوب.
-
حرب التكفير وخطر ايقاظ الفتنة النائمة
-
الأزمة العامة للرأسمالية ومراحل تطورها.
-
تجربة الصراع بين الحزب الشيوعي وانقلاب مايو 1969م
-
تفاقم أزمة النظام الرأسمالي
-
الأزمة الوطنية العامة: جذورها والبديل
-
كيف ارتبطت الماركسية بالواقع السوداني؟
-
الذكري ال 56 للاستقلال ومآل السودان.
-
ثم ماذا بعد مقتل د. خليل ابراهيم
-
وداعا الزميل النبيل جلال كردمان
-
الاستراتيجية والتاكتيك وخط الحزب في الفترة الراهنة.
-
ملف الحوار المتمدن بمناسبة ذكراها العاشرة
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|