رمضان عبد الرحمن على
الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 13:39
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يعتقد البعض أنه طالما يصلي فإنه في أمان مما يفعل من أخطاء كبرى في حق المجتمع والناس من ظلم أو أكل حقوق الناس، والحقيقة أنه قد جاء العكس في القرآن لمثل هؤلاء الأشخاص أن الذي يصلي ويفرغ الصلاة من مضمونها الحقيقي وهو الصدق مع الناس وعدم ظلم الناس، قال تعالى:
((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7})) سورة الماعون.
الويل كل الويل من الله كما قال الله لمن يصلي دون أن يفهم أن للصلاة شروط وأنها ليست حركات تؤدى أو شعائر، بمعنى إذا لم تترجم الصلاة على أرض الواقع مع الناس بأفعال حقيقية كما قال الله تعالى:
((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ{10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{11})) سورة المؤمنون.
نفهم من ذلك أن الإنسان إذا كان من المؤمنون حقاً وقد حافظ على الصلاة الحقيقية والأمانة التي قبل أن يحملها الإنسان ولم يخون هذه الأمانة يكون من أصحاب الجنة والوارث لها كما وعد الله بذلك الصادقين حقاً، والإيمان الحقيقي والصلاة الحقيقية يشترطان عدم ظلم الناس، يقول تعالى:
((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)) سورة الأنعام آية 82.
وان الله لن يقبل أي عمل من أي إنسان دون أن تتوافر الشروط المنصوص عليها في القران أن يكون العمل لوجه الله وأن يكون صادق كما قال الله تعالى:
((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) سورة الحجرات آية 15.
أي إيمان بدون صدق وإخلاص لله تعالى لن ينفع ولا يشفع وأن الصدق والإخلاص هو الذي سوف يجعل للإنسان نصيب في الآخرة لا يقارن بأي شيء في الدنيا وليس له مثيل ولا تستطيع البشرية بأكملها أن تعمل جنة قد وعد بها الله المخلصين كما قال الله تعالى:
((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً)) سورة النساء آية 146.
هل هناك أعظم من وعد الله للناس؟!.. هل هناك أفضل من الجنة لنعمل من أجلها؟!..
#رمضان_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟