أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 01:59
المحور:
الادب والفن
جرحى السماء ..
عاد بعد رحيله ألف مرّة ..
و في عينيه روح أثقلتها أسئلة من حجر ..
و ينسى ..
أنّه لم يرحل تماما ..
و ينسى أنّه صار قدرا ..
و ينسى أنّه صار ضبابا ..
و ينسى أنّه صار رمادا ..
و أن لا أحد سيذكر السكّر المُرّ
في ضوء القمر ..
لم يرحل تماما ..
و ينسى أنّه مات قليلا ..
و أنّ موتا قليلا لا يساوي سنبلة ...
و ينسى
أنّه لن يسافر الى المستحيل
لأنّه لم يتقن الموت
بقدر أوجاع الوطن ..
كيف ينجو من بصماته
في يدينا ..
كيف ينجو من رقص الأكاذيب
على روح تمتنع عن السفر ..
كيف ينجو من شارع منعوه
من البكاء على نهار دهسوه برصاصات الدول ؟
كيف ينجو من الريح التي هبّت يومها
بلا رخصة شرعية ..
جاءت تعانقنا على عجل ..
كيف ننجو من عينيه الفاغرة
تحت الثرى
حين يبكي الثرى ..
و ترقص الأحزاب في سراديب
الُّنزل ..؟
يا جرحى السماء ..
أين السماء ؟
أم زيّفوا لونها كما زيّفوا لون الدماء ؟
يا جرحى السماء ..
هاتوا السماء ..
أسقطوها حتى لا يبكي الثرى ..
غلّقوها كي تمرّوا بسلام
الى عمق المدى ...
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟