|
يوم الأرض محطة للمراجعة وتجذير النضال الوطني الفلسطيني
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 01:40
المحور:
القضية الفلسطينية
يحيي الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ومعه جماهير الأمة العربية هذه الأيام الذكرى السادسة والثلاثين لهبة الأرض المجيدة بوصفها محطة بارزة من محطات النهوض الوطني الفلسطيني، وفاتحةً مجيدة للصعود الثوري جرى البناء عليها لاحقاً في اشتقاق الآليات والأساليب للدفاع عن الأرض وعروبتها، بحيث لا يمكن عزل الانتفاضات والهبات الجماهيرية اللاحقة" انتفاضة الحجارة، هبة النفق وانتفاضة الأقصى" عن هبة يوم الأرض المجيدة.
في هذه المناسبة العظيمة نتذكر كوكبة من شهداء الوطن الذين خضبوا أرض الجليل وعموم فلسطين بدمائهم الزكية لتنبت مناضلين جدد في انتفاضات لاحقة، نتذكر ونحفر في الذاكرة النضالية العربية أسماء خالدة : خديجة شواهنة وخير ياسين، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وحسن طه ورأفت الزهيري، ولتنضم إلى تلك الكوكبة في ذات اليوم قافلة شهداء أخرى في الضفة الغربية ضمت: لينا النابلسي وتمام ستيتية ومحمود الكرد، تعبيراً عن وحدة الشعب ووحدة الأرض والمصير.
إن قيمة هبة يوم الأرض تكمن في راهنيتها وفي دروسها وأبعادها :
أولاً: أكدت تمسك العربي الفلسطيني بتراب وطنه وفشل مراهنة العدو على مقولة " الآباء والأجداد يموتون والأبناء ينسون" إذ أن الذي خاض غمار تلك الهبة العظيمة شبان وشابات بعمر الورد، من الذين ولدوا بعد نكبة عام 1948 وقدموا أرواحهم رخيصةً دفاعاً عن ثرى الوطن ، حين تصدوا بصدورهم العارية لمخطط العدو القاضي بالاستيلاء على 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث وعلى ما تبقى من أراضي النقب .
ثانياً: أكدت على عمق انتماء أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948 لأمتهم العربية ولهويتهم القومية،ولفلسطينيتهم كهوية نضالية وأكدت الفشل الذريع لسياسات العدو في تذويبهم وسلخهم عن هويتهم القومية.
ثالثاً: أكدت على وحدة الشعب الفلسطيني في مناطق 1948 وفي الضفة والقطاع والشتات، إذ ما لبثت أن اشتعلت هبة الأرض حتى انتقلت شرارتها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، لتشتعل في الضفة والقطاع هبة مكملة وموازية ارتقى خلالها إلى العلا شهداء من نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية.
لقد برهنت هذه الوحدة عن صلابتها لاحقاً حين شكلت جماهير شعبنا في مناطق 1948 الرديف الداعم لانتفاضة الحجارة ( 1987- 1993 ) والمشارك الفعلي في انتفاضة الأقصى، حين قدمت خمسة عشر شهيداً دفاعاً عن الأرض ومن اجل دحر الاحتلال الصهيوني عن ثرى الوطن.
رابعاً: أكدت مجدداً على أن الأرض – كل الأرض الفلسطينية-هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وليس فقط ما جرى احتلاله منها بعد عام 1967 ، وان إستراتيجية العدو الصهيوني أكدت ولا تزال تؤكد أن بقاء المشروع الصهيوني ودولة الاغتصاب مرهونة بمواصلة مصادرة الأراضي والاستيطان.
خامساً: أكدت هبة يوم الأرض على العمق العربي للقضية الفلسطينية، وقد تبدى ذلك في الحراك الجماهيري العربي الملتحم بالنضال الفلسطيني إبان هبة يوم الأرض وعلى امتداد الصراع مع العدو الصهيوني، بالضد من سياسات النظام العربي الرسمي المتخاذل في معظم مفاصله.
تصادف هذه الذكرى في ظل ظروف فلسطينية وعربية ودولية بالغة الخطورة والتعقيد، بعد أن دخلت مؤامرة تصفية القضية مرحلة غاية في الخطورة منذ توقيع اتفاقات أوسلو، مروراً بواي ريفر ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق وانابوليس، وصولاً لمفاوضات عمان في كانون ثاني الماضي التي رفض فيها العدو التخلي عن القدس والمستوطنات وأصر على يهودية الدولة في الوقت الذي يوافق فيه الجانب الفلسطيني الرسمي على ضم بعض الكتل الاستيطانية الرئيسية للكيان الصهيوني تحت عنوان المبادلة بالكم والقيمة!!
والغريب العجيب أنه في الوقت الذي لم يتوقف فيه نتنياهو عن التصريح بقوة أن الاستيطان في القدس مشروع كما هو في تل أبيب ، وأن المطالبة بوقفه من قبل الفلسطينيين والعرب غير منطقي ،متجاهلا بذلكً قرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص.
وفي الوقت الذي يصادر فيه العدو الصهيوني ما تبقى من الأراضي العربية في مناطق 1948 وخاصةً في النقب، وفي الوقت الذي يكشف فيه عن خططه لعام 2012 لبناء 26 ألف وحدة استيطانية في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة والقدس . وفي الوقت الذي يؤكد فيه على شرط الاعتراف بيهودية الدولة نرى أن النظام العربي الرسمي – حتى بعد الثورات العربية- لم يجرؤ على طرح البديل، سواء بالتلويح بخيار الحرب أو دعم المقاومة، أو بخيار أضعف الإيمان ممثلاً باستخدام أوراق الضغط المختلفة من نوع: إلغاء المعاهدات مع الكيان الصهيوني أو تجميدها، أو إلغاء التطبيع معه، او التهديد بإلغاء مبادرة السلام العربية، او بسحب الأرصدة من البنوك الاميركية التي تبخر معظمها في خضم الأزمة المالية العالمية.
إن إحياء هبة يوم الأرض والوفاء لدماء شهداء الأرض والوفاء لشهداء شعبنا الفلسطيني ، الوفاء لدماء القادة الشهداء أبو جهاد وأبو علي مصطفى والشقاقي وأحمد يسن ووديع حداد وعمر القاسم وغيرهم لا يكون بإلقاء الخطب في سياق كربلائي، بل يكون بإجراء مراجعة جذرية لتجربة العمل الوطني الفلسطيني، على مدى أكثر من نصف قرن لاستخلاص الدروس والعبر، ولاشتقاق المهمات النضالية وهذا يتطلب ما يلي:
أولاً: مغادرة خطاب التسوية البائس، بعد أن أثبتت الحياة والتجربة الملموسة بؤس الرهان على هذا الخيار الذي جر الويلات على شعبنا وضرب وحدته وشكل غطاءً لتهويد الأرض والمقدسات.
ثانياً: إعادة الاعتبار لخيار المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح الفلسطيني.
ثالثاً: التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج المقاومة وليس على برنامج المفاوضات المستند إلى الاعتراف بإسرائيل ونبذ المقاومة والتغني البائس بالشرعية الدولية.
رابعاً: إعادة الصراع مع العدو الصهيوني إلى مربعه الاستراتيجي الأول في أنه كان ولا يزال وسيظل صراع وجود وليس صراع حدود، وأن سمة هذا الصراع تناحرية وبامتياز.
خامساً: التأكيد وباستمرار على العمق العربي للقضية الفلسطينية وأن معركة تحرير فلسطين بالبعد الاستراتيجي الحاسم، معركة عربية قومية خاصة وأن الأطماع الصهيونية تتجاوز فلسطين إلى عموم الوطن العربي. [email protected]
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة العار في بغداد
-
معركة الكرامة ملحمة نضالية لاستنهاض الهمم
-
البرنامج النووي الإيراني والابتزاز الإسرائيلي لواشنطن
-
العدوان على غزة مقدمة لإستراتيجية إسرائيلية جديدة
-
فضيحة الإفراج عن النشطاء الأميركيين في مصر
-
المصالحة الفلسطينية خطوة إلى الأمام وعشرة إلى الخلف
-
خضر عدنان عنوان مشرق لأسرى الحرية
-
محاكمة مصرية للادارة الأميركية من بوابة التمويل الأجنبي
-
مجزرة بور سعيد محطة من محطات الثورة المضادة
-
تدويل الأزمة السورية من بوابة المبادرة العربية
-
لجاان المصالحة الفلسطينية بين الإنجاز والمراوحة في المكان
-
فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية
-
الرباعية الدولية غطاء مستمر للاستيطان
-
المصالحة الفلسطينية: العبرة في التطبيق
-
سوريا وقطر والجامعة العربية....نقاط على الحروف
-
حول مشاركة قوى اليسار في الثورات العربية – نظرة نقدية
-
رداً على تخطئة الرفض العربي لقرار تقسيم فلسطين
-
الثورة المضادة في مصر تكشر عن أنيابها
-
حقائق على هامش قبول فلسطين عضواً في اليونسكو
-
عرس حرية الأسرى وتهافت المشككين
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|