أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي يونس حديد - غزة تستغيث بحمد بن جاسم














المزيد.....

غزة تستغيث بحمد بن جاسم


فوزي يونس حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 23:39
المحور: كتابات ساخرة
    


غزة تستغيث بحمد بن جاسم
غزة، تلك البقعة التي تقبع في ظلام دامس بعد أن توقفت محطة الوقود، تعاني من الفقر والبطالة والحصار الجائر منذ سنوات، غزة ذلك المكان الذي نطق بالمقاومة والصبر على المعاناة، فهذه امرأة فقدت أجمل ما لديها من الأولاد والشباب وربما الأطفال تستغيث ولا مجيب وهذا رجل هزّه الفقر ولسان حاله يقول لو أن الفقر رجل لقتلته وهذا طفل يعبّر عن بؤسه بكلمات تئن لها القلوب وتخضع لها الأرواح والعقول، كلمات تهزّ العالم من أساسه ولكن من يبالي؟ وبكسرة خبز يابسة على شفتيه يقول: هل أن العالم قد تعوّد على صراخ طفل فلسطيني وتعوّد على أنين رجل تسعيني وتعود على شكوى امرأة ظلت حائرة ولم تعد تدري ماذا تفعل؟
أم أن العالم يحكمه قانون الغاب والبقاء للأقوى، ولم تعد منظمة حقوق الإنسان العالمية بل أقول مزبلة العالم لها رأي بعد أن ترى بأم عينيها الانتهاكات الإسرائيلية الحقيرة كل يوم، وأين جامعة الدول العربية التي أصبحت غارقة في سوريا وكأنّ سوريا بلد محتل تريد أن تفك منه أسر المسجونين ما هذه التفاهات التي نعيشها اليوم؟
إن غزة اليوم تصرخ وتنادي رئيس العرب في جامعة الدول العربية الشيخ حمد بن جاسم لينظر إليها نظرة حانية ويشفق على أطفالها ونسائها وشيوخها من بطش عدو لا يرحم وليس في قاموسه حقوق للإنسان ولا للحيوان ولا حتى للجماد تدعوه ليزور غزة الأبية ويعلن من منبرها أن العرب بجانبهم وأن إسرائيل لا محالة ساقطة وزائلة وأنهم سيطالبون العالم بوضع حد لهذه المأساة وتوفير الضروريات لهذا الشعب الأبي الذي سطر ملحمة في 2008 بعد حرب ضروس وأنه سيسعى بنفسه وبماله وجهده من أجل فرض حظر جوي على الطيران الإسرائيلي في خطوة جريئة تحسب له شخصيا له وللعرب عموما ويعلنون أن غزة لن ينساها العرب وسيمدونها بالضروريات والحاجيات الغذائية والوقود اللازم فهل يتحقق ذلك، إنها أمنية الفلسطينيين بل أمنية العرب جميعا عليه.
فهل زار أحد المسؤولين العرب غزة ووقف فيها على حجم الدمار؟ هل رأى أطفالا رضعا يعانون ويتألمون ويصرخون من شدة الألم؟ هل رأى أمهات يبكين ويصرخن ويستغثن من شدة بؤس الحياة؟ أين الأموال العربية التي تسرف وتصرف هنا وهناك في حفلات غنائية أو في صولات وجولات لا فائدة منها؟ متى يستفيق العرب الذين أصبحوا لا يبالون بحجم الصرخة التي تدب في نفوس الفلسطينيين في غزة اليوم؟
لقد ألهت جامعة الدول العربية نفسها بقضية لم تكن قضية في الأساس وإنما استحدثتها الجامعة وأعطت أذنها لمن يسمون الثوريين الذين يبتغون الحرية في سوريا، هل سيجلبون فعلا الحرية كما يدعون، ماذا فعلوا لليبيا اليوم، إنهم مزقوا وحدتها وتركوها لقمة سائغة للغرب لكي يوزعوا ثرواتها ويحدثوا شرخا عظيما في المجتمع وأصبح المجتمع الليبي يقتل بعضه بعضا وكذلك الأمر في تونس وفي اليمن وفي غيرها من الدول وهاهي اليوم سوريا يتناحر شعبها وتندثر معالمها ويحترق تراثها.
هل فكر العرب حقا؟ كيف يناصرون الشعوب بالحديد والنار؟ كيف يجلبون الدمار ولا يكترثون بما يفعلون؟ هل هذه الحرية كما يزعمون؟ ربما سيحاكمهم التاريخ يوما ما لأنهم ساهموا في تدمير بلدان بأكملها وما خلق الإنسان ليدمّر إنما خلق ليعمّر.
هل فكر العرب يوما في غزة المسكينة؟ هل اجتمعوا على طاولة الجامعة العربية لنصرة الفقراء والمساكين والضعفاء في غزة الأبية؟ كم مرة يتركونها تواجه مصيرها بنفسها أمام وحش كاسر ولا يتألمون بل ينصبون الولائم ويفرحون وكأن الأمر لا يعنيهم، أليست بقعة عربية؟ أليست قطعة من لحم العرب؟
هل أيقن العرب أن قضيتهم الأولى التي نسوها ولم يعيروها أي اهتمام هي التي من أجلها نبذل الغالي والنفيس لأن عدوها عدو العرب والمسلمين في جميع أصقاع المعمورة؟
فلسطين تناديكم يا عرب، تريد أن توقظ ضمائركم إن كانت لكم ضمائر، تريد أن تمسح عنها الاحتلال الذي أصبح لا يتورع عن فعل الجرائم علانية وجهرة، تستغيث ولا مجيب، تشكو ولا تعلم لمن تشكو، تصرخ، تغضب، تتألم وكأن لم يكن، لماذا هذه النكسة؟
إن العرب يعيشون نكسة عظيمة لأنهم لا يعرفون كيف يعالجون القضايا ولا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية وتركوا الشعوب المقهورة تواجه مصيرها بنفسها لا سيما إذا كان العدو إسرائيل، هذا العدو الذي أصبح مخيفا ومرعبا للعرب ، لا تنفع معه حجة ولا برهان ولا إدانة ولا انتقام لا تنفع معه إلا القوة ولا شيء غير القوة ليسترد أبناء فلسطين كل شبر اغتصب.
وحتى الجارة مصر وبعد الثورة استبشرنا فيها خيرا لم تستطع أن تتدخل اليوم لتنقذ غزة من غرقها وتمنحها من نعمة الوقود التي أنعم الله بها عليها، انظروا ماذا حصل؟ توقفت الحياة تماما في غزة وحتى القوارب التي كانت تأتي بلقمة العيش للأطفال توقفت عن العمل فممّ يأكل الأطفال هل يبحثون في خشاش الأرض كالقطط ألا يؤلم ذلك العرب فعلا!



#فوزي_يونس_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوفية هرطقة دينية


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي يونس حديد - غزة تستغيث بحمد بن جاسم