|
مفتي خادم الحرمين الشريفين يدعو الى هدم الكنائس !!!
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 22:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خلافا للخليفة عمر بن الخطاب الذي رفض اداء الصلاة في كنيسة القيامة عندما قام البطريرك صفرونيوس بتسلييمه مفاتيح القدس ، احتراما لمعتقدات المسيحيين وحتى لا يستخدمها اتباعه من المسلمين سابقة وحجة لتحويل الكنيسة الى مسجد يؤدون الصلاة فيه وخلافا للوثيقة العمرية التي اكد فيها التزامه بحماية اماكن العبادة المسيحية وبحق المسيحيين بممارسة طقوس العبادة فيها ورفع الصلبان عليها فقد خرج علينا قبل ايام مفتي المملكة العربية السعودية بفتوى تتعارض مع المرونة والتسامح الديني الذي تحلى بها الخليفة وتنضح بالتعصب والتزمت الديني حث فيها المسلمين الى اطلاق حملة جهادية لهدم الكنائس المسيحية في شبه الجزيرة العربية مستندا في فتواه الى مقولة ان شبه الجزيرة تخضع لدين الاسلام فقط ووجود الكنائس في بعض الدول منها هو اعتراف بصحة الدين المسيحي أي لو كان هذا المفتي حيا يرزق في عهد الخليفة عمر لاعتبر الوثيقة العمرية واستلامه لمفاتيح القيامة اعترافا بالديانة المسيحية وخروجا عن ملة الاسلام . واطلق المفتي السعودي فتواه ردا على على منظمة مجتمع مدني كويتية اعترضت على الدستور الكويتي الجديد الذي تضمن مادة تحظر بناء كنائس جديدة في الكويت وسط موجة استياء عالية بين الاقليات المسيحية التي تعيش في شبه الجزيرة العربية وخاصة في السعودية اليمن عمان الكويت كما جاءت الفتوى ردا على سؤال وجهته لهذا المفتي الذي يرفض الاعتراف بكروية الارض جمعية احياء التراث الاسلامي الكويتية التي تتبنى الفكر الوهابي حول "صحة الدعوات في ميزان الشريعة التي اطلقها اعضاء في البرلمان الكويتي الى منع او هدم الكنائس " فكان الجواب الذي تفتق عنه ذهن المفتي ان " الكويت جزء من الجزيرة والجزيرة العربية يجب ان تهدم كل ما فيها من الكنائس لان بقاءها يشكل اقرارا لدين غير الاسلام فبناؤها لا يصح لان هذه الجزيرة يجب ان تخلو من هذا كله . وهنا يتبادر الى الذهن السؤال التالي : لو اوعز طويل العمرالسعودي ومثله نظرائه من حكام مشيخات النفط والغاز الى الجهات المختصة بتطبيق هذه الفتوى واوكلو ا مهمة هدم الكنائس للعمال الاسيويين ولا اقول العمال السعوديين ن والكويتيين الذين لا نرى لهم وجودا في ورش بناء وهدم العقارات فهل يؤدي ذلك الى تراجع نفوذ " الكفار والمشركين " الاميركان في نجد والحجاز " المملكة العربية السعودية " وهيمنتهم على السوق السعودي واستئثارهم بالجزء الاكبر من كعكة النفط السعودي وهل يكون هدم الكنائس خطوة اولى باتجاه سحب مئات مليارات الدولارات من عائدات النفط السعودي من البنوك الاميركية والاروبية التي تتحكم فيها طغمة من اليهود ثم تتلوها خطوة استثمارها في مشاريع انتاجية تجعل من السعودية دولة صناعية وزراعية بدلا من ان تكون مشيخة مستوردة لكافة مخرجات الحضار ة الغربية الكافرة ولا استثني منها الكوفية والدشداشة التي يرتديها مفتي السعودية ولا الكلسون الذي يستر عورته ولا الفضائيات التي يطل منها ويطلق منها فتاويه الداعية الى هدم الكنائس ومحاربة الكفار ولولاها لما انتشر المذهب الوهابي في الدول العربية والاسلامية كما تنتشر النار في الهشيم مستوردة لكل شيء من اسواق الدول الكافرة . وما دام المفتي السعودي قلق ومستاء الى هذه الحد من وجود بضعة كنائس لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليدين في طول الجزيرة العربية وعرضها ولا ترتفع صلبان عليها ولا يسمح بدق نواقيسها واجراسها ثم يدعو الى هدمها فلماذا نراها جبانا رعديدا كأي ارنب فلا يجرؤ على اصدار فتوى تدعو الى هدم عشرات القواعد العسكرية الاميركية الموجودة على التراب السعودي الطاهر : فهل يسطيع المفتي السعودى ان يهدم الكنائس في السعودي ومشيخات قطر والبحرين والكويت واكثرها موجود في هذه القواعد وتم تشييدها من اجل ان يصلي فيها المشركون من الجنود الاميركيين وهل بقاء الكنائس في الجزيرة العربية اكثر خطرا وتهديدا للاسلام والمسلمين من هذه القواعد التي اقامها الكفار من اجل تكريس هيمنتهم على الجزيرة العربية ونهب ثرواتها واغراقها بالسلع الاستهلاكية والترفية والكمالية التي ينتجها الكفار وحتى تكون هذه المشيخات حاضنة ومنطلقا للثورات الاخوانية السلفية القادعدية التي تجتاح العالم العربي وافغانستان والشيشان ودول البلقان واسيا الوسطى . عندما يطلق مفتي السعودية فتواة بهدم الكنائس وعندما تقتدي به وتحذو حذوه الجماعات التكفيرية الاسلامية مثل بوكو حرام والقاعدة وانصار الاسلام الى اخر القائمة بحرق الكنائس وتفجيرها بالعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية على رؤوس المصلين فيها فهل يضمن المفتي السعودى ان ينجز رسالته الجهادية بهذه السهولة التي لا يمكن ان يتخيلها الا انسان معزول عن الواقع او رجال الكهف وبدون أي رد فعل من الجماعات المسيحية التي يقودها قساوسة ورهبان متطرفين ويعانون من اعراض الهستيريا الدينية التي يعاني منها هذا المفتي السعودي وحيث سيردون عليها بافعال مماثلة وكما رايناهم يحرضون المسيحيين في نيجيريا على حرق عشرات المساجد وقتل المصلين فيها انتقاما لحرق الكنائس من جانب جماعة بوكو حرام فهل تفجير التناقضات الدينية والمذهبية مثل اقتتال المسلمين والمسيحيين واقتتال الشيعة والسنة هو ما يريده خادم الحرمين الشريفين ولا اقول مفتي السعودية لان الاخير لا يصدر فتاويه هكذا جزافا وبدون موافقة ضمنية او صريحة من اعلى سلطة سعودية هو ما يسعى اليه من اجل نشر الفوضى والتعصب الديني الاعمى في الدول العربية حتى لو التقى في ذلك مع الاهداف الصهيونية والامبريالية ومخططاتها الرامية الى تقسيمها الى كانتونات طائفية ودينية كما تم تقسيم دول البلقان والسودان وربما سياتي الدور على مصر حيث يجاهد الاخونجية والسلفيون الذي باتوا يسيطرون على مقاليد السلطة بفضل الدعم المالي الذي يقدمه لهم خادم الحرمين من اجل اقامة دولة الخلافة وتطبيق الشريعة الاسلامية وفرض الجزية على الاقباط سكان البلاد الاصليين خلافا لرغبتهم ولتوجهات اكثرية الشعب المصري الذي يتطلع الى اقامة دولة مدنية لا تفرق بين المواطنين وبين الذكور والاناث في الحقوق والواجبات وتضمن التعددية السياسية والفكرية والمذهبية والدينية وتداول السلطة التي تم طمسها في انتخابات مجلسي الشعب والشورى المزورة ، تمشيا مع حضارته النهرية التي يزدريها الاخونجية ولا يرون بديلا افضل منها لتحقيق رخاء ورفاهية الشعب المصري الا الحضارة الصحراوية الرعوية البدائية !!! عودنا النظام السعودي الوهابي على استخدام سلاح الدين وتحديدا المذهب الوهابي لمحاربة واجهاض أي مشروع يستهدف تحقيق التحرر الوطني والاجتماعي لشعوب الدول العربية وللنهوض بها حضاريا و ولانعتاقها من سطوة المؤسسة الدينية لقد استخدموا هذا السلاح عندما تبنى عبد الناصر توجهات وبرامج لعلمنة الدولة المصرية ونشر الفكر الاشتراكي والتنويري في المجتمع المصري واستخدموا نفس السلاح لضرب كافة حركات التحرر العربي والعالمي ولا زال هذا النظام يوظف نفس السلاح ويقدم دعما لامحدودا للجماعات الارهابية المسلحة على الساحة السورية لا لحماية الظاهرات السلمية التي يبطش بها الدكتاتور بشار الاسد ولا من اجل اقامة نظام ديمقراطي فيها كما يزعم خادم الحرمين بل من اجل اثارة حرب طائفية في سوريا كالتي راينا بداية تجلياتها في قيام المجموعات الارهابية الاخوانية بارتكاب مجازر في احياء مدينة حمص التي تقطنها اغلبية علوية ودرزية ومسيحية وتهجير سكانها خارج المدينة تمهيدا لاقامة دولة الخلافة الاسلامية في سوريا خالية من الكفار والمشركين ولا اتوقع فشلا لهذا المشروع الوهابي الطالباني الرجعى الا اذا تصدى الجيش السوري ومعه كافة اطياف المعارضة الوطنية السورية للجماعات التكفرية المسلحة وتمكنوا من اجتثاث نبتهم الشيطاني من الساحة السورية . في الحرب الاعلامية التي يخوضها حكام مشيخات النفط والغاز في الجزيرة العربية ضد نظام بشار الاسد يزعم خادم الحرمين الشريفين ان بشار يتحمل مسئولية ما تشهده سوريا من اراقة لدماء الابرياء وتدمير للبنى التحتية وهو محض افتراء وتزوير للحقائق الماثلة على الارض لان سوريا كات قبل الثورة العورية المضادة كانت تنعم بالامن والاستقرار وتتميز عن مشيخات البعران وحتى كافة الدول العربية بان شعبها ياكل مما يزرع ويلبس مما يحيك حتى في ظل نظام دكتاتوري بينما لو دققنا في الكلاسين الذي تستر عورات مفتى السعودية واسياده من حكام مشيخات النفط فسوف نكتشف ان بعضها مصنوع ومستوردة من دول المشركين والكفار والبعض الاخر مستورد من اسرائيل ، ولم تنفجر الاوضاع في سوريا ولم تسفك الدماء فيها الا عندما بدات السعودية وقطر تدس انفها في الشان السوري مستخدمة لهذا الغرض ادواتها الارهابية التقليدية من الاخوان المسلمين والسلفيين وتنظيم القاعدة . ولهذا اذا حل الخراب والانحطاط الحضاري في أي دولة عربية واجتاحها الغزاة الصهاينة والامبرياليون واشتعلت فيها الحوروب الدينية والطائفية والمذهبية وسالت فيها نهار الدماء واذا اردتم ان تتعرفوا عن الجهة التي تتحمل مسئولية كل هذه الكوارث فابحثوا وددقوا دائما في الدور السعودي
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيلد مارشال اسماعيل هنية يراهن على حاكم مشيخة قطر لتزويد غ
...
-
ضبابية الموقف الاردني حيال دعم الجيش السوري الحر
-
الحرب القطرية السعودية ضد النظام السوري
-
الشين بيت واخونجية الاردن يهبون لنصرة الثورة السورية
-
ابو طربوش احمر يهدد باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا
-
شكوى سورية الى مجلس الامن ضد مشيخة قطر
-
اوباما يريد استخدام كافة الادوات المتوفرة لوقف الاقتتال في س
...
-
الفيلدمارشال اسماعيل هنية يقود غزوة لتحرير الاقصى انطلاقا من
...
-
مفتي الناتو- القرضاوي يتنبأ بحتمية سقوط النظام السوري
-
اهتزت لحى اخونجية مصرغضبا وتوعدوا باعادة النظر باتفاقية كامب
...
-
اخونجية فلسطين يتنكرون لبشار الاسد ويصفونه بالمجرم
-
اخونجية الاردن يهبون لنجدة الجيش السوري الحر
-
الاخونجي همام سعيد والصهيوني نتنياهو يقفان في خندق واحد ضد ا
...
-
الاخونجي خالد مشعل يحل ضيفا على عمان: فلا اهلا ولا سهلا
-
اخونجية الاردن يزايدون على اخونجية مصر في مسالة الاعتراف بدو
...
-
هل تبادر القوى الوطنية الى حمل السلاح لتطهير سوريا من العصاب
...
-
هل بات الجيش السوري عاجزا عن تصفية العصابات المسلحة للاخوان
...
-
على ذمة عالم دين سعودي: قوات من الملائكة المحمولة تقاتل الى
...
-
الاولى ارسال قوات عربية للاطاحة بحاكم مشيخة قطر
-
خطاب - مفصلي - لبشار الاسد ولكنه مثير للضجر
المزيد.....
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|