أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - النشيد الوطني الجديد ليس للجواهري ..فحذار!















المزيد.....

النشيد الوطني الجديد ليس للجواهري ..فحذار!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 19:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



أعلن في بغداد قبل أيام قليلة، أنَّ لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب، انتهت من صياغة مشروع قانون النشيد الوطني الجديد وسترسله إلى رئاسة المجلس خلال بضعة أيام. الخبر يقول أيضا، إن النشيد يتكون من مقطوعة "سلام على رافديك " للشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري. النائب عن دولة القانون، علي الشلاه، وهو شاعر أيضا، أكد الخبر وقال إن هذا " القانون سَيُقَرُ مع بداية الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب العراقي كونه له أهمية في سيادة الدولة والعراق الجديد"، ولكن الشلاه لم يؤكد أو ينفي إنْ كان هذا النشيد يعود للجواهري وأنه بهذا العنوان تحديدا.
أصوات كثيرة، خصوصا من الغالبية البرلمانية " الإسلامية الشيعية"، كررت أن كلمات النشيد الجديد هي للشاعر العراقي الراحل، محمد مهدي الجواهري، غير أن الواقع يقول لنا شيئا آخر: فبحسب نقاد وأدباء عراقيين، فإن هذه المقطوعة هي أغنية وطنية متواضعة ومعروفة منذ سنوات قليلة للمطرب العراقي المعروف "كاظم الساهر"، أما كلماتها فهي لشاعر شعبي " زجلي" و يكتب بالفصحى أيضا، يدعى أسعد الغريري، يقول مطلعها" سلام عليك، على رافديك، عراق القيم". التوثيقات التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة، ويمكن أن نأخذ فكرة عنها وعن الموضوع بكتابة اسم الشاعر أو عنوان النشيد في إحدى محركات البحث على شبكة النت فسنجد الكثير من التأكيدات والوثائق وهناك أيضا تسجيلات لهذه الأغنية في موقع يوتيوب العالمي تؤكد أن الكلمات للغريري.
السؤال الذي طرحه متابعون ومحللون كُثر يقول: لماذا هذا الإصرار من قبل البعض في الغالبية البرلمانية على تمرير هذه الأغنية بالذات كنشيد وطني؟ ولماذا يروِّج الجميع لفكرة أنّ كلماتها للشاعر الجواهري وهي ليست كذلك؟ هل هناك نص آخر بهذا العنوان للجواهري، أم إنها للجواهري وانتحلها الغريري؟ الأكيد، هو أنّ الغريري لم ينتحل كلمات الأغنية "النشيد" من الجواهري، إذْ لا وجود لنص بهذه الكلمات في كل تراث الجواهري الشعري إنما هناك نص آخر له وسنتطرق له بعد قليل.
هناك خبر حول النصوص الثلاثة التي اختارتها اللجنة البرلمانية واستقر عليها رأيها نشر قبل بضعة أشهر، وتعود لثلاثة شعراء هم الجواهري و السياب والبصير، غير أن المحيِّر هو أنّ النص الذي يكثر عنه الحديث الآن، والذي نال "شرف" الاختيار النهائي، ليس لأي واحد من هؤلاء الثلاثة.
بعض المحللين تساءلوا: إذا كانت اللجنة قد استشارت شعراء ومثقفين عراقيين وخبراء حول الموضوع كما تدعي، فهل استشارت، مثلا، نقادا متخصصين بشعر الجواهري وغيره؟ نشك في ذلك، يقولون. وفي المناسبة، ما رأي رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي تقول سيرته الذاتية المعلنة، إنه يحمل شهادة الماجستير في النقد الأدبي وكان موضوعها أشعار جده الراحل، وزير المعارف في العهد الملكي سنة 1925، وأحد قادة ثورة العشرين، محمد أبو المحاسن المالكي، ما رأيه الشخصي بهذا الموضوع؟ ثم لماذا، يتساءل البعض، لم تجرِ عملية الاختيار وصياغة مشروع القانون بشفافية وعلنا أمام الجمهور؟ ولماذا لم تنشر النصوص الثلاثة التي تم اختيارها ليدلي المتخصصون و الرأي العام برأيهم فيها؟ ثم لماذا لم ينشر النص الأخير مع ذكر اسم الشاعر رسميا ؟ التحفظات التي أثارها خبر اختيار هذه الأغنية الوطنية كثيرة، فقد قال بعض النقاد أن كلماتها تخلو من الهيبة المفترضة للنشيد الوطني، كما أن العاطفة البسيطة والمبالغات الذاتية و مديح الذات طاغية على النص. إضافة إلى أن بعض العبارات في النص تفوح بالإيحاءات ذات النكهة الطائفية والتي قد لا ترضي وتُريح جميع العراقيين، وكان الأحرى، كما كتب أحدهم على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، "أن يتم تغليب الحياد المجتمعي على تمرير الإشارات والرموز المحملة بالروائح الطائفية من خلال نص النشيد".
لم تنته متاعب النشيد الوطني الجديد والهواجس والتساؤلات التي أثارها هنا، بل أن ممثلي الأكراد السياسيين، وإنْ كانوا قد وافقوا على كلمات النشيد، قائلين بأن الجواهري شاعر عراقي كبير ومن الرموز التي تجمعنا ولا تفرقنا، ولكنهم طالبوا بإضافة أبيات لشاعر كردي باللغة الكردية إلى النشيد وبعضهم كان أكثر تواضعا فطالب بأن ينتهي النشيد بعبارة كردية كأن تكون "بيجي عيراق"، أي عاش العراق. ممثلو التركمان العراقيين دخلوا على خط السجال، فطالب النائب التركماني أرشد الصالحي بإدراج أبيات باللغة التركمانية في النشيد، مضيفا "أن عدم إدراج أبيات باللغة التركمانية في النشيد الوطني الجديد، يدل على أن التهميش ما يزال يطال التركمان وفي جميع مفاصل الحياة". ويُنْتَظَر أنْ يطالب ممثلو الكلدان والآشوريين، وهم سكان العراق الأصليون، بما طالب به زملاؤهم الأكراد والتركمان. ولعل أطرف ما قيل في هذا الخصوص، ضمن باب التندر والدعابة، هو القول بأنّ طلاب المدارس العراقية سيرسبون جميعا في مادة "النشيد الوطني" لأنها ستكون بثلاث لغات على الأقل!
يسجل المؤرخون والمتخصصون عدة وقائع في خصوص تاريخ النشيد الوطني العراقي، فهذا النشيد قد تغير، مع كل تغيير جذري في نظام الحكم منذ قيام الدولة العراقية المعاصرة، خمس مرات. أخرها كانت مع وقوع الغزو الأميركي سنة 2003 حيث اختير نشيد "موطني" الشهير للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وألحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل و يبدو أن مصيره سيكون التغيير فالاختفاء قريبا.
يبدو أن مصير النشيد الجديد لن يختلف عن مصير سابقيه، فالغالبية البرلمانية التي تُصرُّ على تمريره تحت اسم الجواهري ستنجح في مسعاها بحساب الأصوات، ولكنّ مراقبين ومحللين مستقلين يعتقدون بأن مصير النشيد الجديد سيكون معلقا على مصير هذه الغالبية و قد يسقط بسقوطها ومجيء أغلبية ديموقراطية وعلمانية محايدة طائفيا.
مثقفون عراقيون، ومتابعون للشأن العراقي، تمنوا أن تكون التسريبات بخصوص أغنية" سلام على رافديك" غير صحيحة، وأن الأمر يتعلق فعلا بقصيدة شهيرة للجواهري تدعى "المقصورة" ويقول مطلعها " سلام على هضبات العراق .. وشطَّيـه والجرف والمنحى"، أما سماح البرلمان بتمرير أغنية وطنية شعبية، لتكون نشيدا وطنيا، فقد رأى فيه مراقبون مستقلون ونقاد وأدباء سقطة ثقافية معيبة في بلد لا يحتاج إلى المزيد من عوامل الفرقة والتشتت والتمزيق المجتمعي، طائفيا وعرقيا.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية -الإيمو- : مبالغات إعلامية أم مجزرة حقيقية ؟
- أكراد العراق : ربيع الاستقلال .. أربيل تحتفل بذكرى مهاباد -ا ...
- المواجهات بين أتباع السيستاني والصرخي : هل بدأت حرب المراجع؟
- تسليح الجيش العراقي : مخاوف سياسية وفضائح فساد مدوية !
- العنف الجماعي.. لغةً وسياقاً تاريخيا/ إطار نظري عام
- -ربيع القاعدة- في العراق يغرق بغداد وخمس محافظات أخرى بالدما ...
- «المجلس الأعلى» للمياه هل ينقذ الرافدين من الزوال؟
- إغلاق هرمز : حكومة المحاصصة تطمئن العراقيين والأرقام تثير ال ...
- قانونا الأحزاب الجزائري والعراقي والطائفية السياسية.
- العنف الفردي والجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي
- طائفية الأمر الواقع في الدولة العراقية من 1921 وحتى الآن
- أسرار قادة -العراقية- على الهواء مباشرة !
- زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً
- النزاع بين التيار الصدري والعصائب .. الخلفيات والتفاصيل
- بول بريمر يتقمص شبح جوزيف غوبلز!
- جعجع في كردستان العراق: استثمارات نفطية بنكهة أميركية!
- مأثرة الملازم نزهان تهزُّ الوجدان العراقي وتطلق حملة رفضا لل ...
- العراق: مقام الرئيس الفخري يهزم حصانة النائب المنتخب
- زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟
- قراءة عراقية في نظرية إرنست رينان حول الأمة والقومية


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - النشيد الوطني الجديد ليس للجواهري ..فحذار!