أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - الصوفية














المزيد.....

الصوفية


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 15:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"اتجاه نفساني في الفلسفة الإسلامية نشأ في القرن الثامن الميلادي كتعبير عن احتجاج الجماهير الشعبية السلبي على الظلم الإقطاعي و قد سمي هذا المذهب بالصوفية لأن دعاته كانوا لما اختصوا به من الزهد يرتدون الثياب الخشنة المصنوعة من الصوف وتشكل الدعوة الى التقشف و التأمل الباطني و الامتناع عن النشاط العلمي الفعال في الحياة الاجتماعية الخصائص الأساسية للصوفية فالصوفية ليست مذهبا موحدا بل هي عده ، لكنها آمنت كلها بمذهبي الحلول و التوحيد فالحلوليين يؤمنون بان الله هو الوجود الواقعي الوحيد ، أما الأشياء و الظواهر المادية فيعدونها فيضا منه ، وان هدف الحياة الأسمى هو امتزاج روح الإنسان بالذات الإلهية وهو الطريق الوحيد لإدراك الحقيقة و لا يتم إلا بأمانة الحواس و الامتناع عن كل ما هو دينوي ، أما التوحيدين الذين تفرعت عنهم مذاهب عدة كالدروز و المعتزلة فيرون في الكون و الأشياء تجسيدا مطلقا للروح الإلهية اللا متناهية و لا شيء خارج هذا التجسيد العظيم او فوقه و ما الموت الى اتحاد عظيم بالكون الذي هو الصورة المطلقة لله." نقر عن القاموس السياسي على جوجل
ولم تبق الصوفية على الحال التي بدأت عليه كنوع من الرفض للحال بل سيطرت عليها الطبقات الاقطاعية وحولتها الى خدمتها مثلها مثل غيرها من الاتجاهات الدينية في العصور الوسطى ,ثم حولتها من طبقة الخواص حيث يتوجب ان يقتصر الانتماء ,الى جواز انتماء العوام ليصبحوا مريدين ويدفعوا الاتاوات للشيخ ويقدموا له الهدايا والطاعة والولاء.
وتركزت في الاندلس اثناء الحكم العربي هناك ثم انتشرت مع طردهم من الاندلس الى شمال افريقيا ثم من مصر توسعت الى المشرق حيث انتشرت دعوة الاقطاب الاربعة المتدركين يعني المتصلين بالذات الالاهيةوهم السلطان احمد البدوي والسلطان عبد القادر الجيلاني والسلطان بدر وابو العباس . واصبح جمهور المسلمين في عديد من البلدان مريدين لشيوخ الصوفية كما هو سكان المملكة المغربية ونسبة كبيرة في دول المغرب العربي وملايين المسلمين في مصر
وهنا مسألتين
الاولى المعرفة :وشرطها الاهي ,ولا تعتمد على التحصيل العلمي بل هي قذف من الله في الصدور لمن يشاء من عباده او لمن يشاء العباد بدعائهم ان يمنحه الله العلم الصوفي .
الثانية العلاقة بالذات الالاهية:فالصوفي يتوحد مع الله وتمتزج روحه بروح الله وذلك نتاج رياضات صوفية واذكار معينة بدرجات ومحطات ينتقل فيها الصوفي من درجة الى اخرى وفقا لارشادات شيخه واذنه الامر الذي لا يستطيع المريد تجاوزه البتة خشية الخسف,الى ان يصل الى درجة التوحد والانصهار في الذات الالاهية كما يقول الحلاج مخاطبا ربه:
انا انت ... فسبحانك سبحاني ... وغفرانك غفراني
وقول ابن الفارض
فرشت لها خدي وطاء على الثرى فقالت لك البشرى بلثم لثلمي
والصوفي من نوع آخر يتصل بالذات الالاهية وينكشف عنه الغطاء
ومن نوع ثالث يفيد بان كل الاشياء مجتمعة وكل الكون هو ما يمثل الذات الالاهية وكل واحد فيه جزء من روح الله ولكن برياضات صوفية يأخذ في التميز عن الآخرين ليصبح شيخا او في درجة من درجات الصوفية,

والصوفيين من حيث الجماعة هم قسمين :
الشيوخ :وهم الشريحة المتميزة ضمن هرم مركب يقف على راسه شيخ الطريقة المركزي وحوله مجموعة المشايخ الكبار ومجموعة المشايخ في الانحاء وكلهم بمقدار ما هم مشايخ ووصلوا درجات ارتقوا اليها بفعل الرياضات الصوفية والاذكار وهم كذلك مريدين بالنسبة للشيخ الكبير .
المريدين :وهم كل الاتباع ما دون الشيخ الكبير ابتداءمن المنتمي في آخر لحظة الى اعلى مرتبة ما دون الشيخ .
والركيزة الاساسية للجماعة هي الاعتقاد الراسخ والذي لا يتزعزع بالشيخ واقواله وافعاله انها كلها من الله وموجهة من قبله وان الايمان بالشيخ واقواله وافعاله هو الضمان الاكيد لسلامة الانتماء الصوفي للطريقة الصوفية هذا الانتماء الذي يحمي الانسان من الشيطان وهذا الاخلاص للشيخ الذي يمثل الطريق الى الجنة بمعنى ان كل عبادات المريد وتقواه وهي ضرورية ولكنها لا تنفع دون رضى الشيخ الذي رضاه من رضى الرب ودلالة اكيدة عليه وخاصة بعد ان تحولت الصوفية الى تيار جماهيري واسع وبنسبة كبيرة جدا من السكان في شمال افريقيا كما كان في عهد تركيا التي شجعت التكايا والدراويش كركيزة من ركائز حكمها وشجعت على نشر ادعيتهم واذكارهم وشعوذاتهم حماية لنظامها الاقطاعي ولضمان اخلاص الاقنان والفلاحين للنظام الاقطاعي والسيد الاقطاعي والشيخ الاقطاعي , وما فعلته تركيا بتكريسها للتراث الصوفي بعد تحويله تحويلا رجعيا لا زال عميقا في نفوس الناس حتى بعد دخول العلم والتنور .
وقد مثلت الصوفية تراثا عميقا في حياة المسلمين وكانت قد اعتمدت البساطة للوصول الى الناس البسطاء والحفاظ على بساطتهم والحفاظ على كل موروث المعتقدات من آلاف السنين
ولانها اصبحت تراثا عميقا فقد نقلت الحركات الدينية الجديدة جزءا كبيرا من التراث الصوفي باسم الحداثة والتحديث لتحقيق ذات الغايات لابقاء السيطرة على بسطاء الناس وضمان رضاهم عن حالهم كما العهد الاقطاعي واستدخلت التراث الصوفي مجددا في حياة وسلوك الناس واستبدلت الشيخ الصوفي بشيخ الجماعة السياسية وحولت اعضاء الجماعة السياسية الى مريدين في ظروف جديدة وابح العضو مريدا لا يخرج عن ما يوجهه اليه شيخه المباشر



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراخ من حول الاقصى
- سوريا والمخرج الوطني من الازمة
- الفيتو الروسي والصيني
- مصادرة اراضي في نحالين
- حوار حول الثورة المصرية
- مصر التغيير قادم لا محالة
- مصر الثورة لا زالت مستمرة
- لقمة العامل الفلسطيني مغمسة بالدم
- التقدم الفلسطيني نحو الرمال المتحركة
- صباح الخير
- الجفاف
- الرفض ووقفة المراجعة النقدية
- تعليق على عجالة جميل مجدلاوي المنشورة على الحوار المتمدن
- سوريا الى اين المسار الاقتصادي الاجتماعي
- سوريا والموقف الرمادي
- الحشود الامريكية والحرب
- هل جند الله المؤمنون وبقية الناس الكافرون؟!! جند الله والتفج ...
- التفجيرات في سوريا هي عمل اجرامي
- لماذا كل هذا الموت في العلراق؟
- لماذا يقصفون غزة


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - الصوفية