|
في ذكرى اغتيال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14تموز المجيدة
حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 17:47
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في ذكرى اغتيال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14 تموز المجيدة هكذا اغتال انقلابيو 8 شباط الفاشي قائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم اليوم التاسع من شباط يصادف الذكرى التاسعة والأربعين المشؤومة لجريمة انقلابيي 8 شباط 1963باقدامهم على اغتيال ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 وقائدها الشجاع الزعيم الأمين عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار، وكل المناضلين الذين وقفوا إلى جانب الثورة وساندوها وذادوا عنها من مؤامرات إذناب الإمبريالية.
إن كل ما قيل عن إجراء محاكمة الشهيد عبد الكريم قاسم، قائد ثورة الرابع عشر من تموز كانت محض كذب وفتراء، فلقد كان الانقلابيون قد قرروا مسبقاً حكم الموت بحقه، وبحق رفاقه الشهداء الأبطال، وما كان لعبد الكريم قاسم أن يسلم نفسه لأولئك المجرمين، ولكنه خُدعَ، أو ربما خَدَعَ نفسه بوساطة ذلك الخائن والدجال [يونس الطائي]، الذي كان يتملقه طيلة أيام حكمه، وتبين فيما بعد أنه كان على علاقة حميمة بالانقلابيين، وتصور عبد الكريم قاسم أن يدعه الانقلابيون يخرج بسلام، أو أن يوفروا له محاكمة عادلة، وعلنية كما فعل هو عندما حاكم عبد المتآمر على الثورة عبد السلام عارف، والمتآمرين الآخرين.
وحال دخول عبد الكريم قاسم دار الإذاعة، أنبري له عبد السلام عارف، وعلي صالح السعدي بالشتائم المخجلة، التي لا تصدر إلا من أولاد الشوارع، فقد توجه السعدي إليه قائلاً: [ لقد كانت عندنا حركة قبل أسبوعين، وأريد أن اعرف مَنْ أفشى لك بهذه الحركة وهل هو موجود بيننا؟] وكانت تلك الحادثة قد أدت إلى اعتقال السعدي، وقد أجابه عبد الكريم قاسم [ غير موجود هنا بشرفي] لكن السعدي رد عليه بانفعال قائلا: ومن أين لك بالشرف؟ وهنا رد عليه عبد الكريم قاسم بشجاعة قائلاً: {إن لي شرفاً أعتز به}.
وهنا دخل معه في النقاش عبد السلام عارف حول مَنْ وضع البيان الأول للثورة، وكان كل همه أن ينتزع من عبد الكريم قاسم اعترافاً بأنه ـ أي عبد السلام ـ هو الذي وضع البيان الأول للثورة.
إلا أن عبد الكريم قاسم أصر على أنه هو الذي وضع البيان بنفسه، وكانت تلك الأحاديث هي كل ما جرى في دار الإذاعة، وقد طلب عبد الكريم قاسم أن يوفروا له محاكمة عادلة ونزيهة وعلنية، تنقل عبر الإذاعة والتلفزيون، ليطلع عليها الشعب، إلا أن طلبه رُفض، فقد كان الانقلابيون على عجلة من أمرهم للتخلص منه لكي يضعوا حداً للمقاومة، ويمنعوا أي قطعات من الجيش من التحرك ضدهم انقلابهم المشؤوم، والمدعوم من الإمبريالية الأنكوأمريكية، وباشتراك الرئيس المصري عبد الناصر، وبدعم وإسناد من دول الشيوخ في السعودية، ودويلات الخليج الذين أرعبتهم ثورة 14 تموز المجيدة.
قام العقيد المجرم عبد الغني الراوي بإبلاغه ورفاقه الشهداء الزعيم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب والزعيم طه الشيخ أحمد مدير التخطيط العسكري ومرافق الزعيم الملازم كنعان حداد بقرار الإعدام للجميع، وقد ذكر إسماعيل العارف في مذكراته أن عبد الكريم ورفاقه لم يفقدوا رباطة جأشهم، وشجاعتهم، ولم ينهاروا أمام الانقلابيين.
وعند الساعة الواحدة والنصف من ظهر ذلك اليوم، 9 شباط 1963 ، أقتيد عبد الكريم قاسم ورفاقه إلى ستديو التلفزيون، وتقدم المجرم العقيد عبد الغني الراوي، والمجرم الرائد منعم حميد ، والمجرم الرئد عبد الحق، فوجهوا نيران أسلحتهم الأوتوماتيكية إلى صدورهم فماتوا لساعتهم، رافضين وضع عصابة على أعينهم، وكان آخر كلام لعبد الكريم قاسم هو هتافه بحياة ثورة 14 تموز، وحياة الشعب العراقي.
سارع الانقلابيون إلى عرض جثته، وجثث رفاقه على شاشة التلفزيون لكي يتأكد الشعب العراقي أن عبد الكريم قاسم قد مات، فقد أراد الانقلابيون التخلص من عبد الكريم قاسم، وإعلان مقتله لمنع أي تحرك من جانب القطعات العسكرية ضد الانقلاب، ولإحباط عزيمة الشعب على المقاومة.
كما أسرع الانقلابيون إلى دفنه تحت جنح الظلام، دون أي معالم تذكر، في منطقة معامل الطابوق، خارج مدينة بغداد، إلا أن عدد من عمال معامل الطابوق الذين يعملون شعالة طوال الليل، شعروا بوجود ثلة عسكرية في تلك المنطقة، فما كان منهم إلا أن توجهوا بعد مغادرة الثلة العسكرية إلى المكان، حيث وجدوا ما يشبه حفرة القبر. وقد دخلت الشكوك والربية في نفوسهم وهم يتساءلون فيما بينهم : من يكون ذلك الإنسان؟ ولماذا جاءوا به إلى تلك المكان؟ صمم العمال على فتح الحفرة، فكانت المفاجئة جثة عبد الكريم قاسم. اخرج العمال الجثة على عجل وحملوها إلى مكان آخر، حيث حفروا له قبراً جديداً حباً واحتراماً لذلك الرجل الذي قاد ثورة 14 تموز التي أرعبت الإمبريالية وأذانبها في المنطقة العربية.
غير أن الزمرة الانقلابية أحست بما جرى، فقامت بالتفتيش عن الجثة، وتوصلت إلى القبر الجديد، وأخرجت الجثة منه، ونقلتها تحت جنح الظلام لترميها في نهر ديالى، بعد أن تم وضعها بصندوق صُب فيه الكونكريت لكي لا تطفو الجثة في النهر، ويعثر عليها أحداً من جديد.
إن ذلك العمل الشائن والبائس لا يعبر إلا عن جبن الانقلابيين، وخوفهم من شبح عبد الكريم قاسم، حتى وهو ميت، وكانوا يدركون مدى ما يكنه الشعب العراقي للزعيم الخالد، واعتزازهم بثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، تلك المحبة التي لم ينلها كل من حكم العراق من قبله ومن بعده حتى يومنا هذا.
ولم يكتفِ الانقلابيون بكل ذلك، بل انبرت أقلامهم القذرة، وقد أعمى الحقد قلوب أصحابها بنهش عبد الكريم قاسم، وإلصاق شتى التهم المزورة به، والإساءة إلى سلوكه، وأخلاقه مستخدمين ابذأ الكلمات التي لا تعبر إلا عن الإناء الذي تنضح منه.
إن عبد الكريم قاسم، رغم كل أخطائه، يبقى شامخاً كقائد وطني، معادى للاستعمار، حارب الفقر بكل ما وسعه ذلك، وحرر ملايين الفلاحين من نير وعبودية الإقطاع، وحرر المرأة، وساواها بالرجل، وحطم حلف بغداد، وحرر اقتصاد البلاد من هيمنة الإمبريالية، وبقي طوال مدة حكمه عفيف النفس، أميناً على ثروات الشعب، ولم يسع أبداً إلى أي مكاسب مادية له أو لأخوته، ورضي بحياته الاعتيادية البسيطة دون تغيير.
وها هم بعض الذين أساءوا إلى شخصه، بعد أن هدأت الزوبعة الهوجاء قد بدأت تستيقظ ضمائرهم، ويعيدوا النظر بأفكارهم وتصوراتهم عن مرحلة عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز ، بنوع من التجرد، لتعيد له اعتباره، وتقيّم تلك المرحلة من جديد. المجد والخلود لقائد ثورة الرابع عشر من تموز الزعيم عبد الكريم قاسم وسائر رفاقه الأبرار. والخزي والعار واللعنة الأبدية لمطايا الإمبريالية من انقلابي 8 شباط الفاشي1963.
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل تطوير مناهجنا التربوية لأجيالنا الناهضة
-
هل يدفع الشعب العراقي فاتورة الصراع على السلطة؟
-
وثبة كانون الثاني المجيدة في ذكراها الرابعة والستين
-
هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟
-
ينبغي الحذر من دفع البلاد نحو الحرب الطائفية، وعدم اختزال ال
...
-
الأمم المتحدة مدعوة لإنقاذ العراق من خطر الحرب الأهلية قبل ف
...
-
مشاريع تمزيق العراق باسم الفيدرالية، ومسؤولية حكومة المالكي
...
-
قوى الديمقراطية واليسار، والربيع العربي
-
محنة الشعب السوري بين طغيان نظام البعث، ومخاطر التدخل الدولي
-
العراق في خطر داهم، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان!
-
الشعب الكردي من حقه أن يكون له كيان مستقل إذا ما تهيأت له ال
...
-
من ذاكرة التاريخ : الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العرا
...
-
من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق
...
-
من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق
...
-
من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق
...
-
من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا
...
-
من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا
...
-
هكذا تم تشريع الدستور على مقاس الحلف الشيعي الكردي
-
تحالف الاحزاب الطائفية الشيعية والقومية الكردية
-
المالكي، والدستور ، ومشاريع القوى القومية والطائفية لتمزيق ا
...
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|