|
السادة المحرفون
راجي مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 20:32
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لم ينل اي ماركسي قدرا من التشويه والافتراء مثل ما ناله ستالين وتجربته التي ارعبت الرأسمالية.ولكني تيقنت تماما من أن الهجوم علي ستالين ما هو الا هجوم علي لينين ومن ثم هجوم علي الماركسية كاملة.والحقيقة أن الهجوم ليس فقط من جانب الرأسمالية ولكن هناك أيضا من يقولون انهم شيوعيون كالفصائل التروتسكية مثلا.ومن أشهر من تروتسكي وأتباعه في ضرب ستالين ومن قبله لينين .وهناك ايضا من انتموا لاحزاب لينينية وبعد سقوط الاتحاد السةفيتي أصيبوا بشبه لوثة وأصبحوا كالشخص المسطول يعربد ويمزق كل الثوابت دون ادراك ودون وعي ومن هؤلاء الدكتور شريف حتاتة ,أولا وقبل كل شئ أود ان اؤكد اني لم التق الدكتور حتاتة مطلقا وليس بيني وبينه اي عداوات شخصية وأن نقدي له هو نقد واجب لتيار تحريفي وانتهازي وتخريبي يشكل خطرا كبيرا علي الماركسيين في ظل أزمتهم الراهنة. في مارس 2004 ظهر العدد الثاني من مجلة آفاق اشتراكية (ومن المعروف لكل اليساريين انها الذراع العلني لما يسمي بالحزب الشيوعي المصري....ولقد حاولت العثور علي هذا العدد علي النت لأرفقه بالمقال ولم أجده لذا فسوف تجدون فقرات متضمنة من هذا المقال التحفة للدكتور حتاتة)وعلي الرغم من انهم لينينيون أو هكذا يدعون فقد فتحوا أبواب المجلة لكل من يقول أنا شيوعي وشارك الدكتور حتاتة بمقال عن اليسار اللينيني ومساره.لن أسعي لعرض المقال ولكني سوف أشير الي بعض التحف التي قدمها لنا الدكتور شريف حتاتة. يقول الرجل:"ان التنظيم الذي انضممت اليه كان مبنيا بشكل أساسي علي الفكر والمبادئ والاسس التنظيمية اللاديمقراطية التي بلورها لينين"ويقول أيضا :"هذه الأسس اللينينية كانت تعتمد علي السرية وعلي قيادة المحترفين الثوريين للنشاط,علي المركزية الديمقراطية الصارمة ,علي البناء الهرمي وعلي النشاط الثوري الذي يستهدف الإطاحة بالطبقات الحاكمة والاستيلاء علي السلطة كوسيلة لاجراء التغيرات الديمقراطية والاشتراكية" في الحقيقة علي المرء أن يتعجب بعد قراءة هذا الهذر ومعرفة أن كاتبه ماركسياولكن عليك ان تدرك وبسرعة انه قد كفر بالماركسية فلست أدري كيف بلور لينين الأسس التنظيمية اللاديمقراطية في حين أن الاسس اللينينية التي ذكرها الدكتور "تنص علي المركزية الديمقراطية الصارمة"ولم يقل المركزية الصارمة بل اقتران المركزية بالديمقراطية هو الضمانة الوحيدة لعدم اختلال الاداء الحزبي.......ثم من الواضح أنه انتقل الي معسكر الاصلاحيين وارتمي الي الابد في احضان اليمين ..فأحد الاسس اللينينية التي ينفر منها الدكتور -وهو معذور فتلك أخلاق البرجوازيون-أن الحزب اللينيني يهدف الي "تقويض النظام القائم والاطاحة بالطبقة الحاكمة والاستيلاء علي السلطة لاجراء تغييرات جذرية لصالح الفقراء "وهذا المبدأيفرق بين الماركسي وغير الماركسي ولا يوجد حزب ماركسي حقيقي يعمل باستراتيجية عكس ذلك ولكن من الواضح ان الدكتور اصبح من انصار التسامح الطبقي والسلام الاجتماعي ويدعونا الي القنوع بالديمقراطية البرجوازية وأن تصبح المعركة برلمانية وفي اطار الدستور!!!! ثم ينتقد سرية الحزب اللينيني وفي الحقيقة الشيوعيون ليس لديهم اختيار في ذلك فاما السرية واما الوقوع في شراك الأمن .....فاللديمقراطية البرجوازية لا تسمح للاحزاب الشيوعية المناضلة بالعمل العلني لان في ذلك بالضبط يكمن هلاك الراسمالية ........وكل الاحزاب التي تعلق يافتة الشيوعية وتعمل بشكل علني لا يسعنا الا ان نقول عنها انها احزاب منحرفة (الحزب الشيوعي الفرنسي مثالا جليا علي ذلك ..فهو حزب علنيأعلن قطيعته التامة مع الماركسية وأصبح شغله الشاغل المعارك الانتخابية ونبذوا طريق الثورة -واسقطوا ديكتاتورية البروليتاريا من البرنامج- فالي ماذا وصل هذا الحزب ...لا شئ)ثم ان الدكتور شريف حتاتة لم يقدم لنا تصوره لبناء الحزب الماركسي وتركيبة البناء بخلاف الشكل الهرمي المعتاد الا اذا كان يدعونا الي نبذ فكرة الحزب والانخراط في فكرة التيار وذلك بالضبط الشكل الاكثر ملاءمة لروح البرجوازية الصغيرة المشبعة بالانتهازية والصبيانية ومهادنة الراسمالية .ثم يعرض الدكتور شريف حتاتة اطروحة ماركس التي تقول ان الاشتراكية سوف تقوم في احدي الدول الرأسمالية المتقدمة وبناءا عليه انقسمت الاممية الثانية الي تيار اصلاحي يتزعمه كاوتسكي وهو يعزي وجود هذا التيار البرلماني الي الظروف الموضوعية الناضجة في الراسماليات المتقدمة وان العمل البرلماني وسيلة فعالة لارساء الاشتراكية أما التيار الثوري بقيادة لينين نشأ في الدول المتخلفة (و المقصود هنا ان ما جعل لينين ورفاقه لا يؤمنون الا بالحل الثوري أن روسيا كانت متخلفة ولا توجد فيها الديمقراطية البرجوازية التي تمكنهم من العمل البرلماني) والواضح أن الرجل نظر الي الحقيقة من جانب واحد فقط ففي روسيا انقسم الماركسيين الي ثوريين واصلاحيين وفي الدول المتقدمة كانت توجد احزاب ثورية واخري اصلاحية ثم يوضح لنا كيف اصبحت الماركسية لينينية فيقول ان لينينقد نقلها من القوانين والتنبؤات العامة الي التطبيق في الواقع والتخطيط للثورة والحقيقة انه يتناقض مع ما يقوله في جزء آخر من المقال حين ينفي ان يكون هناك ما يسمي بالنظرية والتطبيق ..ثم انه يظهر جهلا مطبقا بالماركسية فهو يجهل المكونات الاساسية للفكر الماركسي وأن ماركس حين استطاع اكتشاف المادية الجدلية كأداة للتحليل العلمي استخدمها في تحليل الراسمالية ما قبل الاحتكارية واستنباط قوانين عملها وتطورها وذلك في مؤلفه العظيم راس المال وكذلك استخدم المادية الجدلية في فهم تاريخ تطور المجتمع البشري وظهرت تبعا لذلك المادية التاريخية .ماركس من خلال تحليله الراسمالية قد فضحها واكتشف حتمية زوالها ووضع لنا الاطار العم أو التصور العام للتشكيلة الجديدة التي ستحل محل الراسمالية .ثم جاء لينين وقد حدث تطور نوعي في تلك الرأسمالية فاصبحت احتكارية و استخدم لينين المادية الجدلية والتاريخية لتحليل الرأسمالية الاحتكارية ووضع نظرية الامبريالية بجانب اسهاماته النظرية الاخري في مجال الفلسفة والاقتصاد السياسي والتنظيم والنشاط الجماهيري الخ.ولا ينكر ذلك الا أعداء الماركسية والمرتدين والمنحرفين .واصبحت الماركسية اللينينية هي التطور الطبيعي والمتسق للماركسية بعد ماركس وانجلز فاللينينية ليست فقط مجرد تطبيق افكار الماركسية علي الواقع بل تطويرها واثرائها عن طريق استلهام مبادئها في تحليل الواقع المتغير دوما وهكذا أصبحت اللينينية اثراءا للماركسية. لينين أيضا استخدم المادية الجدلية والتاريخية في تحليل الواقع الروسي تحليلا دقيقا وقامت الثورة وفقا لتحليله الأخير وكما حدد هو اذا فمن الصفاقة القول بأن لينين كان مصابا بالفصام وأن هناك أكثر من لينين فقد انتقل الدكتور شحاتة من مقدمات مشوهة وغير دقيقة وتفتقر كلية الي الصحة الي حكم مجهز مسبقا ضد لينين.ثم يقول أن التنظيم اللينيني تنظيما بطريركيا معادي للديمقراطية ويسلك اكثر الطرق تسلطا وتنافيا مع الديمقراطية ويسخر من التنظيم الحديدي والطاعة الصارمة في عدة مواضع بالمقال.وعليك ان تضحك ملؤ فمك حين تجد هؤلاء البرجوازيون الصغار اليساريون يتفقون مع الراسمالية علي قتل الماركسية الينينية ودائما يكررون نفس الكلمات ضد لينين وستالين علي السواء وضد الاتحاد السوفيتي الذي جعل الراسمالية وعملائها من اليسار المنحرف يقضون ليلهم ونهارهم في دورات المياه رعبا وخوفا. ويكمل الدكتور حتاتة مقاله الاسطوري فيقول"اقترن في الوقت نفسه بممارسات لينينية تتسم بالمرونة الفائقة في السياسات العجلة -أي في التكتيكات- مرونة تقترب من حد الخداع والازدواجية في المواقف "وأعتقد أن الرفيق المميز لينين قد سحق تلك الصبيانية اليسارية في كتابه "مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية " ثم يواصل المقال الطرفة ضرب كل الثوابت وتزييف كافة الحقائق فهو يقول أن الحزب استولي علي السلطة دون أي نضال جماهيري ديمقراطي لتغيير المجتمع قبل الاستيلاء علي السلطة وطبقا للدكتور فان اللينينية كانت تخطط لقيادة الطبقة العاملة للاستيلاء علي السلطة ثم تقوم بالاصلاحات بعد ذلك ,وأن الحزب كان عدد أعضاؤه 10 الاف عضو عشية قيام الثورة وأن القيصرية انهارت بفعل الحرب وفقدت كل تأييد شعبي ..أولا هو يزعم ان اللينينية هي التي ابتدعت فكرة الاستيلاء الثوري علي السلطة ثم انه كان يريد من الحزب ان يقوم بتغيير المجتمع قبل الاستيلاء علي السلطة ومن الواضح انه فكرة التيار قد استولت عليه تماما وان مفهوم الصراع الطبقي وقوانينه قد سقطت منه سهوا ثم انه يتناسي ان الحزب هو الذي سلح الجماهير باقتراح من لينين تم التصويت عليه بالاغلبية من قبل اللجنة المركزية وذلك يدحض تماما فكرة ديكتاتورية لينين وتسلطه كما ان الجماهير قد وثقت بالحزب وتم بناء هذه الثقة نتيجة تاريخ طويل من النضال خاضه الحزب واعضاؤه ببسالة وفي مواجهة اجراءات قمعية استثنائية والتحم الحزب بالجماهير التحاما نموذجيا لم يحدث في تاريخ الاحزاب الشيوعية حتي الان وحملت الجماهير السلاح ضد القيصرية وضد حكومة كيرنسكي علي حد سواء مدركين انه لا فرق بين الاثنين وهو ما يوضح بصمة الحزب ودوره في رفع وعي جماعير تعيش في ظروف شديدة التخلف كما انه من الغباء التحدث عن عدد اعضاء الحزب بل الاجدر بنا التحدث عن دور التنظيم في رفع قدرة عشر اشخاص وجعلهم يعملون كوحدة واحدة لتحقيق هدف مشترك ثم ان ماركس حين اكتشف حتمية زوال الراسمالية من خلال تحليله لها واكتشف ايضا ان الاشتراكية سوف تحل محلها أكد ان هذا النظام لن يتم ارساؤه الا من خلال ثورة عنيفة تقودها البروليتاريا وتستولي من خلالها علي السلطة وهو ما يتسق مع الفهم المادي للتاريخ . الواضح والاكيد ان الدكتور حتاتة يفرق بين الماركسية واللينينية ويتخذ الهجوم علي لينين وسيلة للهجوم علي ماركس ويبرر فشل اليسار المصري بانه اتخذ الماركسية اللينينية منهجا للتحليل العلمي .والاكيد ايضا ان فشل اليسار المصري لم يكن الا نتيجة لتنظيمات تضم في صفوفها شريف حتاتة ورفعت السعيد وصلاح عدلي وفريدة النقاش وخالد محي الدين ونبيل ذكي وصلاح عيسي و حسين عبد الرازق ومحمد يوسف الجندي ولطفي الخولي و اساتذتهم هنري كورييل ومارسيل اسرائيل وغيرهم من عملاء الامبريالية والصهيونية اللذين يريدون خلق يسار جديد غير ماركسي يسار مهادن بلا انياب يسار البرلمانات ومراكز حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني لانهم لا يريدون اتحادا سوفيتيا جديدا ................والحقيقة الواضحة انهم سوف يفشلون المجد للعمال والفلاحين المجد للماركسية اللينينة يا عمال العالم اتحدوا! E.M.L
#راجي_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإخوان المسلمون أم.....الإنتهازيون؟
-
أزمة اليمين المصري
-
العمال والفلاحون وثورة يناير
-
الدولة بعد الثورة
-
الحزب الشيوعي الاسرائيلي
-
بيان 2 من حركة اليسار المصري المقاوم
-
وثيقة حركة اليسار المصري المقاوم
-
هل سقط النظام؟
-
بيان من حركة اليسار المصري المقاوم
-
تقييم اولي للثورة المصرية
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|