أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أمير جبار الساعدي - إيران ..العراق.. والحرب العالمية الثالثة















المزيد.....

إيران ..العراق.. والحرب العالمية الثالثة


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 23:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بشر مستشار الأمن القومي السابق ووزير خارجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون وفورد هنري كيسنجر بالحرب العالمية الثالثة ويرى بأن طبولها بدأت بالقرع، وسنكون حطبا لتلك النبوءة الهنرية ذات الملامح المخابراتية والمحفزة للاجواء الإقليمية والدولية بأنهيار نظمهم السياسية وهبوط الصاعدين وتسيد المتسيدين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تتلقى الضربات الاقتصادية ذات الطابع الانهياري والضعف الكياني متشدقين بحجم ترسانتهم التسليحية، ولتصحيح هذه العجلة التي تدور وفق مسار المصالح المتعرجة يوما لدولة المبادئ الديمقراطية وتارة للتحفيز والحفاظ على لوبي المصالح "العسكرية - الصناعية" والتي تحتاج دائما الى وجود مبررات لديمومتها وحطب لأنتعاشها بحروب طويلة المدى تكتيكية واستراتيجية تساند مطامع ومطامح صناع دائرة السيناريوهات الأمريكية، فأن هذا الحل الذي تسعى الولايات المتحدة اليه الى خلط الأوراق الداخلية، والذي يُنفس عن الأزمة الاقتصادية التي تلوح بالافق الأمريكي والتي صعقت بلاد اليورو بضربات متتالية ستبدأ من التخطيط للعبة الحرب مرة أخرى بالمنطقة!!، وواحد من أهم الذرائع البراغماتية التي تفرض نفسها اليوم بالساحة هو سيناريو الأزمة الإيرانية وملفها النووي والتصعيد الغربي الأمريكي بزيادة التضييق بالعقوبات، وتغيير مواقع الاوراق الضاغطة سياسيا وعسكريا عبر إجراء المناورات العسكرية وأطلاق الصواريخ بعيدة المدى والتهديد بأغلاق الممرات البحرية، وزيادة بالتخصيصات المالية المخصصة للانفاق العسكري الإيراني وأطلاق الاقمار الصناعية، يقابلها زيادة الاساطيل في بحار المنطقة الخليجية والمتوسطية ببناء المنصات العائمة للانطلاق صوب كافة "الاعداء" الموعودين، ناهيك عن المناورات الدبلوماسية بفتح السبيل أمام المفاوضات وتقديم التطمينات وتسهيل عمل فرق المراقبات، مقللة من حجم الاضرار والتضييق بالعقوبات، وتواجه حربا بالتصريحات الإعلامية تبدأها إسرائيل بأنها تعد العدة لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية والتي تهدد مستقبل وجودها بما صرح به رئيسها أحمدي نجاد بأنه سيمحي إسرائيل من الوجود، وإن الغرب والولايات المتحدة يخشون من التوسع الإيراني بالمنطقة وتزايد حجمها العسكري والنووي وسيطرتها على أكبر مناطق وممرات الطاقة في العالم، ولهذا فهي ترى بأنها سوف تتمكن من تصنيع قنابلها النووية خلال أقل من عام واحد وهذا ما جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي بانيتا وهو تمهيد للانفلات العسكري الإسرائيلي وردع للجانب الإيراني بأنها ستساند تلك الضربة الجراحية غير الدقيقة، وإن الأتحاد الأوربي مازال يرواح بين مساند لذاك وبين مفضلا سياسية التفاوض والحوار موشحا بالعقوبات .. فهل ياترى بأن هذه الرؤية لهذا المخضرم سياسة ودهاء هي من غير جذور .. وهل ستجازف الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما سعت له من خلال حروبها بالمنطقة ومصالحها الجيوستراتيجية بالخليج العربي والشرق الأوسط بذرها هباء، أم هناك تحول بالمصالح الغربية عموما ولاسيما الولايات المتحدة نحو أهداف أكبر استراتيجية لوجودها بالمنطقة من مصالحها الآنية التي تحكم السيطرة عليها وهي ضمان الدولة العالمية وحكم أمريكا على العالم من غير منافس حسب ما يخططون .. والتي تشعر بأن النية الإيرانية بالحصول على السلاح النووي هي أخطر عليها ومصالحها ونفوذها بالمنطقة بصورة كبيرة جدا تستوجب معها الانقضاض على إيران قبل تسلحها وتهديد المنطقة وإسرائيل بشكل مباشر .. ولنرى معا هل الوجود الإيراني الحالي بالمنطقة العربية الخليجية والأوسطية قليلا وهي بحاجة الى سلاح أكبر لمزيد من النفوذ؟ أو أنها جادة حقا بتهديد إسرائيل بذاك السلاح المزعوم والذي يحتاج حسب خبراء نوويين الى ما لا يقل من ثلاث الى خمس سنوات ليكتمل في حالة وجود البنى التحتية واللوجستية المستدامة الكافية لتصنيعه وهذا ما كان قد أكده سابقا مسؤولون عسكريون فى الولايات المتحدة بأن إيران تستطيع أنتاج يورانيوم عالي التخصيب يكفى لصنع قنبلة نووية خلال عام واحد، لكنها تحتاج الى ما بين 3 إلى 5 سنوات لتجميعها.
فالمراقب لقوة إيران بالمنطقة الآن قد يستغرب من كونها قد تستعدي الغرب لتنهي أسطورة سعيها العولمي مثلما فعلت أمريكا بالنفوذ لكل المنطقة العربية وحتى الأفريقية .. وعليه فإن قوة إيران وأسلحتها بعيدة المدى وكل ما تملك الآن وما ستملكه في المستقبل القريب وحتى وإن كان نوويا لا يعدو أن يكون جزءا صغيرا من الترسانة الغربية وليس الأمريكية وحدها في حال أعلنت إيران ذاك العداء بشكل جدي وليس بأسلوبها الحالي دعائيا ودبلوماسيا والتي نجحت بكثير من الأحيان من كسب ورقته التكتيكية وحسب .. وبضوء ذلك فإن سعي إيران لذاك السلاح وإعلانها الحرب لن يكون جديا بأي وقت من الاوقات ما لم تعمل الاستراتيجية الأمريكية على إيقاع إيران وضربه بمقتل مثلما فعلت عسكريا وسياسيا مع نظام صدام في العراق قبل عام 2003، فإن كان الفخ العراقي تمثل بأسلحة الدمار الشامل والتعاون مع القاعدة ونظامه الديكتاتوري، فالموضوع تجاه إيران سوف يتعدى تلك الفخاخ والتي فيما يبدو بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُكثر منها يوما بعد يوم .. وفي سياق ذلك السيناريو وما يتبعه فلن تكون أي حرب مهما كانت نوعها ومن يقودها بمصلحة العراق، ونرى كيف يتخوف سياسيينا من تغيير النظام السوري أو قيام حرب أهلية فيه، وكيف يطلبون من الولايات المتحدة أعفائهم من تطبيق سلسلة العقوبات المفروضة على إيران .. فكيف الحال بوجود حرب إقليمية قد تتحول بلا شك الى عالمية إذا ما أراد الغرب التحشيد لها بشكل يضمن تقوية سياساته ووجوده وضمان مصالحه بعد المخاضات التي يمر بها اقتصاديا ومن ثم سياسيا، والتي يبشر الغرب بأن الحرب قادمة لربوعنا من غير لبس .. فمتى ما أردنا للعراق أن يبقى سليما معافا عليه أن يبدأ من داخله أولا بتقوية نظامه السياسي وصفوف بناء دولته ومؤسساته على مختلف المستويات والمسميات، وثانيا توحيد رؤى النظام السياسي الحاكم بالعراق حتى يتمكن من رسم سياسة خارجية موحدة يمكنها من التعامل وايجاد أوراق ضغط وردع إن أمكن ضد هكذا تحديات .. وأخرى تحالفات وليس تبعات لحلفاء إقليميين ودوليين فاعلين بالمنطقة ومؤثرين بالعالم يمكنهم من حماية مصالحنا مثلما يفعل بعض الاشقاء بالخليج أصلا .. فلو فرضنا بأن إيران أستقوت بسلاحها النووي وأمتلكت زمام الردع بوجه الغرب هل يمكنها أن تحمي مصالح العراق؟؟ ولماذا ستفعل ذلك؟؟ وما هي المصالح التي تجنيها من وراء عراق قوي؟؟ أم أن عراق ضعيف ومقسم يمكن أن تؤثر بكل الاطراف فيه من غير عناء هو الافضل لها من دومن شك، ليبقى ورقة مواجهة وضغط إقليمية ودولية تلوح بها كلما أشتد الامر عليها، وعلى العراق أن يتنبه بأن كسب إيران كحليف استراتجي بالمنطقة أمر مهم جدا له، ولكن في نفس الوقت عليه أن لا ينسى بأن القوي يحتاج الى قوي مثله لتتكافئ دفتي الموزانة.
فعلى قادة وحكومة العراق تجنيبه وشعبه برؤى استراتيجية بعيدة النظر الوقوع فريسة سهلة للصراعات الإقليمية والدولية بالمنطقة .. فآنى لاقينا سنين عجافا كفاية .. وعليهم أن يعملوا ليرونا طعم البقرات السمان...
باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة بغداد العربية بين الربيع والخريف العراقي
- ضربة كتلة الأحرار ... الأستباقية
- -الحسنة بعشر سيئات-
- شعبٌ مبتلى بالأزمات!!!
- الثلاثاء موعدكم...
- ميناء .. وماء .. وحدود
- دولة المالكي ودولة الكويت !!!
- من أجل العراق !!! (3)
- من أجل العراق !!! (2)
- من أجل العراق !!! (1)
- وقفة وطنية...ياسياسيين !!!
- -عسل أسود-
- عدوى جو بايدن
- الحجر في جعبة عام 2020
- أموال العراق...في مهب الريح
- تعويض القاتل ...-حق-!!!
- -الخرافات الخمسة-
- خوفا من فيتنام ثانية
- -الجميع أرجلهم بالفلقة-
- لون فرحنا الدماء


المزيد.....




- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال ...
- زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير ...
- مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
- زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
- أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين ...
- استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من ...
- النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد ...
- نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أمير جبار الساعدي - إيران ..العراق.. والحرب العالمية الثالثة