خليل سامي ايوب
الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 18:47
المحور:
القضية الفلسطينية
استغرب إلى هذه اللحظة أن يبقى هناك بعض المشككين في امتنا العربية تهاجم سوريا بعروبتها وقوميتها وتعيب عليها كما قلت مسبقاً فتح جبهة الجولان, كذريعة نحو تخوين سوريا, ففي جلسات النقاش المتواصلة على الساحة الفلسطينية فيما يتعلق بالأوضاع الجارية في سوريا تخرج لنا أصوات وبشكل متكرر وممنهج تتهم سوريا بالعمالة والعداء للعرب وللإسلام ساردين قصص ألف ليلة وليله عما اقترفه النظام السوري بحقهم من مجازر كما يقولون وهنا أقصد " جماعة اسلوا " وبالتحديد بعض الأخوة في حركة فتح والمشككين في عروبة النظام السوري وقوميته واللذين كانوا يعيبون على سوريا ولا زالوا موقفها العروبي والقومي على أساس أن سوريا استطاعت أن تخلق فيهم حالة من الرعب السياسي والحلم الدائم بها, فخرج علينا من يقول أن نظام الدكتور بشار حافظ الأسد نظام إجرامي بامتياز قتل الشعب العربي السوري وخلع أظافر الأطفال في حمص وحماة ودرعا وما إلى هنالك من قصص وبالطبع مهاجمتهم للنظام السوري هنا تأتي في إطار رد الحساب والصفعة التي وجهها النظام القومي البعثي لهم عندما أخرجهم من سوريا بعد اختلاف وجهات النظر بينهم وبين القيادة السورية " اقصد هنا بالتحديد فتح", وفي إطار النقاشات المتواصل والمطروحة على الساحة الفلسطينية اتهم النظام العربي السوري بأنه نظام ساهم في تسهيل مهمة الولايات المتحدة لضرب العراق وما إلى غيره من الخزعبلات الإعلامية الفارغة.
وللرد على هؤلاء المشككين لا بد من توضيح ما يلي
أولاً : فيما يتعلق بالحل للازمة السورية, الحل طرح ومنذ اليوم الأول لتلك الأزمة والذي تمثل بالبرنامج السياسي والاقتصادي الإصلاحي الشامل الذي تقدم به سيادة الدكتور بشار حافظ الأسد بعد الاحتجاجات الشعبية المحقة في نظري في البداية وكنا نؤيدها ومعها, والتي حولت وتم ركوبها فيما بعد من قبل عصابات غليون العرعور لتتحول لمظاهرات مسلحة, وهنا فإن الحل الأمني كان اللازم والمطلوب وخاصة أن هناك دولة تخترق سيادتها وينتهك حقها في حماية مواطنيها, ولكن وبالطبع فإن دعوات الإصلاح تلك لاقت آذان صماء لا تريد إنجاح الحوار لأن الأمور كانت وقتها قد خرجت عن السيطرة من قبل قوات العرعور غليون وأصبحت في يد أسيادهم الغربيين, وهنا كان الحل الوحيد هو العسكري وسوريا ماضية فيه إلى أن يتم تطهير البلد من كل الخونة والعملاء وبعدها يتم تنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي لا مجال فيه للشك والتأويل.
ثانياً: فيما يتعلق بالمشككين في عروبة وقومية النظام السوري, فالنظام السوري ليس بحاجة إلى أن يشهد له أولئك اللذين تلطخت أيديهم بأيدي من سفكوا دمائنا ودنسوا حرماتنا وهتكوا أعراضنا لأن هؤلاء وبكل تأكيد يحاولون أن ينكروا على سوريا ما ليس فيهم وكأنهم يعتبرونها هي وقيادتها كما هم, وهنا لا يمكن المقاربة بين كلا الطرفيين ومن يفسر هذا بغير ذلك فهو بعيد كل البعد عن الواقع وعن الحياة وما يدور حولة والأفضل له أن يضع رأسه في الرمال كما النعام وعدم التعامي عن تلك الحقيقة.
ثالثاً: فيما يتعلق بجبهة الجولان وحرص سوريا على بقائها باردة طيلة الفترة الماضية, فإن سوريا وبدون أدنى شك تدرك أن تلك الأرض السليبة التي لن ولم تتنازل عنها لا بد لها من يوم تعود فيه لأحضان الوطن الأم سوريا, ولو كانت سوريا تريد عودتها سلماً كما فعل العديد وعقدوا اتفاقيات الذل والعار مع الكيان الصهيوني والكل يعلم أن ما كان مطروح على سوريا في المفاوضات غير المباشرة فيما يتعلق بالجولان يفوق ما حققته جميع الاتفاقيات العربية من إرجاع واسترجاع للأراضي العربية المحتلة بالاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل.
ثم إن النظام السوري لو كان لدية ثقة عمياء بالعرب والدول المجاورة للكيان الصهيوني "باستثناء لبنان بالطبع", أن تلك الدول ستقف مكتوفة الأيدي أو لن تقوم بتقديم أية تسهيلات للدول المعادية ولإسرائيل وحلفائها الغربيين وزعزعة امن واستقرار سوريا في الداخل لكانت المقاومة اللبنانية والمقاومة السورية الآن متلازمتان على جبهة الجولان وجنوب لبنان, ثم أن سوريا تدرك كل الإدراك أن خيانتها ستكون من قبل أبناء جلدتها ولنا في العراق مثال عندما سهلت دول عدة ضربة وتجويعه وهي دولة تشاطره الدم والعروبة, فبالتالي جبهة الجولان مؤجلة نحو تحقيق أوسع جبهة عريضة من المقاومة والتي بدأت فعلا بين كل من إيران والعراق الذي أتمنى له أن يتعافى ويعود لسابق عهده بالإضافة إلى لبنان الشقيق وما أن يكتمل الحلم السوري بالوحدة وتشكيل اكبر إطار عربي إسلامي عالمي مناهض للصهيونية ستفتح عندها جبهة الجولان وسيعود الجولان ذي التراب المقدس إلى الوطن الأم.
رابعاً: هناك من اتهم ويتهم سوريا وقيادة بعثها أنها ترى بالإخوان المسلمين وبالإسلام عدواً للقومية وفيما يتعلق بالإخوان بالطبع هم العدو الأول للقومية ولا مجال للتشكيك في ذلك ولنا بتاريخهم أمثلة كثيرة وما يحصل اليوم لهو خير دليل للعقلاء واللذين يبصرون الأمور تلك الحقيقة, أما بالنسبة للإسلام فسوريا وحزب بعثها المقاوم لم تكن يوماً تؤمن " أن لا اله إلا البعث, ولا رب إلا حافظ الأسد" استغفر الله أن يكون عاقل مدرك لذلك, ولكن أن ارتم تشويه صورة سوريا فلكم الكثير مما تسوقنه في ذلك, فحزب البعث عربي قومي يؤمن بان الإسلام إحدى أهم ركائز الوحدة العربية التي يدعوا إليها ولو كان كذلك لما رأينا المساجد في القطر العربي السوري, حتى الثورة الشيوعية في كوبا وحتى فيديل كاسترو كان لدية يقين بالرغم من اتخاذه المنهج الماركسي واعتماده الاشتراكية كحل لقيادة كوبا وإخراجها من مآسيها بأهمية الديانة المسيحية وحتى انه شارك في افتتاح العديد من الكنائس بعد انتصار الثورة, فهل يعقل أن يرى الأسد أن الإسلام الذي تربى وترعرع في كنفه هو عائق أمام الوحدة؟!
خامساً: وبالنسبة لاتهام سوريا بالحرب على العراق ودخولها بتشكيلات دوليه ضمن حرب الخليج أستشهد بما قاله حليفكم الأول يا من تشككون في عروبة سوريا جورج بوش الأب والذي قال :::: لولا تواجد الجيش السوري واحتمال الاستماتة من اجل بغداد لكنا قد دخلنا بغداد وأسقطناها إن ما حال بيننا وبين إسقاطها تهديدات حافظ الأسد بفتح جبهة مع إسرائيل تستطيعوا التأكد من خلال كتاب مذكرات عاصفة الصحراء لجورج بوش عن صحة ذلك.
وأخيراً كانت كلمة للمشككين في عروبة وقومية النظام السوري, أن لبنان ما كان له أن يكون لولا سوريا وان المقاومة الشريفة التي يقودها على أرضه حزب الله تحت لواء السيد حسن نصر الله وبدعم ومساندة جميع أطياف اللون السياسي اللبناني لم يكن لها أن تكون لولا الدعم السوري له ثم إن النظام السوري قدم الشهداء في معارك جبهات المقاومة اللبنانية وعلى امتداد عمرها الطويل, وللمشككين أيضا سوريا البلد العربي الوحيد أللذي احتضنكم عندما كنتم فتات ومشتتين وسوريا البلد الوحيد الذي مد لنا ذراعية, يكفي سوريا ونظامها البعثي ان أيدي قادته لم تتلوث بعد بأيدي قاتلي الشعب الفلسطيني والعربي.
عاشت سوريا المقاومة
#خليل_سامي_ايوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟