|
بدايات الإسلام مرّة ثانية !!
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 11:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
( نقد الروايات التاريخية بالطريقة التقليدية يشبه ذلك الطبيب الذي يحاول علاج مرضى الأورام الخبيثة بحبوب مهدئة في حين أن العلاج الصحيح يتطلب عمليات جراحية كبرى من اجل استئصال تلك الأورام ) .. في حقيقة الأمر كان لابدّ أن انشر الجزء الثاني من بدايات الإسلام , لكني ارتأيت نشر هذا الموضوع والذي يعتبر ملحق للمقال الأول لكون الكتابات متشابكة ومتداخلة وخوفاً من التشتت وضياع الفكرة الرئيسية .. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=283033 مقال الألماني * دانييل برنشتيل * بعنوان – تهافت التحريفيّة الجديدة * لا وجود لنبي أسمه محمّد * – ترجمة السيّد علي مصباح , المنشور بتاريخ 10 آب 2007 على موقع قنطرة للحوار ( لا يتوفر الرابط ) .. المقال يتحدث عن الكتاب الثالث والذي يحمل عنوان * الإسلام المبكر * . قبل هذا الكتاب هناك : القراءة السريانية الآرامية للمؤلف * لوكسنبرغ * ثم كتاب أخر يحمل عنوان * البدايات المعتمة * وهو مؤلف مشترك أشرف على إصدارهما * كارل هاينز أوليش * هذه الكتب هي سلسلة متلاحقة الصدور في ظرف زمني وجيز . المشاركون اعتمدوا في بحوثهم على مصادر معاصرة مثل نقوش قبة الصخرة ومسكوكات العملة ومدونات كتاب مسيحيين .. تناول صاحب المقال عدة عناوين سوف نأتي عليها لاحقاً وحسب التسلسل الأصلي للكتاب . الرأي المشترك لهؤلاء الكتّاب ( يدافعون عن الرأي القائل بأن الإسلام جاء في بداياته كظاهرة * هرطقة مسيحية * تطوّرت في صفوف مسيحيين من شرق إيران ينتمون في الأصل إلى مبعدين من بلاد ما بين النهرين * هاترا على وجه الخصوص * أي مدينة الحضر والتي تقع على بعد 80 كم جنوب غرب الموصل - محافظة نينوى - تأسست في القرن الثاني قبل الميلاد وهي مملكة وتُسمى كذلك مملكة عربايا وهي أقدم الممالك العربية في الهلال الخصيب وتحديداً في السهل الشمالي الغربي من وادي الرافدين الذي هو غرب العراق وشرق سوريا حالياً ) .
يقول : ربما يكون هؤلاء قد استولوا على الحكم بعد انهيار مملكة الساسانيين في سنة 622 ميلادية ( هذا التاريخ يمثل هجرة النبي محمّد من مكة إلى المدينة حسب العلوم الإسلامية , هل هي مصادفة ) ؟ وبذلك استطاعوا أن ينقلوا تعاليم مسيحيتهم إلى دمشق والقدس ( أورشليم ) حيث تم في أواخر القرن السابع على عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ( وقد ذكرنا في الجزء الأول أن البداية الحقيقية للإسلام منذ عهده وهذا تأكيد من دانييل على صحة هذا القول ) . تمّ نقل هذه التعاليم المستجلبة من إيران من السريانية ( محمّد كان يتقن السريانية على قول إحدى الروايات ) إلى خليط لغوي متكون من السريانية والآرامية والعربية .. أول عنوان في المقال بعد العنوان الرئيسي هو : ( الخلفاء الراشدون محض خيال ) قبل ذلك سوف نطرح بعض الأسئلة ؟ هل هناك علاقة بين أسم محمّد وبين صفة المسيح , هل هو أسم علم في الأصل ؟ متى تطوّرت هذه التعاليم ( المستجلبة ) للتحول إلى ديانة قائمة بذاتها ؟ حسب رواية هؤلاء السادة فقد تمّ تطوير القرآن ألبدئي خلال القرن الثامن أو التاسع وأسم محمّد هو نعت صفة * ليسوع المسيح * . بعد تطوّر هذه التعاليم معها تمّ تحويل نعت الصفة إلى أسم للنبي العربي .. من خلال هذه المقدمة والشرح البسيط إلى ماذا نصل وماذا نستنتج ؟ استناداً إلى هذه الرؤية يكون تاريخ الإسلام المبكر من خلال الكتابات التاريخية للقرن التاسع مجرد ( إعادة تأويل للأحداث ) . العديد من الخلفاء الأوائل محض ابتكار من الخيال لا يجد ما يثبت واقعيته في المخطوطات القديمة . هذه الأعمال والمؤلفات تعتبر * إعادة الكتابة التاريخية النقدية * ( وهو ما نفتقر إليه في عالمنا مع العلم أن التركيز على هذه الكتابات سوف يكون له تأثير كبير على الأقل في المستقبل ) . تُثير في حد ذاتها الانطباع بأنها استعادة لعمل التاريخ الجديد للحدث القرآني . حسب جون مانسبورو ( ينزّله ) أي القرآن في أوائل القرن التاسع الميلادي وهذا القول يتشابه ويتماشى مع * باتريسيا كرون وكوك والتي تقول ( الإسلام لم يظهر في الجزيرة العربية بل في فلسطين ) . في العلوم الإسلامية وكما هو معلوم * عكس ذلك * : جميع ما جاء في مدونات التاريخ الإسلامي مطابقة للوقائع التاريخية ( طبعاً كمرويات دون تحقيق مثل باقي مرويات الأديان السابقة ) . التأكيد على وجود الشخصية المحمّدية كشخص ولد عام 570 ميلادية في الجزيرة العربية وبعد 40 عاماً أعلن نبوءته أي في عام 610 على إثر وحي أوحى إليه . موقف قريش حسب العلوم الإسلامية معروف ( الرفض وتعرض محمّد إلى ملاحقات ثم الهجرة إلى المدينة حيث أسس النواة الأولى * للدولة الإسلامية * أليس هذا هو الثابت في أمهات الكتب ) ؟ في المدينة 10 سنوات تمكن من غزو لا مكة فقط بل مجمل مناطق الجزيرة العربية مثله مثل وجود الخلفاء الأوائل ( الراشدين ) الذين تم في ظل حكمهم فتح بلاد الهلال الخصيب وشمال أفريقيا وإيران ثم التدوين النهائي للقرآن في نسخة تحتوي على ما جمعه الخليفة الثالث عثمان بن عفان من نصوص الوحي التي نزلت على محمّد .إذن هذه هي السيرة بطريقة بسيطة يحفظها العالم بأجمعه ؟ هنا نأتي على المُداخلات لبعض الكتّاب لكي يتبين لنّا حقيقة هذا السرد للسيرة ومدى مطابقة حوادث التاريخ مع ذلك السرد وتلك المرويات وكذلك لكي يتبين لكل عاقل هل نحن نسير في طريق صحيح لنقد ذلك التاريخ عبر الروايات التقليدية أم أننا نصب الزيت على النار دون أن ندري وتكون النتائج عبثية ؟ المُداخلة الأولى : * من أوغاريت إلى سامراء * لصاحبها فولكر بوب . المُداخلة الثانية : * معاينات في نشأة ديانة جديدة * لصاحبها أوليش .. بلاد العرب تقع في الأصل في بلاد ما بين النهرين وأن مصطلحي * العربي وعربي * كانا يطلقان في أصلهما الأولي على الآراميين ولكن في زمن متأخر تبنت القبائل القادمة من شبه الجزيرة هذين المصطلحين وراحت تطلقهما بمفعول رجعي على ما يعرف اليوم بالعرب وببلاد العرب ( الجزيرة العربية ) .. ولكن هناك سؤال : هل هذه المُداخلات تتغافل عن شيء ما ؟ نعم تتغافل عن عدد من الوقائع التاريخية المهمّة : ( لم تكن الأسماء العربية بحسب معايير الزمن الحالي ومن بينها أسماء الآلهة تدل فقط على وجود شعب يتكلم لساناً عربياً في * هاترا * خلال القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد ,, بل على وجود قبائل عربية بالمفهوم الحالي من بين قبائل البدو الرحل في الصحراء السورية , قبائل كان الأشوريون يطلقون عليها أسماء * عريبي * عرابايات ,, الخ وذلك من القرن التاسع قبل الميلاد كذلك يطلق على قبائل رحل من تلك التي كانت تقيم وتتنقل فوق الأراضي الإيرانية مع العلم أنها لم تكن تنتمي للعرق السامي ) .. إذن هو مصطلح يطلق على كل الرجل دون أية إحالة على أصولهم الإثنية واللغوية , الجذر السامي للعبارة – عرب – كان يطلق خاصة في جنوب الجزيرة ومنذ القرن الثاني قبل الميلاد على قبائل قادمة من شبه الجزيرة بما يفيد بأن مصطلح – العرب – لم يطلق ابتداء من القرن السابع أو الثامن ميلادي فقط على ما يعرف بالعرب اليوم . ( هذا نص دانييل برنشتيل حول القراءة المقلوبة ل * فولكر بوب ) :
القراءة المقلوبة :
على نفس الأديم من الأسس الواهية يقف واحد من البراهين الأساسية في أطروحة بوب المتقوّلة بوجود حركة مسيحية ألفانية في مرو، يضع الكاتب على أساسها أسطورة الشخصية البهلوية التي يذكرها على طريقته الخاصة بـ"APD’LMLIK-i-MARWânân" وذلك انطلاقا من نقش على مسكوكات نقدية ظل يُقرأ إلى حد الآن باسم عبد الملك بن مروان ، الذي يطابق أسم الخليفة الأموي المعروف ، والذي يقرؤه بوب على نحو مغاير بـ"عبد الملك من أهل مرو"، وبالتالي يكون هذا دليلا بالنسبة إليه على أن مرو من أحد المراكز التي كانت مستقرا لواحدة من فرق المعتقد المسيحي القديم المبعدة من بلاد ما بين النهرين .
تعتبر قراءة "i- MRWânân" على أنها "من أهل مرو" لاغية وغير ممكنة ذلك أن اللاحقة اللغوية "أن"(ân) في اللغة الفارسية للعصر الوسيط لا تستعمل للتدليل على النَّسَب. وبالتالي فإن القراءة التي تثبت أسم "أبن مروان" ليست ممكنة فحسب ، بل هي المسلك الوحيد الذي يقود إلى إثبات النسبة البهلوية.
وإضافة إلى ذلك فإنه سيكون على المرء أن يتساءل عن الدافع الذي يمكن أن يجعل امرئ يلجأ إلى أسم موطنه لإثبات نسبته ، وكيف كان من الممكن لظاهرة "هرطقة" مسيحية أن تتواجد هناك دون أن تجلب الانتباه إليها ؟ ألم تكن مرو، ومنذ القرن الرابع الميلادي ، مقرّا لأسقف الكنيسة الحواريّة المشرقية ، الذي ظل يُجمَع خطأ على اعتباره نسطوريا ! ما هو الهدف ؟ الهدف هو البحث والتنقيب في ماضي الإسلام المبكر. وإزاحة ركام الأسطرة عن تلك الحقبة من القرن السابع ميلادي . حيث أن نجاح دراسات أركيولوجيا الكتاب المقدس، وكشف أسطورية عصر الآباء ( من إبراهيم إلى سليمان ) وخلخلة البناء اليهو ـ مسيحي ، بدأ يُغري بتطبيق تلك المناهج النقد ـ تاريخية على الإسلام . من خلال مراجعة لأهم المصادر والنقوش الكتابية المبكرة . وتأويلها بمعزل عن قسر وإرغام دلالات التراث الكتابي الإسلامي ، الذي أصبح بنظر البعض مجرد أدب ديني وليس تاريخا بالمفهوم العلمي لكتابة التاريخ ( نادر قريط ) .. / ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روايات تراثية !!
-
هل تستطيع الفيلة أن تطير ؟
-
من رسائل الأصدقاء - الأخيرة - !!
-
من رسائل الأصدقاء !!
-
الثورة السورية والحرب الأهليّة !!
-
سؤال قديم , جديد , لماذا تخلّفنا ؟
-
منهجان مختلفان ,, العلم والدين ؟
-
داليا وصفي ..
-
من الاستقلال إلى الربيع العربي !!
-
ما بعد الربيع العربي ,, هل هي الطائفية ؟
-
كيف يكون النقد وهل هناك سبب واحد للتخلف ؟
-
هل إله القرآن فقط ( تاه في الجبال ) ؟
-
زنار مريم العذراء والتنمية ؟
-
مانيفستو الحضارة الديمقراطية !! قراءة في كتاب عبد الله أوجال
...
-
الغرب , الربيع العربي والموارد الطبيعية ؟
-
دور اليسار في الربيع العربي بين النظرية والتطبيق
-
الشيوعيون .. والقضية الفلسطينية ؟
-
الجدل العقيم حول الحجاب !!
-
بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية !!
-
نقد التراث إلى أين ؟
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|