التناقض وسياسة الإستغفال

جواد القابجي

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اود هنا ان أوضح عن كثب تناقضات بعض الأحزاب والحركات السياسية المتطرفة التي تلوّح بمظاهر التسلح فإن البعض الأغلب منها حين تقاتل أعداءها تكون بالنتيجة قد خدمت أعداءها وقد عرض لنا التأريخ المعاصر عدّة أمثلة على ذلك وسنضع النقاط على حروف بعضها في بحثنا البسيط هذا ..
1- كلنا نعرف الدعوة للجهاد التي أُعلنت من قبل إبن لادين ضد الغزو السوفيتي في أفغانستان .. وقتها قد إحتوى الشباب المسلم المتحمس لتحرير فلسطين والذي كان يشكل خطراً أكيداً على الجبهة العربية - الإسرائيلية وقد نُقلت الحرب الى أفغانستان وكأن كابل أصبحت هي القدس .. والنتيجة هي إفراغ الجبهة من المقاتلين الذين يشكلون الخطر للإحتلال الاسرائيلي .. وبذلك قد قدّم الشيخ بن لادين خدمة كبيرة كانت أحلى هدية لإسرائيل على طبق من ذهب ..
2- لقد فرحت وتباهت الشعوب العربية والإسلامية حين أقدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين على قصف إسرائيل بـ تسعة وثلاثين صاروخاً التي لم نسمع بأنها قد أحدثت ضرراً ولو بسيطاً في كل الأرض .. بينما إمتعض منها النظام الأردني والمصري بحجة مرورالصواريخ على أجواءهم او قرب حدودهم وقد أخذوا التعويض من العراق على ذلك .. أما إسرائيل فكانت الرابح الأفضل وقد كسبت أولاً التعاطف الدولي وقد تم الإعتراف بها من قبل بعض الدول التي كانت قد تعاطفت مع الحق العربي وقطعت علاقاتها الدبلوماسية سابقاً .. ثانياً قد كسبت التعويض الذي أقرته الأمم المتحدة وكان ( 40 أربعون مليار دولار ) وتمت آخر دفعة في العام 2000م .. نتسائل هنا عن الغباء الذي إعتبر القائد الفلته بطلاً قومياً لا مثيل له .. أليس عمله هذا كان خدمة لإسرائيل ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3- حين فُرض الحصار على العراق وحضر الطيران العسكري والمدني من قبل الأمم المتحدة كانت هناك صفقة لبيع طائرات مقاتلة أمريكية الى السعودية وكان العدد عشرون طائرة فانتوم وقد إعترضت السعودية على العدد لأنه سوف يكلفها مبالغ طائلة وإقترحت شراء خمسة طائرات فقط .. هنا قد تم الإتصال من قبل الاخوة الأعداء بالسماح للطائرات المقاتلة العراقية والتحليق فوق الأجواء السعودية والتي قد عملت الخوف والهلع للنظام السعودي كان ذلك قد حصل في يوم 6كانون عيد الجيش العراقي .. مما أجبرتهم على الموافقة على شراء العشرين مقاتلة بالرغم إنها ماكانت تحمل الأجهزة الألكترونية .. ألم تكن هذه خدمة كبيرة للعدو الأول أمريكا في وقتها ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
4- في الإسبوع الماضي والذي أثلج قلوب العراقيين الشرفاء في يوم إنسحاب القوات الأمريكية ( يوم الوفاء ) الذي رفع رؤوس كل محبي العراق .. بدل الإحتفاء بهذه المناسبة فقد تم قتل مئات الأبرياء المدنيين في المساجد والأسواق والمدارس .. وكان البعض يبرر على إنه الفراغ الأمني الذي سببه الإنسحاب الأمريكي .. وهذه هي أعمال أعداء العراق والتي تريد أن يبقى الإحتلال والذي كانوا يقتلونا بسبب وجوده .. وهناك رأي آخر يفسّر على إنه العراك الجديد بين الكُتل الحاكمة بسبب دعوة القضاء العراقي لمثول نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أمامه لعلاقته بجرائم ارهابية .. أليس هذا أيضاً يخدم أعداء العراق أم ماذا ..؟؟في الوقت الذي أدانت الدول العربية الإحتلال الأمريكي للعراق ؛ فالأمريكي دخل علينا من بلدانهم والآن إستقر عندهم ضيفاً كريماً معززاً ..!!!!!!!!!!
الأهم في هذا الموضوع
الكل يعرف التدهور الإقتصادي الذي حصل في أغلب دول العالم وأهمها الدول الصناعية الكبرى قبل أكثر من ثلاث أعوام .. وهنا يجب على مفكري هذه الدول وضع حلول لإنعاش الإقتصاد وعودته الى حالته الطبيعية وقد أكّد البعض إن الإقتصاد سيعود الى حالته الطبيعية تقريباً في العام 2012 وكانت فعلاً مانشاهده من خلال الربيع العربي الذي تم توقيته بين العام الماضي والحالي وسوف تنشط عمليات بيع السلاح لهذه الدول العربية التي تم تدمير أسلحتها بسبب ثورات الربيع .. هذا من جانب والشيء الآخر والمهم جداً هو الجهد او العمل الإيراني الجديد والمشكوك به في إستعراض العضلات في المناورات الأخيرة في الخليج العربي وعرض صواريخ بعيدة المدى ( سيكون المستفيد الأول من هذا العمل هي الدول التي تصنع الأسلحة وأول شيء لمسناه من صفقة بيع الطائرات المقاتلة الى السعودية وبعض دول الخليج والتي بلغلت مايقاب المائة مليار دولار .. ) أليس لإيران دور في حل الأزمة الإقتصادية لتجّار السلاح بحجة البعبع الإيراني الذي يهدد دول الخليج ..؟؟؟؟؟ وبهذا فإن إيران قد خدمت الأعداء إذا كانوا فعلاً هم أعداءها وإلا بماذا نُفسّر هذه التناقضات ..؟؟؟؟
*******************************

#جواد_القابجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات