الرضا الطلابى كمؤشر لجودة الاداء التعليمى بجامعة كفرالشيخ

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الصحفى فى البلد النامى ليس عليه ان يقدم لقرائه الحقائق فقط ولا ان يقوم بتفسيرها ايضا ... وانما عليه فى نفس الوقت ان يعمل على تنمية المجتمع وترقيته من خلال دفع القراء الى ادراك مدى خطورة مشاكل التنمية المجتمعية والبشرية وجديتها ... والتفكير فى هذه المشاكل ... وان يدفعهم لان يفتحوا اعينهم على الحلول التى تمكنهم من تخطى الحلقة المفرغة من حلقات التخلف التى تعيش فى اطارها غالبية المجتمعات النامية ...



مما لاشك فيه ان تطوير وبناء مصر يبدأ من تطوير التعليم الجامعى الذى لم يعد مجرد اختيار من بين متعدد الاختيارات , ولكنه اصبح ضرورة تفرضها متغيرات الاحداث فى الوقت الحالى والمستقبل ... لذلك لابد من اعادة النظر فى فلسفة التعليم الجامعى واهدافه وتنظيماته ومناهجه وطرق واساليب تدريسه من اجل اقامة نظام تعليمى فاعل , يتعامل مع المستقبل ويتكيف معه بدلا من وضع اليد على الخد فى انتظار اخطار المستقبل والتعامل معها كردة فعل بعد حدوثها ....


الجدير بالذكر ان الدول الكبرى فى حاجة دائمة لمراجعة نظمها التعليمية من اجل تعديل المسار ... فما بالك بالدول النامية التى هى بحاجة اشد الى مراجعة خططها التعليمية وتعديل منظومتها التعليمية وتقويمها الى جانب نحسين مواصفات خريجيها ,خاصة فى ظل الغزو الثقافى والعولمة وطغيان الوسائل التكنولوجية الحديثة ... لذلك وضعت وزارة التعليم العالى فى مصر استراتيجية تطوير التعليم العالى بغرض خلق مناخ مناسب لتحسين جودة التعليم وزيادة كفاءة العملية التعليمية ... وقد تأكدت اهمية تغطية الاستفادة من القدرات الطلابية من خلال مشاركة الطلاب فى العملية التعليمية للنهوض بها وبهم حتى يتنافسون فى سوق العمل العالمى وحتى تكون هناك قنوات تفاعلية بين اطراف العملية التعليمية ....

حيث يعتبر الرضا الطلابى من اهم الانشطة التى تعكس المشاركة الطلابية فى العملية التعليمية وذلك لان الفرضية تنص على ان درجة الرضا هى المحصلة النهائية لتوقعات الطلاب وطموحاتهم من ناحية وبين الانجازات التعليمية من ناحية اخرى ... فكلما توافقت الانجازات مع توقعات وطموحات الطلاب ارتفع مستوى الرضا الطلابى بالتعليم والعكس صحيح ... من ناحية اخرى مشاركة الطلاب فى التعرف على مستوى الرضا يمكن الطلاب من المشاركة فى تحديد الاحتياجات التعليمية والنهوض بالمستوى التعليمى ... ومن هنا تبرز اهمية مشروع الرضا الطلابى عن التعليم فى جامعة كفرالشيخ ...من خلال اختيار عينة طلابية من كل الكليات بجامعة كفرالشيخ من كل الفرق الدراسية للوقوف على درجة الرضا الطلابى بالتعليم ... وتتمثل اهمية المشروع فى اجراء التعديلات اللازمة على خطط التدريس وسد الفجوات بين توقعات الطلاب وطموحاتهم التعليمية وبين الانجازات التى حققتها كل كلية على حدة ... حيث يمكن بناء على النتائجد المتحصل عليها وضع خطة لاصلاح الجوانب والابعاد التى بها خلل او عدم رضا بالاضافة الى تخريج طلاب يتمتعون بروح المبادرة والمشاركة فى التنمية والنهوض بالمجتمع واذكاء وشحذ روح الانتماء لديهم ... فليس هناك افضل من المستفيد من الخدمة حتى يحدد جوانب النقص فى تلك الخدمة فى ظل سوق تسوده المنافسة الشرسة بين الخريجين ...


يجب ان يعلم الجميع ان الذى يشرف على مشروع الرضا الطلابى والعينة المختارة من كلية الزراعة أ.د / راتب عبد اللطيف صومع _ استاذ الاجتماع الريفى والتنمية الريفية بكلية الزراعة جامعة كفرالشيخ _ وأ.د / محمد ابو والى _ عميد كلية الزراعة بكفرالشيخ _ .... الى جانب د/ شيرين ابووردة _ رئيسة وحدة ضمان الجودة بجامعة كفرالشيخ _ تلك المرأة صاحبة الشخصية القوية التى تعكس مدى صدق المقولة القائلة : ان صانع القرار فى اى مكان لايختار ابطاله ولايقرر لهم حركتهم من المشاعر الى المصائر ... لانه امام صراعات يخوضها , وهى فى الغالب الاعم من صنع عوامل تاريخية اكبر منه ... فهى لا تملك اختيار ابطالها بما فى ذلك الواقفين على ناحيتها من الصراع ... لان طبائع الحركة التعليمية داخل الجامعة تتميز بسرعة دورانها واحتكاكها وتدفع الى الساحة او سوق العمل بمن تدفع دون تصميم مسبق يخضع لخطوط مرسومة سلفا .. الى جانب ان د/ شيرين ابو وردة تدرك ان المسافة الطويلة من المشاعر الى المصائر ليست من صنعها بما فيها جريان الحوار ... فكل ما اريد قوله هو ان مقاييس نقد الجودة تختلف عن مقاييس نقد العمل السياسى مثلا .... ومن مقتضى هذا الخلاف ... فان ادوات ومقاييس النقد لابد ان تكون مختلفة مع الوضع فى الحسبان ان النقطة التى تبدأ منها اى استراتيجية ... هى تحديد ( هدفها النهائى ) ثم تحاول بعد ذلك تلمس السبل الى تحقيقه عن طريق تحويله الى سياسات يمكن تحويلها بدورها الى خطط تنفيذية ... تتكفل بترجمة الهدف الى حقائق واقعة وملموسة على ارض الواقع ...

حمدى السعيد سالم

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات