أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل سامي ايوب - لا بديل عن التفاوض إلا التفاوض















المزيد.....

لا بديل عن التفاوض إلا التفاوض


خليل سامي ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 16:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وساسته في هذه الأيام مشغولون بكيفية الإعداد لخوض غمار حرب ضروس طالما تغنوا بها واعتبروها خياراً استراتيجياً لسياستهم المنفتحة على العالم باختصار القيادة الفلسطينية ذاهبة لجولة جديدة من المفاوضات العبثية التي لن تجدي نفعاً ولن تسمن أو تغني من جوع, أمام هذا الاستحقاق الذي بدأت كبريات الصحف والقنوات الفضائية الترويج له وإعطاءه زخماً كبيراً في نشراتها الإخبارية وبعد توقف لتلك المفاوضات دام أكثر عام حيث تعثرت تلك المفاوضات بعد انطلاقها بوقت قصير في سبتمبر أيلول من العام 2010, في إطار ذلك وأمام المواقف المعلنة من الرباعية الدولية بضرورة استئناف تلك المفاوضات, ما هي ردود فعل السلطة الفلسطينية على ذلك؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء إطلاق جولة جديدة من تلك المفاوضات؟ ثم ما هي الأسس والأرضية التي سنطلق منها تلك المفاوضات, كل تلك الأسئلة سنحاول الإجابة عليها في إطار السطور القادمة.
كعادتها المتكررة تقف الرباعية الدولية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام أمام مفترق طرق كبير يتمثل في كيفية جمع الأفرقاء الفلسطينيين والإسرائيليين مرة أخرى للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد من أجل التوصل إلى جدول أعمال تفاوضي والالتزام بالوصول إلى اتفاق معلن في موعد لا يتجاوز عام 2012 كما أعلن مسؤول الرباعية الدولية.
في بداية الإجابة على التساؤولات السابقة لا بد من الإشارة لمواقف السلطة الفلسطينية من تلك الدعوات الرسمية التي أطلقتها اللجنة الرباعية الدولية بخصوص حث جميع الأطراف على ضرورة العودة لطاولة المفاوضات, فقد تباينت مواقف السلطة الفلسطينية من تلك الدعوات بين مرحبٍ ومتردد وفي هذا الإطار أشار المسؤول الأول في السلطة الفلسطينية والذي يترأسها محمود عباس والذي أعلن صراحة انه إن لم توفق الرباعية الدولية في إيجاد صيغة تمكنها من جمع الطرفيين من جديد على طاولة المفاوضات قبل 26 من شهر يناير الحالي فإن السلطة الفلسطينية متجهة لخيارات وصفها عباس بالإستراتيجية التي ستغير من قواعد اللعبة في المنطقة, من الملاحظ أن السلطة الفلسطينية لا مانع لديها ومن خلال تصريحات الرئيس الفلسطيني بالعودة لطاولة التفاوض ولكن ما هي الصيغة التي تتحدث عنها السلطة الفلسطينية كشرط لاستئناف المفاوضات من الواضح أن تلك الصيغة تتمثل في شروط السلطة التي أعلنتها صراحة وعبر وسائل إعلامها ومسئوليها في ضرورة الوقف التام للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وبشكل خاص في القدس المحتلة وقبول إسرائيل لحدود عام 1967 كأساس لحل الدولتين بالإضافة إلى ما طرحه عباس كشرط جديد يتمثل في ضرورة الإفراج عن الأسرى القدامى كبادرة حسن نية من إسرائيل قبل العودة للمفاوضات وخاصة بعد إعلان إسرائيل أنها توافقت مع السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات شريطة إطلاق سراح مئة من الأسرى المحكومين أحكاما عالية وأن الموضوع قيد البحث من قبل الجهات السياسية العليا في إسرائيل وهو ما عادت وكذبته السلطة الفلسطينية ووصفته بأنه محاولة من قبل إسرائيل لتشويه صورتها في الساحة الفلسطينية.
الشروط السابقة الذكر ربما تكون هي الأرضية المناسبة التي تتمنى السلطة الفلسطينية استئناف المفاوضات على قاعدتها لكنها لن تتحقق بالتأكيد, ويبقى السؤال المطروح هنا ما هو مدى التوافق الإسرائيلي على تلك الشروط؟
بالتأكيد إسرائيل ترفض تلك الشروط المعلنة جملة وتفصيلاً وتشرط الأخيرة عودتها للمفاوضات دون شرط أو قيد ومن هنا فإن الحكومة الإسرائيلية ترفض وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بشكل خاص لأن ذلك سيضعها في موقف لا تحسد عليه في إطار الجبهة الداخلية الإسرائيلية والتي تعاني أساساً من تفاقم في أزمتها المالية والسياسية ناهيك عن ازدياد عزلتها الدبلوماسية الدولية ومن هنا فإن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو لن تجابه أزمة داخلية قد تندلع في حال إعلان قبولها المفاوضات مع الفلسطينيين مقابل وقف البناء في المستوطنات, كما أن إسرائيل لا ترغب ولن ترضى باعتماد حدود 67 كإطار للتفاوض مع الفلسطينيين ولو كانت كذلك لما أعلنت أنها ذاهبة في غضون الأيام وربما الأسابيع القادمة للتصويت داخل الكنيست على إعلان القدس كعاصمة موحدة للدولة اليهودية ما يفسر أن إسرائيل غير مستعدة للتنازل عن شروطها التي أعلنتها بأن لا مفاوضات على ما يسمى بالقدس وحدود 67, وفيما يخص الشرط الذي اقترحه عباس فيما يتعلق بضرورة إطلاق سراح الأسرى القدامى كأساس لاستئناف المفاوضات فقد تقدم إسرائيل على تقديم تنازل فيما يتعلق بذلك من خلال إطلاق سراح عدد من الأسرى لترضي بها عيون القادة الفلسطينيين ليتم الترويج للرئيس الفلسطيني وقيادته بتحقيق نصر استراتيجي ورفع رصيده الجماهيري في الساحة الفلسطينية لا أستغرب أن تقوم إسرائيل بذلك فقضية الأسرى وبصريح العبارة أصبحت تؤرق القيادات السياسية في إسرائيل من حيث الاهتمام والعناية وما يتطلبه ذلك من هدر المزيد من المال العام في إسرائيل وبالتالي فإن قضية الأسرى هي ورقة المساومة السياسية لإسرائيل مع السلطة من أجل العودة للمفاوضات ولن يكون غيرها بديل.
وهنا ستجد السلطة الفلسطينية نفسها مضطرة وأمام بعض الإغراءات المادية والضغوطات التي قد تتعرض لها من قبل الأطراف الدولية للقبول باستئناف المفاوضات لحين إعادة ترتيب الولايات المتحدة الأمريكية أوراقها في سباق الرئاسة الأمريكية القادم كما إسرائيل.
وفيما يتعلق بالأسباب التي تقف وراء الإعلان عن إطلاق جولة جديدة من المفاوضات اعتقد أن الحكومة الأمريكية الحالية بإدارة أوباما تريد من خلال ذلك إنقاذ إسرائيل من عزلتها الدولية الحالية في محاولة منها كسب عطف اليهود الأمريكيين واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع على كرسي الرئاسي للبيت الأبيض, كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تحاول إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة من أجل التحضير لعمل عسكري قد يكون أو أمني ضد سوريا وإيران.
أمام تلك السيناريوهات ما هي خيارات عباس والسلطة الفلسطينية, الخيار الأول يتمثل في السعي المتواصل والدءوب للوصول لتسوية ترضي جميع الأطراف في سبيل العودة لطاولة المفاوضات ولا شيء غير ذلك وبشكل خاص أمام جزم عباس رفضه وعدم قبوله ألبته إشعال انتفاضة فلسطينية ثالثة كخيار ديماغوجي غير مجدي وفيما يتعلق بخيار إعلان الانفصال الأحادي الجانب من قبل سلطة الرئيس عباس فهو بعيد كل البعد عن الواقع ولن يكون لأن السلطة وقتها ستواجه وباعتقادي العالم كله وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحتى الدول العربية لذلك لا خيار أمام السلطة غير التفاوض للتفاوض مقابل تسير خدمات الناس والحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم إن استطاعت ذلك.



#خليل_سامي_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الديمقراطية من الليبرالية إلى الماركسية
- إشكالية العلاقة بين الاستبداد السياسي والتخلف العلمي
- موقف الاتحاد الأوروبي من الثورات العربية
- الربيع العربي ... قريباً إلى فلسطين


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل سامي ايوب - لا بديل عن التفاوض إلا التفاوض