|
حركة عشرين فبراير تتمزق في يساريتها
عماد عامل
الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 13:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
افضل طريقة للتفكير في الموتى، هي التفكير في الاحياء [ Sandro Pertini الرئيس السابع الايطالي ]
في تناقض شرودنغر[*]: القطة ميتة ام حية !
حركة عشرين فبراير، الاسم الذي اطلق على الحركة الاحتجاجية في المغرب منذ انطلاقها اي 20 فبراير 2011، الي اليوم ( 26/12/2011 )، كانت تكتنف الغموض او يكتنفها، المهم انه وجب جلائه، لسببين، وضع الحد الفاصل في صراع طبقي (( يبدو ان الكلمة اصبحت غير محببة في عصرنا الحضاري سنغيرها منذ الان وحتى اخر المقالة الى كلمة افضل، تؤدي دورها كرسالة تحضيرية، الصراع السياسي! ))، ثم انتاج معرفة نظرية بهذا الذي كان، اي هذه الاحتجاجات، ونرى افاق الممكن واللاممكن. خرجت حركة عشرين فبراير منطلقة من منشور الكتروني على موقع الفيسبوك، تظامن معه من تضامن واحتذر من احتذر، المهم ان الموعد كان له اهله. وقد استبقتها الالة الاعلامية للتحالف الطبقي المسيطر في المغرب (( يحلو للبعض في لغة ركيكة تسميته بالمخزن )) بنعتها بما امكنها نعته من الحاد اي الدعوة للالحاد وهذا يتعارض تعارضا سافرا مع الدستور المغربي الذي لا يهدا له جفن وامن المغاربة الروحي منتهك ضدا في معيشته الضنكاء، الى مطالبة بهم لكي يقدموا للمغاربة اعتذارا، على دعوتهم الافطار في رمضان!، ثم نهاية بتصريح لاحد الوزراء الموقرين بقوله هؤلاء ابنائنا غاضبون، احيانا الاب لا يتذكر ابنائه الا عندما يود تامن شرهم!، وقد قام الصحفي المعروف لاجهزة الامن المغربي، وربما حتى الاستخبارات الداخلية فمن غير المعقول ان تجهل احدنا، رشيد نيني الذي قال ان، وهذا في صحيفته، ان الثوار ينبتون في ارصفة الشوارع، بل كان مقاله الصغير جد مؤثرا بحيث ان النظام لم يرحم له تسمية هؤلاء بالثوار وان كان من باب الهزاء لا من باب الجد، فثم الزج به في السجن، فعادوا هؤلاء الذين منهم استهزئ فطالبوا بجثته، ليس مقتولة، بل مكرمة وبحرية، لعله يندم !
تميزت حركة هذه الحركة باسبوعيتها، خروجا كل يوم احد في الساحات المغربية، ولم تتجاوزها الى اي مكان، بعيد عن الساحات هذه، وكانت المصادمات نوعية، تصل حد العنف احيانا، والغالب هتافات، الم نقل اهازيج شعبية، عبر عنها في شعارات، من بينها ان الشعب يود اسقاط الفساد، الشعب يود محاسبة الفاسدين، الشعب يريد الديمقراطية، مشت الامور هكذا، وتخللتها تظاهرات نوعية، لفئات اجتماعية محددة، مظاهرة المحامين، الاطباء، الاساتذة الجامعيين، وقد تم ائتمان شرهم جميعا عبر الاقتصادوية طبعا، وتم ازاحة الصراع السياسي الى حقل التناقض الاقتصادي من طرف التحالف البرجوازي الكولونيالي المسيطر، حيث ان زيادة الدخل في تناقضها مع نقص القيمة الزائدة للبرجوازية الكولونيالية جعل الصراع من طرف هؤلاء مبتعدا!، وبالفعل بعد نشر خبر زيادة الاجر، لم نسمع لهؤلاء بعدها مظاهرة منفردة، انتهاز الفرص مهم ومحوري في كل صراع، فكانت اول دبوس في نعش يافع.
تاسست الحركة كما قلت، وكان دور الاحزاب اليسارية جد مهم، الى جانب اليسار المتاسلم الذي عبرت عنه جماعة العدل والاحسان، اذا اليسار بشقيه ان جاز التعبير، سيدخل لهذه المغامرة، اود هنا بالضبط ان اشير الى فريق ثالث، هو الامازيغاويين، واول اشكال طرح بالضرورة، هل هذه الحركة لها ايديولوجية محددة ام لا ؟، كانت لمنظمة حقوق الانسان المغربية ايضا دور، فيبدو ان الجميع حاول السير في خط مطالب سياسية لا يعلم لها الا انها في مبدا، ان الحركة لا ايديولوجية لها، فسخر من كل من حمل او قال اننا نود حمل شعار اسقاط النظام. تم اسكاته فهذا الصوت ليس حضاري بل يقلق فعلا الافق الذي تم تسطيره حسب وهمهم الايديولوجي في هذه الحركة، فكان كل البارزين فيها معتدين بملكية برلمانية.
لكن، في غفلة، قام الملك وبعض رفاقه المقربين بزيارة خاطفة لفرنسا، فتم التشاور هناك، وقبلها وعد الملك بدستور جديد، كان من ابرز المسكنات، وتم ازاحة الصراع السياسي بذكاء مرة اخرى، الى المستوى الايديولوجي، فبدات الحركة تدير دفة الشعارات الى ما تحلم به ان يوجد في الدستور، فانتظروا!، وجاء الدستور، لنقلها، فانتظرنا جميعا، ولم نحظى بشئ مما حلمنا به، بل الانكى ان الدستور في شكلانيته قدم المطالب الذي كان صداها يتردد في الشارع، هنا اقول مباشرة، الحركة كانت تقول ما في الدستور قبل تغييره، كيف ؟
عندما تردى النظام التونسي كان اي نظام عربي اخر اهل للسقوط، حسب الظروف الاجتماعية لكل بنية اجتماعية عربية، اما عن طريق اشتداد العنف، او فقط العنف، او بهروب راس النظام، الجميع كان يتاهب وخائفا، لن اخوض في نقاش ما جرى في مصر او تونس او غيرهما، لانهما لا يدخلان في ما اوده، بل فقط قلت ان سقوط راسي النظام هنالك، جعل سحابة التغيير تخيم في بلداننا، اذ ان الصراع السياسي يجب ان يسير في تناقضه الرئيسي اي السياسي، لا ان يجري مرة في حقل التناقض الاقتصادي ومرة في حقل التناقض الايديولوجي، فيزيح في ممارسة هي ممارسة التحالف الطبقي المسيطر، الصراع من اجتذابه، وبالتالي الحل الوحيد لكل تناقضاته على المستوى السياسي، بل الانكى انه تم تسييس اينما كان التناقض وفي اي حقل وتم ضرب الامكان الاوحد في هذا الزمان البنيوي للتغيير، فسجلنا اولا عجز اليسار، وسجلنا ثانيا غياب النظرية، فكانت الفواجع فعلا من سيرورة هذه الحركة. فكانت بمطلبها الرئيس، عملا بقولة ليس في الامكان افضل مما كان، ملكية برلمانية، تعبير عن مطامح اعادة توزيع الثروة داخل التحالف الطبقي المسيطر الذي فيه طبقة الاسرة المالكة مهيمنة. ولها سلطة الدولة وجهازها بدون منازع.
مؤخرا خرجت العدل والاحسان من الحركة، متدرعة بان افق الحركة في بوار، وليس بامكانها تحقيق اكثر مما حققت بل، صارت عقبة وجب تجاوزها، وللحركة الحق في ان تقول ما تشاء، فاستراتيجيتها السياسية معلومة وواضحة، لكن اليسار المغربي في نومه منذ القديم. فكان سؤالنا، هل لهذه الحركة ايديولوجية ام لا اول سؤال تثبت لنا الوقائع ان اجابته المتقدمة بان هذا حراك شعبي لا ايديولوجية له، مناورة فاشلة، تحتاج لاعادة فتحه من جديد في ضوء ما تبين ! واذا فهرة شرودنغر بالفعل غامضة عموض العلبية التي كانت موجودة فيها.
... يتبع
* ارفين شرودنغر عالم فيزياء نظرية نمساوي [ فيينا 1887 1961 ]، احد اباء ميكانكيا الكوانتيك الى جانب فرنر هايزنبرغ وبول ديراك، وفاز بجائزة نوبل للفيزياء لسنة 1932، لكنه اخذها الى جانب الكوانيتكيين هايزنبرغ وديراك سنة 1933.
#عماد_عامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيد امال الحسين..الى الامام تاركا خلفه واقعا !!!
-
الطريق المسدود ليعقوب ابراهامي الى سلامة كيلة
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|