|
كي تكونوا خير أمة أُخرِجت للناسِ جميعاً ...!؟
نوري بريمو
الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 06:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مَنْ يُوصِف نفسه أو يدّعي بأنه خيرَ أمة أُخْرِجَتْ للناس...!؟،ينبغي عليه بادئ ذي بدء أن يفهم المعنى الحقيقي لتلك الآية من سورة آل عمران من القرآن الكريم: كنتم خير أمة أُخرِجَت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...الخ ، إذ أنّ تلك الأخيَريّة التي منحها الله لأمة الإسلام لا تعني مطلقاً أية أفضلية أو أحسنية على الغير وهي لم تأت من قبيل التفضيل لمجرّد التفضيل ولا لغاية زرع النزعات الأنانية في نفسية الإنسان المسلم ، بل هي فعل و إرادة وطلب الخير للغير من شعوب العالم أجمعين دون استثناء ، وكي لا يفقد أصحاب هذا الإدعاء مصداقيتهم المطلوبة ينبغي عليهم أن يسعوا جاهدين إلى توفير مستلزمات تلك المكانة التي وهبها الله للأتقياء والورعين فقط من عباده الصالحين ، أي أن يوفّروا عوامل الخير في نفوسهم ليتعاملوا بموجبها مع غيرهم من بني البشر ...، ولما كان فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال...!، ففاقد الإرادة الخيّرة إذاً لا يمكنه أن يمنح الخير لأحد من دونه ، وبالمقابل عليه أن لا يتوقع نيل الخير من الآخرين سواءً أكانوا من بني جلدته أو من سواهم . وحتى يكون المسلمون العرب (( خير أمة أُخرِجَت للناس...!؟ )) حقّاً ، يُفتَرَض بهم أن يتعاملوا بالحسنى مع الشعوب الأخرى وخاصة مع تلك الأمم المجاورة لهم تاريخياً على أقل تقدير، وللعلم فإنّ من يطالب بحصة الأسد من الحقوق والأفضلية لنفسه فقط دون الآخرين ، لا يمكنه أن يسير وفق خطى خير الأمم فالخير يعني بما يعنيه العطاء والعطاء بحد ذاته كمفهوم إنساني فاضل هو بعكس الأخذ أي هو المنح قولاً وعملاً وليس المنع والاستعلاء . ولما كان أساس الدين هو ليس أداء الفرائض الإلهية والسنة النبوية فحسب ،بل العمل الصالح و المعاملة الطيبة والسيرة الحسنة والخلق النبيل ، فإنه من باب أولى أن يلتزم المسلمون وخاصة العرب منهم لكونهم يعتبرون أنفسهم (( خير امة أخرجت للناس أجمعين )) ...، بنشر مبادئ التسامح و التآخي و المحبة والسلام بين أمم و شعوب المعمورة ، لا أن يبثوا العداء و النعرات و الكراهية و الرعب وسطهم ، ولا أن يعيثوا في الأرض مبادئ التسفيه والاحتراب و تكفير الآخرين . وبما أنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس ، فلا بدّ للمرء ـ إن كان صالحاً ـ أن يُفصِحَ بجهارة عمّا يحمل في داخله من حسرات وما يدور في مخيلته من أفكار وما يعانيه من حرمانات وما يراه من حملا ت تشويه للحقائق وتشويش للعقول ...الخ ، حتّى ولو كان حدّ السيف موضوع على رقبته . والحق الذي ينبغي أن يُقالَ في هذه الأيام الّتي لا يمكن وصفها سوى بالانكماشية الثقافية في ظلّ سيادة مفاهيم تسييس الإسلام وفق أساليب أمراء المسلمين الجدد أي (( سلاطين الشرور والحروب )) من أمثال : أسامة بن لادن و الزرقاوي و الغامدي و الظواهري ومن لفّ لفّهم من المريدين و المجموعات الّتي تدّعي زوراً وبهتاناً التوحيدية و الاستشهادية و الجهادية وما إلى هنالك من مزاودات سلفية إرهابية مدمرة للذات والآخرين في آن واحد ، في حين هي لا تمت بأية صلة لا بالإسلام كدين تسامحي حنيف و لا حتّى بهذه الظاهرة الإسلامية المرَضيّة الجديدة التي يجري نشرها بقوة الذبح و الرعب والتفجيرات والتفخيخات التي في غالبها تفتك بالمدنيين وتطال البنى التحتية للمجتمعات في العراق وفي غيرها من البقاع الساخنة التي باتت تحترق بأخضرها ويابسها وتتدحرج صوب هاوية الانفجار في هذا العالم الذي تسعى فيه قوى الخير جاهدة من أجل التنويرية و الحياة الديموقراطية والتخلص من الإستبداد و الظلامية بكل أنواعها و أشكالها وشاكلاتها . كلمة الحق التي ينبغي أن تُُقال في هذا المجال هي أنّ المطلب الملحّ من مرجعيات و أئمة الأمّة الإسلامية و خاصة العربية منها أن تجري جرداً حسابياً جدّياً و جريئاً لماهية و نوعية الثقافة و الفكر و السياسة التي يتم نشرها تحت شعار أو ستار (( الدفاع عن أمة الإسلام ...!؟ )) ، ولِما آل أو سيئول إليه الدين الإسلامي في المستقبل في ظل سريان هكذا توجهات غوغائية ضارة دون أي رادع أو صدور أية فتوى من أية مرجعية قد تضع حدّاً لهذا التعدي الظالم إلى حد التمادي على كل أسس وقواعد وشعائر وطقوس وشريعة الإسلامية ...،ولِما ترتّب و تترتب و قد يترتب على هكذا توجهات أصولية سوداوية تضرّ بالصالح قبل الطالح ،وهي في نهاية المطاف تبقى مجرّد منهجيات وسلوكيات غريبة وبعيدة كل البعد عن الآداب و الفتاوى التي تلقيناها عن آبائنا وأساتذتنا وكل الأئمة الصالحين الأوائل ، وبالتالي فهي ستعود بشتى الانعكاسات السلبية علينا جميعا كمسلمين حقيقيين . أمّا الغاية من إجراء الجرد الذي هو واجب وحق بل عبادة وفريضة على كل مسلم يعيش في هذا الزمن الحساس ، فهي القيام بمراجعة نقدية حقيقية للواقع الموجود بهدف تشخيصه بشكل أكثر موفقية للتمكّن من إيجاد الدواء الشافي لهذا الجرح الذي سيبقى ينزف في الجسد الإسلامي المحتَقَن ،ما لم يقف كلّ العلماء و الفقهاء على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم و انتماءاتهم القومية ، وقفة فقهية وجدانية واحدة في وجه هكذا خروقات أو بالأحرى انحرافات تجري في مسيرة المجتمعات الإسلامية و العربية معاً ، أمّا النقاط التي ينبغي الوقوف عندها بمنتهى المسؤولية أمام الله والعباد ، فيمكن تلخيصها بما يلي : 1- ظاهرة الإرهاب الأصولي التي تحولت بتلاحق هجماتها اليومية المروّعة إلى ثقافة مشوّهة تتسرّب كالسموم الفتاكة إلى رؤوس الأجيال الجديدة في مجتمعاتنا التي هي بغنى تام عن كلّ أشكال التكفير والقتل و التدمير وذبح الناس بموجب الهوية المخالفة و العنف العشوائي و... ، والتي هي في نفس الوقت بحاجة ماسة إلى تشرّب ثقافة الحوار و اللاعنف و التسامح و العيش الديمقراطي الذي لم ننعم بالتلذّذ بمتاعه به منذ القدم نتيجة الهيمنة الدائمة لقوى الشر و الاستبداد والشمولية على شعوبنا و بلداننا التي ينبغي علينا جميعاً أن نحولها بعمل الخير وبالفعل السياسي السلمي إلى فضاءات ديموقراطية بل إلى جنات عدْن خالية من القهر والظلم والعدوان في هذه الدنيا . 2- المنهجية الإقصائية المقيتة التي يتبناها قلّة إسلاموية متأسلمة وليست إسلامية طبعاً ، فالمسلمون الحقيقيون لم يكونوا و لا ينبغي أن يكونوا إقصائيين لحضارات وثقافات الآخرين سواءً أكانوا شعوباً أو قبائل أو أدياناً أخرى ، أمّا الدليل في ذلك فهو الآية الكريمة (...إنّا خلقناكم شعوباّ و قبائل لتعارفوا...) وأيضاً الآية (...لا فرق بين عربي و لا أعجمي إلاّ بالتقوى..) ، و التقوى هنا تعني الورع والعمل الصالح والعبادة لله وحده الذي لا شريك له ، و ليس العبادة لأحد غيره سواءٌ أكان المقصود به حاكم دولة أو أمير جماعة أو سلطان حرب أو...الخ ، أي أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بعكس ما يطلبه منا أولي الأمر الجد اللّذين يريدون البيعة لأنفسهم وحدهم دون غيرهم من البشر . 3-مظاهر التميز القومي التي كثرت في معظم البلدان العربية التي يجري حكمها وفق الشريعة الإسلامية كما يدّعون ، حيث بات المفروض على كلّ القوميات غير العربية الموجودة بحكم الظروف السياسية التي مرّت بها تلك البلدان والمنطقة ، أن تنصهر دون أية شروط أو استحقاقات في بوتقة القومية العربية التي هي (( خير قومية أُخرِجَت للناس...!؟ ))... ، و ذلك تحت حجة وجوب الانتماء القسري إلى الأمة السائدة ، و نصرتها في السراء والضراء ، علماً بأن الله و رسوله قد أوصيانا بالعدالة الاجتماعية على أساس سواسية الناس كأسنان المشط وبتمتين أواصر صلة الرحم والقربى وبأحقية حق الجار على سابع جار ... ، فما بالكم و نحن الكورد لسنا مجرّد سابع جار للعرب و إنّما أوّل و أقرب جار لهم ،في حين يتم اضطهادنا و اتهامنا و اعتبارنا غرباء من الدرجة الثانية ، ويجري تهميشنا على قدمٍ وساق في كلّ لحظة و مكان و زمان ، دون الأخذ بأي اعتبار لدورنا الإيجابي الملحوظ في الدفاع عن الإسلام والتمسك بمناسكه في مختلف المراحل والظروف التي مرّت بها هذه البلاد و خاصة تلك المنعطفات العصيبة منها ، أما الشواهد الكوردية على التاريخ الإسلامي فهي كثيرة لكنّ أبرزها بل أكثرها صيتاً وفعلاً ونصاعة في البياض وتضحية لوجه الله هو القائد الكوردي المسلم :البطل صلاح الدين الأيوبي الذي لم يكن بقدوره أن يقهر الأعداء ويردّ كيدهم في تلك الحقبة الصعبة ، إلاّ لكونه لم يميّز يوماً بين هذا أو ذاك ،بل كان يسير تحت راية الإسلام التي تقتضي الإلتزام بمقولة العدل أساس الملك . 4- أحكام الظنين و الغيبية والتسفيه السارية مفعولها لدى أوساط واسعة من الجانب الأكثري العربي والتي لا تنسجم مع قوله تعالى (...ولا تظنّن إنّ بعض الظنّ إثم...) والتي تضع الآخرين في خانة العمالة دون أي تدقيق أو تحقيق أو أية سوابق خيانة بدرت منهم سابقاً ...!؟ ،حيث أن الحكم جوراً على الكورد (( بالارتباط مع الأجنبي ...!؟)) ووصفهم على أنّهم (( مرتبطون مع العدو الإسرائيلي..!؟ )) يُعْتبَر بحد ذاته من أحكام القذف التي حرّمها الله في كل كتبه وخاصة منها القرآن العزيز ، إلاّ أنه بات موضة ينتهجها الكثيرون من المثقفين والأقلام و الجهات الشوفينيّة الحاقدة على أبناء شعبنا الكوردي ، والتي تسعى جاهدةً إلى التعامل مع الحالة الكوردية وفق نظرية المؤامرة التي عادةً ما يتشاطر على ترويجها عديموا الدين و الضمير و الوجدان الإنساني ، فالكورد لا و لم و لن يكونوا يوماً أعداءٌ لا لجيرانهم ولا لهذه الأوطان التي سكنوها منذ القدم بالوراثة أباً عن جد لا بالاغتصاب بالقوة وسفك الدماء ، ليس هذا فحسب بل أرادوا إعمارها ونشر التسامح فيها والدفاع عنها بكل ما ملكت أيمانهم من قوة ورباطة جأش ،ليس هذا فقط بل كانوا عبر الأزمان وعلى الدوام دعاة خير و تآخٍ و محبة بين الشعوب الجارة ، و إنّ إصرارهم الحالي على المطالبة ببعض حقوقهم القومية الديموقراطية المشروعة ورفض الانصهار في بطون الآخرين وامتناعهم للاستسلام والطغيان ، لم يأت أبداً من قبيل خلق المشاكل والفتن بين الأمم وإنما بفعل ظروف وحالات التفرقة والتمييز والإضطهاد العرقي التي تعرّضوا لها مراراً وتكراراً ، ولا يعني أبداّ أنهم يميلون صوب نزعات انقسامية أو عدائية أو مؤامراتية تجاه جيرانهم العرب اللّذين يتوافق الكورد معهم بالفطرة في أمور مجتمعية كثيرة كالجوار الجغرافي والتاريخ والدين و المذهب والعيش المشترك وحتّى الإرادة والآمال والطموحات والأحلام في أحيان وأمكنة وظروف مختلقة وكثيرة . وبما أنّه لدى إعادة النظر بواقعية وموضوعية فيما جرى و ما يجري في المشرق عموما وخاصة العالم الإسلامي منه وبالتحديد في هذه الحقبة و وسط هذا الضجيج الإعلامي المزدحم والمكتظ بشتى أشكال وأنواع القنوات الفضائية والأبواق العدائية المؤذية ، والذي يوحي إلى أنّه تجري محاولات دفع الإسلام باتجاه الحيدان ـ الانحياز ـ عن تعاليمه النبيلة التي توصي بعدم التفرقة بين الشعوب وضرورة الالتزام بالمسامحة و المعاملة الحسنة مع الغير و...، فإننا نجد بأنّه لا خيار أمامنا كمسلمين أصلاء ـ كورداً أكنا أم عرب أم ترك أم عجم ...لا فرق ـ سوى العودة إلى جادة الصواب الديني و الدنيوي المطلوب منا الاسترشاد بها اليوم قبل غدٍ ، و ذلك بانتهاج خطاب سياسي علماني توافقي متلائم مع تعاليم الشريعة السماوية السمحة التي تأمر بالمساواة بين بني البشر أجمعين ، ومتوافق مع الأعراف والقوانين الدولية المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة القاضية بحماية حقوق الإنسان ، وملبي لطموحات وآمال شعوبنا المختلفة المعتنقة معاً للإسلام كدين ،ومنسجم مع ما آلت وستئول إليه الظروف الإقليمية الدولية الحاضرة والقادمة ،وبعيد عن الخطاب الأكثري الفوقي السائد في هذه الأيّام والذي قد يقود المنطقة برمتهاـ فيما إذا بقي رائجاً ـ إلى حدّ الهاوية ،الذي لا يحمد حينها على الحال أحد ،إذ أنّ الندم قد لا ينفع بعد فوات الأوان . فالهاوية إذاً هي في انتظار عالمنا الإسلامي برمته ما لم نلتزم بتعاليم ديننا السمح وما لم نتحلى بصبر أيوب وما لم نسمع لوصايا العقلاء الأولين أمثال غاندي وطاغور وديموقراطيس وابن خلدون وغيرهم من أهل الفلسفة والعلوم الإنسانية ...!؟، أما مجتمعاتنا التي هي جزء لا يتجزأ من هذا العالم الإسلامي فستبقى مهدَّدة بمختلف المخاطر والمفاجئات الخفية منها والظاهرة ، ما لم تبادر كل قوى الخير الإنسانية في هذه المنطقة إلى الوقوف صفاً بل نسقاً قوياً واحداً في وجهة كل قوى الشر اللاإنسانية التي تحمل بل تتشبث بمختلف الأفكار الجنونية والسلوكيات الظلامية والرؤى الجهنمية التي ليس من شأنها سوى الإبقاء علينا في حيرة من أمرنا وضعفاء لا حول لنا ولا قوة . ليس هذا فحسب بل إنّ مثل هكذا خطابات غوغائية و مصدّات كلامية لا مسئولة وخيارات دموية مقيتة وحملات إرهاب متفشية في الأدمغة وفي الشارع وفي ساحات القتال التي يجري اصطناعها وتغذيتها وتمويلها وتجنيدها من قبل قراصنة الحروب التي تنتمي عادة إلى جهات عدائية بل مجهولة وغامضة ، وهي بغالبيتها أي ـ تلك الخطابات ـ البعيدة كلّ البعد عن المصداقية الجهادية وعن أوجه المقاومة العادلة الواجب خوضها وفق الأشكال المشروعة ضد المحتَل الأجنبي حينما يحل في البلاد غازياً ...، ستقلب الآية بعكس ما هو مبتَغى منها وستتسبب في توجيه كلّ أنظار العالم السلبية وبنادقهم صوب صدورنا التي باتت عارية وعزلاء وغير محمية وليست مهيأةٌ بحكم الظروف الذاتية الممكنة والمتوفرة أن تتصدّى لأية رصاصة حقيقية خارقة أو حتى مطاطية أو خلبية . في حين لا بديل وواقع الحال بهكذا منوال وعلى هكذا شاكلة دقيقة عن الالتزام بالخيار الديموقراطي واللاعنف والسلم الأهلي و التلاقي و الحوار فيما بين حضارات شعوب المنطقة ، بدلاً من الدخول في أنفاق سياسية خلافاتية قاتمة ،وبدلاً من الانزلاق إلى متاهات مجتمعية مظلمة من شأنها اختلاق الفتن و الحروب و مختلف أشكال الصراعات القومية أو الدينية أو الطائفية التي تبقى ضارة بالجميع في نهاية أي مطاف عنفي أبعدنا الله عن شروره وتداعياته الغير محمودة والّلامقبولة على الإطلاق لدى الجانب الكوردي المظلوم والمسالم في آن واحد . وأخيراً فإنّ الخطابات الاعتباطية تلك ـ أي خطابات مقاومة الثقافة والحياة الآمنة التي يحملها البعض بدلاً من التحلّي بثقافة الحراك المجتمعي الديموقراطي ـ قد تلقي بأصحابها إلى التقهقر و التراجع بل الاحتضار ،لكونهم باتوا يسيرون في المنحى المغاير بل المعاكس للتيار العالمي الجديد القادم إلينا ،والذي يبدو أنه يميل صوب تثبيت مبادئ و أشكال الديمقراطية و حقوق الإنسان والتأسيس لمقومات المجتمع المدني ، والذي يبدو أيضاً أنه يسير بخطى واثقة نحو إلغاء القَمع والاستبداد والعبودية بكل ألوانها التي أذاقتنا جمعاً مختلف صنوف التعذيب والعذاب . بقي أن نقول بأنّ درهم وقاية خير من قنطار علاج ...،أما الوقاية المقصودة هنا لدرئ مختلف المخاطر، فتكمن في أنه لا بديل أمام شعوبنا المغلوب على أمرها بالجملة ،سوى أن تتحلي بدراهم الوعي الديموقراطي و أن تبحث عن قنطار العلاج اللاّعنفي بل السلمي في مواجهة كافة المفاجئات المقبلة ، فالعنف لا يولّد سوى العنف ...كفانا الله شرّه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )
#نوري_بريمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفتـنة أشـدّ كـفراً مـن القـتل...!؟. محمد سيد رصاص ـ نموذجا
...
-
العلاقات الاخوية الكردستانية بين المشروعية القومية ... والمم
...
-
الحج لايمكن أن يتم بالمراسلة
-
العالم الحاسم ...
-
العامل الحاسم
-
بين الميشيلين عفلق وكيلو... هل ثمة قواسم مشتركة...؟
-
المجلس العام للتحالف يجتاز عتبة عامه الرابع رغم الصعوبات
-
لماذا هذه المعزوفة ..؟!
المزيد.....
-
-لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر
...
-
نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
-
لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا
...
-
أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض
...
-
عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا
...
-
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
-
حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
-
من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
-
بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
-
اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|