أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عبد داود الزكي - ؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)














المزيد.....

؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)


علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 20:09
المحور: المجتمع المدني
    


؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)

الفوضى الخلاقة كلمة اصبحت تتردد كثيرا لتصف ما يجري منذ عقدا من الزمان في الشرق الاوسط من تغيرات وتناقضات وصراعات فكرية وعرقية وطائفية ودينية واجتماعية ولازالت مستمرة ومتسارعة الحدوث والتغير في الفكر والثقافة للانسان في هذه المجتمعات. ان التغييرات التي تحدث اليوم في الشرق الاوسط ليست وليدة رغبة الانسان في هذه المجتمعات فقط وانما جاءت نتيجة تمهيد وتخطيط امريكي لذلك ورافق ذلك ازمات اقتصادية عالمية كبيرة وكأن العالم اليوم يمر في حالة مخاض لولادة عالم جديد تحت الاشراف والسيطرة الامريكية المباشرة. ان الاطراف التي تظهر في ساحة اللعب السياسي في الشرق الاوسط اليوم اغلبها لا تمثل سوى بيادق شطرنج يحركها المارد العالمي الكبير بيده حيثما يشاء بشكل مباشر او غير مباشر. كما ان هذا المارد يروج لثقافة عالمية جديدة (الامركة) ويروج لفكر الغاء المفاهيم والقدسيات الوطنية التي تم التاسيس لها فيما بعد الحرب العالمية الاولى وفقا لحدود رسمت لدول الشرق الاوسط من قبل فرنسا وبريطانيا. يبدو ان فكر العولمة عبر عالم النت والفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي اصبح اداة لهذا التغيير والذي لا نكاد ندرك معالمه الان ويوجد توجه شبابي وتطلعات لا يمكن ان تدرك بسهولة ولا يمكن ان تفسر وفقا للمفاهيم القديمة خصوصا وان مرحلة الفوضى عملت ولازالت تعمل على خلق اربكات فكرية وتناقضات في الرؤى القدسية وستجعل الفكر الشرقي يتجه باتجاه التغرب خصوصا وان الاجيال الجديدة اصبحت لا تدرس في مدرسة الماضي بعد ان تم فرط قيود الشباب وتحررهم وتحركهم بسرعة كبيرة في عالم الاتصالات الحديث الذي احدى اهم وجوهه الاباحية والترغيب والضبابية واللايقينية بعيدا عن المفاهيم السائدة مما سبب الكثير من الحيرة والتوهان لدى هؤلاء الشباب مشكلا قاعدة جديدة لتقبل الافكار الغريبة. ان من يخلق هذه الاجواء هي امريكا بنفوذها وقوتها الاقتصادية والاعلامية الكبيرة وباستخدام بقايا اقزامها في الشرق الاوسط لاستثمار قوتهم الاقتصادية في مشاريع تدمير القيم السائدة في الشرق الاوسط خصوصا وان قوى البترول العربية كانت ولازالت تعيش النعيم والرفاه والتغرب عن الشرق منذ عقود من الزمان لذا فانهم مهيئون فعلا لاستهداف القيم الشرقية وتمزيق الهويات الوطنية الاقليمية في كل بلدان الشرق الاوسط. علما بان النزعة العدائية والعنصرية بالشرق الاوسط لم تنتهي لا دينيا ولا عرقيا ولا قيميا ولا اجتماعيا لذا يمكن بسهول استثمار هذه النزعات باشكال دموية لخلق بؤر التوتر والصراع لتدعم المخطط الامريكي للشرق الاوسط الجديد.
ان بلدان اوربا تخلصت من داء التصارع والتنازع واصبحت موحدة بقوة اقتصادها وتوحد مصالحها (رغم ان ذلك يقلق القطب المتفرد بالعالم وهي امريكا). ان الشرق الاوسط كان ممكن ان يتوحد لكن التدخلات الغربية والتحكم غير المباشر فيه من قبل امريكا هو ما يجعل بلدان هذه الجزء من العالم في حالة من التناقض والتناحر. بالرغم من ان حدود البلدان مثبتة رسميا ولا يمكن التجاوز عليها لكن هذه الحدود ليست هي المشكلة وانما المشاكل الدخلية والعنصرية والطائفية والعرقية والاقتصادية ودوائر النفوذ هي من تجعل الشرق متخبطا في دوامة صراعات لا تنتهي الا بتمزقات جديد وهذا قد يمهد الى استقرار دمويا وماساويا في بداياته وسيكون فيه الكثير من الظلم والدمار للكثير من مكونات الشرق الاوسط على حساب حقوقهم التاريخية. مما قد يمهد لخلق سايكس بيكو امريكية جديدة قد تعمل بعد ذلك على خلق شرق اوسط جديد بانتماءات وقدسيات وطنية واقليمية جديدة. ان امريكا قد تلغي المفاهيم الوطنية السابقة وتمهد لرؤى جديدة وقد تعمل فعلا على خلق انقلابات فكرية عالمية خصوصا بعد ان توحدت اوربا فان امريكا ستعمل على توحيد الشرق ليكون قوة رديفة لامريكا تسيطر عليها وتحركها بالريموت كنترول لتجهض اي مشروع اروبي للسيطرة على العالم.
ان سقوط ايران سينهي الوحدة الاوربية وسيجعل منها وحدة لا قيمة لها كما سيجعل من اقتصاد اوربا تابعا لامريكا ولا يقوى على منافسة دولارها عالميا. حتى وان تدخلت الصين لحل بعض ازمات الاقتصاد الاوربي. ان فوضى الشرق الاوسط اليوم سيتبعها تغيرات في السياسة العالمية ودوائر نفوذها ككل وخصوصا اوربا. وسيرافق ذلك تغيرات اقتصادية عظيمة ستمهد لتفاقم الازمات الاقتصادية لاوربا ويجعلها باضعف حالاتها. وسيسهل تصدير اي ازمة اقتصادية امريكية الى باقي دول العالم.

د.علي عبد داود الزكي



#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مافيات التسلط الديمقراطي المتدكترة ؛؛ لن تنتهي الا بانتفاضة ...
- ؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(2 ...
- ؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(1 ...
- ؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض ...
- ؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض ...
- أزمة الهوية الوطنية العراقية وجذور الطائفية ؛؛اسباب ونتائج؛؛
- ؛؛مجتمعاتنا الشرقية؛؛ هي مجتمعات الازمات المتواصلة
- حلف ايران-امريكا نهاية مرحلة وبداية ؛؛للشرق الاوسط الجديد؛؛
- ؛؛كارثة كبرى تنتظر العراق ؛؛بسبب سوء توزيع الثروة النفطية
- الشرق الاوسط على اعتاب ؛؛انتفاضة المراة لكسر قيود الشرق؛؛
- ؛؛قرار بمنح؛؛:قطعة ارض لكل عراقي ذو جنسية مزدوجة
- ؛؛انتفاضة الورد مستقلة 100%؛؛:ارعبت حكومة المالكي
- 21 مقترح ؛؛لتشكيل الحكومة؛؛
- دعوة للمؤسسات الدينية لتوجيه الشعب للانتفاض؛؛
- تشكيل الحكومة العراقية؛؛ احلام واوهام؛؛
- اسطورة الشرف رجل القمر ؛؛ الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم؛؛
- العراق ما بين فكرة قائد الضرورة و؛؛ الانتفاضة الشعبية؛؛3
- العراق ما بين فكرة قائد الضرورة و؛؛الانتفاضة الشعبية؛؛2
- العراق ما بين فكرة قائد الضرورة و؛؛الانتفاضة الشعبية؛؛
- صراع الكراسي ؛؛ المالكي وعلاوي؛؛ والانتفاضة الشعبية


المزيد.....




- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...
- المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا ...
- شاهد.. مواقف الدول المرحبة بقرار اعتقال نتنياهو وغالانت
- لماذا لم تعقب الحكومات العربية على قرار اعتقال نتنياهو؟
- تظاهرات بفرنسا تدعو لتطبيق قرار اعتقال نتنياهو وغالانت
- صحيفتان بريطانيتان: قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نت ...
- كاميرا العالم توثّق الوضع الإنساني الصعب بدير البلح وسط غزة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عبد داود الزكي - ؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)