أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - اسئلة عراقية..الانسحاب الامريكي الغير مسؤول ، وفاء من لمن؟!














المزيد.....

اسئلة عراقية..الانسحاب الامريكي الغير مسؤول ، وفاء من لمن؟!


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مأساة العراقيين في القرن الحادي والعشرين جراء الاحتلال الامريكي وما اعقبه من مآسي وكوارث لا تختلف بشيئ عن مأساة الهولوكوست لليهود ونكبة 1948 للفلسطنيين ، ذاق العراقيون مرارة الكأس المسموم وبشاعة الموت والعذاب والفقر والتشرد .
يصل العراقيون بعد ايام قليلة وبعد تسع سنوات عجاف الى نهاية حقبة الاحتلال الامريكي الذي وصف من قبل حكومة بغداد بأنه يوم " وفاء " وهنا لا اعلم وفاء من لمن؟! ، هل هو وفاء امريكا للساسة العراقيين بتدمير الدولة العراقية ؟! ام هو وفاءهم بتسليم البلاد بالكامل لمرجعيتهم السياسية التقليدية في طهران؟! ام وفاءهم بقتل وتشريد الملايين من ابناء شعب العراق ؟! .
اتساءل عن مدى دقة تصريحات مسؤولين في الادارة الامريكية وصفو بها انسحاب قوات بلادهم من العراق " بالمسؤول " ،فهل تنصل المحتل الامريكي عن مسؤولياته الاخلاقية والقانونية وربما رفع الوصاية الامريكية جزئيا او كليا عن الملف العراقي تاركين خلف ظهورهم الملايين من الشهداء والجرحى والمعاقين واليتامى والارامل والمشردين يوصف بالمسؤول؟!
هل اعلان الادارة الامريكية سحب قواتها من العراق يعتبر انهاء فعلي للاحتلال ؟، مع بقاء سفارة تعد الاكبر من نوعها في العالم ، بالاف الموظفين والمنتسبين والمتعاقدين الامنين ! .وهل انسحاب قوات الاحتلال الامريكي كاف لرد اعتبار العراقيين ؟!.
يأت قرار " الهروب " الامريكي من العراق في وقت تُحرق فيه البلاد بفوضى الخلافات السياسية .وغياب الامن وفقدان الاستقرار بسبب عدم وجود مؤسسة عسكرية مهنية قادرة على حماية حدود البلاد من التهديدات و التدخلات الخارجية ،وعدم جاهزية قوات الامن والشرطة بالحفاظ على امن ونظام الوطن وحماية المواطن من الجهات العابثة بالاستقرار ، مع تعاظم نفوذ " الاحتلال " الايراني وهيمنته على كافة مفاصل الحياة العراقية وصناعة القرار الحكومي واحتمالات التدخل العسكري اذا ما اقتضت ضرورة ذلك بسبب تحولات المنطقة الجذرية وتغيرات ملامح الاطر الاستراتيجية فيها؟!
في ظل هذا المشهد المتشعب فهل من المنطق ان نسمي انسحاب القوات الامريكية الغازية من العراق بالمسؤول ؟!.
استناداً للقراءات الواقعية للاحداث الجارية نستنتج بأن العراق باقً تحت وطأة نفوذ الاحتلال حتى بعد انسحاب القوات الامريكية ، قد يتفق او يختلف البعض على هذه القراءة ، لكن مع بقاء سفارة بحجم السفارة الامريكية في العراق وعشرات الشركات الامنية المتعاقدة على حمايتها حيث يبلغ عدد عناصرها بالالاف دون مبالغة مزودين بأحدث الاسلحة المتطورة والتكنلوجيا العالية التي دخلت حيز الاستخدام في حروب المستقبل ، يحملنا بالقول بأن نفوذ الاحتلال وتحركاته لا تزال متواجده على الاراضي العراقية ، ناهيك عن هذا، استمرار بقاء الاحتلال الايراني وتعاظم نفوذه وقوته بعد انسحاب القوات الامريكية وتصريح احد القادة الايرانيين بأنهم صاروا اصحاب النفوذ الاقوى في العراق يؤكد هذه الحقيقة، فالاحتلال الايراني هو الاخطر من نوعه على الاطلاق ويحق لنا ان نسميه بالاستعمار الجديد القديم .
مؤكد لدينا كعراقيين ان يوم الانسحاب الامريكي يعتبر يوم نصر حقيقي للمقاومة العراقية الوطنية التي لم تتلطخ بدماء العراقيين ووفاءا لدماء الشهداء وحسرات الارامل ودموع اليتامى ، نعم انه النصر الذي لم يكتمل بعد !
حينما نصف الانسحاب الامريكي بالغير مسؤول فأذن هناك من يتحمل نتائجه الوخيمة!،لاشك في ان حكومة السيد المالكي تتحمل مسؤولية اخلاقية وتأريخية امام الشعب العراقي فلم تتكلف عناء المطالبة بتعويض العراقيين جراء ما لحقهم من كوارث ومآسي سببها الاحتلال ولم تتكلف عناء مطالبة المحتل الامريكي الاعتذار الى الشعب العراقي جراء الغزو والاحتلال الغير مشروع ، واكتفى المالكي بشكر الاميركيين على احتلالهم العراق وسماه يوم الوفاء ! ، وكأنهم اوفوا حقا بوعودهم الوردية التي قطعوها للعراقيين اثناء الغزوا وبعد الاحتلال بأن يجعلوا العراق نموذجا للديمقراطية يحتذى به في المنطقة ! ، تلك الديمقراطية التي تكشف زيفها واتضحت حقيقتها السوداء ، فأي ديمقراطية يتبجح بها ساسة العراق الجدد في ظل الارقام الفلكية للشهداء والارامل والايتام والمعتقلين والمعذبين والمعدومين فقرا وجوعا ؟!، اي ديمقراطية تصدر في زمنها العراق مراكز متقدمة عالميا بتردي مستوى الحياة العامة وتزايد نسبة الفقر بشكل مهول وازدهار ظواهر الفساد والرشى والمحسوبية ، أي ديمقراطية والانسان العراقي اصبح هدف سهل المنال لكل من هب ودب من خارج الحدود ، اي ديمقراطية والملايين من العراقيين مشردين في دول الجوار والعالم باحثين عن ملاذا امن لهم ووطنا بديل ؟!هذه الاسئلة اضعها امام القارئ الكريم، واطرحها على ساسة العراق الجدد وحكامه فهل بامكانهم ان الاجابة عليها بصدق وامانة؟!



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيادي الجريمة في العراق وسوريا ، ملطخة بدماء الابرياء !
- إيران تسعى لتهيئة ممر عبر العراق لقمع الثورة السورية!
- رسالة الى احرار سوريا ..الموقف الشعبي العراقي يختلف تماما عن ...
- نظام الاسد في طريقه للانهيار!
- الاهداف الايرانية في افتعال الازمات العراقية.. قراءة في ملفي ...
- إيران الاستعمارية.. الخطر الداهم!
- رسالة تنبيه عراقية !
- سيناريو تداعيات تقسيم العراق..قراءة ( دولية ) القراءة الثالث ...
- سيناريو تداعيات تقسيم العراق ...قراءة ( اقليمية ) القراءة ال ...
- هادي المهدي..شهيد الحرية والكلمة الحق
- سيناريو تداعيات تقسيم العراق ...( قراءة محلية ) القراءة الاو ...
- حكومة بالوكالة !
- دماء العراقيين دين في رقاب المسؤولين
- الغاء وزارة الكهرباء ضمن حملة الترشيق الحكومي !
- تداعيات تصعيد الرياض ضد دمشق ..الى اين !
- الإنسحاب الأمريكي من العراق ... هذا ما لا يريده الإيرانيون ف ...
- جيش من الاشباح في وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين !
- دكتاتورية الحاكم وإرادة الشعب العراقي !
- أكذوبة الديمقراطية وحقيقة الدكتاتورية في العراق !
- تساؤلات مطروحة وصراعات سياسية مفتوحة وانتهاكات لحقوق الانسان ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - اسئلة عراقية..الانسحاب الامريكي الغير مسؤول ، وفاء من لمن؟!