أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هفال زاخويي - أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة














المزيد.....

أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 16:07
المحور: القضية الكردية
    


شهدت مدينة زاخو بأقليم كردستان يوم الجمعة 2 كانون الأول 2011 أحداثاً مؤسفة بعد صلاة الجمعة ، إذ خرج بعض الشباب من أحد الجوامع تدفعهم على ما يبدو ظاهراً الحماسة الدينية وبعض التقاليد الإجتماعية ليكتسحوا الشوارع ويهاجموا محلات (المساج ) الصينية ومن ثم التحق بهم عدد كبير من الشباب ليهاجموا المرافق والنوادي السياحية وكذلك محلات بيع المشروبات الروحية في المدينة ، وكان يوماً القى بظلاله القاتمة على نفوس أهل المدينة ... خصوصاً منهم أؤلئك الذين ينتمون لزاخو القديمة وتقاليدها المدنية الجميلة .
الثقافة التي تسببت في هذه الحوادث هي ثقافة طارئة على المجتمع الكردستاني برمته ، فلم تكن محلات بيع الخمور في العقود السابقة هدفاً للجمهور ، كما أعتقد جازماً ان الظاهرة الدينية التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة في المنطقة برمتها لم تكن سبباً رئيسياً في ما حدث بقدر ما تقف وراء ذلك ومن أهمها :
- تعثر المشروع الإصلاحي الذي دعا اليه السيد رئيس الأقليم منذ ما يقارب الستة اشهر لحد الآن على أقل تقدير(مسألة الوقت) وعدم ظهور بوادر على تقدم هذا المشروع.
- التباين الطبقي في المجتمع الكردستاني بسبب ظهور (طبقة جديدة) من المنتفعين والتجارالجدد في ظل غياب عنصر العدالة الإجتماعية و تصاعد الحديث الرسمي عن العدالة (أحزاب السلطة الحاكمة) والتي هي بالأساس (عدالة موجهة) مقاساتها حكومية حزبية غير عادلة في وقت ما زالت الدعوات الى الإصلاح مجرد حبر على ورق ، وأقصد الإصلاح الجذري في شتى مجالات الحياة .
- غياب البرامج الترفيهية لشريحة الشباب وحالة الحرمان التي تعانيها والعوز مقابل التطلعات الكبيرة والطموحات غير المحدودة لها .
- اتساع الفجوة بين جيلين لا يفهمان على بعض ، جيل ما زال يتحدث بأسم الثورة والزعامة والقيادة الضرورة (في ظل تناقض شديد بين القيم والمباديء وبين ما يحدث على أرض الواقع من فساد إداري ومالي)، وجيل لايفهم ولا يعرف ولا يؤمن أصلاً بتلك المقولات القديمة ولا يأبه بها .
- كما لايمكن اقصاء العامل الخارجي وتقاطع المصالح الأقليمية لإحداث هزة في التجربة الكردية التي تجاوزت العقدين من الزمن ، خصوصاً ان رياح التغيير في المنطقة بدأت تلقي بظلالها على كل شيء ، فاستقبال رئيس الاقليم لوفد كردي سوري معارض ازعج حكام دمشق واجهزتها الأمنية وكذلك أزعج أنقرة رغم الدعم التركي الظاهري لمنتفضي سوريا ، وبالضرورة أزعج طهران.
- استمرار أزمة الثقة بين الأحزاب الحاكمة في الأقليم وبين أحزاب ومجاميع المعارضة والتي مع الأسف تسعى هي الأخرى للقفز من فوق تطلعات الجمهور وخصوصاً الشباب الكرد ومن ثم استلام السلطة ، فلا اعتقد ان برامجها الحقيقية تتخطى أحلام استلام السلطة فحسب .
- تصاعد المد الاسلاموي في المنطقة برمتها ، وصعود مفهوم ومستساغ للإسلام السياسي الى دفة الحكم في مصر والمغرب وتونس وحتى ليبيا ولا يستبعد أن تكون سوريا أيضاً في الطريق الى ذلك...واقليم كردستان طبعاً ليس استثناءً من القاعدة.
ان هذه الأمور اضافة الى جملة اسباب أخرى أقل اهمية تظافرت لتؤدي الى وقوع ما حدث في زاخو وغيرها من المدن في غضون ليلة واحدة ، لكن ما هو مفجع وخاطيء ومثير للجدل ان الخطأ جاء ليعالج الخطأ ، فقد تبع حرق محلات بيع الخمور حرق لمقرات الإتحاد الإسلامي الكردستاني (الأخوان المسلمين ) وتعاطف الحزب الاسلامي العراقي معه خصوصا من خلال الخطاب الإعلامي ( قناة بغداد الفضائية)، ومن ثم حصر رئيس الأقليم المشكلة في كونها تستهدف شريحتين غير مسلمتين هما المسيحية والإيزدية ، وهذا بحد ذاته شيء بعيد الى حد ما عن الواقعية (مع احترامي الشديد لرأي رئيس الأقليم) ، فالذي حدث لم يكن الهدف منه الإعتداء على المسيحيين والإيزديين بقدر ما كان برنامجاً يهدف الى فلتان الأوضاع ... تلك الأحداث المؤسفة أحدثت بعض الألم من خلال جروح طفيفة أصابت الأقليم ، وأدت الى ان يرفع البعض أنخابهم فرحين بما حدث في الأقليم خصوصاً من دول الجوار وبعض الحالمين بإجهاض التجربة الكردية التي هي تجربة شعب وليست تجربة قيادة محددة ، تجربة مجتمع وليست تجربة زعيم أو قائد ضرورة بحد ذاته .



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين
- بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟
- كل مستقل في هذا الوطن خائن وعميل...!
- وهم الديمقراطية العراقية وتأثيراتها على حركات التغيير في الع ...
- سميرة المسالمة رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية تصدق نفسها ؟!
- الى أحرار سوريا - نظام البلطجة البعثية سينهار أمام ارادتكم
- أستاذ كفاح محمود - لنتحاور على خلفية مقالكم - من أجل كردستان ...
- ستتهاوى الكثير من العروش - إنها لحظة تارخية جميلة
- قف أنت في العراق بلد الحضارات...! هنا لا دولة ولا قانون
- الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن ...
- تونس ... كل أصباغ الشعر ومواد التجميل لن تنجح في اخفاء عجز ا ...
- العراق بين جدران أقليمية آيلة للسقوط-قراءة سريعة لمعادلة بدأ ...
- أعطوه من بيت المال خمسين درهماً...!
- ليس هناك من يتقن فن الكيل بمكيالين مثل الساسة العراقيين
- الرعاية التركية للإجتماعات العراقية السورية في أنقرة...عمرو ...


المزيد.....




- آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
- إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
- 4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر ...
- أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا ...
- الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق ...
- كندا وكولومبيا تتعهدان باعتقال نتنياهو
- هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعو ...
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
-  مقتل واعتقال اكثر من 70 ارهابيا جنوب شرقي ايران


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هفال زاخويي - أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة