أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 03:22
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
"هربت خوفا على حياتها"
بهذا بدأت نيويورك تايمز التقرير المخصص للمساواة بين الجنسين في اوسلو العاصمة النرويجية.
كان زوجها قد اغتصبها اكثر من مرة في سنوات زواجهما الـ 15 لا ان تلك الليلة كانت الاشد، اغتصبها مرارا وتكرارا، أراد ان يقتلها.
في ساعات الصباح الاولى استعدت للهرب، ونزلت السلم، ومنه تسللت عبر الباب الى الفناء الخارجي، وطلبت سيارة اجرة، الا انه لاحظ غيابها وخرج ليبحث عنها في الخارج وكاد ان يقبض عليها لولا انها ركضت لتصل مركزا للشرطة.
"عرفت انني سأترك حياة كاملة، ومكانتي كأم وعائلتي ولكن الرجل الذي تزوجته اصبح مغتصبا وكاد ان يقتلني" هكذا اجابت المرأة التي فضلت عدم ذكر اسمها للصحيفة.
هذا وتعرف النرويج على انها من اكثر البلاد مساواة بين الجنسين في العالم، لكن يبدو ان المساواة لم تصل حد غرفة النوم، واللافت ان كل النساء اللواتي سردن قصصهن مع الاغتصاب الزوجي طلبن عدم ذكر اسمائهن لألا يتعرضن لخطر الانتقام منهن.
ان العنف الجنسي امر شائع في الدول الاسكندافية وغالبا لا يتم التبيلغ عن مرتكبي هذا الجرم ولا يدان مرتكبوه، لانهم يعتبرون ان العلاقة الجنسية وحتى لو كانت غصبا هي من حق الذكر، وهنا تكتنف جرائم الاغتصاب داخل البيوت الغموض والصمت والخجل.
هذا وتعاني واحدة من بين 10 نساء نرويجيات فوق سن الـ15 عاما من الاغتصاب من الشريك، في الوقت الذي اصبح فيه الشارع اكثر امانا من المنزل اذ ان قوانين المساواة لا تنفذ الى منزل العائلة (غرف النوم بالاحرى) ويعتبر كل ما يحصل فيها من الامور الخاصة بها.
فمنذ عقود تسري هذه الجريمة على مرتكبها اذا كان ارتكبها مع شخص غريب عنه وخارج اطار المنزل اما اذا ارتكبت في المنزل وبين الشريكين الزوجين او الصديقين فانها تعتبر قضية خاصة بهما، اما في بعض الدول فتعتبر جريمة اغتصاب الزوجة جريمة من منطلق امتلاك الزوجة لجسدها وان من حقها السيطرة عليه.
وفي النهاية اود القول ان لكل مجتمع خصائصه وطرقه في اهانة المرأة فلا القانون يمنع امتهان المرأة وهدر كرامتها ولا حتى المحاكم تدين مرتكبي هذه الجرائم، ان الذي يمنع اهانة النساء ومعاملتهن كادوات للمتعة بل وتهميشهن واقصاءهن من جوانب الحياة بشكل عام هي الاخلاق، فاذا تربى الجيل القادم على احترام المرأة كانسان لها ما له وعليها ما عليه فمن هنا يبدأ صلاح حال المرأة ولا سيما انها هي المربية الاولى، صحيح ان المجتمع والمدرسة والجامعة وكل مؤسسات الدولة تعمل على تنميط صورة المرأة في عقول كل الاجيال من خلال الثقافة التي تبثها، الا ان الاصلاح يبدأ من الصفر، والطفل في حال الصفر يكون بين أحضان والدته فعليها ان تربي الولد على احترام حقوق اخته وتعلمه ايضا بانهما متساويان وهكذا سيتعامل مع زوجته وابنتهّ!!
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟