أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي














المزيد.....

محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 16:49
المحور: سيرة ذاتية
    



الأستاذ محمد حسين فرج الله المحامي والشاعر هو عميد جلسات روّاد الزهاوي لا يغيب يوما عنها، بعد أن ينتهي من جدول مرافعاته في محكمة السراي. والاستاذ محمد حسين فرج الله المحامي من خريجي مدرسة الحقوق التي يعود انشاؤها إلى (1908) في أيام ناظم باشا الوالي العثماني. وفي أوائل التسعينيات كان لما يزل يمارس وظيفة المحاماة. ومن زملائه المحامين من خريجي مدرسة الحقوق ورواد المقهى الاستاذ الشاعر أنور عبد الحميد السامرائي. وبين مدة وأخرى كان بعض المحامين الأحدث جيلا يزورون المقهى للالتقاء بزملائهم الروّاد والتداول في قضايا قانونية شرعية أو مدنية (محاكم بداءة) معينة، أذكر منهم الأستاذ الشاعر عماد عبد الرحيم المحامي من مجمع محاكم الكرخ يومذاك.
الاستاذ محمد حسين فرج الله نحيف القوام ضعيف البنية ذا وجه مدور أقرب إلى التثليث، دقيق الملامح، لونه مائل إلى السمرة، يستخدم نظارات طبية وعصا يتكئ عليها في الحركة والتنقل. ورغم طول قامته المقارب (1.7م)* إلا أن حدبة صغيرة تكون واضحة خلال السير وهو يتوكأ على عصاه. وإضافة إلى روح النكتة والدعابة التي تطبع شخصيته، له صفة أخرة مميزة هي احتفاظ شعره باللون الأسود رغم تجاوزه الستين. ذات يوم وصل إلى المقهى حوالي الظهيرة وهو يضحك فسأله الأخوة عن الأمر.. وقال يعقوب شعبان..
- أنه لأمر حسن أن الدنيا ما زال فيها ما يضحك..
- لكن مالذي يجعل الاستاذ فرج الله يضحك اليوم؟..
عندها كان الاستاذ محمد حسين قد أخذ مكانه الذي اعتاد الجلوس فيه بجنب الزجاج في أول (القنفة).. وقال..
- بينما أنا قادم إلى هنا شعرت بشيء من التعب، فقلت أسند ظهري إلى أحد أعمدة الحيدرخانه.. ويبدو وأنا أتكئ على عصاي قد أخذتني غفوة أو تكاد.. ولم أشعر إلا وبضع قطع من النقد تداعب راحة كفي.. فتحت عيني فوجدت أن أحدهم وضع نقودا في يدي.. لقد حسبني شحاذا يا جماعة.. هل تسمعون.. لقد حسبني شحاذا..
- هذا يعني أن الدنيا ما زال فيها خير.. فهناك من يساعد المحتاجين..
- ولكني غير محتاج.. أنا.....
- أعني ما تزال توجد رحمة؟؟
- يعني لو جعلت مكاني هناك قرب عمود الحيدرخانة بدلا من زاوية المقهى هذه لكان مدخولي الشهري أفضل من شغلة التسكع بين أروقة المحاكم ودعاوى القيل قال..
- أسم الاستاذ محمد حسين فرج الله المحامي الكبير أكبر من ذلك يا سيدي..
- أليس من المحتمل أن الذي فعلها هو أحد معارف الأستاذ ، وقصد منه الدعابة لا غير..
- ولم يجد هذا المزعوم طريقة للملاطفة أفضل من هذه المهانة..
- أخشى أن أحدهم صوّرك وأنت في تلك الحال، وتنتشر الصورة ويقال أن الاستاذ....
- يمارس وظيفة ثانية بعد الدوام..
- وأنا في هذه السنّ.. ماذا جرى لك يا بغداد.. يا دنيا..
وكانت تلك الطرفة هي مادة الحديث لبضعة أيام.. بين من يعتبرها سهوا، ومن يعتبرها دعابة مقصودة من صديق..
لم يكن الاستاذ محمد حسين فرج الله محاميا فحسب، وانما قانونيا مجتهدا طالما شغلته بعض الاشكالات أو المواقف القانونية غير المطروقة في دعاوى البداءة أو الشرعية، وخاض مناقشات ومداولات في الفقه والاجتهاد، مع بعض المعنيين في هذا المجال ذوي الباع في الفقه والاجتهاد، الذين أذكر منهم الأستاذ عماد عبد الرحيم المحامي الذي له نشريات اجتهادية في مجال القانون*. وليس القانون وفقهه غير جانب يسير من شخصية الاستاذ فرج الله المحامي الفكرية والفلسفية. فله نظرة خاصة في الوجود والطبيعة، هو أدنى فيها إلى الطبيعيين منه إلى الوجوديين. وفي مجال الفلسفة هو أقرب إلى الكلاميين العقليين في التراث المعتزلي منه إلى فلسفة الغرب. ومن المؤسف له في مجال الاجحاف الثقافي العراقي عدم وجود مجلة أو إطار ثقافي للمتفلسفة وروادها المحدثين للعناية بالمداولات والأبحاث ونشر الدراسات والتأملات الفلسفية التي لم تجد حتى اللحظة مجالا لجمعها وتوثيقها وإخراجها للنور ودفع مسيرة التفكر والعقلانية والفلسفة في فضاء العقل العراقي. وفي ديوانه الشعري الذي أصدره أواخره الثمانينيات (عبث وأنين) كثير من النفثات والشهقات والصدحات الفلسفية الجديرة بالتوقف والدراسة والاستغراق والمتابعة.
ينتسب الاستاذ محمد حسين فرج الله إلى عائلة دينية عريقة من بيوتات النجف المعروفة، وشقيقه السيد محمد حسن فرج الله كان - في وقت ما- عضو الحزب الشيوعي العراقي (عضو محلية النجف). وهو متزوج وله عائلة وأبناء وبنات وأحفاد. ولا شكّ أن للأستاذ من الآثار الأدبية والفكرية والقانونية ما ينتظر الجمع والتوثيق والاصدار من ذويه وأقاربه المعنيين بالثقافة والأدب أو ممن يتوخون فيه العون والوفاء. والاستاذ فرج الله جدير بالاهتمام والدراسة ومستحق منا ومن المعنيين كل الاهتمام والدعم في هذا المجال. وما زلت أحاول توثيق ما تستحضره الذاكرة وأدعو الجميع للمساعدة والمساهمة في دعم ونشر مشروع توثيق رواد وآباء الفكر والثقافة العراقية لما يخدم مسيرة العقل والانسان والوجود.
وديع العبيدي
في السادس عشر من نوفمبر 2011
لندنستان
ـــــــــــــــــــــ
• أعتذر عن خطأ أداة القياس في الموضوع الخاص بالاستاذ مكي عزيز، لذا وجب التنويه والاعتذار.
• الأستاذ عماد عبد الرحيم المحامي نشرت له جملة مداخلات واجتهادات في جريدة العراق البغدادية في الثمانينيات واصدارات قانونية أخرى.
• غادرت العراق في أواخر عام 1991 وانقطعت علاقتي بمقهى الزهاوي وأصدقائي الأعزاء فيها، وهو التاريخ الذي تنتهي عنده هذه المذكرات. للملاحظة مع التقدير.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكي عزيز.. في مقهى الزهاوي
- حقوق الأقليات في العالم العربي في ظل التغيرات السياسية
- صورة جانبية لهشام شرابي /2
- صورة جانبية لهشام شرابي /1
- المنظور الاجتماعي في أدب سارة الصافي
- وردة أوغست..
- كلّ عام وأنت..!
- استقبال....
- لامُن ياؤن سين
- ((حضارة عكسية))
- منفيون من جنة الشيطان 40
- منفيّون من جنَّة الشيطان 39
- منفيون من جنة الشيطان38
- الاتجاه الاجتماعي في أدب يوسف عزالدين
- منفيون من جنة الشيطان37
- منفيون من جنة الشيطان 36
- منفيون من جنة الشيطان35
- منفيون من جنة الشيطان34
- منفيون من جنة الشيطان33
- منفيون من جنة الشيطان32


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي