|
تنفيذا لتوجيهات مشيخات النفط والغاز تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 00:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما توقعت طائفة كبيرة من المحللين والمراقبين السياسيين للحراك الشعبي على الساحة السورية ضد نظام بشار الاسد والذي ظل محصورا في رواد بيوت العبادة والسجود لله الواحد القهار بان لا تتخذ اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري قرارات جدية تقود الى تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية تلبي مطالب الشرائح الاجتماعية الكادحة والمتوسطة من الشعب السوري بل تتخذ مواقف تنسجم مع مطالب المعارضة السورية التي ترفض الحوار مع النظام ولا ترى سبيلا لاسقاطه الا من خلال الاعمال الارهابية التي تنفذها الجماعات الاسلامية المتطرفة ضد ضباط وجنود الجيش وافراد الشرطة السورية وايضا من خلال التدخل الاجنبي , حيث قررت تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية رغم ان القرار لم يحظ بموافقة جميع وزراء خارجية الدول العربية الاعضاء في الجامعة حسبما يقضي بذلك ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي بل اعترضت عليه ثلاث دول عربية هي اليمن وسوريا ولبنان . وحول الاسباب الداعية الى تعليق عضوية دولة مؤسسة للجامعة فقد تضمن القرار الذي تلاه رئيس وزراء ووزير خارجية مشيخة قطر الشيخ حمد بن جاسم - بالمناسبة الشيخ يحتكر حقيبتين وزاريتين ولا يسمح لغيره اشغال احداها باعتباره عبقري زمانه ولا نظير له في حمل الحقائب الوزارية - فرمانات العزل والتاديب التالية : 1-تعليق مشاركة حكومة سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 تشرين الثاني الجاري الى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة في الثاني من تشرين الثاني الجاري . 2- سحب سفراء الدول العربية من دمشق 3- توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة السورية 4- دعوة جمبع اطياف المعارضة السورية الى الاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال 3 يوم للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا على ان ينظر المجلس في نتائج اعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشان الاعتراف بالمعارضة السورية 5- توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف العنف والقتل يقوم الامين العام نبيل العربي بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما قيها الامم المتحدة . الواضح من استعجال وزراء الخارجية في اصدار قرارهم وفرض عقوبات على سوريا لم يجرؤ اكثر دولهم في فرضها على اسرائيل انهم كانوا ينفذون توجيهات شيوخ النفط والغاز وحيث اثبتت مجريات الاحداث في حرب الخليج الاولى والثانية والحرب الاطلسية على ليبيا انهم مجرد ادوات تستخدمهم الادارة الاميركية كما توظف اموالهم المودعة في معظمها في البنوك الاميركية من اجل الاطاحة باي نظام عربي وحتى اجنبي يتبنى مواقف سياسية واقتصادية تتعارض مع مصالح اميركا وربيبتها اسرائيل فما بالك بنظام سوري يقيم تحالفا مع روسيا وايران ويرفض الاعتراف باسرائيل ويقدم الدعم للمقاومة اللبنانية , فلو كان وزراء الخارجية العرب الموقعين على قرار التعامل مع سوريا كدولة مارقة جادين في تطبيق المبادرة التي طرحوها من اجل توفير الحماية للمدنيين السوريين وحل الازمة السورية وما ترتب عليها من مقتل الالاف من المدنيين والعسكريين السوريين فقد كان حريا بهم ان يغادروا مقر الجامعة العربية ويتوجهوا الى المناطق التي تدعي المعارضة الخارجية السورية انها مناطق ساخنة و تشهد مواجهات بين المتظاهرين المسالمين المطالبين باسقاط نظام بشار الاسد من جهة وبين الشبيحة وجيش النظام السوري من جهة اخرى او يشكلوا على قوة من المراقبين وارسالهم الى سوريا ليقوموا بدورهم في مرا قبة الاحداث على ارض الواقع ولاعداد التقارير التي تبين مدى امتثال النظام السوري للمبادرة العربية التي قبل بها : فكيف سيصدق المواطن السوري ورجل الشارع العربي الذي يتابع الاحداث على الساحة السورية ان النظام قد اقترف مذابح جماعية ضد المتظاهرين المسالمين فيما النظام يدعي انه لم يطلق رصاصة واحدة ضد المتظاهرين وبان رصاصه كان موجها ضد الجماعات الارهابية وبان معظم القتلى هم من افراد الجيش والشرطة السورية ومن الارهابيين , وكيف سنصدق رواية فضائيات مشيخات الغاز والنفط ان ثمة ثورة شعبية عارمة تطالب باسقاط بشار الاسد فيما الاعلام السوري يدحضها مؤكدا انها مجرد فبركات اعلامية , وكيف سنصدق انها ثورة شعبية حقيقية حسب رواية فضائيتي الجزيرة والعربية وليس ثورة مضادة يقودها الاخوان المسلمون ويمولها شيوخ البعران في دول الخليج ضد النظام حسبما تؤكد وسائل الاعلام العربية المقربة من النظام السوري وكيف سنصدق ان الحراك الشعبي يضم ثوارا حقيقيين فيما لم نشهد على فضائيات مشيخات البعران ولو مظاهرة واحدة تنطلق من حرم جامعة او معهد او مقر حزبي او نقابي او باحة مصنع من الاف المصانع الموجودة في سوريا او مظاهرة ترفع يافطة تطالب بالعدالة الاجتماعية وتداول السلطة والتعددية الحزبية وبوقف الخصخصة ومشاركة العمال في ادارة المنشات الخدمية والانتاجية التي يعملون فيها الى غير ذلك من الشعارات الثورية التي كنا نرى ثلثوار الحقيقيين يرفعونها في كوبا والجزائر وفنزويلا وفيتنام وغيرها من الدول التي كان تتحكم في مقدراتها انظمة الاستبداد والدكتاتورية وكيف سنصدق ان الحراك الشعبي ضد النظام انه حراك ثوري وهو يرفع شعارات دينية وغيبية والسواد الاعظم من المتظاهرين هم من الملتحين والمجبات والمنقبات . في احدث تصريح لوزير الخارجية السوري يوكد الوزير بان ابواب سوريا ستكون مفتوحة امام اجهزة الاعلام العربية والاجنية حتى تقوم بدورها بتغطية الاحداث على الساحة السورية كما ان الجهات الرسمية مستعدة لتقديم كافة التسهيلاات لاعضاء اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري حتى تتاكد بنفسها من تطبيق السلطات السورية للمبادرة العربية وبان الذين يخالفونها هم من المعارضة المتواجدة في الخارج ومن الجماعات الارهابية : وما دام الوزير وليد المعلم قد حصل على تفويض من راس النظام على فتح ابوب سورية امام وسائل الاعلام فلماذا لا تبادر فضائية الجزيرة والعربية وغيرها من الفضائيات العربية والاجنبية التي تعتمد في تغطيتها للاحداث على معلومات وصور يبعث بها شاهد عيان او ناشط سوري مجهول الهوية لماذا لاتبادر الى ارسال مندوبيها الى الساحة السورية لتغطية الاحداث مباشرة من منطلقاتها الساخنة وحتى يتاكد رجل الشارع العربي ان غالبية الشعب السوري وحسبما تؤكد معارضة الخارج تطالب باسقاط النظام وبان المجلس الوطني المعارض هو الهيئة الممثلة له , وحتى لا تنطلي على المشاهد العربي ولا على نبيل العربي والشيخ حمد المظاهرات المليونية المؤيدة للنظام التي لا ينفك التلفزيون السوري ببث لقطات عنهاه . ولو كان ثمة جدية من جانب الوزراء العرب الباصمين على مسودة القرار الذي اعده الشيخ حمد بن جاسم من اجل توفير الحماية ل23 مليون سوري وليس لثوار المساجد فهل كانوا يضمنونه فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة في الوقت الذي يدركون فيه ان الحكومة لن تتحمل لوحدها تبعات الحصار بل ستنعكس اثاره وربما بشكل ماساوي على المستوى المعيشي للشعب السوري وكما لمسنا ذلك في الحصار الذي فرض على العراق لمدة 11 عاما وكان ضحيته في الدرجة الاولى الشريحة الفقيرة من الشعب العراقي فيما حافظ اركان النظام على امتيازاتهم ومستواهم المعيشي , كذلك لو تمتع الوزراء بذرة من الوطنية والحياء فهل كانوا يطالبون بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا في الوقت الذي تقيم دول عربية علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع الدولة المارقة اسرئيل فيما دول عربية اخرى تفتح اسواقها امام البضائع الاسرائلية اما كان حريا بوزراء الخارجية العرب اذا كانوا حقا عربا قبل ان يطالبوا بفرض عقوبات على سوريا ان يفرضوها على الدولة المارقة اسرائيل باحياء مكتب المقاطعة العربية لاسرائيل الذي تم اغلاقة بتوجيهات من شيوخ الغاز والنفط والبعران ردا على رفضها الانسحاب من الاراضي السورية والفلسطينية واللبنانية المحتلة وايضا ردا على جرائمها التي اقترفتها في الاراضي المحتلة وراح ضحيتها عشرات الالوف من الفلسطينيين . وزراء الخارجية العرب كما اثبتت الوقائع لم يطلقوا مبادرتهم العربية لحل الازمة السورية كما يدعون بل ليتخذوها ذريعة لكي يذهبوا الى مجلس الامن للمطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب السوري وليتخذوها ايضا ذريعة للاعتراف بالمجلس الوطنى السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري . وما يثير السخرية في هذه المسرحية ان النظام السوري مازال يبحث عن مخارج لازمته عبر مؤسسات الجامعة العربية ومتمرات القمة العربية وكأنه لم يدرك بعد ان الادارة الاميركية هي التي تقف وراء المبادرة العربية وهي التي تحرض شيوخ النفط والغاز للاطاحة به وتخلصا من نظام يقيم تحالفا مع روسيا وايران ويرفض ابرام معاهدة صلح مع اسرائيل واقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية معها
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
راشد الغنوشي يؤدي مناسك الحج في مشيخة قطر
-
حل السلطة الفلسطينية ردا على استمرار الاستيطان وتهجير الفلسط
...
-
تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على اي
...
-
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
-
-جرذ الناتو- مصطفى عبد الجليل يكشف عن توجهاته الاخوانية
-
ثوار الناتو يحتفلون بالدمار الشامل لليبيا وقتل القذافي وسحل
...
-
بشار الاسد في مواجهة الانذار الاخير لوزراء الخارجية العرب
-
ان ينصر الله اميركا والاخوان المسلمين فلا هزيمة لهما
-
حشود عسكرية تركية واسرائيلية على حدود سوريا وتحذير سوري للار
...
-
هل تخلى -غليون - عن جنسيته الفرنسية او طرح برنامجا سياسيا حت
...
-
برعاية غليون والشقفة ستتحول سوريا من دولة رعوية الى دولة مدن
...
-
لماذا امر اوباما باعدام ابن لادن بدلا من محاكمته امام القضاء
...
-
بلاغ صادر عن الجناح العسكري للثورة العرعورية جبهة حمص والرست
...
-
التهديد بحل السلطة الفلسطينية واطلاق مسيرات مليونية باتجاه ح
...
-
معارضون سوريون يطالبون بالتدخل العربي والدولي لحماية الشعب ا
...
-
يا للمهزلة : برهان غليون يتحالف مع الاخوان المسلمين
-
حظر فرنسا الصلوات في الشوارع يعرقل تواصل الموحدين مع الله!!
-
هل يؤلّه المسلمون المسيح كما يؤلهه النصارى ؟
-
يوم - للترحيب بتدخل الناتو - , ويوم للغضب ضد روسيا !!!
-
بوحي من اقتحام السفارة الاسرائيلية بالشواكيش فهل يقتحم الفلس
...
المزيد.....
-
صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
-
-حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن
...
-
الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي
...
-
كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح
...
-
جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ
...
-
-تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1
...
-
مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ
...
-
مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
-
أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|