عماد صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 12:24
المحور:
القضية الفلسطينية
لا أريد أن أخوض في الحديث كيف أن حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام استطاعا أن يركعا المؤسسة السياسية والأمنية والعسكرية في إسرائيل لمطالبهما، وعن ما تناولته الصحف الإسرائيلية من خلال كتابها ومحلليها من أن الصفقة كانت انتصارا لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
الانجاز الأعظم في صفقة التبادل تمثلت بالتحديد في فتح المجال يسيرا وسهلا، لإجراء صفقات تبادل مع إسرائيل في المستقبل على وجه من السرعة.
فأي فصيل فلسطيني مقاوم حين يأسر في المستقبل جنديا إسرائيليا أو حتى مدنيا إسرائيليا( كلهم في الاحتياط العسكري) لن تستغرق مسألة التفاوض لأجل إجراء صفقة تبادل للأسرى سنوات طويلة، بل ربما أن المسألة ستتعلق في حينها ببضعة أشهر حتى تخرج إلى النور.
تكون انطباع عام لدى التجمعات الصهيونية في فلسطين(الرأي العام الإسرائيلي) انه لا خيار يجدي في النهاية إلا التسليم بمطالب الآسرين أو بالجل الأعظم من مطالبهم؛ فلا تنفع الحملات العسكرية ولا القدرات الاستخبارية والأمنية مع هذا الجيل الجديد العظيم من المقاومة الفلسطينية خصوصا بصبغتها الإسلامية ( حماس النموذج الأبرز هنا).
وبالتالي فان أول جهة ستشكل ضغطا كبيرا لتسريع إجراء وإنهاء صفقات التبادل هو (المجتمع الإسرائيلي).
نعم، لقد أعطت تجربة اسر شاليط والاحتفاظ به لمدة خمس سنوات دون أن تصل إليه الإمكانات والقدرات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية المدعومة باعتى أجهزة التجسس الإقليمية والدولية درسا قاسيا للاسرائيلين، واستطاعت أن تكوي وعيهم المتشكل بالزيف ماضيا بأنهم القادرون دوما والذين لا يقهرون في مواجهة الصبغة التقليدية من المقاومات الفلسطينية والعربية، لتحيل هذا الوعي الزائف بالتفوق والقدرة والقهر إلى وعي جديد حقيقي ينسجم مع طبيعة هزل وضعف واستسلام الصهيونية السياسية أمام الانجاز والصمود الحقيقي لنسخ المقاومات الإسلامية الجديدة في فلسطين وعموم الإسلام العربي إن جاز التعبير.
بالفعل نستطيع القول أن العنجهية والتعنت الإسرائيلي في المماطلة في إنهاء الصفقات قد انتهت أمام درس شاليط الكاوي للوعي الإسرائيلي الجمعي.
#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟