أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن محسن رمضان - الذهنية السياسية الشعبية الكويتية المتناقضة … الموقف من معتقلي الإمارات الخمسة














المزيد.....

الذهنية السياسية الشعبية الكويتية المتناقضة … الموقف من معتقلي الإمارات الخمسة


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



مشكلة أي سياسة ذات نهج “شعبي” هي أنها تكون فاقدة بالضرورة أي ثبات فكري أو قِيَمي أو حتى أحياناً أخلاقي فيما يخص القضايا المرحلية التي تدعو لها أو تتبناها، بل هي فاقدة القدرة أصلاً على طرح أي مشروع سياسي أو اقتصادي مؤسسي ناضج ومُجدي يخرج بالدولة والشعب من “الإشكالية” التي تعارضها وتستخدمها “شعبوياً” لصالحها. فالسياسة “الشعبية” في جوهرها هي سياسة تستهدف الاستمرار السياسي الشخصي أو الفئوي من خلال النظر إلى الأغلبية الشعبية الانتخابية ومن ثم الاستلقاء (الانبطاح كما هو في المصطلح السياسي الشعبي) تماماً لهذه القوى المتناقضة المتقلبة وفاقدة القدرة على التخطيط المستقبلي وذات المصالح الذاتية الفئوية القصيرة، ولا شيء أكثر من هذا ولا أقل. السلاح الوحيد لمن ينخرط في هذا النوع من السياسة لن يكون أكثر من المقدرة الخطابية في هذه الجماهير المحتشدة التي ترى بعيون انتقائية ومصلحية ذاتية ضيقة ومن ثم اسماعها ما تريد سماعه بالضبط ومن دون زيادة أو نقصان. هذا النوع من السياسة (المعارضة) هو متناقض بطبيعته على مستوى القناعات والفكر والممارسة، هذا واضح جداً في الكويت. فمن جهة، هذه السياسة الشعبية تطالب وتصر على تطبيق القوانين وعلى محاسبة المخالفين لها، ولكنها من جهة أخرى تغض النظر بتعمد عن مزدوجي الجنسية الذين مارسوا التزوير في مستندات رسمية واستنزفوا المال العام بغير وجه حق إلى حد استحقاق وصفها بأنها سرقة لخزينة الدولة بصورة واعية ومنظمة وبعلم وقبول ورضى سياسيي السياسة “الشعبية”. وأيضاً، تطالب هذه السياسة الشعبية بكشف الفساد وبمعاقبة المفسدين، ولكنها تتناسى بتعمد الممارسات النيابية الموجهة للمصالح الانتخابية الفئوية والطائفية بالتحديد من أول الانتخابات القبلية الفرعية العنصرية الخارجة على القانون ومروراً بوساطات العمل والوظائف والعلاج في الخارج ونهاية بالتجنيس غير المستحق لبعض الأقارب والمقربين وبتعمد تفتيت النسيج الاجتماعي على محاور (حضر – بدو) و (سنة – شيعة) وكأن كل هذا ليس فساداً وكأن من شارك فيها ليس فاسد مفسد. كل شيء في هذا القطاع (سياسيين وفئات مجتمع) هو متناقض وهادم للذات، ولا يشذ عن هذا التناقض المواقف السياسية التي يتبناها أو يصمت عنها. كل شيء فيها وفيهم متناقض وغير خاضع لمعيار أخلاقي أو سياسي ثابت محدد. كل شيء ضمنها وضمنهم هلامي.



إلا أن التناقض السياسي الشعبي يرتفع إلى حد يصيب المراقب له بالاشمئزاز عندما يقارن موقفهم من قضايا سياسية أو شعبية متشابهة في جوهرها ولكن عند شعوب مختلفة. فعلى سبيل المثال أقامت السياسة “الشعبية” ورموزها الدنيا ولم يقعدوها بسبب اعتقال كاتب كويتي كان يدعي مصادر وهمية ويؤلف روايات لا أساس لها من الصحة ويدعي حدوثها بالإضافة إلى امتلاكه “تاريخ” يدعو للشك والريبة في دوافعه الأصلية، وأيضاً، أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب اعتقال رجل قانون كويتي وصف الشعب الكويتي بأنه (كلاب) وأهان الرتب العسكرية وأهان مَنْ (وضعهم في هذا المنصب) كما قال بالحرف، ولكنها تتجاهل المطالبات الديموقراطية والاحتجاجات في المملكة العربية السعودية وما نتج عنها من اعتقالات لم يُعرف مصير أفرادها حتى هذه اللحظة. وأقامت السياسة الشعبية الدنيا ولم تقعدها بسبب سوريا والنظام “العلوي” (!) بالتحديد فيها والاعتقالات والقتل الذي يحدث هناك، إلا أن نفس هذه السياسة ومنتسبيها وقطاعاتها “الشعبية” تصمت صمت الموتى عن الانتهاكات الصارخة التي تحدث في السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة إما بسبب العِرق أو الطائفة أو المصلحة. فلا مبادئ أخلاقية هنا إطلاقاً، ولكنها فقط سياسة “شعبية” تميل حيث يميل الجمهور. إلا أن الأقل حظاً من بين الدول الثلاث الأخيرة في التغطية الإعلامية والشعبية هي الإمارات العربية المتحدة. ومعتقلي الرأي فيها هم الأكثر غياباً في الوعي الكويتي.



في مارس الماضي تم تقديم عريضة للإصلاح السياسي من جانب ناشطون سياسيون وحقوقيون إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يطالبون فيها بانتخاب كامل أعضاء المجلس الوطني الاتحادي كما هو مُطبق في الدول الديموقراطية، ويطالبون بتعزيز صلاحيات هذا المجلس التشريعية والرقابية. نتج عن هذه المطالبة البديهية العادلة اعتقال تعسفي لخمسة أفراد من الجنسية الإماراتية ممن وقعوا على هذه العريضة (أحمد منصور، علي عبدالله العبد الشحي، ناصر أحمد خلفان بن غيث، فهد سالم محمد سالم دلك، حسن علي آل خميس) بعد أن تراجع عنها باقي الموقعين خوفاً، وتم تقديم الخمسة للمحاكمة بتهم متعددة منها ارتكابهم جرائم التحريض على عدم الانقياد للقوانين وعلى أفعال من شأنها تعريض أمن الدولة للخطر والمساس بالنظام العام والخروج على نظام الحكم، هذا إلى جانب التهمة الغريبة العجيبة إهانة رئيس الدولة ونائبه والتعرض لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ثم تم إلقائهم في السجن وإحالة أوراقهم إلى المحكمة الإتحادية. مشكلة هذه المحكمة أن جلساتها غير علنية، ولا أحد يعرف ما يدور فيها على وجهة الدقة، وأن أحكامها نهائية غير قابلة للطعن أو الاستئناف. وهكذا سوف يفقد مواطنون خليجيون حريتهم وحقوقهم وكرامتهم (والكرامة هي الكلمة الأكثر تداولاً في السياسة الشعبية الكويتية) من دون أن يرف جفن أحد عليهم عندنا في الكويت وخصوصاً من جانب أبطال السياسة الشعبية وقطاعاتهم. أم الغرائب والعجائب في المنطق والموقف بلا شك.



فهل رأيتم تناقضاً أخلاقياً مثل هذا الذي يحدث عندنا في الكويت؟!



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مشكلة الائتلاف والاختلاف ... الحالة الكويتية كنموذج
- الآراء الاستشراقية في نقد النصوص المقدسة الإسلامية
- مقالة في أن الحرية لا بدّ لها من قانون يقننها
- أن الحرية ذات المنشأ الديني هي حرية أنانية بالضرورة
- المنهج الليبرالي وضرورات الإيمان والإلحاد
- الرأي العام في السياسية المذهبية والدينية
- في أوهام الشعار الإسلامي (صالح لكل زمان ومكان)
- المشكلة العرقية في المجتمع الكويتي
- المشكلة السياسية في الكويت
- الخطاب التمجيدي الإسلامي
- ضرورة إعادة قراءة وصياغة الفقه الإسلامي
- والشعب أيضاً كان يريد إسقاط النظام أيام عثمان بن عفان
- الحرية التي نريد


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن محسن رمضان - الذهنية السياسية الشعبية الكويتية المتناقضة … الموقف من معتقلي الإمارات الخمسة