أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيرين سباهي - د.وليد سعيد البياتي .....وشيرين سباهي في رحلة من خلف جدار الصمت....















المزيد.....


د.وليد سعيد البياتي .....وشيرين سباهي في رحلة من خلف جدار الصمت....


شيرين سباهي

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 07:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دكتور وليد تسبقنا التحية وتحدونا ..روعة الحوار معك...

شيرين: دكتور وليد متى يكون الانتصارُ كاملاً وبالمفهوم السياسي؟؟

د.وليد : لا يوجد شيء اسمه انتصار كامل، فالانتصار والاخفاق قضية نسبية في المفهوم السياسي، فامام الانتصار هناك الكثير من الخسائر على الدرب، ولما كانت السياسة المعاصرة تقف على النقيض من الموقف الاخلاقي والالتزام بالعهود والمواثيق، فان الانتصار السياسي المتحقق على حساب الموقف الاخلاقي لا قيمة له.


شيرين : كيف تقيم العراق اليوم وحكومة الصامتون؟

د. وليد : في أيار سنة (2007) نشرت مقالا بعنوان (عندما يصبح الصمت مرضا) والان ونحن في عام (2011) ولايزال الموقف داخل الحكومة ذاته، والغريب ان رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان يقدمون استنكارات ويشجبون اعمال العنف في حين انهم الان في السلطة وعليهم مسؤولية الفعل وليتركوا الاستنكار والشجب للمنظمات والجمعيات والمجتمع المدني، فالمسؤول عليه واجب الفعل قبل الكلام، والغريب انهم يتكلمون ولا يفعلون. العراق الحالي حكومة وقيادة واحزاب بدون استثناء مصابة بالشلل الفكري والاخلاقي والقضية الوحيدة التي يجيدون الحديث عنها هي كيفية البقاء في مناصبهم وكم يربحون شخصيا، حاليا لاتوجد دولة فالعراق الحالي يفتقر الى معايير الدولة ويمكن اعتبار وجود سلطة حاكمة لكن لاتوجد دولة.
شيرين : س: وهو ماسبب احتفاظ المالكي بطارق عزيز ولم يعدم؟

د.وليد : المالكي مجرد أداة اخرى في حقيبة الادارة الامريكية وهو جزء من صفقة بقاء المالكي في السلطة.

شيرين : ومن هم الجناة في هذا الزمن؟

د. وليد : كموقف سياسي وفكري، لايمكن تعليق كل الاخفاقات الحالية وكل الفساد السياسي والاداري والاقتصادي على شماعة جرائم وسلبيات النظام السابق، أو على الضغوط التي تمارسها الادارة الامريكية على الحكومة العراقية، فالفساد قضية شخصية واخلاقية نابعة من الانحراف الذاتي لاعلاقة لها بالاثر الخارجي وان كنا لا نلغي تأثير هذا الاخير في الحدث، فالجناة اولا وآخرا هم الطبقة السياسية الحاكمة حاليا، سواء في العراق او في ما نسميه جزافاً العالم العربي. واقول للطلباني والمالكي والبارزاني والنجيفي وعلاوي والحكيم عليكم تقديم مصلحة الوطن والمجتمع وغلا فلا قيمة لكم في تاريخ العراق.

شيرين : هل تعتقدون انتم كمفكر سياسي في ان مصر تمثل التاريخ الشيعي وهل لك ان تحدد لنا هذا التاريخ بداية ونهاية؟ أم ان التاريخ لم ينتهي بعد؟

د.وليد : أرتبطت مصر بالتاريخ الشيعي منذ الثلث الاول من القرن الاول الهجري، في عهد الامام علي عليه السلام عندما ارسل عليها واليه (محمد بن ابي بكر ت 38هـ)، ثم هاجر اليها الكثير من أهل البيت (ع) وشيعتهم خلال الاضطهاد الاموي والعباسي، حتى ان ابن بطوطة (محمد بن عبد الله الطنجي ت 779هـ) ، اثبت في رحلته وجود قبور تعود لاهل البيت (ع) بعضها يعود الى القرن الاول وبعضها في قرون لاحقة منهم من ينتسب للامام الحسن بن علي (ع) وبعضه ينتسب للامام الحسين وآخرون من اولاد بعض الائمة (ع)، اضافة لاعداد كبيرة من قبور الشيعة ومواليهم. وتاريخ مصر لايزال مرتبطا بالولاء للفكر الشيعي حتى وان انتسب المجتمع المصري لمذاهب فرضتها السلطات الحاكمة في تلك العصور كما في العراق.

شيرين : متى دخل الشيعة على خارطة العالم من جديد؟

د.وليد: كان الشيعة ولا يزالون اساس حركة التاريخ الاسلامي لانهم مثلوا الاصالة الرسالية منذ القرن الاول الهجري، وقد ذكر العديد من العلماء ذلك مثل هاشم الحسني في كتابه (الانتفاضات الشيعية) ومحمد جواد المظفر في (تاريخ الشيعة) وسليمان الظاهر (تاريخ الشيعة) وغيرهم كثير، غير ان الثورة الاسلامية في ايران سنة (1979م) قد غيرت الخارطة الاسلامية وطرحت قضية التشيع على الموقف السياسي والاجتماعي والتاريخي المعاصر عبر تأسيس دولة تتبنى منهج اهل البيت عليهم السلام. اضافة الى ما ذكرته في العديد من دراساتي حول نهاية التاريخ والدور الشيعي البارز فيه.

شيرين : ماسبب انهيار نظرية القطب الواحد التي قادتها أمريكا وما دخل الاتحاد السوفيتي في ذلك؟

د. وليد : شكلت السياسية الامريكية الخارجية المنحازة لاسرائيل عائقاً امام تطور العلاقات الدولية كما انها ادت الى استمرار الهيمنة الدولية لفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي غير انها بدأت تتراجع الان بشكل كبير، حيث اضطرت الادارة الامريكية الى انتهاج مبدأ الكيل بمكيالين في كل المواقف الدولية مما افقدها مصداقيتها من جانب وأثر في سياساتها الاقتصادية من جانب آخر، فالاقتصاد الامريكي بشكل مجمل خاضع لتوجهات اقطاب المال والاعلام واغلبهم من اليهود، او من المتعاطفين معهم، وبالتالي فقد القرار السياسي والاقتصادي للبيت الابيض مرونته، وقد شعر الاتحاد الاوربي بذلك خلال الازمة الاقتصادية الحالية وحاول النأي بنفسة عن الانهيار الاقتصادي الامريكي لكنه لم يتمكن لارتباطه به بشكل جذري من جانب وتكميلي من جانب آخر، اما الاتحاد السوفياتي السابق فقد كان يمثل نظرية اقتصادية وسياسية في قبال النظرية الغربية مما اوجد نوعاً من التوازن الذي فقد بانهياره، والولايات المتحدة تسير بنفس الاتجاه في الانهيار لكن بمعدلات ابطأ.

شيرين : هل هناك فلسفة معينة للموت بالمفهوم اللغوي؟​

د. وليد : عندما كتبت فلسفة الموت في ايلول/2008 اي قبل ثلاثة اعوام حاولت ان اضع فيها موقفي الفكري من الموت كقضية وجودية، وقد ذكرت:

أولا: الموت صفة وجودية ضد الحياة كما في قوله تعالى: " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا " الملك/2. فهناك تناقض وجودي بين الموت والحياة فكلاهما عكس الاخر في المفهوم والمعنى، لكنها يتفقان في انهما معا مخلوقين.

ثانيا: وقد تكون صفة عدمية، وهو عدم الحياة عما من شأنه ان يكون حيا، وبينهما تقابل العام والملكة، فمعنى قوله عزوجل (خلق الموت) : أي قدره كما ورد في إصطلاح العارفين واصحاب السلوك. والموت هو قمع هوى النفس فقد جاء في الخبر: " فمن مات عن هواه فقد حي بهداه " .

وأما الموقف اللغوي من الموت، فهناك خلط كبير بين الموت والعدم، وبينه وبين الفناء، وقد يموت الكاتب اذا فقد حسه الادبي ويموت الرسام اذا فقدت ريشته القدرة على التعبير، ويموت الفيلسوف حين تصبح رؤياه مجرد حقيقة مهشمة، وهذا كله موت مجازي لغويا.


شيرين : دكتور وليد في احد مقالاتك السابقة نوهت حضرتكم الى جملة خطيرة جدا وهي

الحرب العالمية الثالثة ستضع الشكل النهائي للتاريخ أريد ان نرحل معك انا والقارىء لذاك الزمن.

د. وليد: هناك نهايتين للتاريخ:

الاولى: ستتحقق بانهيار الحضارة الغربية او تراجعها الى حد تفقد تاثيراتها الخارجية بسبب تراكم العوامل السلبية وظهور الفكر الاسلامي القيادي بعد انهيار الاسلام السلبي او الاسلام المنحرف الذي تقوده الان السعودية، والذي سيتحقق بظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه). ومن هنا قلنا في دراساتنا السابقة ان الاسلام هو نهاية التاريخ.

الثانية: يوم القيامة، وهو لايحتاج الى تفاصيل هنا.

واذا اردنا الدخول الى كيان تلك المرحلة وبنائها التكويني، فعلينا العودة اولا الى مجمل الاحداث والتفاعلات السلبية لما بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية والتي تكرست في الحرب العراقية-الايرانية، الت اعتبرها اول معارك الحرب العالمية الثالثة والتي ستستمر نصف قرن او اكثر قليلا، وقد ذكرت في دراستي المعنونة (الحرب العالمية الثالثة) انها لاتشبه بقية الحروب لانها ستمثلا اعادة لصياغة البناء التكويني للامم والدول، كما تمثل نهاية عصر الفلسفة الوضعية، وتضع ضوابطاً جديدة للعلاقات بين الدول تدحض من خلالها نظريات الهيمنة والمصالح الغربية، حيث ستقدم مصلحة الامم المقهورة على مصلحة الامم القوية بشكل جذري.



شيرين : متى تحول الاسلام الى قضية سياسية؟

د. وليد : متى لم يكن الاسلام قضية غير سياسية؟ فالاسلام ليس منهجا اجتماعياً او نظرية أخلاقية او اقتصادية فقط، الاسلام قام بالاساس على تحقيق فكرة خلافة الله في الارض وهذه لاتتم حقيقة الا بتأسيس دولة تتمثل بها كل العقائد الالهية وتكون سبيلا لتحقيق الشريعة السماوية، فالاسلام دين للتطبيق في الحياة اليومية بكل تفاصيلها وجزئياتها وهو لايختص بجانب من الحياة دون جانب آخر. فكما ان الاسلام بداية التاريخ البشري فهو ايضا نهاية التاريخ البشري.

شيرين : ماهو سبب تحديدك للحرب العالمية الثالثة من التاريخ (1980) والى (50 سنة) تقريبا.

د. وليد : ذكرت في اجابة سابقة انه لندرك الحرب العالمية الثالثة وكيانها التكويني (فعلينا العودة اولا الى مجمل الاحداث والتفاعلات السلبية لما بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية والتي تكرست في الحرب العراقية-الايرانية)، فعملية الصراع والتدافع التاريخي في محاولة الغرب للقضاء على الفكر الاسلامي الاصيل سيمثل مبررا عقلانياً ومنطقياً للدفاع عن الاسلام، فالحرب العراقية - الايرانية (1980-1988م) ما هي الا معركة تأسيسية لبداية الحرب العالمية الثالثة، وقد يعتبر البعض الحرب اللبنانية هي البداية لكنه سيجد انها بعيدة في منهجها عن الحرب العراقية الايرانية، وقد حللت مجمل العوامل التاريخية ووجدت انها اي الحرب العالمية الثالثة ستستمر نصف قرن وربما اكثر اذا اننا بدأنا نشهد انهيار المنظومة الامريكية الاسرائيلية من خلال اختفاء بعض قيادات الدول الحليفة مثل (مصر وتونس وليبيا) وهناك اليمن والاردن والمغرب كلها مرشحة للتغير وظهور منظومة معادية للمنهج الامريكي الاسرائيلي وايضا هناك اضعاف للدول الحليفة مثل السعودية وقطر والكويت، وهو ما بات يقلق واشنطن وتل ابيب على السواء، وقد ذكرت ذلك بالتفاصيل في دراساتي بين سنتي (2006-2010) والتي سبقت ما يسمى بالربيع العربي حتى اعتبرها بعض الكتاب نبؤآت مستقبلية.

شيرين : هل تعتقد ان سوريا ستتحول الى سوق للموت كما العراق ولماذا؟

د. وليد : تحاول امريكا والغرب عامة فعل ذلك في سوريا بالاتفاق مع اسرائيل وحلفاء امريكا في مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية والبحرين وقطر، فهم من يصدر الموت لسوريا كما صدروا مفخخاتهم واعمالهم الارهابية للعراق، هل نسيت امريكا ان اكثر من ثلثي الارهابيين الذين فجروا مركز التجارة العالمي في نيويورك هم سعوديين؟ لكنها سياسة الكيل بمكيالين، ومن المؤسف ان الاعلام الغربي يتجاهل سلوك سعد الحريري وعمالته للسعودية وتعاونة في قتل المواطنين السوريين بما يمده من مال وسلاح كشفته وسائل اعلامهم هم، لماذا لايقف الغرب مثلا مع ثوار البحرين كما وقفوا مع ثوار ليبيا؟



شيرين : من هم السلاطين اليوم في العالم العربي.


د. وليد : لا يوجد سلاطين بمعنى الملوك والحكام، وانا اعتبر الفلاسفة والعلماء هم السلاطين فلاقيمة للحكام الذين يبيعون بلدانهم كما لاقيمة لمدعي المعرفة امام الاصالة العلمية.

شيرين : هناك رؤية توراتية بقرب زوال أسرائيل ماهو تفسيرك الفلسفي لذلك؟

د . وليد: اليهود لديهم هوس ديني بقرب نهايتهم فهناك عدد كبير من الحاخامات يدرسون التوراة والتلمود بحثا عن اشارات حول نهاية اليهود، وفي أواخر عام (2010) ذكر الحاخام (مردخاي شاكيد) من معهد (هار عتسيون) انه عثر على اسم (اوباما) في نصوص التوراة تشير الى ارتباطه بمعركة (ياجوج وما جوج) والتي تطلق عليها الاخبار التوراتية والتلمودية اسم (معركة هرمجدون)، وهي المعركة التي يعتبرها اليهود لصالحهم حيث يعتقدون بظهور (المسيخ) أو (المسيا) الذي سينتصر له من خلال المفهوم التوراتي ، غير انهم واثقون ان نهايتهم ستكون على يد المسلمين، وفي ذات الامر هناك في الولايات المتحدة من يفعل ذات الشيء. اما كموقف فلسفي فان الامم قد حملت عناصر نهايتها منذ بدايات نشأتها كما ذكرت في الكثير من بحوثي السابقة في فلسفة نهاية التاريخ، واليهود يدركون ان التراكم السلبي لافعالهم سيدفع حلفائهم الى التخلي عنهم كما سيدفع خصومهم محاربة نهجهم، واكرر انهم يدركون كم نهايتهم قريبة. فزوال اسرائيل ودمار اليهود حتمية تاريخية ذكرها القران في مواضع عدة.


شيرين: الكثير يتحدث اليوم عن لهيب الثورات في العالم العربي، لكن لم نرى هناك اي قرار سياسي دولي بالنسبة لثورة اليمن.

د. وليد : لا يرغب الغرب في التدخل العسكري في اليمن بصورة خاصة خوفاً من اشتعال النار في القرن الافريقي اكثر مما هي الان مما يؤثر على حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب وهذا بالتالي سيقلق اسرائيل ويؤثر عليها سياسياً واقتصادياً والولايات المتحدة والناتو لايريدون ذلك، ويكفي تجربتهم في افغانستان والعراق وليبيا والخسائر التي تحملوها. من ناحية أخرة لو امكن تحرير شمال افريقيا تماما من الهيمنة الغربية وتحرير الجزيرة العربية من الحكام والملوك والامراء العملاء للغرب واسرائيل فهذا سيعني السيطرة على مداخل ومخارج البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر والخليج العربي والمحيط الهندي مما يحرم اسرائيل حرية الحركة ويحجم تفاعلاتها، غير اننا نجد ان نقاط هذ المداخل البحرية الاستراتيجية محكومة من قبل انظمة لا تزال تعمل لصالح الغرب اكثر من عملها العربي او الاسلامي، ولهذا كان سقوط مصرا مؤلما للغرب وتحرك ثوار البحرين وثوار اليمن ضد الانظمة العميلة قد شكل عنصرا في تحجيم السياسة الامريكية.

شيرين : هل تعتقد سيادتكم ان الاحداث الشرق اوسطية وضعت المرأة العربية في مكانها الصحيح وكيف؟

د. وليد : لازالت المرأة تحتاج الى المزيد من الكفاح لتحقق ذاتها ككيان وجودي وانساني وروحي وايضاً فكري ووجداني، ان محاولات المرأة في تبيان مظلوميتها من قبل المجتمع الرجالي لا تكفي وحدها في ايجاد منظومة لاعادة صياغات علاقاتها مع مكونات الحياة، عليها ان تستشعر ذاتها، وفي تقديري فان احداث الشرق الاوسط الحالي وذاك البحث عن عناصر التحرر الايجابي قد اوجد فرص مناسبة، فهاهي الضغوط تفلح ولو بشكل محدود في اجبار العقول المتحجرة في السعودية على فسح المجال لمشاركة المرأة في الحقوق المدنية والسياسية وهو لم يتحقق الا بالاصرار، كما ان هؤلاء الحكام باتوا يخشون ان يتهموا بالسلبية والانحراف عن الحقوق العامة.


شيرين : لنترك رائحة البارود والحروب ولنتنسم معك عطر النساء، أين تكمن انوثة المرأة؟

د. وليد : الانوثة قضية نسبية فلكل حضارة معاييرها، ولكل جماعة بشرية ضوابط تحدد مكامن الانوثة في المرأة ففي بعض شعوب افريقا يكون كبر حجم الشفاه، وبعضها بطول الرقبة حتى توضع حلقات خاصة لذلك، وهكذا، غير ان معياري الخاص في تحديد مواصفات الانوثة يكمن في التوافق بين الجمال الجسدي والنضج الفكري.



شيرين : عندما يكتب وليد شعرهُ هل يحتاج الى ان يكون عاشقاً؟

د. وليد : بالتأكيد فرسم صورة ذهنية يبقى قاصراً ما لم تحدث معايشة او تفاعل واقعي، فالشعر احد عناصر التعبير عن حقيقة العشق.


شيرين: ماهي مقومات الشعر الانثوي؟

د.وليد: لا افضل هذه المفردة (الشعر الانثوي) فالشعر والادب والفكر بشكل عام كيانات قائمة بذاتها وتوصيفها بانها انثوية لان امراة تناولتها لايقدم لهذا الكيان الشعري والادبي والفكري شيئا، فاذا قلنا ان هذا شعر انثوي فهل علينا ان نقول ان غيره شعر رجولي؟ بالتأكيد كل انسان (رجل وامرأة) يضفي من شخصيته على عمله فتظهر ملامح هنا وهناك ولكنه ليس نسيج قائم بذاته.

شيرين : للشعرِ عَوالمه ..وللموتِ عوالمه....وللخلودِ في قلب امرأة ما عوالمه، أيهما اصعب ليموت الرجل فيه؟

د. وليد : الاصعب ان يموت الرجل في ذاته اي انه يفقد قدرته على العطاء، فكيف لميت في ذاته ان يحيى في قلب إمرأة حتى وإن كانت محبة وعاشقة؟ فقلب المرأة يمكن ان يكون كهف مظلم، او غابة لاتنتهي، وقد يكون سماء رحبة، وقد اختار ان يموت لاجل قضية حقيقية، أو بين ذراعي امرأة عاشقة.

شيرين :سأذكُر لكَ بعض المنسيين فذكرني بهم:



شيرين :نازك الملائكة:

د. وليد :تلك الشاعرة في انسانيتها، والانسانة في شاعريتها، هي نازك (نازك: لفظ تركي بمعنى رقيق او مؤدب) في حياتها وادبها وشعرها، استاذتنا كنت قد أبنتها وهل مثل نازك.



شيرين : نوال السعداوي:

د.وليد :أعتقد ان الانثى لم تنضج في نوال السعداوي ولا يمكن اختزال تجربتها في مرحلة السجن.



شيرين : غادة السمان:

د. وليد :روح هائمة لم تستقر عند حدود المكان ربما تجاوزت الزمن قليلا، لكني اجد انها حاولت تحقيق التقارب بين الفكر والجسد.

شيرين : محمود درويش:

د وليد :شاعر اضاع قضيته.


شيرين :المنفلوطي

د. وليد تمنيتُ لو انه كانَ حاضرا في عصرنا، وهو مفكر من طراز خاص.


شيرين : المتنبي

د. وليد :شاعر لم يختزل قضيته في القصيدة فاراد ان يستمر عبر الالم.

شيرين : هل هناك شخصيات معينة تمنى لقاءها وليد....ولم تسعفه الاقدار

د. وليد : تمنيت لو أني التقيت أمي التي ام أرها، كما تمنيت لو أني عاصرت الملا صدرا الشيرازي (صدر المتألهين)لدرست عليه الفلسفة الالهية، وجالست ابن سينا لاستمع لحكمته.



شيرين : لكل منا محطات في حياته وانت كثير المحطات....في اي مكان نسى وليد روحه ورحل؟

د. وليد : كتبت مرة اني علقت روحي مثل شباك الصيادين في سواحل الغربة، ولا اذكر اني نسيتها او تخليت عنها، لكن ربما في لحظة عشق صادق حين تلتقي الارواح في عناق الحقيقة.

شيرين : هل يعيش وليد في أرتياحية الذات؟

د. وليد : الراحة الذاتية حالة صعبة التحقق، فمن طبيعة الادباء والمفكرين والفلاسفة والفنانين انهم يفتقدون الراحة الذاتية لانهم في حالة صراع مستمر لاجل تحقيق الذات، فكلما اقتربنا من الحقيقة نكتشف اننا لانزال في اول الطريق.


شيرين : لو خيرت بين منصب سياسي في الحكومة الحاليةو جلسة مع قلم وورقة تسمعك...وفرشاة تأخذك الى لوحة غير ملوثة بالدم أيهما ستختار.

د.وليد : بعيدا عن المثالية والنزعة الذاتية، فان اي منصب سياسي سيبقى قاصراً عن تحقيق ذاتي، ولذا ساختار القلم والورقة والفرشاة.

شيرين : اين يكمن سر نجاحك العلمي والفكري والادبي.

د. وليد : السر يكمن في معرفة الذات، فالانسان هو من يصنع التاريخ.

شيرين : متى سيتوقف الدكتور وليد...عن العبور بين دروب الزمن ويقف قلمه.

د. وليد : ربما سيتحقق ذلك في لحظة الموت وهي ذاتها موقف فلسفي يمثل عبوراً من عالم الوجود الى عالم الروح.

شيرين: هل تعتقد حضرتك أن أرحام النساء العربية قادرة على ان تولد الرجال؟

د وليد : بالتأكيد لا تزال الكثير من الكنوز مخبوءة في ارحام النساء فهذه سنة من سنن الحياة فثمة توالد مستمر للعبقرية، وايضاً توالد مستمر للضحالة الفكرية.

شيرين : الان سأجوب معك َ من خلف نقائض الامس ونطرق باب المرحوم والدك سعيد البياتي وأين هو من التاريخ العراقي

شيرين: الكثير منا يرهب من الموت ويخشاه ...ولكني عرفتك رجلا ينتظره برحابة صدر

لماذا هذا الخوف منه كبشر. ولماذا لايخافه وليد.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟

د.وليد : الموقف من الموت قضية نسبية، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود الخوف، فالخوف من الاشياء ايضاً قضية نسبية، واما سبب الخوف فهو خوف من المجهول، ولعدم معرفة حقيقته وحقيقة الذات، وانا انظر الى الموت من موقف فلسفي واعتقادي، وهو بالنسبة لي عملية عبور بين العوالم فعالم الروح اكثر رقياً من عالم الوجود وإذا كنت عرفت ذلك فالخوف من الموت سينتهي او يتضائل الى حد كبير.

شيرين : هل عدم تخوفك من المنية هو بسبب انك كنت معه وجها لوجه في سجون صدام حسين؟

د. وليد: ربما هو الامر كذلك فمعايشة الحدث تكسبنا خبرة وتجعلنا نتعرف عليه فيقل الخوف منه.


شيرين :هل مازالت رائحة الرطوبة وصدأ القضبان في ذاكرة وليد البياتي كجرح لن يبرأ؟


د.وليد : هو ما ذكرتِ ولهذا نصبت خيمتي على حافة الجرح وعلى دروب الراحلين.
شيرين : وماذا تعلمت من ظلمة السجون خصوصا وانت ابن احد الشخصيات المهمة في تاريخ العراق تعرضت للسجن 5 سنوات ظلماً؟

د. وليد: تعلمت كيف اوقد شمعة في كل مرة أرجع من غرفة التعذيب فكانت الصلواة والذكر حقلا من الشموع اضاء درب الصبر.

شيرين : ما سبب تجاهل التاريخ العراقي لوالدكم وقد كان المرافق الشخصيي للامير عبد الاله الوصي على حكم العراق.
د.وليد : لانه انتمى لقضية هي بمجملها اكثر صدقاً من الذين رضوا بعمليات القتل والسحل التي باركتها أدبيات ثورة مجهولة لا تنتمي لحقيقة الشعب، ورفض ان يكون لعبة بيد القوميين والبعثيين فخرج شامخاً كرمح، وتوفى انساناً بكل معنى الكلمة.

شيرين: سنغمض عيينا قليلا ونجول في خاطرة الزمن ونحي العشق العذري هل تؤمن به؟

وهل كنت احد ضحاياه؟

د. وليد : هذا النوع هو الاكثر براءة ربما لانه يظهر في سن مبكرة قبل تلوث العواطف والافكار، ومن من الرجال لم يتعرض له إلا ما ندر، وهل يمكن ان ننكر هذه اللحظة الممتلئة بالاكتشاف، والمغرقة في الروعة.

شيرين : ماهي الامنية التي لم يحققها وليد البياتي؟

د. وليد : أن اطبع مؤلفاتي التي تجاوزت الستين حتى الان.

شيرين: هل تتمنى نعمة النسيان ومتى ولماذا؟

د .وليد: ربما نعم في بعض الاحيان، فالالم عادة يبدأ كبيرا ثم يخف ويتضائل، وأعتقد ان علينا ان نحاول نسيان جراح غير ان الوقائع المستمرة تدفع بها الى السطح في كل مرة، وهي كالوشوم لايمكن ازالتها الا بالحرق.

كنا معك دكتور وليد وكنت معنا .... ملتقانا في
حوارنا الثالث ..



#شيرين_سباهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤرخ ناهي سباهي يحذر.....والحكومة العراقية تغلق أذنها
- 11 سبتمبر في ذاكرتنا......
- الوزير عيسى قراقع… يفتح أبواب السجون في وضح النهار بحوار مع ...
- حَروف… تحتضر على جدار الذاكرة …د. وليد سعيد البياتي وشيرين س ...
- د.وليد سعيد البياتي المفكر الفنان الشاعر ..ثالوث يحلق في للس ...
- دللول يامبارك .... دللول
- المحقق في الانساب ناهي سباهي ...أسطورة لن يكررها التاريخ يكش ...
- ياهلا بك...
- مِصر في عيونِ رِجالاتِها….
- لقد وصلَ السيلُ الزٌبا سيدي الرئيس.....
- ثرثرة البلهاء .... تُدخل ابن لادن زمن الاساطير
- القرضاوي.... نبي البيت الابيض
- ذات الجديلة ...فوزية المرعي شاعرة الرقة تفتح قلبها للسماء في ...
- ليبيا حلم اليقظة .....والجرةُ المكسورة على رؤوس السفهاء ....
- ياقذافي رُفعت الأقلام وجفت الصُحف واستيقظ النيام وبدأ النتف. ...
- بَاغتني....
- منظمة النسوة النمساوية تبُارك المحروسة ورِجالها .....
- أبو الجون.... يبحثُ عن عبائته في العراق بين سعفُ النخيل وشها ...
- طارق عزيز رجلُ من الأمس ..... رسالة الى المالكي
- بها دخلتَ التاريخ ومن خرم أبرة خرجتَ يامبارك


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيرين سباهي - د.وليد سعيد البياتي .....وشيرين سباهي في رحلة من خلف جدار الصمت....