|
الاجهزه الامنيه العراقيه وتخلفها عن مفاهيم (الحوكمة)
رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 00:51
المحور:
المجتمع المدني
الاجهزه الامنيه العراقيه وتخلفها عن مفاهيم (الحوكمة)
رياض هاني بهار خبير بالشوون الامنية الحوكمة أو الحكم الرشيد أو «إعادة اختراع الحكومة» و«الحكمانية» وغيرها، تعددت المصطلحات والمفهوم واحد متعلق بالأدوار الجديدة للحكومة، وكلها تدور في فلك الإصلاح الإداري وتجديد أداء الحكومات للأفضل بالقيام بواجباتها بالشكل الصحيح وخدمة مواطنيها والمستفيدين من خدماتها بأداء متقن. وضعت بعض المؤسسات العالمية محاور أساسية لمفهوم «الحكومة» و«الحكم الرشيد»، ففي رأي المفوضية الأوروبية أن الحكومة الرشيدة هي «الصراحة ـ المشاركة ـ المحاسبة ـ الفعالية ـ التوافق المنطقي»، وفي رأي منظمة التعاون الاقتصادي «احترام دور القانون ـ الصراحة ـ الشفافية ـ المحاسبة للمؤسسات الديموقراطية ـ العدل والمساواة مع المواطنين»، ويمكن تعريفها كذلك على أنها الحكم الرشيد، الذي يتم تطبيقه عبر سلسلة من القوانين والقواعد التي تؤدي إلى الشفافية وإنفاذ القانون وتقر مبدأ المحاسبة والإنصاف. الحوكمة ecnanrevoG هي كلمة يونانية الأصل مشتقة من كلمة onrebuk التي تعني القيادة أو التوجيه، وقد استخدمت للمرة الأولى مجازاً من قبل أفلاطون في وصفه «للرجل الذي يقود أو ينظم عملاً»، ومن ثمّ تم نقلها إلى اللغة اللاتينيةِ eranrebuG وبعد ذلك إلى العديد مِن اللغات. الترجمة العلمية لهذا المصطلح ـ والتي اتفق عليها ـ هي أنها: "أسلوب ممارسة سلطات الإدارة الرشيدة" يعد مصطلح الحوكمة هو الترجمة المختصرة التي راجت للمصطلح orporate Governance ، أما الترجمة العلمية لهذا المصطلح، والتي اتفق عليها، فهي: " أسلوب ممارسة سلطات الإدارة الرشيدة "، ويمكن توضيح الحوكمة فى صورة مثلث له 3 أضلاع، تقع الحوكمة داخل هذا المثلث..وفى الضلع الأيمن منه إدارةامنيه متميزة .. وفى الضلع الأيسر مجلس الأمناء .. وتمثل قاعدة هذا المثلث اللوائح والقوانين المنظمة لعمل الموسسة. تعتبر الحوكمة هي الحل الجذري لمشاكل كثيرة، تعترض المجتمعات وتخرجها من سلسلة الأزمات والكوارث التي حلت بها وقضت على كثير من مواردها وإمكاناتها، وقد ظهر هذا المفهوم منذ قديم الزمن ولكنه عاد مجدداً في الفترة الأخيرة، وانتقل مفهومه من السياسة وإدارة الدولة إلى المؤسسات والهيئات التي عانت كثيراً نتيجة لغياب الإدارة الرشيدة أو نتيجة للممارسات الخاطئة التي تتبعها، والتي تنعكس بالسلب على المستفيدين من خدمات هذه المؤسسات. وليس شرطاً أن تطبق الحوكمة نتيجة للممارسات الخاطئة التي تتبعها الجهات، بل ان تطبيقها يمكن أن يُسهم أيضاً في تعزيز مستويات الشفافية بها وتحسين خدماتها، نتطرق لها كتعريف اصطلاحي، حيث تعرَّف بأنها (مجموعة من القوانين والنظم والقرارات التي تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في الأداء، عن طريق اختيار الأساليب المناسبة والفعالة لتحقيق خطط وأهداف المنظمة). أهمية الحوكمة للمؤسسات الامنية: تحقق الحوكمة العديد من المزايا إذا ما طبقت في المجال الامني، من أهم هذه المزايا، ما يلي: - تساعد القيادات على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، تساند وتدعم القيادات على اتخاذ القرار بأعلى درجات الرشد والموضوعية، تحدد المسؤوليات والمهام، تدعم الالتزام بالقوانين والأنظمة، تعزز الثقة والمصداقية، ترسخ مبدأ الشفافية، توفر بيئة وعلاقات عمل متميزة، تحقق الاستخدام الأمثل للموارد، تساهم في تقديم خدمات متميزة، تبني جسراً من التواصل مع الشركاء والمواطنين. إن للحوكمة أهدافاً أو بالأحرى تسعى إلى تحقيقها، ومنها: تطبيق مبدأ المساءلة وتطبيق مبدأ الشفافية، الالتزام بتطبيق القوانين والنظم واللوائح، تحقيق الأهداف المخطط لها بكفاءة عالية، اتخاذ القرار القيادي بصورة سليمة من خلال أسلوب المشاركة في صنعه. الأهداف الفرعية لحوكمة الاجهزه الامنية: كما أن الحوكمة تساعد على تحقيق العديد من الأهداف الفرعية، منها: القضاء على البيروقراطية ،مساعدة القيادات في تحقيق الأهداف واتخاذ القرارات بأفضل الطرق، تحديد المسؤوليات والمهام، الحث على الالتزام بالقوانين والأنظمة، تعزيز الثقة والمصداقية، ترسيخ مبدأ الشفافية، توفير بيئة وعلاقات عمل متميزة، وضع أسس للمكاشفة والمحاسبة، المساهمة في تقديم خدمات متميزة، زيادة كفاءة وفعالية الجهاز الأمني، بناء جسور من التواصل والتعاون مع الشركاء، الاستخدام الأمثل للموارد، تعزيز العلاقة بين الشرطة والمجتمع المدني، إدارة المخاطر بكفاءة وفاعلية. انّ أحد أهمّ مبادئ الحوكمة الرشيدة هو تعزيز سيادة القانون بحيث يغدو ذلك آليّة تضمن احترام حقوق الانسان، وتسعى المعايير العالميّة والاتّفاقيّات الديموقراطيّة التي تهدف الى الارتقاء بحقوق الانسان، الى تعزيز مبدأ مساءلة المواطنين لممثّليهم السياسيّين وتسلّط الضوء على من أغفلت الأنظارعنهم وفشلت فوائد المحاكمة القانونيّة في حمايتهم. انّ لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية، من دون أيّ تفرقة أو تمييز. لذلك فهي بحاجة إلى تشخيص ورصد، ووضع آليات تقيس أداءها من خلال وضع مؤشرات للحوكمة ومنها على سبيل المثال: عدد المقبوض عليهم وفق الإجراءات الأمنية، عدد قضايا الفساد التي يهتم لها رجال الشرطة، عدد قضايا التعذيب التي يهتم لها رجال الشرطة، نسبة القضايا المفروضة للجمهور بشفافية من مجموع القضايا المتاحة لهم، نسبة منتسبي القوة المحالين إلى المحاكم الذين تمت تبرئتهم من المجموع العام إلى الذين تقدموا بشكاويهم وتظلماتهم وثبتت صحتها من المجموع العام له. وتعميقاً لهذا الطرح يجب أن تولي القيادة هذه المواضيع (الحوكمة) اهتماماً كبيراً من خلال رفع مستوى ثقافة الحوكمة لمنتسبي الاجهزه الامنيه ونشر الوعي بها من خلال الوسائل المتاحة. لأن منهجيات وآليات وتطبيقات الحوكمة عديدة، وان البرامج التدريبيه على مستوى القيادات العليا والوسطى لاتوجد لديها صوره عن هذه المفاهيم اضافه الى خلو المناهج الدراسية في كلية الشرطة والمعهد العالي للتطوير الامني والاداي.وتهياه مختصين لالقاء المحاضرات عاى قادة الشرطه والاجهزه الامنيه الاخرى وفي النهاية نرى أن هذا الطرح الذي قدمناه يعزز أدواراً وممارسات في مجال تطبيق الحوكمة كمفهوم يهدف في النهاية إلى التميز والجودة، وهذا هدف عام لكل المنظمات المتميزة لتعريف المتدربين بمفهوم ومضمون ومرتكزات الحوكمة، وبالمعايير الأساسية الخاصة بها، وبأهميتها للعمل الامني، ومتطلبات ومحددات تطبيقها في المجال الامني، كما تهدف إلى التعريف بالمؤشرات الكمية التي يمكن أن تعكس مختلف جوانب الحوكمة الشرطية.
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصراعات الوظيفية والصاق التهم والصاق العبوات
-
القضاه المغدورون معلومون والجناه مجهولون
-
الغرور الأمني ثقافة فن الحكم الانتحاري
-
جرائم اغتيال الصحفيين الغير المكتشفه ومخاطرها على الامن الوط
...
-
العشوائيات (سكن الحواسم ) بين المخاطر الامنيه و الوضع الانسا
...
-
مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه
-
غياب سياسه الاعلام الامني في العراق
-
النمو السكاني والتداعيات الامنيه بغياب سياسه سكانيه وطنيه وا
...
-
مكافحه الجريمه والعداله الجنائيه
-
انهيارالدوله البوليسيه الليبيه وترنح القذافي
-
بناء قدرات وزاره الداخليه بين الفهم السياسي ورؤيه المهني
-
معايير اختيار القاده الامنيين ..والفحص النفسي!
-
الترابط بين الامن الوطني و الامن الانساني
-
الشرطه والمجتمع رؤيه محدثه
-
عوامل انتشار الجريمة المنظمة
-
الأمن الوطني العراقي بين خيار اعتماد البحوث وبين العمل العشو
...
-
مخاطر الجرائم غير المكتشفه على الأمن الوطني
المزيد.....
-
-اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام
...
-
-نقل لاجئين سوريين من مساكنهم لإيواء أوكرانيين-.. مسؤول ألما
...
-
ألمانيا: انتقادات حادة لشركات خاصة تدير مراكز إيواء اللاجئين
...
-
آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
-
إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
-
هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
...
-
4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر
...
-
أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا
...
-
الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق
...
-
كندا وكولومبيا تتعهدان باعتقال نتنياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|