مريوان زنكنة
كاتب وصحفي
(Marewan Zangana)
الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 22:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بات واضحا لكل العراقيين بان عراق اليوم هو غير العراق الذي كان من المنتظر ان يكون، فالقادة السياسيين اصبحوا اليوم منقسمين على بعضهم اكثر من اي وقت اخر واصبحوا اليوم كل يغرد خارج السرب الذي كان منتميا اليه، واصبحت مواقفهم واضحة من خلال تلاعبهم بعواطف الشعب، والشارع العراقي بات يعمل من غير قصد ودون ان يعلم على تجميل صورتهم ويساعدهم على استمداد القوة والاستمرار في الجشع الذي هم فيه، لو تمعنا قليلا واعدنا ادراجنا الى الخلف قبل سقوط النظام السابق عام 2003 وجدنا نسبة الوفاق بين هؤلاء مئة بالمائة حول جميع القضايا التي تخص السياسة والاقتصاد، وهم يتلاعبون باحلامه، يحدثونه عن مستقبل زاهر وغداِ مشرق دون ان يكلفوا انفسهم يوما وينزلوا الى الشارع ويشاهدوا كيف يعيش الشعب والى اي مستوى هم في جشع نائمون، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: الى متى الانتظار؟، ففي زمن النظام المقبور كان الشعب ينتظر التغيير وها قد جاء التغيير ولكن ليس بالمفهوم الصحيح فوقع الشعب ضحية ليعيش هؤلاء في خيرات البلد فمنهم من كان يعيش عالة على بلدان اخرى واليوم هو ضمن قائمة الاثرياء وعلى مستوى من النبل ولديهم المناصب وهم يقررون مصير شعبِ كامل، لكن الشارع العراقي لن يسكت كثيرا وهذا ما هو مؤكد فكل فاسد ومقامر ومتاجر بارواح الشعوب له مصير محدد وهو الى مقبرة التاريخ السوداء، فالنصيحة هنا لكل من يحمل مسؤولية في هذا العراق، انظروا حولكم وشاهدوا جيدا ماذا يحدث في الدول المجاورة او مايسمى بالشقيقة وشاهدوا كيف ان الانظمة الدكتاتورية التي لم تستطع ان تعرف ماذا تريد شعوبها منها وبنوا بنيانا مرصوصا بينهم وبين شعوبهم كيف يسقطون كاوراق الشجر في فصل الخريف دون ادنى مستوى من الهيبة وكيف تتحول قادتها بين ليلة وضحاها من ملوك الى جرذان مختبئة داخل قبور هم التي حفروها لانفسهم.
فالكلمة الاخيرة هو كفاكم جشعا وفسادا ومراهنة بارواح العراقيين، واعيدو النظر في حساباتكم فالشعب هو من منحكم السلطة واوصلكم الى ماانتم عليه الان..فاليهديكم الله.
#مريوان_زنكنة (هاشتاغ)
Marewan_Zangana#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟