نضال بلعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 02:15
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
يعتقدُ البعض أنّ الثورة المصرية قد حققت أهدافها، ليبدأ عهد جديد ديمقراطي، بيد أن المشهد السياسي يوحي بغير ذلك، حيث أن محاكمة فلول النظام السابق إقتربت من أن تكون مسرحية هزلية، والفقر والتهميش والإقصاء والقمع ما زال قائماً إلى هذه اللحظة، والتضييق على الثوار قد وصل إلى أوجه.
مع ابتداء الثوار لحشد الجماهير من أجل استكمال الثورة، ظهرت على السطح السياسية القمعية للمجلس العسكري وحلفاؤه، حيث أن الامبريالية استطاعت أن تعيد إنتاج النظام القديم بشكل جديد مقبول جماهيرياً، يخدم سياساتها بإبقاء المنطقة في حالة من اللاوعي والجهل والفقر، واستمرار الدولة كسوق للبضائع الغربية، مع الابقاء على الثروة الوطنية ملكاً لوكلاء الامبريالية، والحد من دور الدولة في الاقتصاد، وقطع الطريق على أي محاولة لاستبدال ثقافة الاعتدال بالثقافة المقاومة.
هنا لابد من الاشارة إلى أن القوى الرجعية والأصولية قدّمت تنازلات لعقد صفقات مربحة مع القوى الامبريالية، على حساب القوى التقدمية التي تم إقصائها وتهميش دورها في المرحلة الانتقالية، لتصبح القوى الرجعية جزئاً من نظام جديد لا يختلف بنيوياً وسياسياً واقتصادياً عن النظام القديم، لتلتف بدورها على مطالب الثوار التقدمين.
إنّ ما أراده الثوار التقدميون هو الانتقال الجذري إلى منظومة سياسية إفتصادية إجتماعية جديدة تنهض بالأمة، التي تحتاج ربما إلى عشرات السنين من المواجهات مع الامبريالية وأدواتها لسحق التبعية، والوصول إلى ثقافة وطنية عروبية تسقِط الثقافة المشوّهة التي صدّرها إلينا الغرب، والتخلص من التبعية الاقتصادية للوصول إلى الدولة المنتجة ذات السيادة الاقتصادية، والتي يتبعها دولة ذات سيادة سياسية يؤمن أفرادها بالحرية الفكرية، مبنية على أساس المواطنة، علمانية تخرِج المجتمع من الاختلافات الدينية والعقائدية والجهوية.
#نضال_بلعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟