أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زكريا حسن - حتمية التدخل الدولي لإنقاذ الشعب














المزيد.....

حتمية التدخل الدولي لإنقاذ الشعب


زكريا حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 22:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




إلى الآن فإن فالثورة السورية تعتبر آخر العنقود في ربيع الثورات وعلى هذا فإن كلاً من الشعب والسلطة يجب أن يكونا قد استقيا بعضاً من الدروس من الثورات التي سبقتها ، ولكن المؤكد أيضاً أن السلطة السورية وإلى الآن فقد تمكنت من إثبات أنها كانت الأقدر على الاستفادة من دروس تلك الثورات وذلك بقدرتها على تحريك بعضٍ من الأوراق التي أعدت البعض منها منذ عقود عديدة وجهّزتها خلال فترة الاستعداد ولعل أهمها يكمن في إمكانية السيطرة على الأغلبية الصامتة عن طريق تشكيل رؤية واقعية لديهم ملخصها عدم توفر البديل المحدد والواضح أو بإظهار أن البديل سيكون أسوأ ، والأخرى التي استقتها من أخطاء الأنظمة الأخرى في التعامل مع الثورات وكمثال على ذلك فلم تقم باستخدام القوة المفرطة الواضحة الآثار.

منذ اللحظة الاولى لبدء الانتفاضة فقد توضحت عدة ملامح اولية للثورة السورية ولعل اهمها هو قابلية هذه الثورة للتآكل بمرور الوقت ويمكن ارجاع ذلك لعوامل عديدة ولعل أهمها
1 كانت من مسلمات الثورة السورية التي وإن حاول البعض استخدام الدبلوماسية لمحاولة تحييد الجيش فقد كان جليا استعداد الجيش منذ زمن طويل للحظة كهذه وتجهيزه للوقوف بجانب السلطة وضد ارادة الشعب كون البديهية المعروفة ان حزب البعث اغتصب السلطة وجرد الجيش من مفهومه الوطني واستخدمها كتابع لسحق كل من يحاول المساس بأمن القصر الجمهوري وليس للدفاع عن أمن الوطن .
2 التخطيط الممنهج من قبل السلطة لإفشال أية ثورة لم تقم بعد نتيجة عمله منذ عقود لجعل الشارع في سوريا مقسما وجاهزا للتفتت اذا ما حاول القيام بأية محاولة لتجاوز مرحلة التوريث الجمهوري وما كان عليها سوى تحريك ادواتها للحصول على نتائج مخطط لها مسبقا
3 تقسيم المعارضة حسب أهواءها وبطريقة تجعلها تؤدي عملاً مبرمجاً ، وإن كانت في غير صالح السلطة في بعض الأوقات فإنها ستكون حتماً في غير صالح الثورة في كثير من الأوقات وتبلورت بعقد العديد من المؤتمرات التي تفوح منها رائحة إقصاء الآخر تارة وتارة أخرى إزالة النظام مع إعتماد ركائزه الفكرية الفضفاضة التي تفتح المجال لحركاتٍ بهلوانية مخادعة تتجاهل حقيقة سوريا ومكوناتها ومستقبلها
نجح النظام الى الان في تجزئة الشارع السوري المنتفض تحت مسمى خاص به
امام انظار المجتمع السوري فالشعب السوري يتكون من منتفض وموالي والمنتفض يقسم الى منتفض سلمي وارهابي وهو يدعي انه يذهب لتخليص الشعب منهم فقط وأما ما عدا ذلك فإن كل شيءٍ مسموح ، وإلى حدٍ ما فإن هذه الآلية ناجعة وخاصة مع تلك الاطراف التي ترى في النظام أداة فعالة للمحافظة على مصالحها الحساسة في سوريا .


امام الشعب السوري مواجهتان حقيقيتان وعليه تخطيهما للوصول الى حريته
الاولى هي مواجهة واقع معارضته التي هي في جزءٍ كبير منها هي معارضة افتراضية او معارضة لم تمارس العمل السياسي باحترافية ويقتصر عملها على القيام ببعض المهام الإعلامية في أغلب الأحيان ، وتحويلها – بعد تمارين المؤتمرات – إلى معارضة فاعلة تمارس عملها بتجسيد رغبة الشعب عبر لقاء مشترك يضمن حقوق السوريين الثائرين ويعبر عن حقيقة سوريا التاريخية وتآلف مكوناتها .
الثانية هي مواجهة النظام وهي التي تحدث ليس عبر الصدام المباشر وذلك لأن أية محاولة لتحويل الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة ضد السلطة يعتبر خطأً فادحاً نظراً لأن النظام مستعد في كل لحظة لتحويل سوريا إلى حمام دم في ظل عدم التكافؤ الذي ستكون القوة والبطش هي الفاصل فيها وليس الحق ، وإنما تحدث عبر ت تمثيل المعارضة الحقيقي لإرادة الشعب للبدء بعملية نقل تجسيد الشرعية المستمدة من الشعب في المعارضة .
ما يجري في سوريا في حقيقة الامر هو حملة شرسة في سوريا من قبل نظام أغتصب السلطة وأستولى على الدولة ضد شعب ينادي بالحرية بطرق سلمية ، مع العلم أن هذا النظام يمتلك من الدعم الخارجي والقوة الوحشية ما يمكنه من البقاء ، الامر الذي لا يدع مجالاً للشك أن هذه السلطة لن تزول بغير أسلوب واحد وهو التدخل الدولي ذلك التدخل الذي دعى إليه أبرز رموز النظام المنشق عليه حالياً وهو عبد الحليم خدام (رغم التحفظات الكثيرة على شخصه وتاريخه السياسي ) فإنني أزعم معرفته بخفايا النظام السوري وتقاطعاته وعلاقاته وارتباطاته ومعرفته بطبيعة العلاقات الاقليمية والدولية وتقاطعاتها ما حدا به للمطالبة بالتدخل الدولي كوسيلة لحصول الشعب السوري على حريته .
الحماية الدولية بصيغتها الحالية المقترحة لن تستطيع إيقاف الدم ولن تستطيع اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين المسالمين ولكن سيقتصر مفعولها على تعداد الجرائم المرتكبة من قبل السلطة بحيادية ما سيكفل كشف الجرائم دون اداة ناجعة لوقفها.
اذا كان المقصود بالحماية الدولية في التي طالب بها السوريون هو المطالبة بتدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين من بطش السلطة بعد الممارسات الوحشية بحق المتظاهرين المسالمين فإن ذلك لن يكون كفيلا بوصول الشعب لحريته ، والحق أننا بحاجة لتدخل دولي عاجل للحيلولة دون سيطرة النظام البعثي ومن يستظل بمظلته مرة أخرى ولعقود أخرى لحرية الحضارة السورية .



#زكريا_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة المبادئ الكردية – ضمانة تفادي المعانتين
- لحية شابٍ لم تنتظم
- ما بين المؤامرتين - الكبرى و الصغرى -
- سوريا – شعب أم شعوب
- يجب إعادة النموذج العراقي منقّحاً - قانون أجتثاث الشمولية


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
- نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد ...
- زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق ...
- 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال ...
- تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي ...
- زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من ...
- حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
- رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
- كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
- أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زكريا حسن - حتمية التدخل الدولي لإنقاذ الشعب