|
رد في القضية الفلسطينية وغيرها
هادي ياسر
الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 08:41
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رد عل مقالة الزميل جواد بولس الملحقة مع خالص التقدير بمناسبة الربيع العربي المزعوم ومشروع دولة للفلسطينيين
وضعت لك علامة عشرة على عشرة بكل جد. اسلوبك حنيني جليلي وان اتسم بالتوسل المغلف بالكبرياء والتحدي الفلسطيني المعهود و بالمخادعة السيلسية..المعهودة ايضا.. المؤطربالعقلانية والندم اسلوبك جمع بين العاطفة وتقرير ما لم يقرر غيره اسلوبك يدعو الى المساندة والدعم لأبي مازن ومشروع الأعتراف بظل دولة فلسطينية وتحت هذا الظل تنزوي خضرة وابتسامة ام فلسطينية وضحكة طفل بريء صاف كحليب من ارضعته حبا ووطنية وبالقرب جدول ينحدر ماؤه الى زيتونات الفيء القريب لا يبتعد كثيرا فهو ايضا كما الأنسان الفلسطيني في عرضة الرقابة والتوقيف والسجن ابو مازن وطني ولا احد يجرؤ ان يدعي او ان يلقي الشبهات على عواهنها المسألة لسيست في اعلان او رفض اعلان الدولة المزعومة لكنها في صلب الدولة المزعومة ان هذا الحل ياصديقي لا يوجد غيره لكنه اهون الشرين على عزرائيلكم وهي المرتعبة من ما هو آت من توافق عجيب لم تكن له سابقة في تأريخ ارض الديانات والأستبداد والزيتون وفي غير ارض الديانات والزيتون..ارض النخيل مثلا.. توافق العولمة الرأسمالية المترنحة مجتمعاتها تحت وطأة الأزمة المالية والأقتصادية مع سخط وغضب وحقد المجتمعات تجاه من يمعن في تعذيبها وقهرها وقتل طموحاتهاوصفو حياتها وآفاق مستقبلها هذا التوافق الأستثنائي يفلت الأمور من عقالها بل يطوح بعقالها ويجردها من جلبابها ويكشف عوراتها ثم يقف حائرا لا يدري ماذا يصنع وهنا يأتي سخاء العولمة المتورمة فالعولمة المتورمة بالخبيث، ومنذ عقود ، تخلت عن اي غطاء وقد اصابها في مقتل لصوصية وجشع ذواتها ونذالة ساستها ويخنقها من رقبتها بكل برود وتفاخر اذرع الأخطبوط الصيني البعيد عن كل شباك الصيد وماذا تصنع اذا كنت ترى احدهم وقد سحب منك الغطاء وقد استولى بقوانينك وقوانين عولمتك في المنافسة والمضاربة والتجارة عل اسواقك ..على عالملك.. على فرص تجارتك وفي القريب سيستولي على تجارتك الأهم لك في المطلق الا وهي تجارة السلاح التي اتخمت بطون افراد شعبك على مر سنين وسنين بلا منافس مقابل حروب تشعلها وقت تشاء واين تشاء وسيكون في متناوله السيطرة على تجارة السيلكون والنفط والغاز وسباق الفضاء ووسائل الرفاه وسينعكس كل ذلك وغيره وغيره على جدية وجودك وارباحك ومشاريعك والكيانات المصطنعة التي انشأت بعد حروب الدمار العالمية التي اسهمت خفية وصلفا في تأجيجها وصب الزيت عليها فخسر عشرات الملايين من البشر الأبرياء حيواتهم.. دون ان يقدم احد منكم الى محكمة دولية او قروية نعم انها حقائق نجهلها نحن ويعرفونها هم بحكم الخبرة الفردية والمؤسساتية والتجارب العريضة على مر الزمن نعم العولمة الرأسمالية في اشد مآزقها المرعبة المخيفة التي تواجه حائطالا يمكنها القفز من فوقه العولمة الرأسماية تفقد حصانها السريع الذي دأبت عمرها تدرب ان يكون الأسرع والأقوى والأجمل حصان العولمة يهرم رونق الرأسمالية يخبو انوار الرأسمالية لم تعد تتلألأ كما كانت.. اذا ماذا تفعل لجأت الى شعار علي وعلى اعدائي تخريب الأسواق وجعل شعار الفوضى الخلاقة تحت سيطرتها وفي تحكمها ومشدود بين اسنانها ومخالبها والأسواق هنا هي بالطبع ليست اسواق الخضرة والفاكهة التي يذهب اليها الفقراء وغيمة البؤس تعلوا رؤسهم المزحومة المثقلة بالحيرة اسواق العولمة هي ذاتها قوانين الرأسمالية ولكن الرأسمالية هنا تريد تخريب قوانينها تريد ان تتنصل عن اعرافها تريد خيانة شرفها الرأسمالي ولا يضيرها في ذلك اي احتساب تخريب القوانين يعني تفويت الفرصة على مبدأ المنافسة ويعني السيطرة على خامات الأرض ويعني التحكم في المياه ويعني اعادة صياغة لأسس التجارة الدولية ان اكثر ما ازعج الرأسمالية هو ان مبادئها قد سرقت من شعب عجيب لا ينفع معه غير ان يلقى في تهلكة اسلحة الدمار الشامل او الأوبئة المصنعة او التجويع حتى الموت ازمة الدين او ازمة طبع العملة تكشف لا اخلاقية مطلقة للرأسمالية في التعامل على المستويين الداخلي والدولي وهي تهرب من مصيرها وقدرها فعلاج الأزمة في قانونها ايام كانت تحترم قوانينها كان يرتكز على وقف المشاريع والشركات الخاسرة وتسريح العمال وغلق ابواب المصانع وليحصل ما يحصل بعد ذلك طالما انها تمتلك القوة المسلحة والأعلام والعملاء والجواسيس والعصابات والقتلة والخونة وبأمكانها ان تصمد في وجه اي اضطراب او تدهور في اوضاع مجتمعاتها طالما امتلكت ناصية القمع والأسكات.. اما وقد تنصلت عن غطاء العملة بالذهب.. فلم توقف مشاريعها ؟..لم تعرض مصالح لوبياتها للأفلاس؟..لم تعرض امنها لمخاطر الأضطراب؟؟؟ ستستمر في طبع النقود ومدها الى سادة الجشع عندها وتستمر في محاسبة الناس في مجتمعاتها على الدقائق التي يهدرونها من وقت العمل في تناول شربة ماء او في الذهاب الى جنة العمال في المصانع الرأسمالية ( المراحيض).. الرأسمالية شيء لا اخلاقي بمعنى الكلمة الرأسمالية رجل نذل قواد او امرأة غانية مستهترة ماذا تفعل وقد اسقط في يدها وما عادت تقدر على الجري والمنافسة؟؟ يبدو انها تتبع عدة سبل كلها مجتمعة تكشف عن الفلسفة الجديدة للرأسمالية اليوم الأول – الأستمرار في طبع العملة بلا غطاء من الذهب ولا حتى بأي تبرير اخلاقي. الثاني- التحجج والتأسف ومسرحيات الجدل المزيف في الكونكرس وعلى الأعلام والتسويف والأدعاء ان بيانات التوظيف لم تكن كما تم التوقع وجاءت مخيبة للآمال..بمعنى مزيد من السيطرة على الآلة الأعلامية الضخمة التي تمتلكهاوتسيرها كيفما تشاء. الثالث_ تقديم الدعم والمساندة المالية المباشرة وغير المباشرة لعتات الرأسمالية وبتدفق رهيب. رابعا_ امتصاص غضب الناس هناك بأدعاء احتمالات هجمات ارهابية ..اسلامية او مسيحية ام جنسية..الخ وجعل الناس في وضع نفسي يشل اي محاولة منهم للتمعن بحقيقة الأوضاع المالية والسياسية وغيرها من المشاكل التاي تكتنفهم.. خامسا_ اغواء الزعماء الضعفاء المتسمين بسمة البراغماتية لبعض الدول خاصة تلك التي تعاني من ازمات مالية وسياسية واجتماعية متفاقمة ..من مثل السيد مدفيدف وكسب تناغمهم مع السياسات المتبعة وان بشيء من الخصوصية والشخصانية والتميز او التفرد على طريقة سنيوريهات افلام هوليود وحتى بوليود اذا كان ولا بد..ومنح فرصة المساومة والتبادل المنفعي الرخيص بعيدا عن التشدقات الآيديولوجية المزعومة..مثال احمدي نجاد ..وتقديم فرص من النجاح المحدود لمصالح قومية ضيقة ولعب ادوار مطلوبة ..كما النموذج التركي..غير النزيه بالمرة.. او الأطاحة بالمكروهين من شعوبهم توطأة لسينيوريهات معدة سلفا.. سادسا_ ضمان تدفق الطاقة حتى وان تطلب ذلك القيام بحملة عسكرية تصرف عليها الملايين بل المليارات اذا كانت من مصادر خليجية او قطرية او سعودية او امار اتية خاصة بعد ان اكتوت الأمارات بنار صنيعها وقبل ذلك عناد الشيخ الجليل زايد في رفض الأنصياع.. وشيوخها يعلمون اين ذهبت سبعون مليارا من الدولارات التي سرقت نهارا جهارا من حساب الشيخ زايد بعد ان رد قذارتهم على وجوههم...هذا مع منح ادوار متميزة حاضرة ومستقبلية لحكام يبرعون في اظهار الخنوع والأريحية تجاه مخططاتهم ..حمد.. سابعا_ الفوضى الخلاقة : وهنا معنى الفوضى معروف ولا شك ..ولكن عبارة خلاقة ماذا تعني؟؟ تعني انك تلخبط كل الأمور وتركب الناس في فرارة الدوامة الدواخة وتهد ما بنوه بشق الأنفس وبالتضحيات على مر العقود وبالغباء تارة والذكاء والفطرية تارة اخرى وبالعنجهية والمصلحية ..الى آخر صفات مجتمعاتنا ..وتتركهم فاقدي التركيز انّا يلتفتون لا يجدون غير المشا كل والأزمات والدمار والخراب والفساد والجريمة بشتى اشكالها المنظمة وغير المنظمة.. ثم تقول لهم مهلا هنالك شروط ليستقيم الأمر وتنضج الأمور: اولها هو ان تعلنوا وتنجحوا مشروع المصالحة..طبعا بعد تفتيت كل الأواصر ..مثال ليبيا.. ثانيها هو ان تبسطو الأمن لينعم الناس بالطمأنينة وتحقيق ما يتمناه جل الناس..طبعا هذا امر يستحيل تحقيقه حتى وان جاءت هي بكل اثقالها العسكرية والأعلامية والسياسية.. هذا علما انها في حقيقة الأمر لا تستهدف ذلك ( تحقيق الأمن ) اطلاقا.. ثالثها هو ان تشرعوا ببناء العملية السياسية في اطار دولة مدنية ديمقراطية..وهذا طبعا مستحيل بسبب انعدام تحقيق العاملين الأول والثاني. ورابعا عليكم الشروع بأعادة الأعمار وهذا يتطلب التقدم الينا بكل ادب وتهذيب بطلب ان نتنازل لنبني لكم مشاريع في البنى التحتية والخدمات والأتصالات..الخ والأهم ان تعيدوا تسليح جيشكم.. وخامسها ستشتهد ..وهذا هو الأخطر ..في شراء ذمم وشرف وعفة ونزاهة كل السياسيين ..كل المشاركين المتنافسين فيما يسمى بالعملية السياسية..وحتى العسكريين وضباط الأمن حتى وان كانوا خصوم بعضهم لتتمكن والى ابد الآبدين من تسيير الدفة كما تشتهي مصالحها .. سادسها ان تجعل الأخيار والطيبين والشرفاء يفرون من بلادهم ..كي تضمن ان لا عودة لأي احتمال في غير مصالحها هي.. سابعها ان تزيد من تفتيت اللحمة الأجتماعية وثامنها ان تعمل على تفشي ثقافة الفساد المطلق وانتشار الأتجار بالجنس وتجارة الحشيشة وتجارة الخمور وتجارة السلاح بل وستتحكم هي بها بدقة لتجني ارباحها ونتائجها.. تاسعها جعل الحياة في البلد صورة من الجحيم الذي يمنع اي امل في مستقبل ( مثال الصومال ) والعراق واليوم ليبيا وغدا من يدري سوريا ليكون الناس في دوامة مطلقة من اليأس والجهل والمرض والأوضاع النفسية اللاانسانية.. نعود الى ثامنا_ زيادة الأنفاق على التصنيع العسكري وتجارة السلاح على المستوى العالمي والعمل على اختلاق الأسباب لحروب جيويبوليتيكية مدروسة بعناية ومبرمجة بشكل شامل.. اذا فياصديقي فأن النخبة الحاكمة في عزرائيلكم تعلم كل ذلك وبكل التفاصيل وليس هذا ما يكدرها بل هي خائفة من ان جشع الرأسمالية وهي في عز ازمتها سيدفعها الى التخلي عما تفاخرت به امام اليهود والعالم طيلة عقود التحضير لقيام الكيان والدفاع عنه.. وهذه النخبة ياصديقي تخاف ان تتحول الى كبش الفداء.. لذلك ادعي ان اهون الشرين لها هو قيام دولة فلسطينية مشروطة ألآن ومسروطة مستقبلا ..خير من احتمالات لا يعرف مدى نتائجها المدمرة نتيجة المأزق الرأسمالي الرهيب. اذا ان كان ابو مازن يعرف كل هذا فتلك مصيبة وان كان ..الخ ودمت ودامت عاطفتك الفلسطينية الأصيلة
فجر أم عاصفة؟ جواد بولس الحوار المتمدن - العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 المحور: القضية الفلسطينية راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
يجب أو لا يجب الذهاب إلى الأمم المتحدة؟ هو السؤال وهي القضية. كل فرد، من ذكر وأنثى، يتعاطى مع هذا الأرق ويفتي بأقطع من قول جهيزة! لا فرق بين خبير أو متخصص، وبين هاوٍ أو بين عالم أو جهول، فالكل أمسى صاحب بيان ويقين وقادرًا على النطق بالحكم. مؤيدون ومعارضون على السواء، حججهم بيمينهم واعتدادهم بصحة موقفهم يهزأ عمليًا بما يخبئه الغيب وأكثر بما طوي من ماض وخبئ في أخاديد الذاكرة وسال حسراتٍ ودماءً في جداول الخسارة والمجازفات غير المحسوبة. لا أبالغ إن قلت إنّها الأنّة ذاتها وإنها ذات الحشرجة، منذ أن تعرى النهار وبانت عورة الواقع، عندما بدأ بيضٌ يخططون لاقتلاع هنود هذه الأرض بالسيف والخديعة والكتاب وما يسّره لهم جهل وجشع وخيانة. منذ ذلك الزمن الأصفر ونحن بين "زغلول" و"زين". راجعوا كتب التاريخ وأيامه فستصدمون. كأننا ما زلنا هناك وكأنما القطار ما زال في المحطة الأولى والأماني ورودًا ووعودًا وغيمًا. من قبل انتداب وخلاله، وقبل كل وفد دولي همّ بزيارة أراضينا أو مجيء لجنة تقص أعلنت أنّها في طريقها إلينا لتعاين وتفحص وتمحّص وتفتي، وقبل كل مؤتمر دعينا إليه في لندن، مرابط خيل أجدادنا وأعمامنا وأخوالنا، أو في باريس أو الشام وغيرها، قبل وخلال وبعد كل تلك اختلفنا كالديكة في حلبات النخاسين والأمراء فأسلنا دماءنا وخنّا وخونّا وأضعنا الفرصة والأرض والدم. قبل قرار التقسيم وخلاله وبعده لم نصغ إلّا لصوت الحق الأجرد وقعقعة الحماقة فأغفلنا أن نتنازل عن بعض حق لنحظى بالرحمة، فهذه كما يبدو أجمل صفات الله. متعِبٌ تاريخنا ومحبِط. لا عبرة لنا في ماضٍ شاخص ولا اعتبار من غيب، لن نطأ عتباته إلا بعمل ومقارعة وإصرار. ولأنني أومن بمن يعمل وأنفر من كثير الكلام والشرح، ولأنني مقتنع بأن كل يوم يمضي ولا نقبض فيه على غيمة إن لم نقبض عليها ستمطر على أرض غيرنا، لن أفاجِئ القراء إذ أعلن أنني لن أشارك في هذه "الزفة" ولن أكتب مقالة علمية أقوم بها بتدبيج الكلام كرجل قانون، ولا بتنقيح طعوني ولا بصفّ شروحاتي كي أصل في النهاية إلى موقفي المنمق والمبرر والمسنود إزاء سؤال الأسئلة وقضية القضايا. فأنا أبارك للذاهبين ذهابهم إلى الأمم المتحدة، ولتكن كرّتهم هذه مباركة وناجحة وكاسبة ولتأتِ بفائدة لفلسطين الأرض والإنسان والهوية والمستقبل والدولة. كُتِب الكثير في هذا الشأن ولا جديد يمكن أن يضاف أو يستحدَث. كثيرون عبّروا عن مخاوفهم من فشل المحاولة، وبعضهم تمادى وعبر عن تشكيكه بنوايا من قرّر وخطّط لها، وفئة صاخبة ضاجة ألمحت لعدم ثقتها بالرئيس أبي مازن "ورجاله" وما إلى ذلك من نوتات أسمعتها أوركسترا فلسطين التاريخية طيلة سني الصراع. لا جديد ولا مخاوف عندي، فأنا أعتقد أن المحاولة بما ستجيء به من نتائج ستراكم شحنات ووزنًا على إنجازات قضية فلسطين وحقوق شعب فلسطين وأرض فلسطين. وإنني أعتقد أنّ هذه الخطوة هي مدماك آخر يزيد من عزلة إسرائيل ويحاصرها دوليًا وأكثر. كذلك إنّني على قناعة آنّ الرئيس محمود عبّاس يمثّل مصالح فلسطين وشعب فلسطين بأعلى درجات المسؤولية الوطنية وأنّ كل من حاول ويحاول، بالتلميح أو بالتصريح، التشكيك بوطنيّته لن يتعدى كونه مزايدًا أو مغرضًا أو جاهلًا أو مدفوعًا بسوء. دفعني لأن أقول ما قلته بهذه الحدة بعض العوامل والأسباب. فأنا لا أعرف الرئيس أبا مازن عن قرب ولم تربطني به علاقات عمل أو غيرها كما كان الوضع زمن الراحل أبي عمّار. لكنني افترضت أنه لو جاءني أبو مازن في ذات صبحٍ وخوّلني جميع صلاحيّاته وأنابني عنه رئيسًا لفلسطين وطلب منّي أن أدير دفة البلاد فما عساني كنت أفعل؟ ما عساني أفعل من أجل أن يعيش شعبي ليس بالحلم والخبز وحدهما! وما عساني أفعل وأنا أعرف ما يخطط لي الأعداء وما يحلم به المدّعون الأصدقاء وما يستطيع فعًلا تقديمه الحلفاء! ما عساني أفعل وأنا أعيش كل لحظة ما يمارسه الاحتلال من اعتداءات وتنكيل وزحف وقضم لأراضي فلسطين وخاصة في القدس العربية المحتلة؟ هذه القدس التي استبيحت وذبحت وشوّهت بالكاد سيتعرّف عليها من يحبّها من بعد وبالقصيدة وبالصلاة فقط! وكذلك أقول ما أقول لأنني تذكّرت ماضينا الشاخص في كل حارة وزاروب وفي أسارير شيوخنا وأمهاتنا. أقول هذا لأنني أعرف أن "الحق لن يضيع" ستبقى مقولة ربما سيتحقق من صحتها أحفادي، لكنني مصرّ أن أحفل وأحتفل أنا بفجر النصر والدولة والكرامة، أو على الأقل أن أحاول أن أقرّب ذلك الفجر لشرفة أحفادي. أخيرًا أقول إنّني أملك بعضًا من تساؤلات ونقاش وخلاف في وجهات نظر مع الرئيس حول بعض القضايا والمسائل، لكن ليس من أجل هذا لن أقبل "إنابته" لي، فأنا سأشكره على ثقته بي وسأعتذر منه، لأنني ابن الجليل، ما تركته يوم كبّر الواعدون والمرابطون على تخوم الحلم والخديعة، وسأبقى ابن الجليل وفيه مستقبل أولادي وأحفادي. أتفهم كل من يتخوَّف من مصير مجهول وكل من يحذِّر عن غيرة وفطنة، ولكن أولئك الذين ملّوا وعافوا شيخوختهم أذكرهم بحكمة ذلك الفيلسوف الذي أحالهم إلى بديلها المتاح الوحيد! لذا سأشكر الرئيس سأتمنى له ولفلسطين ولنا ذهابًا موفقًا ومظفَّرًا ومشرّفًا وإيابًا سالمًا لما تعده الأيام ويخبئه الزمن لنا هناك في المثلث والنقب والجليل ولفلسطين المتأهبة لعناق الفجر والعاصفة. فجر أم عاصفة؟
#هادي_ياسر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد الكريم قاسم..ضحية امراضه
-
المجتمع المصري بداية نظيفة..التحرش الجنسي
-
امنيات مسن الى 25 شباط
-
حول تقرير المصير..وجهة نظر اولية
-
نعم ولا
-
نذر دموية
-
الذهب لا يصدأ.....بمناسبة عيد العمال العالمي
-
حول مساواة المرأة
-
حول مقالة السيد محمد باقرالحسيني
المزيد.....
-
في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
-
لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
-
-بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- -
...
-
قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة
...
-
هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
-
مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور +
...
-
-حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
-
مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف
...
-
مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول
...
-
لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|